الموسوعة الحديثية


- لقَدْ رَأَيْتُ كِبَارَ أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ عِنْدَ المَغْرِبِ، وزَادَ شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو، عن أنَسٍ: حتَّى يَخْرُجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 503 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [والزيادة معلقة وأسندها في موضع آخر] | التخريج : أخرجه البخاري (503) واللفظ له، ومسلم (837)
تَعلَّمَ الصَّحابةُ الكِرامُ رَضيَ اللهُ عنهم مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّلاةَ وأوقاتَها، وسُنَنَها القَبليَّةَ والبَعديَّةَ، وكانوا حَريصينَ على أداءِ أعمالِ التَطوُّعِ والسُّنَنِ النَّبويَّةِ عامَّةً على أكمَلِ الوُجوهِ، في أوقاتِها الصَّحيحةِ والمُناسِبةِ.وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه رأى كِبارَ أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْدَ أذانِ المَغرِبِ يَبتَدِرونَ السَّواريَ، وهي الأعمِدةُ، أي: يَتسارَعونَ ويَتسابَقونَ إليها؛ لِتَكونَ لهم سُترةً؛ لِيُصَلُّوا رَكعتَيْنِ قَبلَ صَلاةِ المَغرِبِ، وكأنَّ غَرَضَهم مِنَ الاستِباقِ إليها الاستِتارُ بها مِمَّن يَمُرُّ بيْن أيديهم؛ لِكَونِهم يُصَلُّونَ فُرادَى، فيُصلُّونَ رَكعتَيْنِ إلى حينِ أنْ يَخرُجَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حُجرَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفي هذا إشارةٌ إلى إقرارِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهم على فِعلِهم هذا؛ حيثُ إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رآهمْ ولم يَنهَهُم. وفي رِوايةِ النَّسائيِّ: «ولم يَكُنْ بيْنَ الأذانِ والإقامةِ شَيءٌ»، أيْ: لم يَكُنْ بَينَهما وَقتٌ طَويلٌ، فكَأنَّ تلك المُسارَعةَ في أداءِ الرَّكعتَيْنِ كانتْ بسَبَبِ قِلَّةِ الوَقتِ الذي يَكونُ بيْن الأذانِ والإقامةِ.وفي الحَديثِ: اتِّخاذُ أعمدةِ المسجِدِ سُترةً لِلمُصَلِّي.وفيه: مَشروعيَّةُ التَّنَفُّلِ قَبْلَ صَلاةِ المَغرِبِ.