الموسوعة الحديثية


- أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ صلَّى رَكعتينِ مثلَ صلاتِكم هذِهِ في كسوفِ الشَّمسِ والقمرِ
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : الذهبي | المصدر : المهذب في اختصار السنن | الصفحة أو الرقم : 3/1262 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صالح مع إرساله

أنَّ رسولَ اللَّهِ ، صلَّى رَكعتينِ مثلَ صلاتِكم هذِهِ ، وذَكرَ كسوفَ الشَّمس
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 1491 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

كُسوفُ الشَّمسِ آيَةٌ من آياتِ اللهِ سُبحانَه، وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُصلِّي صَلاةً مخصوصةً عند ذلك، وهي صَلاةُ الكُسوفِ عند ذلك، ويَأمُرُ بالرُّجوعِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، والإنابةِ إليه والتَّوبةِ، وفِعْلِ الأعمالِ الصَّالحةِ؛ حتَّى تَنجلِيَ هذه الظَّاهرةُ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو بَكْرةَ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "صلَّى رَكعتَينِ"، أي: لِصَلاةِ الكُسوفِ "مِثْلَ صَلاتِكم هذه"، أي: كما تُصَلُّون في صلاةِ الكُسوفِ؛ لأنَّ أبا بَكْرةَ خاطَب أهلَ البصرةِ، وقد كان علَّمَهم ابنُ عبَّاسٍ أنَّها رَكعتانِ، في كلِّ ركعةٍ رُكوعان وقِراءتان، ويُطيلُ في القِراءةِ والرُّكوعِ، ويكونُ الرُّكوعُ بقَدْرِ طولِ القراءةِ، وقيل: يَعْني أنَّها مثلُ صلاةِ النَّافلةِ؛ رَكعتَان في كلِّ ركعةٍ ركوعٌ واحدٌ. وقد وردَتْ رِواياتٌ مُتعدِّدةٌ في كيفيَّةِ صَلاةِ الكُسوفِ، والوارد هنا في هذا الحديثِ: إحْدى كيفياتِها المشروعةِ.
"وذَكَر كُسوفَ الشَّمسِ"، أي: ذَكَره أبو بَكْرةَ، أي: ذَكَر أبو بَكْرةَ أمْرَ كُسوفِ الشمسِ كما في رِوايتِه السابقةِ على هذا الحديثِ، وبيَّن فيها ما فَعَل النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعدَ صلاةِ الكُسوفِ، قال: فلمَّا انكشَفَتِ الشَّمسُ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيَتَان مِن آياتِ اللهِ يُخوِّفُ اللهُ عزَّ وجلَّ بهِما عِبادَه، وإنَّهما لا يُخسَفان لِمَوتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُم ذلك فصَلُّوا حتَّى يُكشَفَ ما بكُم"؛ وذلك أنَّ ابنًا له مات يُقالُ له: إبراهيمُ، فقال ناسٌ في ذلك: إنَّ الشَّمس كَسَفَتْ لِمَوتِ إبراهيمَ ابنِ النَّبيِّ، فأعلَمَهم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ هذا الكسوفَ للشَّمسِ والقمرِ مِن عَلاماتِ قدرةِ اللهِ ودَلائلِها، وأنَّهما لا يَنكَسِفان مِن أجلِ موتِ أحدٍ، ولكن ينبَغي على المسلِمِ أن يُهْرَعَ ويُسرِعَ إلى اللهِ بالصَّلاةِ والدُّعاءِ؛ حتَّى تَنكشِفَ هذه الغُمَّةُ.
وفي الحَديثِ: بيانُ الصَّحابةِ لِسُننِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأفعالِه وأقوالِه لِمَن بَعدَهم.
وفيه: بيانُ قُدرةِ اللهِ في كُسوفِ الشَّمسِ وخُسوفِ القمَرِ .