الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
no-result لا توجد نتائج

61 - «يا غُلامُ، هلْ سَمِعْتَ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أو مِن أحَدٍ مِن أصْحابِه: إذا شَكَّ الرَّجُلُ في صَلاتِه ماذا يَصنَعُ؟ قالَ: فبَيْنا هو كذلك إذ أَقبَلَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَوْفٍ فقالَ: فيمَ أنتما؟ فقالَ عُمَرُ: سَألْتُ هذا الغُلامَ هلْ سَمِعَ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أو أحَدٍ مِن أصْحابِه إذا شَكَّ الرَّجُلُ في صَلاتِه ماذا يَصنَعُ؟ فقالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: إذا شَكَّ أحَدُكم في صَلاتِه فلم يَدْرِ واحِدةً صلَّى أو اثْنتَينِ فلْيَجعَلْها واحِدةً، وإذا لم يَدْرِ اثْنتانِ صلَّى أو ثَلاثًا فلْيَجعَلْها اثْنتَينِ، وإذا لم يَدْرِ ثَلاثًا صلَّى أم أرْبَعًا فلْيَجعَلْها ثَلاثًا، ثُمَّ ليَسجُدْ إذا فَرَغَ مِن صَلاتِه وهو جالِسٌ قَبْلَ أن يُسلِّمَ».
الراوي : عبد الرحمن بن عوف | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 899 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

62 - «مَرَرْتُ على عَبْدِ الواحِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ وأنا غازٍ وهو والٍ على حِمْصَ، فقالَ لي: يا أبا عَمْرٍو، أَلَا أُحَدِّثُك حَديثًا يَسُرُّك، فوَاللهِ لَرُبَّما كَتَمْتُه الوُلاةَ، قالَ: قُلْتُ: بَلى، قالَ: حَدَّثَني أبي عَبْدُ اللهِ بنُ بُسْرٍ، قالَ: بَيْنَما نحن بفِناءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ خَرَجَ علينا مُشرِقَ الوَجْهِ مُتَهَلِّلَه، قالَ: فقُمْنا في وَجْهِه، فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ إنَّها لَيَسُرُّنا مِن إشْراقِ وَجْهِك وتَهَلُّلِه، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ جِبْريلَ أتاني اللَّيْلةَ فبَشَّرَني أنَّ اللهَ قد أَعْطاني الشَّفاعةَ، فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، أَفي بَني هاشِمٍ خاصَّةً؟ قالَ: لا، فقُلْنا: في قُرَيشٍ عامَّةً؟ قالَ: لا، فقُلْنا: في أُمَّتِك؟ قالَ: فعَقَدَ بيَدِه فقالَ: هي في أُمَّتي لِلمُذْنِبينَ المُثْقَلينَ».
الراوي : عبدالله بن بسر المازني | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 9 / 77 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

63 - «قُلْتُ: حَدِّثْني عن بِناءِ الكَعْبةِ قَبْلَ أن تَبْنيَها قُرَيشٌ، قالَ: كانَت بِناءً بوَرْسٍ ليس بمَدَرٍ، تَنْزوه العَناقُ، وتُوضَعُ الكِسوةُ على الجُدُرِ، ثُمَّ إنَّ سَفينةً للرُّومِ أقْبَلَتْ حتَّى إذا كانَتْ بمَوضِعٍ -ذكره- انْكَسَرَتْ، فسَمِعَتْ بها قُرَيشٌ، فرَكِبوا إليها، فأخَذوا خَشَبَها، وروميٌّ -يُقالُ له: بَلْعوم- نَجَّار، فلمَّا أتَوا مَكَّةَ قالوا: لو بَنَيْنا بَيْتَ رَبِّنا، فاجْتَمعوا لِذلك ونَقَلوا الحِجارةَ حِجارةَ الضَّواحي، فبَيْنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنقُلُها إذِ انْكَشَفَتْ سَوْءَتُه، فنُوديَ: يا مُحمَّدُ اسْتُرْ عَوْرَتَك، وذلك أوَّلُ ما نُوديَ، واللهُ أعْلَمُ، فما رُئِيَتْ عَوْرتُه بَعْدَ ذلك، فلمَّا جَمَعوا الحِجارةَ وهَمُّوا بنَقْضِها خَرَجَتْ حَيَّةٌ سَوْداءُ الظَّهْرِ بَيْضاءُ البَطْنِ رأْسُها مِثلُ رَأسِ الجَدْيِ تَمنَعُهم كلَّما أرادوا هَدْمَها، فلمَّا رأَوا ذلك اعْتَزَلوا عْنَدَ المَقامِ ثُمَّ قالوا: رَبَّنا أرَدْنا عِمارةَ بَيْتِك، فنَزَلَ طَيْرٌ أسْوَدُ ظَهْرُه، أبْيَضُ بَطنُه، أصْفَرُ الرِّجْلَينِ، فأخَذَها فجَرَّها حتَّى أَدخَلَها أجْيادًا، ثُمَّ هَدَموها، وبَنَوْها عِشْرينَ ذِراعًا طولُها».
الراوي : عامر بن واثلة | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 8 / 229 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

64 - «كانَ الرَّجُلُ إذا قَدِمَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلم يكنْ له بالمَدينةِ عَريفٌ يَنزِلُ عليه نَزَلَ معَ أصْحابِ الصُّفَّةِ، وكانَ لي بها قُرَباءُ، فكانَ يَجْري علينا مِن عِنْدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يَوْمٍ بَيْنَ اثْنَينِ مُدَّانِ مِن تَمْرٍ، فبَيْنَما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ الصَّلَواتِ إذْ ناداه مُنادٍ مِن أصْحابِه: يا رَسولَ اللهِ، أحْرَقَ التَّمْرُ بُطونَنا وتَخرَّقَتْ عنَّا الخُنُفُ، فلمَّا قَضى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّلاةَ، قامَ فحَمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثُمَّ ذَكَرَ ما لَقيَ مِن قَوْمِه مِن الشِّدَّةِ، قالَ: (فكُنْتُ أنا وصاحِبي بِضْعةَ عَشَرَ يَوْمًا ما لنا طَعامٌ إلَّا البَريرُ، حتَّى قَدِمْنا على إخْوانِنا مِن الأنْصارِ فواسَونا في طَعامِهم، وعُظْمُ طَعامِهم التَّمْرُ، والَّذي لا إلهَ إلَّا هو لو أَجِدُ لكم الخُبْزَ واللَّحْمَ لأطْعَمْتُكموه، وإنَّه لعلَّه أن تُدْرِكوا زَمانًا، أو مَن أدْرَكَه مِنكم تَلبَسونَ فيه مِثلَ سِتارِ الكَعْبةِ، يُغْدى عليكم ويُراحُ فيه بالجِفانِ!»).
الراوي : ‌‌طلحة بن عمرو النصري | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 8 / 146 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

65 - «إنَّا دَخَلْنا مَسجِدَ الجابِيةِ، وأنا وأبو الدَّرْداءِ لَقينا عُبادةَ بنَ الصَّامِتِ، فأخَذَ بيَمينِه وبشِمالِه، وأخَذَ أبو الدَّرْداءِ بيَمينِه فخَرَجَ يَمْشي، فقالَ عُبادةُ: إن طالَ بكما عُمرُ أحَدِكما أو كِلاكما لَيوشِكُ أن تَريا الرَّجُلَ مِن ثَبَجِ المُسلِمينَ قد قَرَأَ القُرآنَ على لِسانِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأعادَه وأَبْدَاه، وأَحَلَّ حلَالَه وحَرَّمَ حَرامَه، ونَزَلَ مَنازِلَه أو قِراءَتَه على لِسانِ أحَدٍ لا يَحوزُ فيكم إلَّا كما يَحوزُ رَأسُ الحِمارِ المَيِّتِ، فبَيْنَما نحن كذلك إذْ طَلَعَ علينا شَدَّادُ بنُ أَوْسٍ وعَوْفُ بنُ مالِكٍ فجَلَسا إلينا، فقالَ شَدَّادٌ: إنَّ أَخْوَفَ ما أَخافُ عليكم أيُّها النَّاسُ لَمَا سَمِعْتُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: (مِن الشَّهْوةِ الخَفِيَّةِ والشِّرْكِ) فقالَ عُبادةُ وأبو الدَّرْداءِ: اللَّهُمَّ غُفْرًا، لو لم يكنْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد حَدَّثَنا: أنَّ الشَّيْطانَ قد يَئِسَ أن يُعبَدَ في جَزيرةِ العَربِ، فأمَّا الشَّهْوةُ الخَفيَّةُ فقدْ غَفَرَ لنا، فهي شَهَواتُ الدُّنْيا مِن نِسائِها، مِن شَهَواتِها».
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 8 / 324 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

66 - «ما نُصِرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَوطِنٍ نَصْرَه في أُحُدٍ، فأُنكِرَ ذلك عليه، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بَيْني وبَيْنَ مَن يُنكِرُ كِتابَ اللهِ، إنَّ اللهَ يقولُ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: والحَسُّ: القَتْلُ، {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ}، إلى قَوْلِه: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}، وإنَّما عَنى بِهذا الرُّماةَ، وذلك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقامَهم في مَرصَدٍ، ثُمَّ قالَ: احْمُوا ظُهورَنا، فإن رَأَيْتُمونا نُقتَلُ فلا تَنْصُرونا، وإن رَأَيْتُمونا قد غَنِمْنا فلا تَشْرَكونا، فلمَّا غَنَّمَ اللهُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأباحَه عَسكَرَ المُشْرِكينَ انْفَكَّتِ الرُّماةُ جَميعًا، فدَخَلوا العَسكَرَ يَنْتَهبونَ، وقدِ الْتَفَّتْ صُفوفُ أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فهُمْ هكذا، وشَبَّكَ بَيْنَ أصابِعِه اليُمْنى واليُسْرى، فلمَّا أَخْلَتِ الرُّماةُ تلك الخَلَّةَ الَّتي كانوا فيها دَخَلَتِ الخَيْلُ مِن ذلك المَوضِعِ على أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فضَرَبَ بعضُهم بعضًا، وقُتِلَ مِن المُسلِمينَ ناسٌ كَثيرٌ، وقدْ كانَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصْحابِه مِن أوَّلِ النَّهارِ حتَّى قُتِلَ مِن أصْحابِ لِواءِ المُشْرِكينَ سَبْعةٌ أو تِسْعةٌ، وجالَ المُسلِمونَ جَوْلةً نَحْوَ الجَبَلِ ولم يَبلُغوا حيثُ يقولُ النَّاسُ الغارَ، إنَّما كانوا تحتَ المِهْراسِ، وصاحَ الشَّيْطانُ: قُتِلَ مُحمَّدٌ، فلم نَشُكَّ فيه أنَّه حَقٌّ، وإنَّا كذلك لا نَشُكُّ أنَّه حَقٌّ قد قُتِلَ حتَّى طَلَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْنَ الشِّعْبَينِ فعَرَفْتُه بتَكَفُّئِه إذا مَشى، قالَ: ففَرِحْنا حتَّى كأنَّه لم يُصِبْنا ما أصابَنا، قالَ: فَرَقا نَحْوَنا وهو يقولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ على قَوْمٍ دَمَّوا وَجْهَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ! قالَ: ويقولُ مَرَّةً أخرى: اللَّهُمَّ إنَّه ليس لهم أن يَعْلونا حتَّى يَنْتَهوا إلينا، فمَكَثَ ساعةً وإذا أبو سُفْيانَ يَصيحُ مِن أَسفَلِ الجَبَلِ: اعْلُ هُبَلُ -يَعْني آلِهتَه- أين ابنُ أبي كَبْشةَ، أين ابنُ أبي قُحافةَ، أين ابنُ الخَطَّابِ؟ قالَ: فقالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللهِ، أَلَا أُجيبُه؟ قالَ: بَلى، قالَ: فلمَّا قالَ: اعْلُ هُبَلُ، قالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: اللهُ أَعْلى وأَجَلُّ، قالَ: فقالَ أبو سُفْيانَ: يا بنَ الخَطَّابِ، إنَّك قد أَنْعَمْتَ، فعادَ لمِثلِها فقالَ: أين ابنُ أبي كَبْشةَ، أين ابنُ أبي قُحافةَ، أين ابنُ الخَطَّابِ؟ فقالَ عُمَرُ: هذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، هذا أبو بَكْرٍ، هذا أنا عُمَرُ، فقالَ أبو سُفْيانَ: يَوْمٌ بيَوْمِ بَدْرٍ، إنَّ الأيَّامَ دُوَلٌ، وإنَّ الحَرْبَ سِجالٌ، قالَ: فقالَ عُمَرُ: لا سَواءً، قَتْلانا في الجنَّةِ وقَتْلاكم في النَّارِ، فقالَ: إنَّكم لَتَزْعُمونَ ذلك، لقد خِبْنا إذًا وخَسِرْنا. ثُمَّ قالَ أبو سُفْيانَ: أَمَا إنَّكم ستَجدونَ في قَتْلاكم مُثْلةً ولم يكن ذلك عن رَأيِ كُبَرائِنا، ثُمَّ أدْرَكَتْه حَمِيَّةُ الجاهِليَّةِ، فقالَ: أَمَا إنَّه إن كانَ ذاك لم نَكْرَهْه». وفي رِوايةِ الإمامِ أحْمَدَ عن ابنِ عبَّاسٍ، أنَّه قالَ: ما نَصَرَ اللهُ -تَبارَكَ وتَعالى- في مَوطِنٍ كما نَصَرَ يَوْمَ أُحُدٍ، قالَ: فأَنْكَرْنا ذلك، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بَيْني وبَيْنَ مَن أَنكَرَ ذلك كِتابُ اللهِ -تَبارَكَ وتَعالى- يقولُ في يَوْمِ أُحُدٍ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ}، وعِنْدَه: أقامَهم في مَوضِعٍ، وعِنْدَه: فلمَّا غَنِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأباحوا عَسكَرَ المُشْرِكينَ أَكَبَّ الرُّماةُ جَميعًا فدَخَلوا في العَسكَرِ يَنْهَبونَ، وعِنْدَه: فهُمْ كَذا وشَبَّكَ بَيْنَ أصابِعِ يَدَيه والْتَبَسوا، فلمَّا أَخَلَّ الرُّماةُ، وعِنْدَه: وأصْحابه أوَّلَ النَّهارِ، وعِنْدَه: فلم يَشُكَّ في أنَّه حَقٌّ، فما زِلْنا كذلك ما نَشُكُّ أنَّه قد قُتِلَ حتَّى طَلَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْنَ السَّعْدَينِ نَعرِفُه، وعِنْدَه: يَعْلونا حتَّى انْتَهى إلينا، وعِنْدَه: اعْلُ هُبَلُ مَرَّتَينِ، وعِنْدَه: أَلَا أُجيبُه، وعِنْدَه: قالَ عُمَرُ: اللهُ أَعْلى وأَجَلُّ، وعِنْدَه: أَنْعَمَتْ عَينُها، فقالَ: أين ابنُ أبي كَبْشةَ، وعِنْدَه: سوف تَجِدونَ في قَتْلاهم مُثْلى، ولم يكُ ذاك عن رَأيِ سَراتِنا، قالَ: ثُمَّ، وعِنْدَه: أَمَا إنَّه قد كانَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 11 / 164 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

67 - «لمَّا كانَتِ اللَّيْلةُ الَّتي أُسْرِيَ بي فيها وَجَدْتُ رائِحةً طَيِّبةً، فقُلْتُ: ما هذه الرَّائِحةُ الطَّيِّبةُ يا جِبْريلُ؟ قالَ: هذه رائِحةُ ماشِطةِ بِنْتِ فِرْعَوْنَ وأوْلادِها، قُلْتُ: ما شَأنُها؟ قالَ: بَيْنا هي تَمشُطُ بِنْتَ فِرْعَوْنَ؛ إذ سَقَطَ المُشْطُ مِن يَدِها، فقالَتْ: باسْمِ اللهِ، فقالَتْ بِنْتُ فِرْعَوْنَ: أبي؟ قالَتْ: لا، ولكنْ رَبِّي ورَبُّك ورَبُّ أبيك اللهُ، قالَتْ: وإنَّ لكِ رَبًّا غَيْرَ أبي! قالَتْ: نَعمْ، قالَتْ: فأُعْلِمُه ذلك؟ قالَتْ: نَعمْ، فأَعْلَمَتْه فدَعا بها، فقالَ: يا فُلانةُ، أَلَكِ رَبٌّ غَيْري؟ قالَتْ: نَعمْ، رَبِّي ورَبُّك اللهُ، فأمَرَ ببَقَرةٍ مِن نُحاسٍ فأُحْمِيَتْ، ثُمَّ أُخِذَ أوْلادُها يُلقَوْنَ فيها واحِدًا واحِدًا، فقالَتْ: إنَّ لي إليك حاجةً، قالَ: وما هي؟ قالَتْ: أُحِبُّ أن تَجمَعَ عِظامي وعِظامَ وَلَدي في ثَوْبٍ واحِدٍ فتَدْفِنَّا جَميعًا، قالَ: وذلك لكِ علينا فلم يَزَلْ أوْلادُها يُلقَوْنَ في البَقَرةِ حتَّى انْتَهى إلى ابنٍ لها رَضيعٍ، فكأنَّها تَقاعَسَتْ مِن أجْلِه، فقالَ لها: يا أُمَّه اقْتَحِمي؛ فإنَّ عَذابَ الدُّنْيا أَهوَنُ مِن عَذابِ الآخِرةِ. قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فتَكلَّمَ أرْبَعةٌ صِغارٌ: عيسى ابنُ مَرْيَمَ، وصاحِبُ جُرَيْجٍ، وشاهِدُ يوسُفَ، وابنُ ماشِطةِ فِرْعَوْنَ».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 277 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

68 - «حَدَّثَني نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لقائِمٌ أنْتَظِرُ أمَّتي تَعبُرُ الصِّراطَ إذ جاءَني عيسى، قالَ: فقالَ: هذه الأنْبِياءُ قد جاءَتْك يا مُحمَّدُ يَسْألونَ، أو قالَ: يَجْتَمِعونَ إليك ويَدْعونَ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أن تُفرِّقَ بَيْنَ جَمْعِ الأُمَمِ إلى حيثُ يَشاءُ اللهُ؛ لِغَمِّ ما هُمْ فيه، فالخَلْقُ مُلجَمونَ في العَرَقِ، فأمَّا المُؤْمِنُ فهو عليه كالزُّكْمةِ، وأمَّا الكافِرُ فيَتَغشَّاه المَوْتُ، قالَ: قالَ عيسى: انْتَظِرْ حتَّى أرْجِعَ إليك، قالَ: فذَهَبَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقامَ تحتَ العَرْشِ، فلَقيَ ما لم يَلْقَ مَلَكٌ مُصْطَفًى، ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، فأَوْحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى جِبْريلَ أن اذْهَبْ إلى مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقُلْ له: ارْفَعْ رأسَك، سَلْ تُعْطَه، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، قالَ: فشُفِّعْتُ في أمَّتي أن أُخرِجَ مِن كلِّ تِسْعةٍ وتِسْعينَ إنْسانًا واحِدًا، قالَ: فما زِلْتُ أتَرَدَّدُ على رَبِّي عَزَّ وجَلَّ فلا أقومُ مِنه مَقامًا إلَّا شُفِّعْتُ حتَّى أعْطاني اللهُ مِن ذلك أن قالَ: يا مُحمَّدُ، أَدخِلْ مِن أمَّتِك مِن خَلْقِ اللهِ مَن شَهِدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ يَوْمًا واحِدًا مُخلِصًا، وماتَ على ذلك».
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 2695 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

69 - «بَيْنا نحن صُفوفًا خَلْفَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الظُّهْرِ أو العَصْرِ، إذْ رَأيْناه يَتناوَلُ شَيئًا بَيْنَ يَدَيه وهو في الصَّلاةِ ليَأخُذَه، ثُمَّ تَناوَلَه ليَأخُذَه، ثُمَّ حيلَ بَيْنَه وبَيْنَه، ثُمَّ تَأخَّرَ وتَأخَّرْنا، ثُمَّ تَأخَّرَ الثَّانِيةَ وتَأخَّرْنا، فلمَّا سلَّمَ قالَ أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ: يا رَسولَ اللهِ، رَأيْناك اليَوْمَ تَصنَعُ في صلاتِك شَيئًا لم تكنْ تَصنَعُه! قالَ: إنَّه عُرِضَتْ علَيَّ الجنَّةُ بما فيها مِن الزَّهْرةِ والنَّضْرةِ فتَناوَلْتُ قِطْفًا مِن عِنَبِها لِآتيَكم به، ولو أخَذْتُه لأكَلَ مِنه مَن بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ لا يُنقِصونَه، فحيلَ بَيْني وبَيْنَه، وعُرِضَتْ علَيَّ النَّارُ، فلمَّا وَجَدْتُ حَرَّ شُعاعِها تَأخَّرْتُ، وأَكثَرُ مَن رَأيْتُ فيها النِّساءُ اللَّاتي إن ائْتُمِنَّ أَفْشَينَ، وإن سَألَنْ أَحْفَيْنَ. قالَ أبي: قالَ زَكَرِيَّا بنُ عَدِيٍّ: أَلْحَفْنَ، وإن أُعْطِينَ لم يَشكُرْنَ، ورَأيْتُ فيها لُحَيَّ بنَ عَمْرٍو يَجُرُّ قُصْبَه، وأَشبَهُ مَن رَأيْتُ به مَعْبَدُ بنُ أَكْثَمَ، فقالَ مَعْبَدٌ: أي رَسولَ اللهِ، يُخْشى علَيَّ مِن شَبَهِه فإنَّه والِدٌ؟ قالَ: لا، أنت مُؤمِنٌ وهو كافِرٌ، وهو أوَّلُ مَن جَمَعَ العَربَ على الأصْنامِ».
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1193 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

70 - «كُنْتُ امْرَأً تاجِرًا، فقَدِمْتُ الحَجَّ فأتَيْتُ العبَّاسَ بنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ لأبْتاعَ مِنه بعضَ التِّجارةِ، وكانَ امْرَأً تاجِرًا، فوَاللهِ إنِّي لعِنْدَه بمِنًى إذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِن خِباءٍ قَريبٍ مِنه، فنَظَرَ إلى الشَّمْسِ فلمَّا رآها مالَتْ -يَعْني قامَ يُصَلِّي- قالَ: وخَرَجَتِ امْرَأةٌ مِن ذلك الخِباءِ الَّذي خَرَجَ مِنه الرَّجُلُ، فقامَتْ خَلْفَه تُصَلِّي، ثُمَّ خَرَجَ غُلامٌ حينَ راهَقَ الحُلُمَ مِن ذلك الخِباءِ، فقامَ معَه يُصَلِّي، قالَ: فقُلْتُ للعَبَّاسِ: ما هذا يا عبَّاسُ؟ قالَ: هذا مُحمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ابنُ أخي قالَ: فقُلْتُ مَن هذه المَرْأةُ؟ قالَ: هذه امْرَأتُه خَديجةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، قالَ: قُلْتُ: مَن هذا الفَتى؟ قالَ: هذا عليُّ بنُ أبي طالِبٍ ابنُ عَمِّه، قالَ: فقُلْتُ: فما هذا الَّذي يَصنَعُ؟ قالَ: يُصَلِّي، وهو يَزعُمُ أنَّه نَبِيٌّ ولم يَتَّبِعْه على أمْرِه إلَّا امْرَأتُه وابنُ عَمِّه هذا الفَتى، وهو يَزعُمُ أنَّه ستُفتَحُ عليه كُنوزُ كِسْرى وقَيْصرَ، قالَ: فكانَ عَفيفٌ وهو ابنُ عَمِّ الأشْعَثِ بنِ قَيْسٍ يقولُ -وأَسلَمَ بَعْدَ ذلك فحَسْنَ إسْلامُه: لو كانَ اللهُ رَزَقَني الإسْلامَ يَوْمَئذٍ فأكونُ ثالِثًا معَ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه!».
الراوي : عفيف الكندي | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 8 / 388 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

71 - «غَدَوْتُ على صَفْوانَ بنِ عَسَّالٍ المُرادِيِّ وأنا أريدُ أن أسْأَلَه عن المَسْحِ على الخُفَّينِ، فقالَ: ما جاءَ بك؟ فقُلْتُ: ابْتَغاء العِلمِ، فقالَ: ألَا أُبَشِّرُك؟ فقُلْتُ: بَلى، -فرَفَعَ الحَديثَ- قالَ: (إنَّ المَلائِكةَ تَضَعُ أجْنِحتَها لطالِبِ العِلمِ رِضًا بما يَطلُبُ). ثُمَّ سَأَلْتُه عن المَسْحِ على الخُفَّينِ، فقالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: (يَمسَحُ المُسافِرُ على الخُفَّينِ ثَلاثةَ أيَّامٍ ولَياليَهنَّ مِن بَوْلٍ أو غائِطٍ أو نَوْمٍ إلَّا مِن جَنابةٍ). ثُمَّ أنْشَأَ يُحَدِّثُنا؛ فقالَ: بَيْنَما نحن معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ إذ ناداه أعْرابيٌّ بصَوْتٍ له جَهْوَرِيٍّ: يا مُحمَّدُ، يا مُحمَّدُ، يا مُحمَّدُ، فقُلْنا: اخْفِضْ مِن صَوْتِك، فإنَّك نُهيتَ أن تَرفَعَ صَوْتَك، فأجابَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على نَحْوٍ ممَّا سَمِعَ مِنه، فقالَ: (هاؤُمْ)، ثُمَّ سَأَلَه عن الهَوى؛ عنِ المَرْءِ يُحِبُّ القَوْمَ لمَّا يَلحَقْ بِهم؟ فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (المَرْءُ معَ مَن أحَبَّ)، ثُمَّ أنْشَأَ يُحَدِّثُنا فقالَ: بابُ التَّوْبةِ مَفْتوحٌ مِن قِبَلِ المَغرِبِ، وعَرْضُه مَسيرةَ سَبْعينَ عامًا لا يُغلَقُ حتَّى تَطلُعَ الشَّمْسُ مِن قِبَلِه، ثُمَّ قَرَأَ هذه الآيةَ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} إلى آخِرِ الآيةِ».
الراوي : صفوان بن عسال المرادي | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 8 / 36 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

72 - «أَقبَلَتْ يَهودُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالوا: يا أبا القاسِمِ، نَسأَلُك عن خَمْسةِ أشْياءَ فإن أنْبَأْتَنا بِهنَّ عَرَفْنا أنَّك نَبِيٌّ واتَّبَعْناك، فأخَذَ عليهم ما أخَذَ إسْرائيلُ على بَنيه إذْ قالوا: اللهُ على ما نقولُ وَكيلٌ، قالَ: هاتوا، قالوا: أَخْبِرْنا عن عَلامةِ النَّبيِّ، قالَ: تَنامُ عَيْناه ولا يَنامُ قَلْبُه. قالوا: أَخْبِرْنا كيف تُؤْنِثُ المَرْأةُ وكيف تُذكِرُ؟ قالَ: يَلْتَقي الماءانِ، فإذا عَلا ماءُ الرَّجُلِ ماءَ المَرْأةِ أَذْكَرَتْ، وإذا عَلا ماءُ المَرْأةِ ماءَ الرَّجُلِ أَنَّثَتْ. قالوا: أَخْبِرْنا ما حَرَّمَ إسْرائيلُ على نَفْسِه؟ قالَ: كانَ يَشْتَكي عِرْقَ النَّسَا، فلم يَجِدْ شَيئًا يُلائِمُه إلَّا ألْبانَ كَذا وكَذا، قالَ أبي: قالَ: بعضُهم يَعْني الإبِلَ فحَرَّمَ لُحومَها، قالوا: صَدَقْتَ. قالوا: أَخْبِرْنا عن هذا الرَّعْدِ، قالَ: مَلَكٌ مِن مَلائِكةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ مُوَكَّلٌ بالسَّحابِ بيَدَيه، أو في يَدِه مِخْراقٌ مِن نارٍ يَزجُرُ به السَّحابَ يَسوقُه حيثُ أمَرَه اللهُ. قالوا: فما هذا الصَّوْتُ الَّذي يُسمَعُ؟ قالَ: صَوْتُه، قالوا: صَدَقْتَ. إنَّما بَقِيَتْ واحِدةٌ وهي الَّتي نُتابِعُك إن أَخْبَرْتَنا، أَخْبِرْنا فإنَّه ليس مِن نَبِيٍّ إلَّا له مَلَكٌ يَأتيه بالخَيْرِ، فأَخْبِرْنا مَن صاحِبُك؟ قالَ: جِبْريلُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالوا: جِبْريلُ! ذاك الَّذي يَنزِلُ بالحَرْبِ والقِتالِ والعَذابِ عَدُوُّنا، لو قُلْتَ: ميكائيلُ الَّذي يَنزِلُ بالرَّحْمةِ والنَّباتِ والقَطْرِ لكانَ، فأَنزَلَ اللهُ: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} إلى آخِرِ الآيةِ».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 69 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

73 - «بَيْنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسيرُ في بعضِ مَسيرِه، إذ سَمِعَ حادِيًا يَحْدو أمامَه، فقالَ لأصْحابِه: افْرَعوا رَواحِلَكم تكنْ أمامَ هذا الحادي، قالَ: فحَرَّكوا رَواحِلَهم حتَّى أَدْرَكوهم فسَلَّموا، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مِمَّن القَوْمُ؟ قالَ: مِن مُضَرَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نحن أَمضَرُ، قالوا: ومَن أنت؟ قالَ: فقالَ بعضُ القَوْمِ: هذا رَسولُ اللهِ، فقالوا: مَرْحبًا وأهْلًا … بأبينا وأُمِّنا أنت يا رَسولَ اللهِ إنَّك لَمِن مُضَرَ، قالَ: نَعمْ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَرَدْنا أن نَجعَلَ رَواحِلَنا أمامَ حاديكم هذا، قالَ: قالوا: نَعمْ -ونُعْمةُ العَيْنِ- أَوَلا نُحَدِّثُك كيف كانَ بُدُوُّ الحَدْوِ؟ قالَ: بَلى، قالوا: فإنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ رَجُلًا مِن أهْلِ الجاهِليَّةِ كانَ يَغْتَصِبُ النَّاسَ، فانْطَلَقَ ذاتَ لَيْلةٍ هو وغُلامٌ حتَّى هَجَموا على قَوْمٍ إبِلُهم مُراحةٌ بفِناهم فاحْتَلُّوا عُقُلَها، ثُمَّ صاحا بها، قالَ: يُحْسِنونَ سَوْقَها سَوْقًا حَسَنًا، فقالَ الرَّجُلُ لغُلامِه: حَزِّبْ لها تَمْشِ، فقالَ العَبْدُ: كيف أَقولُ؟ قالَ: حَزِّبْ لها تَمْشِ، قالَ: إنِّي واللهِ لا أَدْري ما أَقولُ، قالَ: فقامَ إليه مَوْلاه مُغْضَبًا بالعَصا فضَرَبَه فاتَّقى العَصا بذِراعَيه، فأصابَتِ العَصا ذِراعَيه، فجَعَلَ يقولُ: وايَداه، وايَداه، فأَسرَعَتِ الإبِلُ، قالَ: فقالَ له مَوْلاه: زِدْها أَبْكى اللهُ عَيْنَك! قالَ: فضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى اسْتَلْقى على راحِلتِه».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 11 / 406 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

74 - عن ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنه قالَ: «لمَّا أرادَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ أن يَرفَعَ عيسى عليه السَّلامُ خَرَجَ على أصْحابِه مِن عَيْنٍ في بَيْتٍ ورَأسُه يَقطُرُ ماءً، وهُمُ اثْنا عَشَرَ رَجُلًا، فقالَ: إنَّ مِنكم مَن سيَكفُرُ بَعْدَ إذ آمَنَ بي، أيُّكم يُلْقى عليه شَبَهي فيُقتَلَ مَكاني فيكونَ معي، فقامَ شابٌّ، فقالَ له: أنا، فقالَ له: اجْلِسْ، ثُمَّ أعادَ عليهم، فقالَ الشَّابُّ: أنا، فقالَ: اجْلِسْ، فأعادَ عليهم، فقالَ الشَّابُّ: أنا، فقالَ: أنتَ ذاك، فأُلْقيَ عليه شَبَهُ عيسى، ورُفِعَ عيسى مِن زاوِيةٍ مِن البَيْتِ إلى السَّماءِ، وجاءَ الطَّلُبُ مِن اليَهودِ فأخَذوا الشَّبَهَ فقَتَلوه، ثُمَّ صَلَبوه قالَ: وافْتَرَقوا ثَلاثَ فِرَقٍ، فقالَتْ فِرْقةٌ: كانَ فينا عَبْدُ اللهِ ورَسولُه ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ رَفَعَه اللهُ إليه، وهؤلاء المُسلِمونَ. وقالَتْ فِرْقةٌ: كانَ فينا اللهُ ما شاءَ، ثُمَّ ارْتَفَعَ إلى السَّماء،ِ وهؤلاء اليَعْقوبيَّةُ. وقالَتْ فِرْقةٌ: كانَ فينا ابنُ اللهِ ما شاءَ، ثُمَّ رَفَعَه إليه، وهؤلاء النَّسْطوريَّةُ، فتَظاهَرَتِ الكافِرتانِ على المُؤْمِنةِ، فقاتَلوها فقَتَلوها، فلم يَزَلِ الإسْلامُ طامِسًا حتَّى جاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} يَعْني: الطَّائِفةَ الَّتي آمَنَتْ في زَمَنِ عيسى، {وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ} الَّتي كَفَرَتْ في زَمَنِ عيسى، {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا} في زَمَنِ عيسى بإظْهارِ مُحمَّدٍ عليه السَّلامُ دينَهم على دينِ الكافِرينَ».
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 377 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

75 - «إنَّ نَبيَّ اللهِ أيُّوبَ عليه السَّلامُ لَبِثَ به بَلاؤُه ثَمانِيةَ عَشَرَ سَنَةً -أو شَهْرًا - فرَفَضَه القَريبُ والبَعيدُ إلَّا رَجُلَينِ مِن إخْوانِه كانا مِن أخَصِّ إخْوانِه به، كانا يَغْدُوانِ إليه ويَروحانِ، فقالَ أحَدُهما لِصاحِبِه ذاتَ يَوْمٍ: تَعلَمُ واللهِ إنَّ أيُّوبَ قد أذْنَبَ ذَنْبًا ما أذْنَبَه أحَدٌ مِن العالَمينَ، فقالَ له صاحِبُه: وما ذاك؟ قالَ: مُنْذُ ثَمانِيةَ عَشَرَ شَهْرًا لم يَرْحَمْه اللهُ فيَكشِفَ ما به، فلمَّا راحا إلى أيُّوبَ لم يَصبِرِ الرَّجُلُ حتَّى ذَكَرَ ذلك له، فقالَ أيُّوبُ عليه السَّلامُ: ما أدْري ما تَقولانِ غيْرَ أنَّ اللهَ تَعالى يَعلَمُ أنِّي كُنْتُ أَمُرُّ بالرَّجُلَينِ يَتَراغَمانِ فيَذْكُرانِ اللهَ فأرْجِعُ إلى بَيْتي فأُكَفِّرُ عنهما أن يُذكَرَ اللهُ إلَّا في حَقٍّ، وكانَ يَخرُجُ لحاجتِه فإذا قَضى حاجتَه أمْسَكَتِ امْرَأتُه بيَدِه حتَّى يَبلُغَ، فلمَّا كانَ ذاتَ يَوْمٍ أبْطَأَ عليها، فأُوحِيَ إلى أيُّوبَ عليه السَّلامُ في مَكانِه: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} فاسْتَبْطَأَتْه، فتَلَقَّتْه يَنظُرُ وأقْبَلَ عليها قد أذْهَبَ اللهُ تعالى ما به مِن البَلاءِ وهو أحْسَنُ ما كانَ، فلمَّا رَأَتْه قالَت: أيْ بارَكَ اللهُ فيك، هلْ رأَيْتَ نَبيَّ اللهِ عليه السَّلامُ هذا المُبْتَلى؟ واللهِ على ذلك ما رَأَيْتُ أشْبَهَ به مِنك إذْ كانَ صَحيحًا! قالَ: فإنِّي أنا هو. وكانَ له أنْدَرانِ؛ أنْدَرٌ للقَمْحِ وأنْدَرٌ للشَّعيرِ، فبَعَثَ اللهُ تَعالى سَحابَتَينِ، فلمَّا كانَت إحْداهما على أنْدَرِ القَمْحِ أفْرَغَتْ فيه الذَّهَبَ حتَّى فاضَ، وأفْرَغَتِ الأخْرى في أنْدَرِ الشَّعيرِ الوَرِقَ حتَّى فاضَ».
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 2616 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

76 - «إنَّ أيُّوبَ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَبِثَ في بَلائِه ثَماني عَشْرةَ سَنَةً، فرَفَضَه القَريبُ والبَعيدُ إلَّا رَجُلَينِ مِن إخْوانِه كانا مِن أخَصِّ إخْوانِه، كانا يَغْدوانِ إليه ويَروحانِ، فقالَ أحَدُهما لصاحِبِه: تَعلَمُ واللهِ لقد أذْنَبَ أيُّوبُ ذَنْبًا ما أذْنَبَه أحَدٌ مِن العالَمينَ، قالَ له صاحِبُه: وما ذاك؟ قالَ: مُنْذُ ثَماني عَشْرةَ سَنَةً لم يَرحَمْه اللهُ فيَكشِفَ ما به، فلمَّا راحَ إليه لم يَصبِرِ الرَّجُلُ حتَّى ذَكَرَ ذلك له، فقالَ أيُّوبُ: لا أدْري ما تَقولُ غيْرَ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَعلَمُ أنِّي كُنْتُ أمُرُّ على الرَّجُلَينِ يَتَنازَعانِ فيَذكُرانِ اللهَ عَزَّ وجَلَّ فأرْجِعُ إلى بَيْتي فأُكَفِّرُ عنهما كَراهيَةَ أن يُذكَرَ اللهُ إلَّا في حَقٍّ، قالَ: وكانَ يَخرُجُ إلى حاجتِه، فإذا قَضى حاجتَه أمْسَكَتِ امْرَأتُه يَدَه حتَّى يَبلُغَ، فلمَّا كانَ ذاتَ يَوْمٍ أبْطَأَ عليها، فأَوْحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى أيُّوبَ عليه السَّلامُ في مَكانِه أن {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} فاسْتَبْطَأَتْه، فتَلَقَّتْه يَنظُرُ فأقْبَلَ عليها قد أذْهَبَ اللهُ ما به مِن البَلاءِ فهو على أحْسَنِ ما كانَ، فلمَّا رَأَتْه قالَت: أي بارَكَ اللهُ فيك، هلْ رَأيْتَ نَبيَّ اللهِ هذا المُبْتَلى، واللهِ على ذلك ما رأَيْتُ أحَدًا أشْبَهَ به مِنك إذْ كانَ صَحيحًا، قالَ: إنِّي أنا هو، وكانَ له أنْدَرانِ؛ أنْدَرٌ للقَمْحِ وأنْدَرٌ للشَّعيرِ، فبَعَثَ اللهُ سَحابتَينِ، فلمَّا كانَت إحْداهما على أنْدَرِ القَمْحِ أفْرَغَتْ فيه الذَّهَبَ حتَّى فاضَ، وأفْرَغَتِ الأخْرى في أنْدَرِ الشَّعيرِ الوَرِقَ حتَّى فاضَ».
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 2617 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

77 - «لمَّا نَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}، قالَ: سَعْدُ بنُ عُبادةَ: يا رَسولَ اللهِ، إن أنا رَأيْتُ لَكاعِ قد تَفَخَّذَها رَجُلٌ لا أَجمَعُ الأرْبَعَ حتَّى يَقْضيَ الآخَرُ حاجتَه! فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اسْمَعوا ما يقولُ سَيِّدُكم! فابْتُلِيَ ابنُ عَمِّه هِلالُ بنُ أُمَيَّةَ، كانَ لَيْلةً في أرْضِه، فجاءَ لَيْلةً فإذا عِنْدَ امْرَأتِه رَجُلٌ، فقَذَفَها به، فاجْتَمَعا عِنْدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الجَلْدُ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واللهِ لقد نَظَرْتُ حتَّى اسْتَيْقَنْتُ، واسْتَمَعْتُ حتَّى اسْتَيْقَنْتُ، ولَيُبَرِّئَنَّ اللهُ ظَهْري مِن الجَلْدِ، قالَ: فإنَّه لَكذاك إذْ نَزَلَ اللِّعانُ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}، قالَ: فالْتَعنَ، فاسْتَحْلَفَه أرْبَعَ مِرارٍ قالَ: احْبِسوه عِنْدَ الخامِسةِ؛ إنَّها مُوجِبةٌ، ثُمَّ الْتَعَنَتِ المَرْأةُ أيضًا أرْبَعَ مِرارٍ، فقالَ: احْبِسوها عِنْدَ الخامِسةِ؛ فإنَّها مُوجِبةٌ، فتَكَعْكَعَتْ عِنْدَ الخامِسةِ حتَّى ظَنُّوا أنَّها ستَعْتَرِفُ، ثُمَّ قالَتْ: لا أَفضَحُ قَوْمي سائِرَ اليَوْمِ، فمَضَتْ على قَوْلِها، ففَرَّقَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْنَهما».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 11 / 288 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

78 - «أنَّ رَجُلًا مِن بَني زُهْرةَ لَقِيَ عُمَرَ قبْلَ أن يُسلِمَ، قالَ: وهو مُتَقلِّدٌ السَّيْفَ، فقالَ: أين تَعْتمِدُ يا عُمَرُ؟ فقالَ: أريدُ أن أقْتُلَ مُحمَّدًا! ! قالَ: فكيف تَأمَنُ في بَني هاشِمٍ وبَني زُهْرةَ وقد قَتَلْتَ مُحمَّدًا؟ قالَ: ما أراك إلَّا قد صَبَوْتَ وتَرَكْتَ دينَك الَّذي هو أنت عليه؟ قالَ: أفلا أدُلُّك على العَجَبِ يا عُمَرُ؟ إنَّ خَتَنَك وأخْتَك قد صَبَوَا وتَرَكا دينَهما الَّذي هما عليه. قالَ: فمَشى إليهما ذامِرًا -قالَ إسْحاقُ: يَعْني مُتَغَضِّبًا- حتَّى دَنا مِن البابِ، قالَ: وعِنْدَهما رَجُلٌ يُقالُ له خَبَّابٌ يُقْرِئُهما سورةَ (طه). قالَ: فلمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ حِسَّ عُمَرَ دَخَلَ تحتَ سَريرٍ لهما، فقالَ: ما هذه الهَيْنَمةُ الَّتي سَمِعْتُها عِنْدَكم؟ قالا: ما عَدا حَديثًا تَحَدَّثْنا بَيْنَنا، فقالَ: لعلَّكما قد صَبَوْتُما وتَرَكْتُما دينَكما الَّذي أنتم عليه؟ فقالَ خَتَنُه: يا عُمَرُ أرَأَيْتَ إن كانَ الحَقُّ في غيْرِ دينِك؟ قالَ: فأقْبَلَ على خَتَنِه فوَطِئَه وَطْئًا شَديدًا، قالَ: فدَفَعَتْه أخْتُه عن زَوْجِها، فضَرَبَ وَجْهَها، فدَمِيَ وَجْهُها، قالَ: فقالَت له: أرأيْتَ إن كانَ الحَقُّ في غيْرِ دينِك؟ أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشْهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، قالَ: فقالَ عُمَرُ: أَرُوني هذا الكِتابَ الَّذي كُنْتُم تَقْرَؤونَ، قالَ: وكانَ عُمَرُ يَقرَأُ الكُتُبَ، قالَ: فقالَتْ أخْتُه: لا، أنت رِجْسٌ، أعْطِنا مَوثِقًا مِن اللهِ لتَرُدَّنَّه علينا، وقُمْ فاغْتَسِلْ وتَوَضَّأْ، قالَ: ففَعَلَ، قالَ: فقَرَأَ عُمَرُ: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنِ لِتَشْقَى} إلى قَوْلِه: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} قالَ عُمَرُ: دُلُّوني على مُحمَّدٍ، قالَ: فلمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ قَوْلَ عُمَرَ: دُلُّوني على مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، خَرَجَ إليه فقالَ: أَبْشِرْ يا عُمَرُ؛ فإنِّي أَرْجو أن تكونَ دَعوةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشِيَّةَ الخَميسِ... اللَّهُمَّ أعِزَّ الدِّينَ بعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ أو بعَمْرِو بنِ هِشامٍ. قالَ: قالوا: هو في الدَّارِ الَّتي في أصْلِ الصَّفا يُوحى إليه، قالَ: فانْطَلَقَ عُمَرُ وعلى البابِ حَمْزةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ وأُناسٌ مِن أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا رأى حَمْزةُ وَجَلَ القَوْمِ مِن عُمَرَ، قالَ: نَعمْ، فهذا عُمَرُ، فإن يُرِدِ اللهُ به خَيْرًا يُسلِمْ ويَتَّبِعِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإن يكنْ غيْرَ ذلك يكنْ قَتْلُه علينا هَيِّنًا، قالَ: فخَرَجَ إليه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذَ بمَجامِعِ ثَوْبِه وحَمائِلِ السَّيفِ، فقالَ: ما أنت بمُنْتَهٍ يا عُمَرُ حتَّى يُنزِلَ اللهُ بك مِن الخِزْيِ والنَّكالِ ما أَنْزَلَ بالوَليدِ بنِ المُغيرةِ؟! اللَّهُمَّ اهْدِ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بعُمَرَ، فقالَ عُمَرُ: أشْهَدُ أنَّك رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسْلَمَ ثُمَّ قالَ: أخرُجُ يا رَسولَ اللهِ».
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 2573 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

79 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أنَّه قالَ في قَوْلِه: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} قالَ: المُسْتَهْزِئونَ: الوَليدُ بنُ المُغيرةِ، والأَسْوَدُ بنُ عَبْدِ يَغوثَ، والأَسْوَدُ بنُ المُطَّلِبِ أبو زَمْعةَ، والحارِثُ بنُ عنطَلٍ، والعاصِ بنُ وائِلٍ، قالَ: فأتاه جِبْريلُ فشَكاهم إليه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأراه الوَليدَ بنَ المُغيرةِ فأَوْمَأَ جِبْريلُ عليه السَّلامُ إلى أَنْجَلِه، فقالَ: ما صَنَعْتَ شَيئًا؟ قالَ: كُفِيْتَه، ثُمَّ أراهُ الأسودَ بنَ عَبْدِ المُطَّلِب فأَوْمَأَ إلى عَيْنَيه، قالَ: ما صَنَعْتَ شَيئًا؟ قالَ: كُفِيتَه، ثُمَّ أراه الأَسْوَدَ بنَ عَبْدِ يَغوثَ الزُّهْريَّ فأَوْمَأَ إلى رَأسِه، فقالَ: ما صَنَعْتَ؟ قالَ: كُفِيتَه، ثُمَّ أراه الحارِثَ بنَ عنطَلٍ السَّهْمِيَّ فأَوْمَأَ إلى بَطْنِه، فقالَ: ما صَنَعْتَ شَيئًا؟ ثُمَّ قالَ: كُفِيتَه، ثُمَّ أراه العاصِ بنَ وائِلٍ فأَوْمَأَ إلى أَخْمَصِه، فقالَ: ما صَنَعْتَ شَيئًا؟ قالَ: كُفِيتَه. فأمَّا الوَليدُ بنُ المُغيرةِ فمَرَّ برَجُلٍ مِن خُزاعةَ وهو يَريشُ نَبْلًا له، فأصابَ أَنْجَلَه فقَطَعَها، وأمَّا الأَسْوَدُ بنُ المُطَّلِبِ فعَمِيَ؛ فمِنهم مَن يقولُ: عَمِيَ هكذا، ومِنهم مَن يقولُ: نَزَلَ تحتَ شَجَرةٍ فجَعَلَ يقولُ: أَلَا تَدْفَعونَ عنِّي قد قُتِلْتُ، فجَعَلوا يَقولونَ: ما نَرى شَيئًا، فجَعَلَ يقولُ: يا بَنِيَّ، أَلَا تَدفَعونَ عنِّي! قد هَلَكَتْ هودٌ، أَأُطعَنُ بالشَّوكِ في عَيْني؟ فجَعَلوا يَقولونَ: ما نَرى، فلم يَزَلْ كذلك حتَّى عَمِيَتْ عَيْناه، وأمَّا الأَسْوَدُ بنُ عَبْدِ يَغوثَ فخَرَجَ في رَأسِه قُروحٌ ماتَ مِنها، وأمَّا الحارِثُ بنُ عَنْطَلٍ فأخَذَه الماءُ الأصْفَرُ في بَطْنِه حتَّى خَرَجَ خُرْؤُه مِن فيه فماتَ مِنها، وأمَّا العاصِ بنُ وائِلٍ فبَيْنَما هو كذلك إذْ دَخَلَ في أَرْجُلِه شِبْرِقةٌ حتَّى امْتَلَّتْ مِنها فماتَ مِنها».
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 97 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

80 - «فقالَ العَلاءُ بنُ زِيادٍ العَدَوِيُّ: يا أبا حَمْزةَ، بسِنِّ أيِّ الرِّجالِ كانَ نَبِيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ بُعِثَ؟ قالَ: ابنُ أرْبَعينَ سَنَةً، قالَ: ثُمَّ كانَ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ كانَ بمَكَّةَ عَشْرَ سِنينَ، وبالمَدينةِ عَشْرَ سِنينَ فتَمَّتْ له سِتُّونَ سَنَةً، ثُمَّ قَبَضَه اللهُ تَبارَكَ وتَعالى إليه، قالَ: سِنُّ أيِّ الرِّجالِ هو يَوْمَئذٍ؟ قالَ: كأشَبِّ الرِّجالِ وأحْسَنِه وأجْمَلِه وألْحَمِه، قالَ: يا أبا حَمْزةَ، هلْ غَزَوْتَ معَ نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: نَعمْ، غَزَوْتُ معَه يَوْمَ حُنَينٍ، فخَرَجَ المُشْرِكونَ بكَثْرةٍ فحَمَلوا علينا حتَّى رأَيْنا خَيْلَنا وَراءَ ظُهورِنا، وفي المُشْرِكينَ رَجُلٌ يَحمِلُ فيَدُقُّنا ويَحطِمُنا، فلمَّا رأى ذلك نَبِيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَزَلَ فهَزَمَهم اللهُ فوَلَّوا، فقامَ نَبِيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ رأى الفَتْحَ فجَعَلَ يُجاءُ بهم أُسارى رَجُلًا رَجُلًا فيُبايِعونَه على الإسْلامِ، فقالَ رَجُلٌ مِن أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ علَيَّ نَذْرًا لَئِنْ جيءَ بالرَّجُلِ الَّذي كانَ مُنْذُ اليَوْمِ يَحطِمُنا لأضْرِبَنَّ عُنُقَه، قالَ: فسَكَتَ نَبِيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجيءَ بالرَّجُلِ، قالَ: فلمَّا رأى نَبِيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: يا نَبِيَّ اللهِ تُبْتُ إلى اللهِ، يا نَبِيَّ اللهِ تُبْتُ إلى اللهِ، قالَ: فأمْسَكَ نَبِيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبايعُه ليُوفيَ الآخَرُ نَذْرَه، قالَ: فجَعَلَ يَنظُرُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليَأمُرَه بقَتْلِه، وجَعَلَ يَهابُ نَبِيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يَقتُلَه، فلمَّا رأى نَبِيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لا يَصنَعُ شَيئًا بايَعَه، قالَ: يا نَبِيَّ اللهِ، نَذْري، قالَ: لم أُمْسِكْ عنه مُنْذُ اليَوْمِ إلَّا لتُوفيَ نَذْرَك، قالَ: يا نَبِيَّ اللهِ، ألَا أَوْمَضْتَ إليَّ؟ فقالَ: إنَّه ليس لنَبِيٍّ أن يُومِضَ!».
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 2688 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

81 - «أتَيْتُ صَفْوانَ بنَ عَسَّالٍ المُرادِيَّ رَضيَ اللهُ عنه؛ فقالَ: ما جاءَ بك؟ قُلْتُ: جِئْتُ ابْتِغاءَ العِلمِ، قالَ: فإنَّ المَلائِكةَ تَضَعُ أجْنِحتَها لطالِبِ العِلمِ رِضًا بما يَطلُبُ، قالَ: قُلْتُ: حَكَّ في نَفْسي أو صَدْري مَسْحٌ على الخُفَّينِ بَعْدَ الغائِطِ والبَوْلِ، فهلْ سَمِعْتَ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ذلك شَيئًا؟ قالَ: نَعمْ، كانَ يَأمُرُنا إذا كُنَّا سَفَرًا أو مُسافِرينَ ألَّا نَنزِعَ خِفافَنا ثَلاثةَ أيَّامٍ ولَياليهنَّ إلَّا مِن جَنابةٍ؛ ولكنْ مِن غائِطٍ وبَوْلٍ ونَوْمٍ، قُلْتُ: هلْ سَمِعْتَه يَذكُرُ الهَوى؟ قالَ: نَعمْ، بَيْنا نحن معَه في مَسيرٍ إذ ناداه أعْرابيٌّ بصَوْتٍ جَهْوَرِيٍّ فقالَ: يا مُحمَّدُ، فأجابَه على نَحْوٍ مِن كَلامِه: (هاء). وقالَ: أرَأَيْتَ رَجُلًا أحَبَّ قَوْمًا ولمَّا يَلحَقْ بهم؟ قالَ: (المَرْءُ معَ مَن أَحَبَّ). ثُمَّ لم يَزَلْ يُحَدِّثُنا (إنَّ مِن قِبَلِ المَغرِبِ بابًا يَفتَحُ اللهُ للتَّوبةِ، مَسيرةُ عَرْضِه أرْبَعونَ سَنَةً، فلا يُغلَقُ حتَّى تَطلُعَ الشَّمْسُ) يَعْني مِنه. لَفْظُ حَديثِ مُحمَّدِ بنِ عاصِمٍ. وفي رِوايةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قالَ: أتَيْتُ صَفْوانَ بنَ عَسَّالٍ؛ فقالَ: ما جاءَ بك؟ قُلْتُ: ابْتِغاء العِلمِ. وعِنْدَه قُلْتُ: حاكَ في صَدْري مَسْحٌ على الخُفَّينِ بَعْدَ الغائِطِ والبَوْلِ، وكُنْتُ امْرَأً مِن أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُك أسْأَلُك عن ذلك، هلْ سَمِعْتَ مِنه في ذلك شَيئًا؟ قالَ: نَعمْ. وعِنْدَه: أو كُنَّا مُسافِرينَ. وعِنْدَه: قُلْتُ: أسَمِعْتَه يَذكُرُ الهَوى؟ وعِنْدَه: بصَوْتٍ جَهْوَريٍّ -أو قالَ: (جَوْهَريٍّ) -ابنُ عُيَيْنةَ شَكَّ- قالَ: وعِنْدَه: فأجابَه بنَحْوٍ مِن كَلامِه، فقالَ: مَهْ، قالَ: أرَأَيْتَ. وعِنْدَه: ولم يَلحَقْ بهم، قالَ: (هو يَوْمَ القِيامةِ معَ مَن أحَبَّ). قالَ: فلم يَزَلْ يُحَدِّثُنا حتَّى قالَ: (إنَّ مِن قِبَلِ المَغرِبِ بابًا مَسيرةُ عَرْضِه سَبْعونَ سَنَةً، فَتَحَه اللهُ للتَّوْبةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمواتِ والأرْضَ، ولا يُغلِقُه حتَّى تَطلُعَ الشَّمْسُ مِن نَحْوِه».
الراوي : صفوان بن عسال المرادي | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 8 / 33 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

82 - «رأيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سوقِ ذي المَجازِ وعليه حُلَّةٌ حَمْراءُ وهو يقولُ: (يا أيُّها النَّاسُ قولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ، تُفْلِحوا) ورَجُلٌ يَتْبَعُه يَرْميه بالحِجارةِ وقدْ أدْمى عُرْقوبَيه وكَعْبَيه، وهو يقولُ: يا أيُّها النَّاس، لا تُطيعوه، فإنَّه كَذَّابٌ، فقُلْتُ: مَن هذا؟ فقيلَ: هذا غُلامُ بَني عَبْدِ المُطَّلِبِ، قُلْتُ: مَن هذا الَّذي يَتْبَعُه يَرْميه بالحِجارةِ؟ فقيلَ: هذا عَبْدُ العُزَّى أبو لَهَبٍ، قالَ: فلمَّا ظَهَرَ الإسْلامُ خَرَجْنا في رَكْبٍ حتَّى نَزَلْنا قَريبًا مِن المَدينةِ، ومعَنا ظَعينةٌ، فبَيْنا نحن قُعودٌ إذ أتانا رَجُلٌ عليه ثَوْبانِ أبْيَضانِ، فسَلَّمَ وقالَ: مِن أين أقْبَلَ القَوْمُ؟ قُلْنا: مِن الرَّبَذةِ، قالَ: ومعَنا جَمَلٌ، قالَ: أتَبيعونَ هذا الجَمَلَ؟ قُلْنا: نَعمْ، قالَ: بِكَمْ؟ قُلْنا: بِكَذا وكَذا صاعًا مِن تَمْرٍ، قالَ: فأخَذَه ولم يَسْتَنْقِصْنا، وقالَ: قد أخَذْتُه، ثُمَّ تَوارى بحيطانِ المَدينةِ فتَلاوَمْنا فيما بَيْنَنا، فقُلْنا: أعْطَيْتُم جَمَلَكم رَجُلًا لا تَعرِفونَه، قالَتِ الظَّعينةُ: لا تَلاوَموا؛ فإنِّي رَأيْتُ وَجْهَ رَجُلٍ لم يكنْ ليُخفِرَكم، ما رأَيْتُ شَيئًا أشْبَهَ بالقَمَرِ لَيْلةَ البَدْرِ مِن وَجْهِه، قالَ: فلمَّا كانَ مِن العَشِيِّ أتانا رَجُلٌ فسَلَّمَ علينا، وقالَ: أنا رَسولُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليكم يقولُ: (إنَّ لكم أن تَأكُلوا حتَّى تَشْبَعوا وتَكْتالوا حتَّى تَسْتَوْفوا). قالَ: فأكَلْنا حتَّى شَبِعْنا، واكْتَلْنا حتَّى اسْتَوْفَينا، قالَ: ثُمَّ قَدِمْنا المَدينةَ مِن الغَدِ، فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قائِمٌ يَخطُبُ على المِنبَرِ وهو يقولُ: (يَدُ المُعْطي العُلْيا، وابْدَأْ بمَن تعولُ: أمَّك وأباك، وأخْتَك وأخاك ثُمَّ أدْناك أدْناك) فقامَ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ هؤلاء بَنو ثَعْلَبةَ بنِ يَرْبوعٍ قَتَلوا فُلانًا في الجاهِليَّةِ، فخُذْ لنا بثَأرِنا مِنه، فرَفَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيه حتَّى رأَيْتُ بَياضَ إبْطَيه، وقالَ: (ألَا لا تَجْني أُمٌّ على وَلَدٍ، ألَا لا تَجْني أُمٌّ على وَلَدٍ)».
الراوي : طارق بن عبد الله المحاربي | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 8 / 128 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

83 - «مَرَرْتُ بعُثْمانَ بنِ عفَّانَ في المَسجِدِ فسَلَّمْتُ عليه، فمَلَأَ عَيْنَيه مِنِّي، ثُمَّ لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ، فأتَيْتُ أميرَ المُؤمِنينَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ فقُلْتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، هلْ حَدَثَ في الإسْلامِ شيءٌ؟ مَرَّتَينِ، قالَ: لا، وما ذاك؟ قالَ: قُلْتَ: لا، إلَّا أنِّي مَرَرْتُ بعُثْمانَ آنِفًا في المَسجِدِ فسَلَّمْتُ عليه فمَلَأَ عَيْنَيه مِنِّي ثُمَّ لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ، قالَ: فأَرسَلَ عُمَرُ إلى عُثْمانَ فدَعاه، فقالَ: ما مَنَعَك ألَّا تكونَ رَدَدْتَ على أخيك السَّلامَ؟ قالَ عُثْمانُ: ما فَعَلْتَ، قالَ سَعْدٌ: قُلْتُ: بَلى، قالَ: حتَّى حَلَفَ وحَلَفْتُ، قالَ: ثُمَّ إنَّ عُثْمانَ ذَكَرَ، فقالَ: بَلى، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ وأَتوبُ إليه، إنَّك مَرَرْتَ بي آنِفًا، وأنا أُحَدِّثُ نفْسي بكَلِمةٍ سَمِعْتُها مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا واللهِ ما ذَكَرْتُها قَطُّ إلَّا تَغَشَّى بَصَري وقَلْبي غِشاوةٌ، قالَ: قالَ سَعْدٌ: فأنا أُنْبِئُك بها، إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذَكَرَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاءَ أعْرابيٌّ فشَغَلَه حتَّى قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَتْبَعْتُه، فلمَّا أَشْفَقْتُ أن يَسبِقَني إلى مَنزِلِه ضَرَبْتُ بقَدَمي الأرْضَ، فالْتَفَتَ إليَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: مَن هذا، أبو إسْحاقَ؟ قالَ: قُلْتُ: نَعمْ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فمَهْ؟ قالَ: قُلْتُ: لا واللهِ إلَّا أنَّك ذَكَرْتَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاءَ هذا الأعْرابيُّ فشَغَلَك، قالَ: نَعمْ، دَعْوةُ ذي النُّونِ، إذ هو في بَطْنِ الحوتِ {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، فإنهَّ لم يَدْعُ بها مُسلِمٌ رَبَّه في شيءٍ قَطُّ إلَّا اسْتَجابَ له. وفي رِوايةٍ: هل حَدَثَ في الإسْلامِ شيءٌ؟ قالَ: وما ذاك؟ وعنْدَه: ما يَمنَعُك؟ وعنْدَه: فقالَ عُثْمانُ: ما فَعَلْتَ؟! وفيه: ثُمَّ إنَّ عُثْمانَ ذَكَرَ، وعنْدَه: غِشاوةٌ فقالَ سَعْدٌ، وعنْدَه: فشَغَلَه ثُمَّ قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وليس عنْدَه: فشَغَلَك».
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1041 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

84 - «أنَّه بَيْنَما هو جالِسٌ إذ جاءَ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ -كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه- فقالَ: بأبي أنت وأُمِّي يا رَسولَ اللهِ، يَتَفَلَّتُ هذا القُرآنُ مِن صَدْري، فما أَجِدُني أَقدِرُ عليه، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أبا الحَسَنِ، أَلَا أُعَلِّمُك كَلِماتٍ يَنْفَعُك اللهُ بِهنَّ، ويَنْتَفِعُ مَن عَلَّمْتَه، ويَثبُتُ ما تَعلَّمْتَ في صَدْرِك؟ فقالَ: أجَلْ، فعَلِّمْني يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: إذا كانَ لَيْلةُ الجُمُعةِ فإنِ اسْتَطَعْتَ أن تَقومَ في ثُلُثِ اللَّيلِ الآخِرِ فإنَّها ساعةٌ مَشْهودةٌ، والدُّعاءُ فيها مُسْتَجابٌ، وهو قَوْلُ أَخي يَعْقوبَ لبَنيه: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}، حتَّى تَأتيَ لَيْلةُ الجُمُعةِ، فإن لم تَسْتَطِعْ ففي وَسَطِها، فإن لم تَسْتَطِعْ ففي أوَّلِها، فَصَلِّ أرْبَعَ رَكَعاتٍ، تَقرَأُ في الرَّكْعةِ الأُولى بفاتِحةِ الكِتابِ وسورةِ (يس) وفي الرَّكْعةِ الثَّانيةِ بفاتِحةِ الكِتابِ و (حم) الدَّخان، وفي الرَّكْعةِ الثَّالِثةِ بفاتِحةِ الكِتابِ و (الم) تَنْزيل، وفي الرَّكْعةِ الرَّابِعةِ بفاتِحةِ الكِتابِ وتَبارَكَ المُفَصَّل، فإذا فَرَغْتَ مِن التَّشَهُّدِ فاحْمَدِ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وأَحسِنِ الثَّناءَ على اللهِ، وصَلِّ علَيَّ، وأَحسِنْ، ثُمَّ قُلْ في آخِرِ ذلك: اللَّهُمَّ ارْحَمْني بتَرْكِ المَعاصي أبَدًا ما أَبْقَيْتَني، وارْحَمْني أن أَتَكَلَّفَ ما لا يَعْنيني، وارْزُقْني حُسْنَ النَّظَرِ فيما يُرْضيك عنِّي، اللَّهُمَّ بَديعَ السَّمواتِ والأرْضِ، ذا الجَلالِ والإكْرامِ والعِزَّةِ الَّتي لا تُرامُ، أَسأَلُك باللهِ، ويا رَحْمانُ بجَلالِك ونورِ وَجْهِك أن تُلزِمَ قَلْبي حِفْظَ كِتابِك كما عَلَّمْتَني، وارْزُقْني أن أتْلُوَه على النَّحْوِ الَّذي يُرْضيك عنِّي، اللَّهُمَّ بَديعَ السَّمواتِ والأرْضِ، ذا الجَلالِ والإكْرامِ والعِزَّةِ الَّتي لا تُرامُ، أَسأَلُك باللهِ يا رَحْمانُ بجَلالِك ونورِ وَجْهِك أن تُنَوِّرَ بكِتابِك بَصَري، وأن تُطلِقَ به لِساني، وأن تُفَرِّجَ به عن قَلْبي، وأن تَشرَحَ به صَدْري، وأن تَسْتَعمِلَ به بَدَني؛ فإنَّه لا يُعينُ على الحَقِّ غَيْرُك، ولا يُؤْتيه إلَّا أنت، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ. يا أبا الحَسَنِ، افْعَلْ ذلك ثَلاثَ جُمَعٍ أو سِتَّةً أو سَبْعةً تُجابُ بإذْنِ اللهِ تَبارَكَ وتَعالى».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 12 / 148 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

85 - «بَيْنا النَّاسُ ذاتَ يَوْمٍ عنْدَ علِيٍّ، إذ وافَقوا مِنه نفْسًا طَيِّبةً، فقالوا: حَدِّثْنا عن أصْحابِك يا أميرَ المُؤمِنينَ، قالَ: عن أيِّ أصْحابي؟ قالوا: أصْحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالَ: كلُّ أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصْحابي، فأيَّهم تُريدونَ؟ قالوا: النَّفَرُ الَّذين رَأيْناك تُلطفُهم بذِكْرِك والصَّلاةِ عليهم دونَ القَوْمِ، قالَ: أيُّهم؟ قالوا: عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعودٍ. قالَ: عَلِمَ السُّنَّةَ، وقَرَأَ القُرآنَ وكَفى به عِلمًا! ثُمَّ خَتَمَ به عنْدَه، فلم يَدْروا علامَ يُريدُ بقَوْلِه: كَفى به عِلمًا! كَفى بعَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ، أم كَفى بالقُرآنِ. قالوا: فحُذَيْفةُ؟ قالَ: عُلِّمَ -أو عَلِمَ- أسْماءَ المُنافِقينَ، وسألَ عن المُعْضِلاتِ حينَ غَفَلَ عنها، فإن تَسْألوه عنها تَجِدوه بِها عالِمًا. قالوا: فأبو ذَرٍّ؟ قالَ: وَعى عِلمًا، شَحيحًا حَريصًا؛ شَحيحًا على دينِه، حَريصًا على العِلمِ، وكانَ يُكثِرُ السُّؤالَ فيُعْطى ويُمنَعُ، أمَا أنْ قد مُلِئَ له في وِعائِه حتَّى امْتَلَأَ. قالوا: فسَلْمانُ؟ قالَ: ذاك امْرُؤٌ مِنَّا وإلينا أهْلَ البَيْتِ، مَن لكم بمِثلِ لُقْمانَ الحَكيمِ، عَلِمَ العِلمَ الأوَّلَ، وأَدرَكَ العِلمَ الآخِرَ، وقَرَأَ الكِتابَ الأوَّلَ والكِتابَ الآخِرَ، وكانَ بَحْرًا لا يَنزِفُ. قالوا: فعَمَّارُ بنُ ياسِرٍ؟ قالَ: ذاك امْرُؤٌ خَلَطَ اللهُ الإيمانَ بلَحْمِه ودَمِه وعَظْمِه، وشَعَرِه وبَشَرِه، لا يُفارِقُ الحَقَّ ساعةً، حيثُ زالَ زالَ معَه، لا يَنْبَغي للنَّارِ أن تَأكُلَ مِنه شَيئًا. قالوا: فحَدِّثْنا عنك يا أميرَ المُؤمِنينَ، قالَ: مَهْلًا، نَهى اللهُ عن التَّزْكيةِ. قالَ: قالَ قائِلٌ: فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَقولُ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. قالَ: فإنِّي أُحدِّثُ بنِعْمةِ رَبِّي كَثيرًا، إذا سَألْتُ أُعْطيْتُ، وإذا سَكَتُّ ابْتُديْتُ، فبَيْنَ الجَوانِحِ مِنِّي عِلمًا جَمًّا. فقامَ عَبْدُ اللهِ بنُ الكَوَّاءِ الأَعوَرُ مِن بَني بَكْرِ بنِ وائِلٍ، فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ما {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}؟ قالَ: الرِّياحُ. قالَ: فما {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا}؟ قالَ: السَّحابُ. قالَ: فما {فَالجَارِيَاتِ يُسْرًا}؟ قالَ: السُّفُنُ. قالَ: فما {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا}؟ قالَ: المَلائِكةُ، ولا تَعُدْ لِمِثلِ هذا، ولا تَسْألْني عن مِثلِ هذا. قالَ: فما {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ}؟ قالَ: دارُ الخَلْقِ الحَسَنِ. قالَ: فما السَّوادُ الَّذي في حَرْفِ القَمَرِ؟ قالَ: أَعْمى يَسْألُ عن عَمْياءَ، ما العِلمَ أَرَدْتَ بِهذا، وَيْحَك سَلْ تَفَقُّهًا، ولا تَسْألْ تَعَنُّتًا -أو قالَ: تَعَتُّهًا- سَلْ عمَّا يَعْنيك، ودَعْ ما لا يَعْنيك. قالَ: فوَاللهِ إنَّ هذا ليَعْنيني.  قالَ: إنَّ اللهَ يَقولُ: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيِلِ}، السَّوادُ الَّذي في حَرْفِ القَمَرِ. قالَ: فما المَجَرَّةُ؟ قالَ: شَرَجُ السَّماءِ، ومِنها فُتِحَتْ أبْوابُ السَّماءِ بماءٍ مُنْهَمِرٍ زَمَنَ الغَرَقِ على قَوْمِ نوحٍ. قالَ: فما قَوْسُ قُزَحَ؟ قالَ: لا تَقُلْ قَوْسَ قُزَحَ؛ فإنَّ قُزَحَ الشَّيْطانُ، ولكنَّه القَوْسُ، وهي أمانةٌ مِن الغَرَقِ. قالَ: فكم بَيْنَ السَّماءِ إلى الأرْضِ؟ قالَ: قَدْرُ دَعْوةِ عَبْدٍ دَعا اللهَ، لا أَقولُ غَيْرَ ذلك. قال: فكم ما بَيْنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ؟ قالَ: مَسيرةُ يَوْمٍ للشَّمْسِ، مَن حَدَّثَك غَيْرَ ذلك فقدْ كَذَبَ. قالَ: فمَن الَّذين قالَ اللهُ تَعالى: {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ}. قالَ: دَعْهم فقدْ كُفيتَهم. قالَ: فما ذو القَرْنَينِ؟ قالَ: رَجُلٌ بَعَثَه اللهُ إلى قَوْمٍ كَفَرةٍ أهْلِ الكِتابِ، كانَ أوائِلُهم على حَقٍّ، فأَشْرَكوا برَبِّهم، وابْتَدَعوا في دينِهم، فأَحْدَثوا على أنْفُسِهم، فهُمُ اليَوْمَ يَجْتَهِدونَ في الباطِلِ، ويَحسَبونَ أنَّهم على حَقٍّ، ويَجْتَهِدونَ في الضَّلالةِ ويَحسَبونَ أنَّهم على هُدًى، فضَلَّ سَعْيُهم في الحَياةِ الدُّنْيا، وهُمْ يَحسَبونَ أنَّهم يُحسِنونَ صُنْعًا، قالَ: رَفَعَ صَوْتَه، وقالَ: وما أهْلُ النَّهْرَوانِ غَدًا مِنهم ببَعيدٍ. قالَ: فقالَ ابنُ الكَوَّاءِ: واللهِ لا أَسأَلُ سِواك، ولا أَتَّبِعُ غَيْرَك. قالَ: فقالَ: إن كانَ الأمْرُ إليك فافْعَلْ».
الراوي : زاذان | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 494 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]

86 - «إنِّي لجالِسٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ إذ أتاه سَبْعةُ رَهْطٍ، قالوا: يا أبا عبَّاسٍ إمَّا أن تَقومَ معَنا، وإمَّا أن تُخْلونا هؤلاء، قالَ: فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بل أَقومُ معَكم. قالَ: وهو يَوْمَئذٍ صَحيحٌ قَبْلَ أن يَعْمى، قالَ: فابْتَدَؤوا فتَحَدَّثوا، فلا نَدْري ما قالوا، قالَ: فجاءَ يَنفُضُ ثَوْبَه، ويقولُ: أُفْ وتُفْ، وَقَعوا في رَجُلٍ له عَشْرٌ، وَقَعوا في رَجُلٍ قالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لا يُخزيه اللهُ أبَدًا، يُحِبُّه اللهُ ورَسولُه، قالَ: فاسْتَشْرَفَ لها مَن اسْتَشْرَفَ، قالَ: أين علِيٌّ؟ قالوا: هو في الرَّحْلِ يَطحَنُ، قالَ: وما كانَ أحَدُكم يَطحَنُ، قالَ: فجاءَ وهو أَرمَدُ لا يكادُ يُبصِرُ، قالَ: فنَفَثَ في عَيْنِه، ثُمَّ هَزَّ الرَّايةَ ثَلاثًا فأَعْطاها إيَّاه، فجاءَ بصَفيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ. قالَ: ثُمَّ بَعَثَ فُلانًا بسورةِ التَّوْبةِ، فبَعَثَ علِيًّا خَلْفَه، قالَ: لا يَذهَبُ بها إلَّا رَجُلٌ منِّي وأنا مِنه، قالَ: وقالَ لبَني عَمِّه: أيُّكم يُواليني في الدُّنْيا والآخِرةِ؟ قالَ: وعلِيٌّ جالِسٌ، فأَبَوا، فقالَ علِيٌّ: أنا أُواليك في الدُّنْيا والآخِرةِ، قالَ: فتَرَكَه ثُمَّ أَقبَلَ على رَجُلٍ مِنهم، فقالَ: أيُّكم يُواليني في الدُّنْيا والآخِرةِ؟ فأَبَوا، قالَ: فقالَ علِيٌّ: أنا أُواليك في الدُّنْيا والآخِرةِ، فقالَ: أنت وَلِيِّي في الدُّنْيا والآخِرةِ، قالَ: وكانَ أوَّلَ مَن أَسلَمَ مِن النَّاسِ بَعْدَ خَديجةَ، قالَ: وأخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَه فوَضَعَه على علِيٍّ وفاطِمةَ وحَسَنٍ وحُسَيْنٍ، فقالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} قالَ: وشَرى علِيٌّ نَفْسَه، لَبِسَ ثَوْبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ نامَ مَكانَه، قالَ: وكانَ المُشرِكونَ يَرْمونَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ أبو بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنه وعلِيٌّ نائِمٌ وأبو بَكْرٍ يَحسَبُ أنَّه نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فقالَ: يا نَبيَّ اللهِ! قالَ: فقالَ له علِيٌّ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَيْمونٍ، فأَدْرِكْه. قالَ: فانْطَلَقَ أبو بَكْرٍ فدَخَلَ معَه الغارَ، قالَ: وجَعَلَ علِيٌّ يُرْمى بالحِجارةِ كما كانَ يُرْمى نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَتَضَوَّرُ قد لَفَّ رَأسَه في الثَّوْبِ لا يُخرِجُه حتَّى أَصبَحَ، ثُمَّ كَشَفَ عن رَأسِه، فقالوا: إنَّك لَلَئيمٌ، كانَ صاحِبُك نَرْميه فلا يَتَضَوَّرُ، وأنت تَتَضَوَّرُ وقد اسْتَنْكَرْنا ذلك. قالَ: وخَرَجَ بالنَّاسِ في غَزْوةِ تَبوكٍ، قالَ: فقالَ علِيٌّ: أَخْرُجُ معَك، فقالَ له نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا، فبَكى علِيٌّ، فقالَ له: أَمَا تَرْضى أن تكونَ مِنِّي بمَنزِلةِ هارونَ مِن موسى، إلَّا أنَّك لسْتَ بنَبيٍّ، إنَّه لا يَنْبَغي أن أذهَبَ إلَّا وأنت خَليفَتي، قالَ: وقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنت وَلِيِّي في كلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي، قالَ: وسَدَّ أبْوابَ المَسجِدِ غَيْرَ بابِ علِيٍّ، قالَ: فيَدخُلُ المَسجِدَ جُنُبًا وهو طَريقُه ليس له طَريقٌ غَيْرُه، قالَ: وقالَ: مَن كُنْتُ مَوْلاه فإنَّ مَوْلاه علِيٌّ، قالَ: وأَخبَرَنا اللهُ عَزَّ وجَلَّ أنَّه قد رَضيَ عنهم؛ عن أصْحابِ الشَّجَرةِ فعَلِمَ ما في قُلوبِهم، هلْ حَدَّثَنا أنَّه سَخِطَ عليهم بَعْدُ. قالَ: وقالَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعُمَرَ حينَ قالَ: ائْذَنْ لي فلْأَضْرِبْ عُنُقَه -يعْني حاطِبَ بنَ أبي بَلْتعةَ لمَّا بَعَثَ كِتابًا إلى قُرَيشٍ فاسْتَأْذَنَ عُمَرُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ضَرْبِ عُنُقِه -قالَ: وكُنْتُ فاعِلًا! وما يُدْريك لَعلَّ اللهَ قد اطَّلَعَ إلى أهْلِ بَدْرٍ، فقالَ: اعْمَلوا ما شِئْتُم».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 13 / 26 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

87 - بنَحْوِ [«إنِّي لجالِسٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ إذ أتاه سَبْعةُ رَهْطٍ، قالوا: يا أبا عبَّاسٍ! إمَّا أن تقومَ معَنا، وإمَّا أن تُخْلونا هؤلاء، قالَ: فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: بل أقومُ معَكم، قالَ: وهو يَوْمَئذٍ صَحيحٌ قَبْلَ أن يَعْمى، قالَ: فابْتَدَؤوا فتَحَدَّثوا، فلا نَدْري ما قالوا، قالَ: فجاءَ يَنفُضُ ثَوْبَه، ويقولُ: أفْ وتُفْ، وَقَعوا في رَجُلٍ له عَشْرٌ، وَقَعوا في رَجُلٍ قالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لا يُخْزيه اللهُ أبَدًا، يُحِبُّه اللهُ ورَسولُه، قالَ: فاسْتَشْرَفَ لها مَن اسْتَشْرَفَ، قالَ: أين علِيٌّ؟ قالوا: هو في الرَّحْلِ يَطحَنُ، قالَ: وما كانَ أحَدُكم يَطحَنُ، قالَ: فجاءَ وهو أَرمَدُ لا يَكادُ يُبصِرُ، قالَ: فنَفَثَ في عَيْنِه، ثُمَّ هَزَّ الرَّايةَ ثَلاثًا فأَعْطاها إيَّاه، فجاءَ بصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، قالَ: ثُمَّ بَعَثَ فُلانًا بسورةِ التَّوْبةِ. فبَعَثَ علِيًّا خَلْفَه، قالَ: لا يَذهَبُ بها إلَّا رَجُلٌ منِّي وأنا مِنه، قالَ: وقالَ لبَني عَمِّه: أيُّكم يُواليني في الدُّنْيا والآخِرةِ؟ قالَ: وعلِيٌّ جالِسٌ، فأَبَوا، فقالَ علِيٌّ: أنا أُواليك في الدُّنْيا والآخِرةِ، قالَ: فتَرَكَه ثُمَّ أَقبَلَ على رَجُلٍ مِنهم، فقالَ: أيُّكم يُواليني في الدُّنْيا والآخِرةِ؟ فأَبَوا، قالَ: فقالَ عليٌّ: أنا أُواليك في الدُّنْيا والآخِرةِ، فقالَ: أنت وَلِيِّي في الدُّنْيا والآخِرةِ، قالَ: وكانَ أوَّلَ مَن أَسلَمَ مِن النَّاسِ بَعْدَ خَديجةَ، قالَ: وأخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَه فوَضَعَه على علِيٍّ وفاطِمةَ وحَسَنٍ وحُسَيْنٍ، فقالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، قالَ: وشَرى علِيٌّ نَفْسَه، لَبِسَ ثَوْبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ نامَ مَكانَه، قالَ: وكانَ المُشرِكونَ يَرْمونَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ أبو بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنه وعلِيٌّ نائِمٌ وأبو بَكْرٍ يَحسَبُ أنَّه نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فقالَ: يا نَبيَّ اللهِ! قالَ: فقالَ له علِيٌّ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَيْمونٍ، فأَدْرِكْه. قالَ: فانْطَلَقَ أبو بَكْرٍ فدَخَلَ معَه الغارَ، قالَ: وجَعَلَ علِيٌّ يُرْمى بالحِجارةِ كما كانَ يُرْمى نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَتَضَوَّرُ قد لَفَّ رَأسَه في الثَّوْبِ لا يُخرِجُه حتَّى أَصبَحَ، ثُمَّ كَشَفَ عن رَأسِه، فقالوا: إنَّك لَلَئيمٌ، كانَ صاحِبُك نَرْميه فلا يَتَضَوَّرُ، وأنت تَتَضَوَّرُ وقدِ اسْتَنْكَرْنا ذلك. قالَ: وخَرَجَ بالنَّاسِ في غَزْوةِ تَبوكَ، قالَ: فقالَ علِيٌّ: أَخْرُجُ معَك، فقالَ له نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا، فبَكى علِيٌّ، فقالَ له: أَمَا تَرْضى أن تكونَ مِنِّي بمَنزِلةِ هارونَ مِن موسى، إلَّا أنَّك لسْتَ بنَبيٍّ، إنَّه لا يَنْبَغي أن أَذهَبَ إلَّا وأنت خَليفَتي، قالَ: وقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنت وَلِيِّي في كلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي، قالَ: وسَدَّ أبْوابَ المَسجِدِ غَيْرَ بابِ علِيٍّ، قالَ: فيَدخُلُ المَسجِدَ جُنُبًا وهو طَريقُه ليس له طَريقٌ غَيْرُه، قالَ: وقالَ: مَن كُنْتُ مَوْلاه فإنَّ مَوْلاه علِيٌّ، قالَ: وأَخبَرَنا اللهُ عَزَّ وجَلَّ أنَّه قد رَضيَ عنهم؛ عن أصْحابِ الشَّجَرةِ فعَلِمَ ما في قُلوبِهم، هل حَدَّثَنا أنَّه سَخِطَ عليهم بَعْدُ. قالَ: وقالَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعُمَرَ حينَ قالَ: ائْذَنْ لي فلْأَضرِبْ عُنُقَه -يَعْني حاطِبَ بنَ أبي بَلْتعةَ لمَّا بَعَثَ كِتابًا إلى قُرَيشٍ فاسْتَأذَنَ عُمَرُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ضَرْبِ عُنُقِه -قالَ: وكُنْتَ فاعِلًا! وما يُدْريك لَعلَّ اللهُ قد اطَّلَعَ إلى أهْلِ بَدْرٍ فقالَ: اعْمَلوا ما شِئْتُم».]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 13 / 27 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

88 - «أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَضى لسَفَرِه وخَرَجَ لعَشْرٍ مَضَيْنَ مِن رَمَضانَ، فصامَ وصامَ النَّاسُ معَه حتَّى إذا كانَ بالكَديدِ أَفطَرَ، ثُمَّ مَضى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرانِ في عَشَرةِ آلافٍ مِن المُسلِمينَ، فسَبَّعَتْ سُلَيمٌ وألَّفَتْ مُزَينةُ، فلمَّا نَزَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْني مَرَّ الظَّهْرانِ وقد عَمِيَتِ الأخْبارُ على قُرَيشٍ فلا يَأتيهم خَبَرٌ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا يَدْرونَ ما هو فاعِلٌ، خَرَجَ في تلك اللَّيْلةِ أبو سُفْيانَ بنُ حَرْبٍ، وحَكيمُ بنُ حِزامٍ، وبُدَيلُ بنُ وَرْقاءَ يَتَحَسَّبونَ ويَنظُرونَ هلْ يَجِدونَ خَبَرًا أو يَسْمَعونَه، فلمَّا نَزَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ الظَّهْرانِ قالَ العبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ قُلْتُ: واصَباحَ قُرَيشٍ! لَئِنْ دَخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَكَّةَ عَنْوةً قَبْلَ أن يَأتوه فيَسْتَأْمِنوه إنَّه لَهَلاكُ قُرَيشٍ إلى آخِرِ الدَّهْرِ، قالَ: فجَلَسْتُ على بَغْلةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَيْضاءِ، فخَرَجْتُ عليها حتَّى جِئْتُ لِأراك أَقولُ لَعَلِّي أَلْقى بعضَ الحَطَّابةِ أو صاحِبَ لَبَنٍ أو ذا حاجةٍ يَأتيهم فيُخبِرُهم بمَكانِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليَخْرُجوا إليه، قالَ: فوَاللهِ إنِّي لأسيرُ عليها وألْتَمِسُ ما خَرَجَتْ له إذْ سَمِعْتُ كَلامَ أبي سُفْيانَ، وبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ وهُما يَتَراجَعانِ، وأبو سُفْيانَ يقولُ: ما رَأيْتُ كاللَّيْلةِ نيرانًا قَطُّ ولا عَسكَرًا - قالَ: قالَ بُدَيْلٌ: هذه واللهِ خُزاعةُ حَمَشَتْها الحَرْبُ، قالَ: قالَ أبو سُفْيانَ: خُزاعةُ واللهِ أَذَلُّ وأَلْأَمُ مِن أن يكونَ هذه نيرانَ خُزاعةَ وعَسكَرَها، فعَرَفْتُ صَوْتَ أبي سُفْيانَ، فقُلْتُ: يا أبا حَنْظَلةَ، فعَرَفَ صَوْتي، فقالَ أبو الفَضْلِ؟ قالَ: قُلْتُ: نَعمْ، قالَ: قالَ: ما لك فِداك أبي وأُمِّي! قالَ: قُلْتُ: وَيْلَك هذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّاسِ، واصَباحَ قُرَيشٍ واللهِ! قالَ: فما الحيلةُ فِداك أبي وأُمِّي؟ قالَ: قُلْتُ: لا واللهِ إلَّا أن تَركَبَ في عَجُزِ هذه الدَّابَّةِ فآتيَ بك رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّه واللهِ إن ظَفِرَ بك لَيَضرِبَنَّ عُنُقَك -قالَ: فرَكِبَ في عَجُزِ البَغْلةِ ورَجَعَ صاحِباه - قالَ: فكلَّما مَرَرْتُ بنارٍ مِن نيرانِ المُسلِمينَ، قالوا: مَن هذا؟ فإذا نَظَروا قالوا: عَمُّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على بَغْلتِه، حتَّى مَرَرْتُ بنارِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فقالَ: مَن هذا؟ وقامَ إليَّ، فلمَّا رآه على عَجُزِ الدَّابَّةِ عَرَفَ، وقالَ: أبو سُفْيانَ عَدُوُّ اللهِ! الحَمْدُ للهِ الَّذي أَمكَنَ مِنك، وخَرَجَ يَشتَدُّ نَحْوَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَكَضَتِ البَغْلةُ فسَبَقَتْه بما تَسبِقُ الدَّابَّةُ البَطيئةُ الرَّجُلَ البَطيءَ، ثُمَّ أَقْحَمْتُ عن البَغْلةِ ودَخَلْتُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجاءَ عُمَرُ فدَخَلَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذا أبو سُفْيانَ قد أَمكَنَ اللهُ مِنه بغَيْرِ عَقْدٍ ولا عَهْدٍ، فدَعْني فأَضرِبَ عُنُقَه، قالَ: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي قد أَجَرْتُه، قالَ: ثُمَّ جَلَسْتُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخَذْتُ برَأسٍ، فقُلْتُ: واللهِ لا يُناجيه يَعْني اللَّيلةَ رَجُلٌ دوني، فلمَّا أَكثَرَ عُمَرُ في شَأنِه، قُلْتُ: مَهْلًا يا عُمَرُ، فلمَّا أَكثَرَ عُمَرُ في شَأنِه قُلْتُ: مَهْلًا يا عُمَرُ، فلمَّا أَكثَرَ عُمَرُ في شَأنِه قُلْتُ: مَهْلًا يا عُمَرُ، أَمَا واللهِ لو كانَ مِن بَني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ ما قُلْتَ هذا! ولكنْ قد عَرَفْتَ أنَّه رَجُلٌ مِن بَني عَبْدِ مَنافٍ، قالَ: مَهْلًا يا عبَّاسُ، فوَاللهِ لَإسْلامُك يَوْمَ أَسلَمْتَ كانَ أَحَبَّ إليَّ مِن إسْلامِ الخَطَّابِ! وما بي إلَّا أنِّي قد عَرَفْتُ أنَّ إسْلامَك كانَ أَحَبَّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن إسْلامِ الخطَّابِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اذْهَبْ به إلى رَحْلِك، فإذا أَصبَحْتَ فأْتِنا به، قالَ: فذَهَبْتُ به إلى رَحْلي، فلمَّا أَصبَحْتُ غَدَوْتُ به إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا رآه قالَ: وَيْحَك يا أبا سُفْيانَ، أَلَمْ يَأْنِ لك أن تَشهَدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ؟ قالَ: بأبي أنت وأُمِّي! ما أَحلَمَك وأَكرَمَك وأَوصَلَك! أَمَا واللهِ لقد كادَ يَقَعُ في نَفْسي أن لو كانَ معَ اللهِ غَيْرُه لقد أَغْنى شَيئًا بَعْدُ! قالَ: وَيْلَك يا أبا سُفْيانَ، أَلَمْ يَأنِ لك أن تَشهَدَ أنِّي رَسولُ اللهِ؟ قالَ: بأبي وأُمِّي أنت ما أَحلَمَك وأَكرَمَك وأَوصَلَك! أَمَا واللهِ هذه فإنَّ في النَّفْسِ مِنها حتَّى الآنَ شَيئًا، قالَ العبَّاسُ: قُلْتُ: وَيْلَك أَسْلِمْ، واشْهَدْ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ قَبْلَ أن تُضرَبَ عُنُقُك، قالَ: فشَهِدَ شَهادةَ الحَقِّ وأَسلَمَ. قالَ العبَّاسُ: فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أبا سُفْيانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هذا الفَخْرَ فاجْعَلْ له شَيئًا، قالَ: نَعمْ، مَن دَخَلَ دارَ أبي سُفْيانَ فهو آمِنٌ، ومَن أَغلَقَ عليه بابَه فهو آمِنٌ، قالَ: فلمَّا ذَهَبْتُ لأَنصَرِفَ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عبَّاسُ، احْبِسْه بمَضيقِ الوادي عِنْدَ خَطْمِ الجَبَلِ حتَّى تَمُرَّ به خُيولُ اللهِ فيَراها، قالَ: فحَبَسْتُه حيثُ أمَرَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: ومَرَّتْ به القَبائِلُ على راياتِها، فكلَّما مَرَّتْ به قَبيلةٌ، قالَ: مَن هذه؟ قالَ: قُلْتُ: بَنو سُلَيْمٍ، قالَ: يقولُ: ما لي ولبَني سُلَيْمٍ، ثُمَّ تَمُرُّ القَبيلةُ، فيقولُ: مَن هذه؟ فأقولُ: مُزَيْنةُ، فيقولُ: ما لي ولمُزَيْنةَ، حتَّى نَفِدَتِ القَبائِلُ، لا تَمُرُّ قَبيلةٌ إلَّا سَألَني عنها فأُخبِرُه، إلَّا قالَ: ما لي ولبَني فُلانٍ، قالَ: حتَّى مَرَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الخَضْراءِ؛ كَتيبةٌ فيها المُهاجِرونَ والأنْصارُ لا يُرى مِنهم إلَّا الحَدَقُ في الحَديدِ، قالَ: سُبْحانَ اللهِ! مَن هؤلاء يا عبَّاسُ؟ قالَ: قُلْتُ: هذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المُهاجِرينَ والأنْصارِ، قالَ: قالَ: ما لِأحَدٍ بهؤلاء قِبَلٌ، واللهِ يا أبا الفَضْلِ لقد أَصبَحَ مُلْكُ ابنِ أخيك الغَداةَ عَظيمًا! قالَ: قُلْتُ: وَيْحَك يا أبا سُفْيانَ إنَّها النُّبُوَّةُ، قالَ: فنَعمْ، قالَ: قُلْتُ: النَّجاءَ إلى قَوْمِك، لِتَخرُجْ إليهم، حتَّى إذا جاءَهم صَرَخَ بأَعْلى صَوْتِه: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، هذا مُحمَّدٌ قد جاءَكم فيما لا قِبَلَ لكم به، فمَن دَخَلَ دارَ أبي سُفْيانَ فهو آمِنٌ، قالَ: فقامَتْ إليه هِنْدُ بِنْت عُتْبةَ، فأخَذَتْ بشارِبَيه، فقالَتْ: اقْتُلوا الحَميتَ الدَّسِمَ الأَحمَشَ تينى -ولَعَلَّه بَئِسَ- مِن طَليعةِ قَوْمٍ، قالَ: وَيْلَكم لا تَغُرَّنَّكم هذه مِن أنْفُسِكم؛ فإنَّه قد جاءَ ما لا قِبَلَ لكم به، مَن دَخَلَ دارَ أبي سُفْيانَ فهو آمِنٌ، فقالوا: قاتَلَك اللهُ وما تُغْني عنَّا دارُك؟ ومَن أَغلَقَ بابَه فهو آمِنٌ».
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 11 / 154 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

89 - «أقبل عُمَرُ على النَّاسِ، فقال: أيُّها النَّاسُ سُنَّتْ لكم الرُّكَبُ فأمِسُّوا بالرُّكَبِ».
الراوي : أبو عبد الرحمن السلمي | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 149 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]

90 - قال عُمَرُ: «أمِسُّوا؛ فقد سُنَّت لكم الرُّكَبُ».
الراوي : أبو عبد الرحمن السلمي | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 150 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]