الموسوعة الحديثية


-  خَرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ إلى حُنَيْنٍ، والنَّاسُ مُخْتَلِفُونَ؛ فَصَائِمٌ ومُفْطِرٌ، فَلَمَّا اسْتَوَى علَى رَاحِلَتِهِ، دَعَا بإنَاءٍ مِن لَبَنٍ -أوْ مَاءٍ- فَوَضَعَهُ علَى رَاحَتِهِ -أوْ علَى رَاحِلَتِهِ- ثُمَّ نَظَرَ إلى النَّاسِ، فَقالَ المُفْطِرُونَ لِلصُّوَّامِ: أفْطِرُوا.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4277
| التخريج : أخرجه مسلم (1113) بنحوه
التصنيف الموضوعي: صيام - اختيار الفطر للصائم في السفر صيام - الترخص بالفطر للمسافر صيام - صيام المسافر مغازي - غزوة حنين إحسان - الأخذ بالرخصة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
الجِهادُ والغَزوُ مِن المَواطنِ الَّتي يُطلَبُ فيها كلُّ مَعاني الصِّحَّةِ والقوَّةِ، وخاصَّةً عندَ لِقاءِ العَدوِّ، ولقدْ رُخِّصَ في الفِطرِ للمُسافرِ ليتَقوَّى به على سَفرِه، والجِهادُ أوْلى؛ لِمَا يَحتاجُ مِن مَزيدِ قوَّةٍ، ولكَونِه سَببًا للنُّصْرةِ على العَدوِّ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَجَ إلى حُنَينٍ في رَمَضانَ، وحُنَينٌ وادٍ بيْن مكَّةَ والطَّائفِ، بيْنَه وبيْنَ مكَّةَ 26 كم. وفيه إشْكالٌ؛ لأنَّ المَعْروفَ أنَّ حُنَينًا كانت في شَوَّالٍ سَنةَ ثَمانٍ مِن الهِجْرةِ عَقيبَ الفَتحِ، وأقرَبُ ما أُجيبَ به: أنَّ المُرادَ مِن قَولِه: «خرَجَ في رَمَضانَ» أنَّه قصَدَ الخُروجَ إليها وهو في رَمضانَ، فذكَرَ الخُروجَ، وأرادَ القَصدَ بالخُروجِ، وهذا شائعٌ ذائعٌ في الكَلامِ، وكان النَّاسُ مُختَلِفينَ؛ فبعضُهم صائِمٌ، وبعضُهم مُفطِرٌ، فلمَّا اسْتَوى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على راحِلَتِه -وهي الدَّابَّةُ المُعدَّةُ للسَّفرِ- طلَبَ إناءً، وكان فيه لَبَنٌ أو ماءٌ -شكٌّ منَ الرَّاوي-، فوضَعَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على راحَتِه -أي: كفِّه- أو وضَعَه على راحِلَتِه الَّتي يَركَبُها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فشرِبَ منه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فحينَئذٍ قال المُفطِرونَ لمَن كان صائمًا: أفْطِروا؛ اقْتِداءً بفِعلِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: الغَزوُ في رَمضانَ، ومَشْروعيَّةُ الفِطرِ في نَهارِه؛ لئِلَّا يَضْعُفوا عنِ الحَربِ.
وفيه: بَيانُ ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الشَّفَقةِ بأُمَّتِه.
وفيه: ما كان عليه الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم مِن مُتابَعَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: سَماحةُ الشَّريعةِ، وسُهولةُ تَكاليفِها، حيث أباحَتِ الفِطرَ للمُسافِرِ؛ لمَا يَلحَقُه منَ التَّعبِ بسبَبِ عَناءِ السَّفرِ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها