- من حُسْنِ إسلامِ المرءِ تركُهُ ما لا يعنيهِ
الراوي : الحسين بن علي بن أبي طالب | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد
الصفحة أو الرقم: 3/177 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه أحمد (1737)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/9)، والطبراني (3/128) (2886)
التخريج : أخرجه الترمذي (2317)، وابن ماجه (3976)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَهتَمُّ اهتِمامًا بالِغًا بالأخْلاقِ، وكثيرًا ما كان يَحُثُّ على فَضائِلِ الأخْلاقِ ويَمدَحُها، ويُحذِّرُ مِن مَساوِئِ الأخْلاقِ ويَذُمُّها، وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مِن حُسنِ إسلامِ المرْءِ تَرْكُه ما لا يَعنيهِ"، والمَقْصودُ أنَّ مِن كَمالِ مَحاسنِ إسْلامِ المُسلِمِ وتمامِ إيمانِهِ، ابتِعادُه عمَّا لا يَخُصُّه ولا يُهِمُّه وما لا يُفيدُهُ مِن الأقْوالِ والأفْعالِ، وعَدَمُ تدخُّلِه في شُؤونِ غَيرِهِ، وعدَمُ تَطفُّلِهِ على غَيرِهِ فيما لا يَنفَعُهُ ولا يُفيدُهُ، ويَدخُلُ أيضًا في عُمومِ المَعْنى: الابتِعادُ عمَّا لا يَعني ممَّا حرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ وما كرِهَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وكذلك ما لا يُحتاجُ إليه مِن فُضولِ المُباحاتِ مِن الكَلامِ والأفْعالِ والأحْوالِ؛ فممَّا لا يَعني الإنسان ليس محصورًا في الأمورِ الدُّنيويَّة؛ بل إنَّ ممَّا لا يَعنيه أيضًا ما هو متعلِّقٌ بأُمورٍ أُخرويةٍ كحقائقِ الغيبِ وتفاصيلِ الحِكَم في الخَلْقِ والأمْرِ، ومنها السؤالُ والبحثُ عن مسائِلَ مُقدَّرةٍ ومُفترَضةٍ لم تقَعْ، أو لا تكادُ تقَعُ، أو لا يُتصوَّرُ وقوعُها.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على الانشِغالِ بما يَنفَعُ ويُفيدُ في الدِّينِ والدُّنيا .