الموسوعة الحديثية


- أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ جَمع عليه ثِيَابَهُ ثُمَّ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ، فَأُتِيَ بهَدِيَّةٍ خُبْزٍ ولَحْمٍ، فأكَلَ ثَلَاثَ لُقَمٍ، ثُمَّ صَلَّى بالنَّاسِ، وما مَسَّ مَاءً.وفي رواية: أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ شَهِدَ ذلكَ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وقالَ: صَلَّى، ولَمْ يَقُلْ: بالنَّاسِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 359 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : من أفراد مسلم على البخاري
الطَّهارةُ شِعارُ المؤمِنِ، والإسلامُ دينٌ يَحُثُّ على ذلك، وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُ أصحابَه أُمورَ الطَّهارةِ والوُضوءِ، وما يَنبغي الوُضوءُ منه، وما يُباحُ فِعلُه دُونَ حاجَةٍ لتَجديدِ الوُضوءِ بعدَه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَمَعَ عليه ثيابَه، يَعني: لَبِسَها واستترَ بها، ثُمَّ خرَجَ من بَيتِه إلى الصَّلاةِ في مَسجدِه، وأنَّه أُهديَت له هَديَّةٌ، وكانت هذه الهَدِيَّةُ خُبزًا ولَحمًا، وهو طعامٌ أُنضِجَ بالنَّارِ، فأكَلَ منها ثَلاثَ لُقْماتٍ، «ثُمَّ صلَّى بالنَّاسِ وما مَسَّ ماءً»، يَعني: لم يَتوضَّأ بعدَ أكلِه منَ الخُبزِ واللَّحمِ.
وهذا يَدُلُّ على عَدَمِ وُجوبِ الوُضوءِ ممَّا مسَّتِ النَّارُ، وأمَّا ما ورَدَ منَ الأمرِ بالوُضوءِ ممَّا مَسَّتِ النارُ فإنَّه مَنسوخٌ؛ لهذا الحديثِ وغيرِه، كما عندَ أبي داودَ والنَّسائيِّ عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما: «كانَ آخِرُ الأمرَينِ من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَرْكَ الوُضوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ».
وفي الحديثِ: قَبولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الهَديَّةَ؛ لِمَا في ذلك من تَطييبِ نَفسِ المُهدي وتَفريحِه بذلك.
وفيه: تَيسيرُ الشَّرعِ على النَّاسِ في أمرِ الوُضوءِ والطَّهارةِ بعدَ الأكلِ.