الموسوعة الحديثية


- عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو أنَّه مرَّ بمُعاذِ بنِ جَبلٍ وهو قائمٌ على بابِه يُشيرُ بيدِه كأنَّه يُحدِّثُ نَفْسَه فقال له عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو ما شأنُكَ يا أبا عبدِ الرَّحمنِ تُحدِّثُ نَفْسَكَ فقال ما لي يُريدُ عدوُّ اللهِ أنْ يَلْفِتَني عمَّا سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لي تُكابِدُ الآنَ دهرَكَ في بيتِكَ ألَا تخرُجُ إلى المجلِسِ وإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ مَن جاهَد في سبيلِ اللهِ كان ضامنًا على اللهِ ومَن عاد مريضًا كان ضامنًا على اللهِ عزَّ وجلَّ ومَن غَدَا إلى المسجِدِ أو راح كان ضامنًا على اللهِ عزَّ وجلَّ ومَن دخَل على إمامٍ يُعزِّرُه كان ضامنًا على اللهِ ومَن جلَس في بيتِه لَمْ يغتَبْ أحَدًا بسُوءٍ كان ضامنًا على اللهِ فيُريدُ أنْ يُخرِجَني عدوُّ اللهِ مِن بيتي إلى المجلِسِ
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط | الصفحة أو الرقم : 8/288 | خلاصة حكم المحدث : لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو عن معاذ إلا بهذا الإسناد تفرد به الليث

مَن جاهد في سَبيلِ اللهِ كان ضامنًا علَى اللهِ ، ومن عادَ مريضًا كان ضامنًا علَى اللهِ ، ورجلٌ دخل بيتَه بسلامٍ ، فهوَ ضامنٌ على اللهِ . ومن دخلَ على إمامٍ يُعزِّرُه كان ضامنًا على اللهِ ، ومن جلَس في بيتِه لَم يَغتَبْ إنسانًا كان ضامنًا على اللهِ .
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 1317 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

تَفضَّلَ اللهُ على أُمَّةِ الإسلامِ بتَعدُّدِ أبوابِ الخَيْراتِ، ووعَدَ الله على ذلك الأجْرَ الكَبيرَ والثَّوابَ العَظيمَ.
وفي هذا الحديثِ يُعدِّدُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَ أبوابِ الخيرِ والأعمالِ الصالحةِ ويُبيِّن أجْرها وثوابَها، فيقولُ: "مَنْ جاهَدَ في سَبيلِ اللهِ"، أي: لإعْلاءِ كَلِمَةِ اللهِ، "كان ضامِنًا على اللهِ"، أي: أنَّ اللهَ يَكْفِيهِ إذا عَاشَ فيُعْطِيهِ رِزْقَه، ويَكْفِيه سُبحانَه وتعالى إذا ماتَ؛ فيُعْطِيهِ الأجْرَ عندَه سُبْحانَهُ، فهذا ضَمانُ اللهِ عزَّ وجلَّ لهذا العبْدِ، "ومَنْ عادَ مَريضًا"، أي: ذَهَبَ لزيارةِ المريضِ، والاطمئنانِ عليه "كان ضامِنًا على اللهِ، ورجُلٌ دَخَلَ بيتَهُ بِسَلامٍ؛ فهو ضامِنٌ على الله" وهذا يَحتمِلُ أنَّه سَلَّمَ على أهلِه إذا دخَل بيتَهُ، والمضمونُ به أنْ يُبارَكَ عليه وعلى أهلِ بيتِه؛ لِمَا ورَد أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لأنسٍ رضِي اللهُ عنه: "يا بُنيَّ إذا دخَلتَ على أهلِك فسَلِّمْ يكُنْ برَكةً عليكَ وعلى أهلِ بيتِك". ويَحتمِلُ أيضًا أنَّه يَلزَمُ بيتَه طلَبًا للسَّلامةِ، وهرَبًا من الفِتَنِ، ورَغبةً في العُزْلةِ والإقلالِ مِن الخُلطةِ، "ومَنْ دَخَلَ على إِمامٍ يُعَزِّرُهُ" وفي نُسخةِ ابْنِ حِبانَ "يُعَزِّزُهُ" والمعنى: يُوقِّرُه ويَحْتَرِمُه، ويَنْصَحُه ويُوصِيهِ بالحَقِّ، "كان ضامنًا على اللهِ، ومَنْ جَلَسَ في بيْتِهِ لم يَغْتَبْ إنسانًا"، أي: لا يَذكُرُ أحدًا في غَيبتِهِ بما يَكْرَهُ، "كان ضامِنًا على اللهِ"، والقصْدُ مِن ذلك الحَثُّ على فِعْلِ هذه الخِصالِ وتجنُّبِ نقائِضِها( ).