الموسوعة الحديثية


- أنَّ عبدَ الرَّحمنِ بنَ زَيدِ بنِ الخطَّابِ مات، فأرادُوا أنْ يُخرِجُوه مِنَ اللَّيلِ؛ لكَثرةِ الزِّحامِ، فقال ابنُ عُمرَ: إنْ أَخَّرْتُموه إلى أنْ تُصْبِحوا؛ فإنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ الشَّمسَ تَطْلُعُ بقَرْنِ شَيطانٍ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 5586 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (5586)
في هذا الحديثِ يَرْوي التَّابعيُّ حَفْصُ بْنُ عُبيدِ اللهِ: "أنَّ عبْدَ الرَّحمنِ بنَ زَيدِ بنِ الخطَّابِ" وهو ابنُ أخي عُمرَ بنِ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه، وزَوجُ ابنَتِه فاطمةَ، وتولَّى إمارةَ مكَّةَ لِيَزيدَ بنِ مُعاويةَ سنةَ 63 هِجريًّا، "مات" بالمدينةِ سَنةَ بِضْعٍ وستِّينَ، أو سَنةَ 70 هِجريًّا، "فأرادوا أنْ يُخرِجوه مِن اللَّيلِ" لِيَدفِنوه، ولعلَّ المرادَ باللَّيلِ بَقيَّةُ آثارِه التي تكونُ قبْلَ طُلوعِ الشَّمْسِ، "لِكَثرةِ الزِّحامِ" الذي صاحَبَ الجِنازةَ، "فقال ابنُ عُمرَ: إنْ أخَّرْتُموه إلى أنْ تُصبِحوا"، وفي رِوايةِ الفاكهيِّ: "إنْ أخْرَجْتُموه فلا تُصَلُّوا عليه حتى تَرتفِعَ الشَّمْسُ"، والمرادُ إنْ أخَّرْتُم الدَّفْنَ إلى الصَّباحِ فهو أفضَلُ، ولكنْ لا تُصَلُّوا عليه صَلاةَ الجِنازةِ في أوَّلِ النَّهارِ، ولكنْ أخِّروا الصَّلاةَ عليه إلى ما بعْدَ الشُّروقِ وبعْدَ انتِهاءِ وَقتِ الكَراهةِ؛ "فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ الشَّمسَ تَطلُعُ بقَرْنِ شَيطانٍ"، ومَعْنى طُلوعِ الشَّمسِ بينَ قَرنَيِ الشَّيطانِ مُختلَفٌ في تَفسيرِه؛ فقِيل: المعنى على ظاهرِه، وإنَّ لِلشَّيطانِ قَرنَيْنِ على جانِبَيْ رأْسِه، وعِندَ هذه الأوقاتِ يَقترِبُ مِن الشَّمسِ، فتَكونُ بينَ قرنَيْه. وقيل: إنَّ الشَّيطانَ يَقرِنُ ظُهورَه عِندَ هذه الأوقاتِ، فيَقتِرِبُ مِن الشَّمسِ؛ ليَكونَ السَّاجِدون لها كأنَّهم ساجِدون له، وحِينَئِذٍ يَكونُ لِلشَّيطان وَلِبَنِيهِ تَسَلُّطٌ ظَاهِرٌ، وَتَمَكُّنٌ مِن أنْ يُلبِّسُوا على المُصلِّينَ صَلاتَهُم؛ فكُرِهَتِ الصَّلاةُ حِينئذٍ صِيانةً لهَا، كما كُرِهَتْ في الأماكِنِ الَّتي هي مَأْوى الشَّيطانِ .