الموسوعة الحديثية


- يا أيُّها النَّاسُ، توبوا إلى اللهِ واستغفِروه؛ فإنِّي أتوبُ إلى اللهِ وأستغفِرُه في كلِّ يومٍ مِئةَ مَرَّةٍ، فقُلتُ له: اللَّهُمَّ إنِّي أستغفِرُكَ، اللَّهُمَّ إنِّي أتوبُ إليك، اثنتانِ أم واحدةٌ؟ فقال: هو ذاك، أو نحوَ هذا.
الراوي : رجل من الصحابة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 18293 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10278)، وأحمد (18293) واللفظ له
التَّوبةُ مِنَ الذُّنوبِ مِن صِفاتِ المُؤمِنينَ، وقد كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ناصِحًا أمينًا لِأُمَّتِه، حيث قَدَّمَ لهم كُلَّ ما يَنفَعُهم؛ لِيَنالوا مَغفِرةَ اللهِ تَعالى والفَوزَ بجَنَّتِه، كما في هذا الحَديثِ؛ حيثُ قال: "يا أيُّها الناسُ" والنِّداءُ لِجَذبِ الانتِباهِ إلى أمْرٍ مُهِمٍّ سيُقالُ، "تُوبوا إلى اللهِ، واستَغفِروه" تَوجَّهوا إلى اللهِ، وارجِعوا عنِ المَعاصي والذُّنوبِ واستَغفِروه منها؛ "فإنِّي أتوبُ إلى اللهِ وأستَغفِرُه في كُلِّ يَومٍ مِئةَ مَرَّةٍ" ويَفعَلُ ذلك مع أنَّه المَعصومُ مِن رَبِّ العالَمينَ؛ تَشريعًا وتَعليمًا لِأُمَّتِه صَلَواتُ رَبِّي وسَلامُه عليه، وطَلَبًا لِفَضلِ اللهِ تَعالى وكَرَمِه. قال الرَّاوي: "فقُلتُ له: اللَّهمَّ إنِّي أستَغفِرُكَ" أطلُبُ غُفرانَ الذُّنوبِ منكَ سُبحانَكَ "اللَّهمَّ إنِّي أتوبُ إليكَ" والتَّوبةُ هي التَّبرُّؤُ مِنَ الذُّنوبِ كُلِّها، وعَدَمُ الإصرارِ عليها "اثنَتانِ أم واحِدةٌ؟ فقال: هو ذاكَ، أو نَحوُ هذا" ومَعنى ذلك أنَّ السائِلَ يَقولُ: إذا قُلتُ هذه الجُملةَ -وهي اللَّهمَّ إنِّي أستَغفِرُكَ، اللَّهمَّ إنِّي أتوبُ إليكَ- تُحسَبُ مَرَّتَيْنِ أو مَرَّةً؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "هو ذاكَ" والظاهِرُ أنَّه يُريدُ مَرَّةً واحِدةً؛ لِأنَّه لم يَذكُرْ لَفظَ الاستِغفارِ إلَّا مَرَّةً واحِدةً، وكذلك التَّوبةُ. ولَعَلَّ السُّؤالَ صادِرٌ مِنَ التابِعيِّ لِلصَّحابيِّ، ويَحتَمِلُ أنَّه صادِرٌ مِنَ الصَّحابيِّ لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وفي الحَديثِ: الحَثُّ على كَثرةِ الاستِغفارِ والتَّوبةِ للهِ عَزَّ وجَلَّ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها