الموسوعة الحديثية


- { يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآخِرِةِ } قال ذلك إذا قيل له في القبرِ مَنْ ربُّكَ وما دينُكَ فيقولُ ربي اللهُ وديني الإسلامُ ونبي محمدٌ جاءنا بالبيناتِ من عندِ اللهِ فآمن بِهِ وصدَّقتُ فيقالُ له صدقتَ على هذا عشتَ وعليه متَّ وعليه تُبعثُ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : مسند عمر | الصفحة أو الرقم : 2/505 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم: 27]، قال: إذا قيل له في القَبْرِ: مَن رَبُّكَ؟ وما دِينُكَ؟ فيقولُ: رَبِّيَ اللهُ، ودِيني الإسلامُ، ونَبِيِّي مُحمَّدٌ، جاءَنا بالبيِّناتِ مِن عندِ اللهِ؛ فآمَنْتُ به وصدَّقْتُ، فيُقالُ له: صدَقْتَ، على هذا عِشْتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبعَثُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن القيم | المصدر : أعلام الموقعين
الصفحة أو الرقم: 1/164 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الطبري في ((تهذيب الآثار - مسند عمر)) (2/505)


مِن رحْمةِ اللهِ بهذِهِ الأُمَّةِ الإسلاميَّةِ أنَّه جَعَلَ التَّوحيدَ والإيمانَ سَبيلَ نَجاتِهم في الدُّنيا والآخِرَةِ، وعندَ السُّؤالِ في القَبْرِ، وكذلك في الآخِرَةِ. وفي هذا الحَديثِ يقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قولِه تعالى: "{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم: 27]"، أي: يُوفِّقُ اللهُ الذينَ آمَنوا به في الدُّنيا ويَهْديهِم إلى صَوابِ الجَوابِ والحَقِّ في الدُّنيا، وعندَ السُّؤالِ في القَبرِ، {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}، أي: يُضِلُّهُم عنه ولا يُلَقِّنُهُم إيَّاه؛ فلا يَقْدِرون على التَّكلُّمِ به في قُبورِهِم، ولا عندَ الحِسابِ، ويقولون: لا أدْري، {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} من تَثبيتِ بَعْضٍ وإضْلالِ آخَرينَ، ولا اعْتِراضَ عليه.
ثم قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا قِيلَ له في القَبْرِ:"، أي: إذا سَأَلَتْه الملائِكَةُ في قَبْرِهِ بعدَ الموتِ سُؤالَ الاختِبارِ والفِتْنَةِ، فقالوا: "مَنْ رَبُّكَ؟"، أي: مَن إلَهُكَ الذي كُنْتَ تَعْبُدُه في الدُّنيا؟ "وما دِينُكَ؟" الذي كُنْتَ عليه في الدُّنيا ومُتَّ عليه فيقولُ الميِّتُ على الإيمانِ: "رَبِّيَ اللهُ، ودِينِيَ الإسْلامُ، ونَبِيِّيَ مُحَمَّدٌ، جاءَنا بالبَيِّنَاتِ من عندِ اللهِ؛ فآمَنْتُ به وصَدَّقْتُ" وزادَ المُؤْمِنُ في جَوابِهِ بقَولِه: "ونَبِيِّيَ مُحَمَّدٌ" سَعادَةً باتِّباعِهِ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أو أنْ يكونَ "ومَنْ نَبيُّكَ"؟ مُقدَّرٌ في السُّؤالِ، أو لأنَّ السُّؤالَ عنِ التَّوحيدِ يَسْتَلَزِمُهُ إذ لم يُعْتَدَّ به دُونَه.
"فيُقالُ له: صَدَقْتَ"، أي: صَدَقْتَ في كَلامِكَ "على هذا عِشْتَ، وعليه مُتَّ، وعليه تُبْعَثُ"؛ فإنَّ اللهَ الكريمَ سُبحانَه قد أجْرَى عادتَه بكرمِه أنَّه مَن عاشَ على شيءٍ ماتَ عليه، ومَن ماتَ على شيءٍ بُعِثَ عليه( ).