الموسوعة الحديثية


- سمعتُ ابنَ عمرَ يقولُ : إنَّ الناسَ يُحشرون يومَ القيامةِ , فيجيءُ مع كلِّ نبيٍّ أُمَّتَه , ثم يجيءُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ في آخرِ الأممِ هو وأُمَّتُه , فيرقى هو وأُمَّتُه على كومٍ فوقَ الناسِ , فيقولُ : يا فلانُ اشفع , ويا فلانُ اشفع . فما زال يردُّها بعضُهم على بعضٍ , يرجعُ ذلك إليه , وهو المقامُ المحمودُ الذي وعدَه اللهُ إياهُ .
الراوي : آدم بن علي | المحدث : الوادعي | المصدر : الشفاعة للوادعي | الصفحة أو الرقم : 51 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح

إن النَّاسَ يُحشرونَ يومَ القيامةِ ، فيجيءُ مع كلِّ نبيٍّ أمَّتَهُ ، ثمَّ يجيءُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في آخرِ الأُممِ هو وأمَّتهُ ، فيرقَى هو وأمَّتُه على كَومٍ فوقَ النَّاسِ ، فيقولُ : يا فلانُ ! اشفعْ ، ويا فلانُ ! اشفَعْ ، ويا فلانُ ! اشفَعْ ، فما زال يردُّها بعضُهم على بعضٍ يُرجعُ ذلك إليه ، وهو المقامُ المحمودُ الَّذي وعدَهُ اللهُ إيَّاهُ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تفسير الطبري
الصفحة أو الرقم: 9/1/181 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري (4718) مختصراً بلفظ مقارب


رَحْمةُ اللهِ بهذه الأُمَّةِ واسعةٌ، وقد تفضَّل عليها في الدُّنيا والآخِرَةِ، وأعْطى نبيَّنا مُحمَّدًا الشَّفاعةَ وأرْضاه، وبشَّرنا نبيُّنا بهذه الرَّحَماتِ كما في هذا الحديثِ الَّذي يقولُ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ النَّاسَ يُحشَرونَ" بمعنى: يُبعَثونَ بعدَ مَوتِهم "يومَ القيامَةِ، فيَجيءُ مع كُلِّ نَبيٍّ أُمَّتُه" مِمَّن آمَنوا به "ثم يَجيءُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في آخِرِ الأُممِ هو وأُمَّتُه، فيَرْقى هو وأُمَّتُه على كَوْمٍ"، أي: يُحشَرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأُمَّتُه على تَلٍّ ومكانٍ مُرتفِعٍ "فوقَ النَّاسِ"، أي: يَظهرُ مكانُهم على باقِي الأُممِ، "فيقول: يا فُلانُ، اشفَعْ. ويا فُلانُ، اشفَعْ. ويا فُلانُ، اشفَعْ" فيطلُبُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يشفَعَ أحدٌ مِن الأنبياءِ إلى اللهِ؛ ليرفَعَ البلاءَ عن النَّاسِ، ويكشِفَ ما هم فيه مِن الكَرْبِ، "فما زالَ يَرُدُّها بعضُهم على بعضٍ"، أي: يدعو الأنبياءُ بعضُهم بعضًا لمقامِ الشَّفاعَةِ، "يَرجِعُ ذلك إليه"، أي: فتَرجِعُ الشَّفاعةُ في الموقِفِ إلى النَّبيِّ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَشفَعُ للنَّاسِ عامَّةً، "وهو المقامُ المحمودُ الذي وَعَدَه اللهُ إياه" وهو الوارِدُ في قولِهِ تَعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، وهو مَقامٌ ومَوقِفٌ يَحمَدُه عليه النَّاسُ جميعًا؛ لأنَّ اللهَ يَستجيبُ لشَفاعَتِه.
وشَفاعَتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على خَمْسِ شَفاعاتٍ: الأُولى منها: ما خُصَّ بهِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن إراحَتِه مِن هَوْلِ الموقِفِ، وتَعجيلِ الحِسابِ. الثانيَةُ: ما وَرَدَ في دُخولِ قَومٍ الجَنَّةَ بغَيرِ حِسابٍ. الثالثَةُ: شَفاعتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيمَن وجبَتْ في حقِّه النَّارُ. الرابعَةُ: الشَّفاعةُ فيمَن يدخُلُ النَّارَ مِن المذنِبينَ، فقد جاءتِ الأَحاديثُ بإخراجِهمْ مِن النَّارِ بِشفاعةِ نَبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والملائكةِ وإخوانِهم مِن المؤمِنينَ، ثم يُخرِجُ اللهُ تَعالى كلَّ مَن قالَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ. الخامسَةُ: الشَّفاعةُ في زِيادةِ الدَّرَجاتِ لأهلِ الجَنَّةِ.
وفي الحديثِ: بيانُ مكانةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ اللهِ .