الموسوعة الحديثية


- أنَّهُ أخبَرَهُ مَن سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ وهو بِوادي القُرى وهو على فَرَسِهِ، وَسَألَهُ رَجُلٌ مِن بُلقينٍ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، مَن هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء المَغضوبُ عليهم. فأشارَ إلى اليَهودِ، فقالَ: مَن هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء الضَّالُّونَ، يَعني النَّصارى. قالَ: وجاءَهُ رَجُلٌ، فقالَ: استُشهِدَ مَولاكَ، أو قالَ: غُلامُكَ فُلانٌ، قالَ: بل هو يُجَرُّ إلى النَّارِ في عَباءَةٍ غَلَّها.
الراوي : رجل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 20736 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (20736) واللفظ له، وعبدالرزاق (9496) مختصراً
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفتَحُ حُصونَ اليَهودِ؛ لِيُؤمِّنَ المَدينةَ مِن غَدرِهم، وخاصَّةً بعْدَ فَتحِ خَيْبرَ مَعقِلِ اليَهودِ الأكبَرِ، وكان في خضَمِّ حُروبِه يُعلِّمُ النَّاسَ ما يَسألونَ عنه، ويُبيِّنُ لهمُ الأحْكامَ الطَّارئةَ عليهم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التَّابِعيُّ عبدُ اللهِ بنُ شَقيقٍ أنَّه أخبَره رجُلٌ سَمِع النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُحاصِرُ واديَ القُرى، هو وادٍ بيْنَ المَدينةِ والشَّامِ مِن أعْمالِ المَدينةِ كَثيرُ القُرى، وفتَحَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَنةَ سَبعٍ عَنْوةً، ثمَّ صُولِحوا على الجِزْيةِ، وكان سُكَّانُه مِن أهلِ الكِتابِ اليَهودِ والنَّصارى، وبيْنَما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ راكبٌ فرَسَه، جاء رجُلٌ مِن بَلْقَيْنِ، وهي قَريةٌ باليمَنِ مِن قُرى عَثَّرَ، وبَلْقَينِ أصْلُه: بَنو القَيْنِ، والنِّسبةُ قَيْنيٌّ، فقال الرَّجلُ: يا رسولَ اللهِ، مَن هؤلاء؟ يُشيرُ إلى سُكَّانِ وادي القُرى، فأخبَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ هؤلاء همُ المَغضوبُ عليهم، وأشارَ إلى اليَهودِ، ووصَفَهم بالمَغضوبِ عليهم؛ لأنَّهم عَرَفوا الحقَّ ولم يَتَّبِعوه، ثمَّ سَأَله الرَّجلُ عنِ النَّصارى، فأجابَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّهمُ الضَّالُّونَ؛ وذلك لأنَّهم عبَدوا اللهَ بغَيرِ عِلمٍ.
ثمَّ جاء رجُلٌ فأخبَرَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ أحَدَ خَدَمِه ومَوالِيهِ قدِ استُشهِدَ، ومات مَقتولًا في سَبيلِ اللهِ، وفي رِوايةِ البُخاريِّ: أنَّ اسمَه مِدْعَمٌ، فأخبَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّه ليس شَهيدًا، بلْ هو يُعذَّبُ في النَّارِ، ويُجَرُّ فيها بسبَبِ سَرِقَتِه عَباءةً مِن الغَنيمةِ قبْلَ القِسْمةِ، وفي رِوايةِ البُخاريِّ: «إنَّ الشَّمْلةَ الَّتي أصابَها يومَ خَيْبرَ منَ المَغانِمِ، لم تُصِبْها المَقاسِمُ، لَتَشتَعِلُ عليه نارًا»، وهذا يُبيِّنُ تَحريمَ الاقتِطاعِ مِن الغَنائمِ قبْلَ القِسْمةِ العادِلةِ، وفيه بَيانُ عَذابِ مَن يَفعَلُ ذلك، ولو كان مُحارِبًا في سَبيلِ اللهِ.
تم نسخ الصورة