الموسوعة الحديثية


- ألا أُخبِرُكم بصلاةِ المنافقِ ؟ أن يُؤخِّرَ العصرَ ، حتَّى إذا كانت الشُّمسُ كثَربِ البقرةِ صلَّاها
الراوي : رافع بن خديج | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 1745 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد رجاله ثقات
النِّفاقُ نَوْعانِ: نِفاقٌ اعْتِقاديٌّ يُخْرِجُ صاحِبَه عن الإيمانِ، وهو إظْهارُ الإسْلامِ وإخْفاءُ الكُفْرِ. ونِفاقٌ عَمَليٌّ، وهو التَّشبُّهُ بالمُنافِقينَ في أخْلاقِهم، وهذا لا يُخْرِجُ صاحِبَه عن الإيمانِ، ويكونُ ذَنبُه بحسَبِ درجةِ تَشبُّهِه بهم. وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ: "أَلَا أُخْبِرُكم بِصَلاةِ المُنافِقِ؟"، وهذا مِن النِّفاقِ العَمَليِّ، "أنْ يُؤَخِّرَ" الإنْسانُ صَلاةَ "العَصْرِ"، فلا يُصلِّيها في أوَّلِ وقْتِها، ويَقْصِدُ تَأْخيرَها "حتى إذا كانَتِ الشَّمسُ كثَرْبِ البَقَرةِ"، وهو شَحْمُها الرَّقيقُ الذي يَغْشى الكَرِشَ، شَبَّهَ به؛ لِتَفَرُّقِ الشَّمسِ عندَ المَغيبِ، ومَصيرِها إلى مَوضِعٍ دُون مَوضِعٍ، مِثلَ تَفَرُّقِ الشَّحْمِ في كَرِشِ البَقَرةِ في مَوضِعٍ دُون آخَرَ، وتَكونُ خَفيفةً في مَكانٍ، ومُتَوارِيةً في مَكانٍ آخَرَ؛ "صَلَّاها" في آخِرِ وقْتِها أو عندَ دُخولِ وقْتِ الكَراهةِ بغَيرِ عُذْرٍ، وربَّما صلَّى العَصْرَ أرْبعَ رَكَعاتٍ لا يَذْكُرُ اللهَ فيها إلَّا قَليلًا، وفي هذا إشارةٌ إلى سُرْعةِ أداءِ صَلاتِه، وفي هذا كلِّه تَهاوُنٌ بها، وإخْراجٌ لها عن وقْتِها، وهذا بَيانٌ أنَّ ذلك الفِعلَ إذا داوَمَ عليْه المُسلِمُ فهو مِن عَلاماتِ النِّفاقِ. ولَعلَّ هذا القَوْلَ الشَّديدَ خَصَّصَ صَلاةَ العَصْرِ؛ لأنَّها هي الصَّلاةُ الوُسْطَى التي أَوْصَى اللهُ بالمُحافَظةِ عليْها، فمَن تَهاوَنَ بها تَهاوَنَ بغيْرِها بالأَوْلى. وفي الحَديثِ: ذَمُّ تَأْخيرِ صَلاةِ العَصرِ بلا عُذْرٍ. وفيه: ذَمُّ المُنافِقينَ. وفيه: ذَمُّ مَن صلَّى مُسْرِعًا بِحَيثُ لا يَسْتكمِلُ الخُشوعَ وَالطُّمأْنِينةَ.