الموسوعة الحديثية


- بينما أنا مُضطجِعٌ في المسجِدِ على بَطني إذا رَجُلٌ يُحرِّكُني برِجلِهِ، فقال "إنَّ هذه ضِجعةٌ يُبغِضُها اللهُ" قال: فنَظَرتُ، فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
الراوي : طخفة بن قيس الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج رياض الصالحين | الصفحة أو الرقم : 818 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | التخريج : أخرجه أبو داود (5040) مطولاً، وابن ماجه (3723) باختلاف يسير، وأحمد (818) واللفظ له

أتاني آتٍ وأنا نائمٌ على بطني فحرَّكني برِجلِه فقال قُمْ ؛ هذه ضجعةٌ يُبغِضُها اللهُ فرفعتُ رأسي فإذا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قائمٌ على رأسي
الراوي : طخفة بن قيس الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد
الصفحة أو الرقم: 905 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (1187)


كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا ومُربِّيًا لِأُمَّتِه، وقد عَلَّمَنا كُلَّ الخَيرِ، حتى بَيَّنَ لنا هَيئاتِ النَّومِ المَسنونةِ والمَرفوضةِ؛ لِيَحفَظَ الإنسانُ صِحَّتَه في الدُّنيا، ويَحوزَ الأجرَ في الآخِرةِ بامتِثالِ أوامِرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا يَقولُ طِخْفةُ بنُ قَيسٍ الغِفاريُّ رَضيَ اللهُ عنه: "أتاني آتٍ وأنا نائِمٌ على بَطني"، وكان ذلك مِن عادةِ أجلافِ العَرَبِ، وكانَ الرَّجُلُ نائِمًا في المَسجِدِ النَّبَويِّ، "فحَرَّكَني برِجلِه"، ضَرَبَني برِجلِه، "فقالَ: قُمْ"، والمُرادُ: تَنبيهُه إلى طَريقةِ نَومِه، "هذه ضِجْعةٌ" النَّومُ على البَطنِ، "يُبغِضُها اللهُ"، وفي رِوايةِ ابنِ ماجَهْ مِن حَديثِ أبي ذَرٍّ الغِفاريِّ رَضيَ اللهُ عنه: "إنَّما هي ضِجْعةُ أهلِ النارِ"، أيْ: هَيئةُ نَومِهم، ويُحتمَلُ أنْ يَكونَ المُرادُ أنَّ هذه عادةُ الكُفَّارِ، أوِ الفُجَّارِ في الدُّنيا، أو هذه تَكونُ ضِجعَتَهم حالَ كَونِهم في النارِ، وهذا مِنَ النَّهيِ عنِ النَّومِ بهذه الهَيئةِ، قالَ طِخْفةُ رَضيَ اللهُ عنه: "فرَفَعتُ رَأْسي؛ فإذا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قائِمٌ على رَأْسي"، واقِفٌ عِندَ رَأْسِه وهو نائِمٌ؛ إشارةً إلى أنَّ النَّاصِحَ له كانَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد بَيَّنتِ الرِّواياتُ أنَّ السُّنَّةَ أنْ يَنامَ المَرءُ على جَنبِه الأيمَنِ، وأنْ يَذكُرَ اللهَ.
وقيلَ: إنَّ عِلَّةَ النَّهيِ عن هذه الهَيئةِ في النَّومِ أنَّ وَضعَ الصَّدرِ والوَجهِ اللَّذَيْن هُما مِن أشرَفِ الأعضاءِ على الأرضِ إذلالٌ لهما لِغَيرِ اللهِ تَعالى، أو لِأنَّه تَشَبُّهٌ باضطِجاعِ اللِّواطِ. وقيلَ: إنَّما هي ضِجْعةُ أهلِ النَّارِ. وقيلَ: هذا إذا كان بيْنَ النَّاسِ، فأمَّا إذا كان في بَيتِهِ أو في خَلوَتِهِ فلا حرَجَ عليه فيما يَنتَفِعُ به ويَستَريحُ إليه. وأيضًا لا بأسَ بها إنْ كان بالإنسانِ مَرَضٌ أو عِلَّةٌ تَستدعي منه النومَ على البَطنِ، كأنْ يكونَ به غازاتٌ يُعاني منها ولا تَخرُجُ إلَّا بالنومِ بهذه الهَيئةِ.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن الاضطِجاعِ على البَطنِ.
وفيه: الحَثُّ على البُعدِ عمَّا يَكرَهُه اللهُ مِمَّا بَيَّنَه نَبيُّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .