الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - لَمَّا حضَرَ مُعاذَ بنَ جَبلٍ المَوتُ، قيلَ له: يا أبا عَبدِ الرَّحمَنِ، أوْصِنا، قالَ: أجْلِسوني، ثمَّ قالَ: إنَّ العِلمَ والإيمانَ مَكانَهُما، مَنِ ابْتَغاهُما وَجَدَهما، يَقولُه ثَلاثَ مرَّاتٍ، والتَمِسوا العِلمَ عندَ أرْبعةِ رَهطٍ: عُوَيمرٍ أبي الدَّرْداءِ، وعندَ سَلْمانَ الفارِسيِّ، وعندَ عَبدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ، وعندَ عَبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ الَّذي كانَ يَهوديًّا، ثمَّ أسلَمَ؛ فإنِّي سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: إنَّه عاشِرُ عَشَرةٍ في الجنَّةِ.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5879 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة
 

1 - «لَيَأْتِيَنَّ على أُمَّتي ما أَتَى على بَني إسْرائيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ، حتَّى لوْ كان فيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلانيةً كان في أُمَّتي مِثْلُهُ، إنَّ بني إسْرائيلَ افْتَرَقوا على إحْدَى وسَبْعينَ مِلَّةً، وتَفْتَرِقُ أُمَّتي على ثلاثٍ وسَبْعينَ مِلَّةً،كُلُّها في النَّارِ إلَّا مِلَّةً واحِدَةً». فقيلَ لهُ: ما الواحِدَةُ؟ قالَ: «ما أنا عَليهِ اليَوْمَ وأَصْحابي».
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 449 | خلاصة حكم المحدث : [تفرد به عبد الرحمن بن زياد الأفريقي ولا تقوم به الحجة]

2 - عن عَلِيِّ بنِ رَبَاحٍ، أنَّه سَمِعَ عَمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنه يَقولُ على المِنبَرِ: واللهِ، ما رَأيتُ قَومًا قَطُّ أرغَبَ فيما كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزهَدُ فيه منكم؛ تَرغَبون في الدُّنيا، وكان يَزهَدُ فيها، واللهِ ما مَرَّ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثٌ منَ الدَّهرِ إلَّا والَّذي عليه أكثَرُ مِنَ الَّذي له.
الراوي : عمرو بن العاص | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8094 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري

3 - أنَّ ثَعْلبةَ بنَ عَنَمةَ وفَدَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو جالِسٌ، وفي أُصبُعِ ثَعْلبةَ خاتَمٌ من ذهَبٍ، فلم يرُدَّ عليه، ثمَّ سلَّمَ فلم يرُدَّ عليه، ثمَّ سلَّمَ فلم يرُدَّ عليه، فقال له بَعضُ مَن كان عندَه سلَّمَ عليكَ ثَعْلَبةُ ثَلاثَ مرَّاتٍ فلم ترُدَّ عليه، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أوَ لا تَراه يَنضَحُ وَجْهي بجَمْرةٍ من نارٍ في يدِه»، فرَمى ثَعْلَبةُ بالخاتَمِ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5098 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

4 - لَمَّا حضَرَ مُعاذَ بنَ جَبلٍ المَوتُ، قيلَ له: يا أبا عَبدِ الرَّحمَنِ، أوْصِنا، قالَ: أجْلِسوني، ثمَّ قالَ: إنَّ العِلمَ والإيمانَ مَكانَهُما، مَنِ ابْتَغاهُما وَجَدَهما، يَقولُه ثَلاثَ مرَّاتٍ، والتَمِسوا العِلمَ عندَ أرْبعةِ رَهطٍ: عُوَيمرٍ أبي الدَّرْداءِ، وعندَ سَلْمانَ الفارِسيِّ، وعندَ عَبدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ، وعندَ عَبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ الَّذي كانَ يَهوديًّا، ثمَّ أسلَمَ؛ فإنِّي سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: إنَّه عاشِرُ عَشَرةٍ في الجنَّةِ.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5879 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

5 - لَمَّا حضَرَ مُعاذَ بنَ جَبلٍ رَضيَ اللهُ عنه الموتُ قيلَ له: أوْصِنا يا أبا عَبدِ الرَّحمَنِ، قالَ: "أجْلِسوني، فإنَّ العِلمَ والإيمانَ مَكانَهما، مَنِ ابْتَغاهُما وجَدَهُما، يقولُ ذلك ثَلاثَ مرَّاتٍ، فالْتَمِسوا العِلمَ عندَ أربَعةٍ: عندَ عُوَيمرٍ أبي الدَّرْداءِ، وعندَ سَلْمانَ الفارِسيِّ، وعندَ عبدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ، وعندَ عَبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ الَّذي كان يَهوديًّا فأسلَمَ؛ فإنِّي سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: «إنَّه عاشِرُ عَشَرةٍ في الجنَّةِ».
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5271 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

6 - أنَّ زَيدَ بنَ سَعْنَةَ كان مِن أَحْبارِ اليهودِ، أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَقاضاهُ، فجَبَذَ ثَوبَهُ عنْ مَنكِبِه الأيمنِ، ثُمَّ قالَ: إنَّكُم يا بني عبدِ المُطَّلبِ أصحابُ مَطْلٍ، وإنِّي بكم لعارِفٌ، قالَ: فانتَهَرَهُ عُمَرُ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عُمَرُ، أنا وهو كنَّا إلى غيرِ هذا مِنكَ أَحوَجَ؛ أنْ تَأْمُرَني بحُسنِ القَضاءِ، وتَأْمُرَه بحُسنِ التَّقاضي، انطَلِقْ يا عُمَرُ أوْفِهِ حَقَّهُ، أما إنَّه قد بَقِيَ مِن أَجَلِه ثلاثٌ فزِدْهُ ثلاثينَ صاعًا؛ لتَزْويرِكَ عليه.
الراوي : [عبدالله بن سلام] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2271 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

7 - عنْ شُرَحبيلَ بنِ سَعدٍ، قالَ: حَضَرتُ عبدَ اللهِ بنَ عَبَّاسٍ صَلَّى بنا على جِنازةٍ بالأبواءِ فكبَّر، ثمَّ اقتَرَأ بأُمِّ القُرآنِ رافِعًا صوتَه بها، ثمَّ صَلَّى على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قالَ: اللَّهُمَّ عَبدُكَ، وابنُ عَبدِكَ، وابنُ أَمَتِكَ، يَشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنت وَحدَكَ لا شَريكَ لكَ، ويَشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبدُكَ ورَسولُكَ، أصبَحَ فَقيرًا إلى رَحمَتِكَ، وأصبَحْتَ غَنِيًّا عنْ عَذاِبه، تَخَلَّى منَ الدُّنيا وأهلِها، إنْ كان زاكِيًا فَزَكِّه، وإنْ كان مُخطِئًا فاغفِرْ له، اللَّهُمَّ لا تَحرِمْنا أجْرَه، ولا تُضِلَّنا بَعدَه، ثمَّ كَبَّر ثَلاثَ تَكبيراتٍ، ثمَّ انصَرَف فقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنِّي لم أقرَأْ عَلَنًا إلَّا لتَعلَموا أنَّها السُّنَّةُ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1347 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] شرحبيل بن سعد، وهو من تابعي أهل المدينة

8 - [عنِ ابنِ عبَّاسٍ] رَأتْ عاتِكةُ بِنتُ عبدِ المُطَّلِبِ رَضيَ اللهُ عنها فيما يَرى النَّائمُ أقبَلَ ضَمْضَمُ بنُ عَمْرٍو الغِفاريُّ على فرَسٍ بمكَّةَ ثلاثَ ليالٍ رُؤْيا، فأصبَحَتْ عاتِكةُ فأعْظَمَتْها، فبعَثَتْ إلى أخيها العبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، فقالَتْ له: يا أخي، لقد رأيْتُ رُؤْيا اللَّيلةَ، ليَدخُلَنَّ على قَومِكَ منها شرٌّ وبَلاءٌ، فقالَ: وما هي؟ فقالَتْ: رأيْتُ فيما يَرى النَّائمُ أنَّ رجُلًا أقبَلَ على بَعير له، فوقَفَ بالأبْطَحِ فقالَ: انْفِروا يا آلَ غُدَرٍ لمَصارِعِكم في ثلاثٍ، فأَرى النَّاسَ اجْتَمَعوا إليه، ثمَّ أُرى بَعيرَه دخَلَ به المَسجِدَ، واجتمَعَ النَّاسُ إليه، ثمَّ مثَلَ به بَعيرُه، فإذا هو على رأْسِ الكَعْبةِ، فقالَ: انْفِروا يا آلَ غُدَرٍ لمَصارِعِكم في ثَلاثٍ، ثمَّ أُرى بَعيرَه مثَلَ به على رأْسِ أبي قُبَيسٍ، فقالَ: انْفِروا يا آلَ غُدَرٍ لمَصارِعِكم في ثَلاثٍ، ثمَّ أخَذَ صَخْرةً، فأرسَلَها من رأْسِ الجبَلِ، فأقبَلَتْ تَهْوي حتَّى إذا كانتْ في أسفَلَ، ثُمَّ ارفَضَّتْ فما بَقِيَتْ دارٌ من دُورِ قَومِكَ، ولا بَيتٌ إلَّا دخَلَ فيه بَعضُها، فقالَ العبَّاسُ: واللهِ، إنَّ هذه لَرُؤْيا فاكْتُميها، قالَتْ: وأنتَ فاكْتُمْها لَئنْ بلَغَتْ هذه قُرَيشًا ليُؤْذونا، فخرَجَ العبَّاسُ من عِندِها، ولَقيَ الوَليدَ بنَ عُتْبةَ، وكان له صَديقًا، فذكَرَها له، واستَكْتَمَه إيَّاها، فذكَرَها الوَليدُ لأبيهِ، فتحَدَّثَ بها، ففَشا الحَديثُ، قالَ العبَّاسُ: واللهِ، إنِّي لغادٍ إلى الكَعْبةِ لأَطوفَ بها؛ إذ دخَلْتُ المَسجِدَ، فإذا أبو جَهلٍ في نَفرٍ من قُرَيشٍ يَتحدَّثونَ عن رُؤْيا عاتِكةَ، فقالَ أبو جَهلٍ: يا أبا الفَضْلِ، متى حدَّثَتْ هذه النَّبيَّةُ فيكم؟ قلْتُ: وما ذاك؟ قالَ: رُؤْيا رأَتْها عاتِكةُ بنتُ عَبدِ المُطَّلِبِ، أمَا رَضيتُم يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ أنْ تَنبَّأَ رِجالُكم حتَّى تَنبَّأَ نِساؤُكم فسنَتَربَّصُ بكم هذه الثَّلاثَ الَّتي ذكَرَتْ عاتِكةُ، فإنْ كان حقًّا فسيَكونُ، وإلَّا كَتَبْنا عليكم كِتابًا إنَّكم أكذَبُ أهْلِ بَيتٍ في العرَبِ، فواللهِ ما كانَ إليه منِّي من كَبيرٍ إلَّا أنِّي أنكَرْتُ ما قالَتْ، فقلْتُ: ما رأتْ شَيئًا ولا سمِعَتُ بهذا، فلمَّا أمسَيْتُ لم تَبقَ امْرأةٌ من بَني عَبدِ المُطَّلِبِ إلَّا أتَتْني، فقُلْنَ: صَبَرْتم لهذا الفاسِقِ الخَبيثِ أنْ يقَعَ في رِجالِكم، ثمَّ تَناوَلَ النِّساءَ وأنتَ تَسمَعُ فلم يكُنْ عِندَكَ في ذلك غَيْرةٌ؟ فقلْتُ: قد واللهِ صدَقْتُنَّ، وما كانَ عِنْدي في ذلك من غَيْرةٍ إلَّا أنِّي قد أنكَرْتُ ما قالَ، فإنْ عادَ لأكْسَعَنَّه، فغدَوْتُ في اليومِ الثَّالثِ أتَعرَّضُه ليَقولَ شَيئًا فأُشاتِمَه، فواللهِ إنِّي لمُقبِلٌ نحوَه، وكانَ رجُلًا حَديدَ الوَجهِ، حَديدَ المَنظَرِ، حَديدَ اللِّسانِ؛ إذ وَلَّى نحوَ بابِ المسجِدِ يَشتَدُّ، فقلْتُ في نفْسي: اللَّهمَّ الْعَنْه، أكلُّ هذا فرَقًا أنْ أُشاتِمَه، وإذا هو قد سمِعَ ما لم أسمَعْ صَوتَ ضَمْضَمِ بنِ عَمرٍو وهو واقِفٌ على بَعيرِه بالأبْطَحِ قد حوَّلَ رَحْلَه، وشقَّ قَميصَه، وجدَعَ بَعيرَه، يَقولُ: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، اللَّطيمةُ اللَّطيمةُ، أمْوالُكم معَ أبي سُفْيانَ، وتِجارَتُكم قد عرَضَ لها محمَّدٌ وأصْحابُه، فالغَوثَ، فشغَلَه ذلك عنِّي، فلم يكُنْ إلَّا الجَهازُ حتَّى خرَجْنا، فأصابَ قُرَيشًا ما أصابَها يومَ بَدرٍ، من قَتلِ أشْرافِهم، وأسْرِ خيارِهم، فقالَتْ عاتِكة ُبنتُ عبدِ المطَّلِبِ: ألم تكُنِ الرُّؤْيا بحقٍّ وَعابَكم ... بتَصْدِيقِها فُلٌّ منَ القَومِ هارِبُ فقُلْتُم ولم أكذِبْ كذَبْتِ وإنَّما ... يُكذِّبُنا بالصِّدقِ مَن هو كاذِبُ".
الراوي : عكرمة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4349 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

9 - كانَ مَعقِلُ بنُ سِنانٍ الأشْجَعيُّ قد صحِبَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحمَلَ لِواءَ قَومِه يومَ الفَتحِ، وكانَ شابًّا طَريًّا، وبَقيَ بعدَ ذلك حتَّى بعَثَه الوَليدُ بنُ عُتْبةَ بنِ أبي سُفْيانَ، وكانَ على المَدينةِ، فاجتمَعَ مَعقِلُ بنُ سِنانٍ ومُسلِمُ بنُ عُقْبةَ الَّذي يُعرَفُ بمُسرِفٍ، فقالَ مَعقِلٌ لمُسرِفٍ -وقد كانَ آنَسَه وحادَثَه إلى أنْ ذكَرَ مَعقِلٌ يَزيدَ بنَ مُعاويةَ- فقالَ مَعقِلٌ: إنِّي خرَجْتُ كَرْهًا لبَيْعةِ هذا الرَّجلِ، وقد كانَ مِنَ القَضاءِ والقَدَرِ خُروجي إليه؛ رَجُلٌ يَشرَبُ الخَمرَ، ويَزْني بالحَرَمِ!، ثمَّ نالَ منه، وذكَرَ خِصالًا كانتْ فيه، ثمَّ قالَ لمُسرِفٍ: أحببْتُ أنْ أضَعَ ذلك عندَكَ. فقالَ مُسرِفٌ: أمَّا أنْ أذكُرَ ذلك لأميرِ المُؤمِنين يَوْمي هذا، فلا واللهِ لا أفعَلُ، ولكنْ للهِ عليَّ عَهدٌ وميثاقٌ لا تُمكِّنُني يَدايَ منكَ ولي عليكَ مَقدِرةٌ إلَّا ضرَبْتُ الَّذي فيه عَيْناكَ، فلمَّا قدِمَ مُسرِفٌ المَدينةَ، وأوقَعَ بهِم أيَّامَ الحَرَّةِ، وكانَ مَعقِلُ بنُ سِنانٍ يومَئذٍ صاحِبَ المُهاجِرينَ، فأتَى به مُسرِفٌ مَأْسورًا، فقالَ له: يا مَعقِلُ بنَ سِنانٍ أعطِشْتَ؟ قالَ: نعمْ، أصلَحَ اللهُ الأميرَ. قالَ: خَوِّضوا له شَرْبةَ بِلُّورٍ. قالَ: فخاضُوها له، فقالَ: أشرِبْتَ ورَويتَ؟ قالَ: نعمْ. قالَ: أمَا واللهِ لا يَشتَهي بها يا مَفرِجُ يا نَوفَلُ بنَ مُساحِقٍ قُمْ فاضرِبْ عُنُقَه، فقامَ إليه فقتَلَه صَبرًا، وكانتِ الحَرَّةُ في ذي الحِجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستِّينَ، فقالَ شاعرُ الأنْصارِ: ألَا تِلْكمُ الأنْصارُ تَنْعَى سَراتَها ... وأشْجَعُ تَنْعَى مَعقِلَ بنَ سِنانِ.
الراوي : عثمان بن زياد الأشجعي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6/ 401 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

10 - عنْ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ: أَقْبلَ إبراهيمُ خليلُ الرَّحمنِ مِن أَرْمِينِيَّةَ مع السَّكينةِ دَليلٌ له على مَوْضِعِ البيتِ كما تَتبَوَّأُ العَنكَبوتُ بيتَها، ثُمَّ حَفَرَ إبراهيمُ مِن تحتِ السَّكينةِ، فأَبْدى عنْ قَواعِدَ ما يُحرِّكُ القاعدةَ منها دون ثلاثينَ رَجُلًا قالَ: فقالَ: يا أبا مُحمَّدٍ، فإنَّ اللهَ يقولُ: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} [البقرة: 127]، قالَ: كان ذاك بَعدُ.
الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3100 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

11 - عنْ عَبدِ العَزيزِ بنِ أبي بَكْرةَ، قالَ: كنَّا جُلوسًا عندَ بابِ الصَّغيرِ الَّذي في المَسجِدِ -يَعني بابَ غَيْلانَ- أبو بَكْرةَ وأخوهُ نافِعٌ وشِبلُ بنُ مَعبَدٍ، فجاء المُغيرةُ بنُ شُعْبةَ يَمْشي في ظِلالِ المَسجِدِ، والمَسجِدُ يومَئذٍ مِن قصَبٍ فانْتَهى إلى أبي بَكْرةَ فسلَّمَ عليه، فقالَ له أبو بَكْرةَ: أيُّها الأميرُ، ما أخْرَجَكَ مِن دارِ الإمارةِ؟ قالَ: أتَحدَّثُ إليكم، فقالَ له أبو بَكْرةَ: ليس لك ذلك، الأميرُ يَجلِسُ في دارِه، فيَبعَثُ إلى مَن يَشاءُ فيَتحدَّثُ معَهم، قالَ: يا أبا بَكْرةَ: لا بأْسَ بما أصنَعُ، فدخَلَ مِن بابِ الأصغَرِ حتَّى تقدَّمَ إلى بابِ أمِّ جَميلٍ امْرأةٍ مِن قَيسٍ، قالَ: وبيْنَ دارِ أبي عبدِ اللهِ، وبيْنَ دارِ المَرأةِ طَريقٌ فدخَلَ عليها، قالَ أبو بَكْرةَ: ليس لي على هذا صَبرٌ، فبعَثَ إلى غُلامٍ له فقالَ له: ارْتَقِ مِن غُرْفَتي فانظُرْ منَ الكُوَّةِ، فانطلَقَ فنظَرَ، فلم يَلبَثْ أنْ رجَعَ فقالَ: وجَدْتُهما في لِحافٍ، فقالَ للقَومِ: قُوموا مَعي، فقامُوا فبَدأَ أبو بَكْرةَ فنظَرَ فاستَرجَعَ، ثمَّ قالَ لأخيهِ: انظُرْ، فنظَرَ، قالَ: ما رأيْتَ؟ قالَ: رأيْتُ الزِّنا مَحضًا، ثمَّ قالَ: يا شِبلُ، انظُرْ فنظَرَ، قالَ: ما رأيْتَ؟ قالَ: رأيْتُ الزِّنا مَحضًا. قالَ: أُشهِدُ اللهَ عليكم. قالوا: نعمْ. قالَ: فانصرَفَ إلى أهْلِه، وكتَبَ إلى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ بما رَأى، فأتاهُ أمْرٌ فَظيعٌ صاحِبُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلم يَلبَثْ أنْ بعَثَ أبا موسَى الأشْعَريَّ أميرًا على البَصْرةِ، فأرسَلَ أبو موسَى إلى المُغيرةِ أنْ أقِمْ ثَلاثةَ أيَّامٍ أنتَ فيها أميرُ نفْسِكَ، فإذا كانَ يومُ الرَّابِعِ، فارتَحِلْ أنتَ وأبو بَكْرةَ وشُهودُه، فيا طُوبى لكَ إنْ كانَ مَكْذوبًا عليكَ، ووَيلٌ لكَ إنْ كانَ مَصْدوقًا عليكَ، فارتَحَلَ القَومُ أبو بَكْرةَ وشُهودُه والمُغيرةُ بنُ شُعْبةَ حتَّى قَدِموا المَدينةَ على أميرِ المُؤمِنينَ، فقالَ: هاتِ ما عندَكَ يا أبا بَكْرةَ، قالَ: أشهَدُ أنِّي رأيْتُ الزِّنا مَحضًا، ثمَّ قَدَّموا أبا عَبدِ اللهِ أخاهُ فشهِدَ، فقالَ: أشهَدُ أنِّي رأيْتُ الزِّنا مَحضًا، ثمَّ قَدَّموا شِبلَ بنَ مَعبَدٍ البَجَليَّ، فسأَلَه قالَ: أشهَدُ أنِّي قد رأيْتُ الزِّنا مَحضًا، ثمَّ قَدَّموا زيادًا، فقالَ: ما رأيْتَ؟ فقالَ: رأيْتُهما في لِحافٍ، وسمِعْتُ نفَسًا عاليًا، ولا أدْري ما وَراءَ ذلك، فكبَّرَ عُمَرُ وفرِحَ؛ إذْ نَجا المُغيرةُ وضرَبَ القَومَ إلَّا زيادًا، قالَ: كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه وَلَّى عُتْبةَ بنَ غَزْوانَ البَصْرةَ، فقَدِمَها سنةَ ستَّ عَشْرةَ، وكانتْ وَفاتُه في سَنةِ تِسعَ عَشْرةَ، وكانَ عُتْبةُ يَكرَهُ ذلك، ويَدْعو اللهَ أنْ يُخلِّصَه منها، فسقَطَ عنْ راحِلَتِه في الطَّريقِ، فماتَ رَحِمَه اللهُ، ثمَّ كانَ مِن أمْرِ المُغيرةِ ما كانَ.
الراوي : عبد العزيز بن أبي بكرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6019 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

12 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، أنَّه قالَ لرجُلٍ جالِسٍ عندَه وهو يُحدِّثُ أصْحابَه: ادْنُ منِّي، فقالَ له الرَّجلُ: أبْقاكَ اللهُ، واللهِ ما أُحسِنُ أنْ أسألَكَ كما سألَ هؤلاء، فقالَ: ادْنُ منِّي فأُحدِّثَكَ عنِ الأنْبياءِ المَذْكورينَ في كِتابِ اللهِ، أُحدِّثُكَ عن آدَمَ أنَّه كان عَبدًا حرَّاثًا، وأُحدِّثُكَ عن نوحٍ أنَّه كانَ عَبدًا نجَّارًا، وأُحدِّثُكَ عن إدْريسَ أنَّه كانَ عَبدًا خيَّاطًا، وأُحدِّثُكَ عن داودَ أنَّه كانَ عَبدًا زرَّادًا، وأُحدِّثُكَ عن موسَى أنَّه كانَ عَبدًا راعيًا، وأُحدِّثُكَ عن إبْراهيمَ أنَّه كانَ عَبدًا زرَّاعًا عَظيمَ الضِّيافةِ، يؤثِرُ المَساكينَ على نفْسِه، ويُحِبُّهم في اللهِ، وأُحدِّثُكَ عن شُعَيبٍ أنَّه كانَ عَبدًا راعيًا، وأُحدِّثُكَ عن لوطٍ أنَّه كانَ عَبدًا زرَّاعًا، وأُحدِّثُكَ عن صالِحٍ أنَّه كانَ عَبدًا تاجِرًا، وأُحدِّثُكَ عن سُلَيمانَ أنَّه كانَ عَبدًا آتاهُ اللهُ المُلكَ وكان يَصومُ في أوَّلِ الشَّهرِ ستَّةَ أيَّامٍ وفي وسَطِه ثَلاثةَ أيَّامٍ، وفي آخِرِه ثَلاثةَ أيَّامٍ، وكانتْ له تِسعُ مائةِ سُرِّيَّةٍ، وثَلاثُ مائةِ فِهريَّةٍ، وأُحدِّثُكَ عنِ ابنِ العَذْراءِ البَتولِ عيسَى ابنِ مَرْيمَ أنَّه كانَ لا يَخْبأُ شيئًا لغدٍ، ويقولُ: الَّذي غَدَّاني سوف يُعَشِّيني، والَّذي عَشَّاني سوف يُغَدِّيني، يَعبُدُ اللهَ ليلةً كلَّها يُصلِّي حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ وهو بالنَّهارِ سائحٌ، ويَصومُ الدَّهرَ كلَّه، ويَقومُ اللَّيلَ كلَّه، "وأُحدِّثُكَ عنِ النَّبيِّ المُصْطَفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كانَ يَرْعى غنَمَ أهْلِ بَيتِه بأجْيادَ، وكانَ يَصومُ فنَقولُ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ، فنَقولُ: لا يَصومُ، وكلُّها ما رَأَيْناه صائمًا، ويَصومُ من كلِّ شَهرٍ ثَلاثةَ أيَّامٍ، وكانَ أليَنَ النَّاسِ جانبًا، وأطْيَبَهم خَبرًا، وأطْوَلَهم عِلمًا"، وأُخبِرُكَ عن حوَّاءَ أنَّها كانتْ تَغزِلُ الشَّعرَ، فتُحوِّلُه بيَدِها فتَكْسو نفْسَها وولَدَها، وأنَّ مَرْيمَ بنتَ عِمْرانَ كانتْ تَصنَعُ ذلك.
الراوي : وهب بن منبه | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4216 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

13 - كنَّا في مَسيرٍ عامدينَ إلى الكوفةِ مع أميرِ المُؤمنينَ علِيِّ بنِ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه، فلمَّا بلَغْنا مَسيرةَ لَيلتينِ أو ثلاثٍ مِن حَروراءَ شَذَّ منَّا ناسٌ، فذكَرْنا ذلكَ لعلِيٍّ، فقال: لا يَهُولَنَّكم أمْرُهم؛ فإنَّهم سيَرجِعون، فنَظَرْنا، فلمَّا كان مِنَ الغدِ شذَّ مِثلَيْ مَن شذَّ، فذكَرْنا ذلكَ لعلِيٍّ، فقال: لا يَهُولَنَّكم أمْرُهم؛ فإنَّ أمْرَهم يَسيرٌ، وقال علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه: لا تَبْدؤُوهم بقِتالٍ حتَّى يَكونوا هُم الَّذين يَبدَؤونَكم، فجَثَوا على رُكَبِهم واتَّقَيْنا بتُرُسِنا، فجَعَلوا يَنَالُونَا بالنُّشَّابِ والسِّهامِ، ثمَّ إنَّهم دَنَوا منَّا، فأسْنَدوا لنا الرِّماحَ، ثمَّ تَناوَلونا بالسُّيوفِ حتَّى همُّوا أنْ يَضَعوا السُّيوفَ فِينا، فخرَجَ إليهم رجُلٌ مِن عبْدِ القَيسِ يُقالُ له: صَعْصعةُ بنُ صُوحانَ، فنادى ثلاثًا، فقالوا: ما تشاءُ؟ فقال: أُذَكِّرُكم اللهَ أنْ تَخرُجوا بأرضٍ تكونُ مَسبَّةً على أهلِ الأرضِ، وأُذَكِّرُكم اللهَ أنْ تَمرُقوا مِنَ الدِّينِ مُروقَ السَّهمِ مِنَ الرَّميَّةِ. فلمَّا رَأَيناهم قدْ وَضَعوا فِينا السُّيوفَ، قال علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه: انْهَضوا على بَرَكةِ اللهِ تعالَى، فما كان إلَّا فُواقٌ مِن نَهارٍ حتَّى ضَجَعْنا مَن ضَجَعْنا، وهرَبَ مَن هَرَب، فحَمِدَ اللهَ علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه، فقال: إنَّ خَلِيلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخْبَرَني أنَّ قائدَ هؤلاء رجُلٌ مُخْدَجُ اليَدِ، على حَلَمةِ ثَدْيِه شُعيراتٍ كأنَّهنَّ ذنَبُ يَرْبوعٍ، فالْتَمِسوه، فالْتَمَسوه فلم يَجِدوه، فأتَيْناه، فقُلْنا: إنَّا لم نَجِدْه، فقال: الْتَمِسوه؛ فواللهِ ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ، فما زِلْنا نَلتمِسُه حتَّى جاء علِيٌّ بنفْسِه إلى آخِرِ المعْركةِ الَّتي كانتْ لهم، فما زال يَقولُ: اقْلِبوا ذا، اقْلِبوا ذا، حتَّى جاء رجُلٌ مِن أهلِ الكوفةِ، فقال: ها هو ذا، فقال علِيٌّ: اللهُ أكبَرُ! واللهِ لا يَأتيكم أحدٌ يُخبِرُكم مَن أبوهُ مَلَكٌ، فجَعَل النَّاسُ يَقولُون: هذا مالِكٌ هذا مالِكٌ، يَقولُ علِيٌّ: ابنُ مَن؟ يَقولُون: لا نَدْري، فجاء رجُلٌ مِن أهلِ الكوفةِ، فقال: أنا أعلَمُ النَّاسِ بهذا، كُنتُ أَرُوضُ مُهْرةً لفلانِ بنِ فُلانٍ؛ شَيخٍ مِن بَني فُلانٍ، وأضَعُ على ظَهرِها جَوالِقَ سَهلةً، أُقبِلُ بها وأُدبِرُ، إذ نَفَرَت المُهرةِ فَناداني، فقال: يا غُلامُ، انظُرْ فإنَّ المُهْرةَ قدْ نَفَرَت، فقُلتُ: إنِّي لَأرى خيالًا كأنَّه غُرابٌ أو شاةٌ، إذ أشْرَفَ هذا عليْنا، فقال: مَنِ الرَّجلُ؟ فقال: رجُلٌ مِن أهلِ اليمامةِ، قال: وما جاء بكَ شَعْثًا شاحبًا؟ قال: جِئتُ أعبُدُ اللهَ في مُصلَّى الكوفةِ، فأخَذَ بيَدِه ما لنا رابعٌ إلَّا اللهُ حتَّى انطَلَقَ به إلى البيتِ، فقال لامرأتِه: إنَّ اللهَ تعالَى قدْ ساق إليك خيْرًا، قالت: واللهِ إنِّي إليه لَفقيرةٌ، فما ذلكَ؟ قال: هذا الرَّجلُ شَعثٌ شاحبٌ كما تَرَين، جاء مِنَ اليمامةِ لِيَعبُدَ الله في مُصلَّى الكوفةِ، فكان يَعبُدُ اللهَ فيه ويَدْعو النَّاسَ حتَّى اجتمَعَ النَّاسُ إليه، فقال علِيٌّ: أمَا إنَّ خَليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخْبَرَني أنَّهم ثَلاثةُ إخوةٍ مِنَ الجنِّ، هذا أكبَرُهم، والثَّاني له جَمعٌ كثيرٌ، والثَّالثُ فيه ضَعفٌ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8842 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد والسند

14 - كان يَبلُغُني عنْ أَبي ذَرٍّ حديثٌ، فكنتُ أَشْتَهي لقاءَهُ، فلَقِيتُه، فقلتُ له: يا أَبا ذَرٍّ، كان يَبلُغُني عنكَ حديثٌ، فكنتُ أَشْتَهي لقاءَكَ، قالَ: للهِ أبوكَ، فقد لَقِيتَني، قالَ: قلتُ: حديثٌ بَلَغَني أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حدَّثَكَ، قالَ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ ثلاثةً ويُبغِضُ ثلاثةً؟ قالَ: فلا أَخالُني أَكذِبُ على خَليلي. قالَ: قلتُ: مَنْ هؤلاء الَّذين يُحِبُّهُم اللهُ؟ قالَ: رَجلٌ غَزا في سبيلِ اللهِ صابِرًا مُحتَسِبًا مُجاهدًا، فلَقِيَ العدوَّ فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ، وأنتم تَجِدونَه عندَكُم في كتابِ اللهِ المُنزَّلِ، ثُمَّ قَرَأَ هذه الآيةَ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف: 4] قلتُ: ومَنْ؟ قالَ: رَجلٌ له جارُ سوءٍ يُؤذيهِ، فيَصبِرُ على إيذائهِ حتَّى يَكفيَهُ اللهُ إيَّاهُ؛ إمَّا بحياةٍ أوْ موتٍ، قلتُ: ومَنْ؟ قالَ: رَجلٌ يُسافرُ مع قومٍ، فأَدْلَجوا حتَّى إذا كانوا مِن آخِرِ اللَّيلِ، وَقَعَ عليهم الكَرَى والنُّعاسُ، فضَرَبوا رؤوسَهُم، ثُمَّ قامَ فتَطَهَّرَ رَهبةً للهِ ورَغبةً لما عندَهُ، قلتُ: فمَنِ الثَّلاثةُ الَّذين يُبغِضُهُم اللهُ؟ قالَ: المُختالُ الفَخورُ، وأنتم تَجدونَهُ في كتابِ اللهِ المُنزَّلِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]، قلتُ: ومَنْ؟ قالَ: البَخيلُ المَنَّانُ، قالَ: ومَنْ؟ قالَ: التَّاجِرُ الحلَّافُ أوِ البائعُ الحلَّافُ.
الراوي : أبو ذر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2481 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

15 - عنِ ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما قالَ: لَمَّا فرَضَ عُمَرُ لأُسامةَ بنِ زَيدٍ ثَلاثةَ آلافٍ، وفرَضَ لي ألفَينِ وخَمسَ مائةٍ، فقلْتُ له: يا أبَتِ، لم تَفرِضُ لأُسامةَ بنِ زَيدٍ ثَلاثةَ آلَافٍ، وتَفرِضُ لي ألفَينِ وخَمسَ مائةٍ؟ واللهِ ما شهِدَ أُسامةُ مَشهَدًا غِبْتُ عنه، ولا شهِدَ أبوهُ مَشهَدًا غابَ عنه أبي، قالَ: صدَقْتَ يا بُنيَّ، ولكنِّي أشهَدُ لأبوهُ كانَ أحَبَّ النَّاسِ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أبيكَ، ولَهوَ أحَبُّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منكَ.
الراوي : عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6519 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

16 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، أنَّ رجُلًا من بَني عَبْسٍ يُقالُ له: خالِدُ بنُ سِنانٍ، قالَ لقَومِه: إنِّي أُطْفئُ عنكم نارَ الحَدَثانِ، قالَ: فقالَ له عُمارةُ بنُ زيادٍ، رجُلٌ من قَومِه: واللهِ ما قلْتَ لنا يا خالِدُ قطُّ إلَّا حقًّا، فما شأْنُكَ وشأْنُ نارِ الحَدَثانِ تَزعُمُ أنَّكَ تُطفِئُها، قالَ: فانطَلَقَ وانطَلَقَ معَه عُمارةُ بنُ زيادٍ في ثَلاثينَ من قَومِه حتَّى أتَوْها وهي تَخرُجُ من شقِّ جَبلٍ من حرَّةٍ يُقالُ لها: حرَّةُ أشجَعَ، فخَطَّ لهُم خالِدٌ خُطَّةً، فأجلَسَهم فيها، فقالَ: إنْ أبْطأْتُ عليكم فلا تَدْعوني باسْمي، فخرَجَتْ كأنَّها خَيلٌ شُقْرٌ يَتبَعُ بَعضُها بَعضًا قالَ: فاستَقْبَلَها خالِدٌ فضَرَبَها بعَصاهُ وهو يَقولُ: بَدا بَدا بَدا كلُّ هذا زعَمَ ابنُ راعيةِ المِعْزَى أنِّي لا أخرُجُ منها وثِيابي بِيَدي حتَّى دخَلَ معَها الشِّقَّ، قالَ: فأبْطأَ عليهم، قالَ: فقالَ عُمارةُ بنُ زيادٍ: واللهِ لو كانَ صاحِبُكم حيًّا لقد خرَجَ إليكم بعدُ، قالَ: فقالوا: إنَّه قد نَهانا أنْ نَدْعوَه باسْمِه، قالوا: ادْعُوه باسْمِه، قالَ: فخرَجَ إليهم، وقد أخَذَ برأْسِه، فقالَ: ألم أنْهَكم أنْ تَدْعوني باسْمي، قد واللهِ قتَلْتُموني، فادْفِنوني، فإذا مرَّتْ بكمُ الحُمُرُ فيها حِمارٌ أبتَرُ فانْتَبِشوني؛ فإنَّكم ستَجِدوني حيًّا، قالَ: فدَفَنوه، فمرَّتْ بهمُ الحُمُرُ، فيها حِمارٌ أبتَرُ، فقُلْنا: انْبُشوه؛ فإنَّه أمَرَنا أنْ نَنبُشَه، قالَ عُمارةُ بنُ زيادٍ: لا تُحدِّثُ مُضَرُ أنَّا نَنبُشُ مَوْتانا، واللهِ لا نَنبُشُه أبدًا، قالَ: وقد كان أخبَرَهم أنَّ في عُكَنِ امْرأتِه لَوحَينِ، فإذا أشكَلَ عليكم أمْرٌ فانْظُروا فيهما؛ فإنَّكم ستَرَوْنَ ما تَسْألونَ عنه، وقالَ: لا يَمسَّهُما حائضٌ، قالَ: فلمَّا رَجَعوا إلى امْرأتِه سَأَلوها عنهما، فأخرَجَتْهما وهي حائضٌ، قالَ: فذهَبَ بما كان فيهما من عِلمٍ، قالَ: وقالَ أبو يونُسَ، قالَ سِماكُ بنُ حَربٍ: سُئلَ عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «ذاك نَبيٌّ أضاعَه قَومُه»، وقالَ أبو يونُسَ: قالَ سِماكُ بنُ حَربٍ: إنَّ ابنَ خالِدِ بنِ سِنانٍ أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «مَرحبًا بابنِ أخي».
الراوي : عكرمة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4224 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري

17 - أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ الْعَنَزِيَّ، حجَّ مرَّةً في إمرةِ مُعاوَيةَ ومعه المُنتصِرُ بنُ الحارثِ الضَّبِّيُّ في عِصابةٍ مِن قُرَّاءِ أهلِ البصرةِ، قال: فلمَّا قَضَوا نُسُكَهم، قالوا: واللهِ لا نَرجِعُ إلى البصرةِ حتَّى نَلقى رجُلًا مِن أصحابِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرْضيًّا، يُحدِّثُنا بحَديثٍ يُستظْرَفُ نُحدِّثُ به أصحابَنا إذا رجَعْنا إليهم، قال: فلمْ نزَلْ نَسأَلُ حتَّى حُدِّثْنا أنَّ عبْدَ اللهِ بنَ عمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهُما نازلٌ بأسفَلِ مكَّةَ، فعَمِدنا إليه، فإذا نحنُ بثَقَلٍ عَظيمٍ يَرتَحِلون ثلاثَ مائةِ راحلةٍ، منها مائةُ راحلةٍ ومِائَتا زامِلةٍ، فقُلْنا: لمَن هذا الثَّقَلُ؟ قالوا: لِعبدِ اللهِ بنِ عمرٍو، فقُلْنا: أكُلَّ هذا له؟ وكنَّا نُحدَّثُ أنَّه مِن أشدِّ النَّاسِ تَواضُعًا، قال: فقالوا: ممَّن أنتُمْ؟ فقُلْنا: مِن أهلِ العراقِ، قال: فقالوا: العيْبُ منْكم حقٌّ يا أهْلَ العراقِ، أمَّا هذه المائةُ راحلةٍ فلِإخوانِه يَحمِلُهم عليها، وأمَّا المِائَتا زامِلةٍ فلِمَن نزَلَ عليه مِنَ النَّاسِ. قال: فقُلْنا: دُلُّونا عليه، فقالوا: إنَّه في المسجِدِ الحرامِ، قال: فانطَلَقْنا نَطلُبُه حتَّى وجَدْناهُ في دُبرِ الكَعْبةِ جالِسًا، فإذا هو قَصيرٌ أرمَصُ أصْلَعُ بيْن بُرْدَينِ وعِمامةٍ، ليْس عليه قَميصٌ، قدْ علَّقَ نَعْلَيه في شِمالِه، فقُلْنا: يا عبْدَ اللهِ، إنَّكَ رجُلٌ مِن أصحابِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فحَدِّثْنا حَديثًا يَنفَعُنا اللهُ تعالَى به بعْدَ اليومِ، قال: فقال لنا: ومَن أنتم؟ قال: فقُلْنا له: لا تَسأَلْ مَن نحْنُ، حدِّثْنا غفَرَ اللهُ لكَ، قال: فقال: ما أنا بمُحَدِّثِكم شَيئًا حتَّى تُخبِروني مَن أنتمْ، قُلْنا: وَدِدْنا أنَّكَ لم تُنقِذْنا وأعْفَيْتَنا وحدَّثْتَنا بعْضَ الَّذي نَسأَلُك عنه، قال: فقال: واللهِ لا أُحَدِّثُكم حتَّى تُخبِروني مِن أيِّ الأمصارِ أنتمْ؟ قال: فلمَّا رَأيْناه حلَفَ ولَجَّ، قُلنا: فإنَّا ناسٌ مِنَ العراقِ، قال: فقال: أُفٍّ لكمْ كلِّكم يا أهْلَ العراقِ، إنَّكم تَكذِبون وتُكذِّبون وتَسْخَرون، قال: فلمَّا بلَغَ السُّخرى وَجَدْنا مِن ذلكَ وجْدًا شَديدًا، قال: فقُلْنا: مَعاذَ اللهِ أنْ نَسْخَرَ مِن مِثلِكَ، أمَّا قولُك الكذبُ فواللهِ لَقدْ فَشا في النَّاسِ الكذبُ وفِينا، وأمَّا التَّكذيبُ فواللهِ إنَّا لَنَسمَعُ الحديثَ لم نَسمَعْ به مِن أحدٍ نَثِقُ به، فإذنْ نَكادُ نُكذِّبُ به، وأمَّا قولُك: السُّخْرى، فإنَّ أحدًا لا يَسخَرُ بمِثلِكَ مِنَ المسْلِمين، فواللهِ إنَّكَ اليومَ لسَيِّدُ المسْلِمين فيما نَعلَمُ نحن؛ إنَّكَ مِنَ المهاجِرين الأوَّلِين، ولَقدْ بلَغَنا أنَّكَ قَرأْتَ القرآنَ على محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنَّه لم يكُنْ في الأرضِ قُرشِيٌّ أبَرَّ بِوالِدَيْه منكَ، وإنَّك كُنتَ أحسن النَّاس عينا، فأفسد عينيك البكاء، ثمَّ لَقدْ قرَأتَ الكُتبَ كلَّها بعْدَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فما أحدٌ أفضَلَ منكَ عِلمًا في أنفُسِنا، وما نَعلَمُ بَقِي مِنَ العربِ رجُلٌ كان يَرغَبُ عن فُقهاءِ أهلِ مِصرِه حتَّى يَدخُلَ إلى مِصرٍ آخَرَ يَبْتغي العلمَ عِندَ رجُلٍ مِنَ العربِ غيْرَك، فحَدِّثْنا غفَرَ اللهُ لك. فقال: ما أنا بمُحَدِّثِكم حتَّى تُعْطوني مَوثِقًا، ألَّا تُكذِّبوني ولا تَكذِبون علَيَّ ولا تَسْخَرون، قال: فقُلْنا: خُذْ علينا ما شِئتَ مِن مَواثيقَ، فقال: عليكمْ عهْدُ اللهِ ومَواثيقُه ألَّا تُكذِّبوني ولا تَكذِبون علَيَّ ولا تَسْخَرون لِما أُحَدِّثُكم، قال: فقُلْنا له: عليْنا ذاكَ، قال: فقال: إنَّ اللهَ تعالَى به عليكمْ كَفيلٌ ووَكيلٌ، فقُلْنا: نعمْ، فقال: اللَّهمَّ اشهَدْ عليهم، ثمَّ قال عِندَ ذاكَ: أمَا وربِّ هذا المسجدِ، والبلدِ الحرامِ، واليومِ الحرامِ، والشَّهرِ الحرامِ، ولَقدِ استَسْمَنتُ اليمينَ، أليْس هكذا؟ قُلنا: نعمْ قدِ اجتهَدْتَ، قال: لَيُوشِكَنَّ بَنو قَنْطوراءَ بنِ كَرْكريٍّ قومٌ خُنسُ الأُنوفِ صِغارُ الأعينِ، كأنَّ وُجوهَهم المَجانُّ المُطْرَقةُ في كِتابِ اللهِ المنزَّلِ؛ أنْ يَسُوقونَكم مِن خُراسانَ وسِجِستانَ سِياقًا عَنيفًا، قومٌ يُوفون اللِّمَمِ، ويَنتعِلون الشَّعرَ، ويَحتجِزون السُّيوفَ على أوساطِهِم حتَّى يَنزِلوا الأيْلةَ. ثمَّ قال: وكمِ الأيْلةُ مِنَ البصرةِ؟ قُلنا: أربَعُ فَراسخَ، قال: ثمَّ يَعقِدون بكلِّ نَخلةٍ مِن نخْلِ دِجلةَ رأْسَ فَرسٍ، ثمَّ يُرسِلون إلى أهلِ البصرةِ أنِ اخْرُجوا منها قبْلَ أنْ نَنزِلَ عليكم، فيَخرُجُ أهلُ البصرةِ مِنَ البصرةِ، فيَلحَقُ لاحقٌ ببَيتِ المقدِسِ، ويَلحَقُ آخَرون بالمدينةِ، ويَلحَقُ آخَرون بمكَّةَ، ويَلحَقُ آخَرون بالأعرابِ، قال: فيَنزِلون بالبصرةِ سَنةً، ثمَّ يُرسِلون إلى أهلِ الكوفةِ أنِ اخْرُجوا منها قبْلَ أنْ نَنزِلَ عليكم، فيَخرُجُ أهلُ الكوفةِ منها، فيَلحَقُ لاحقٌ ببَيتِ المقدِسِ، ولاحقٌ بالمدينةِ، وآخَرون بمكَّةَ، وآخَرون بالأعرابِ، فلا يَبْقى أحدٌ مِنَ المصلِّين إلَّا قَتيلًا أو أسيرًا يَحكُمون في دَمِه ما شاؤُوا. قال: فانصَرَفْنا عنه وقدْ ساءنا الَّذي حدَّثَنا، فمَشِينا مِن عندِه غيْرَ بعيدٍ، ثمَّ انصَرَفَ المنتصِرُ بنُ الحارثِ الضَّبِّيُّ، فقال: يا عبْدَ اللهِ بنَ عمرٍو قدْ حدَّثْتَنا فطَعَنْتَنا؛ فإنَّا لا نَدْري مَن يُدرِكُه منَّا، فحَدِّثْنا هل بيْن يَدَي ذلكَ عَلامةٌ؟ فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: لا تَعدِمُ عقْلَك، نعمْ بيْن يَدَي ذلكَ أمارةٌ، قال المنتصِرُ بنُ الحارثِ: وما الأمارةُ؟ قال: الأمارةُ العلامةُ، قال: وما تلك العلامةُ؟ قال: هي إمارةُ الصِّبيانُ، فإذا رَأيتَ إمارةَ الصِّبيانِ قدْ طَبَقَت الأرضُ، اعلَمْ أنَّ الَّذي أُحَدِّثُك قدْ جاء، قال: فانصَرَفَ عنه المنتصِرُ، فمَشى قريبًا مِن غَلْوةٍ، ثمَّ رجَعَ إليه، قال: فقُلْنا له: عَلامَ تُؤذِي هذا الشَّيخَ مِن أصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقال: واللهِ لا أنْتَهي حتَّى يُبيِّنَ لي، فلمَّا رجَعَ إليه بيَّنَه.
الراوي : سليمان بن ربيعة العنزي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8843 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه

18 - انطَلَقَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا معَه، حتَّى دخَلْنا كَنيسةَ اليَهودِ، فقالَ: يا مَعشَرَ اليَهودِ، أَرُوني اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا يَشهَدونَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ يُحبِطُ اللهُ عنْ كلِّ يَهوديٍّ تحتَ أَديمِ السَّماءِ الغضَبَ الَّذي غضِبَ عليه، قالَ: فأُسْكِتوا ما أجابَه منهم أحَدٌ، ثمَّ رَدَّ عليهم، فلم يُجِبْه منهم أحَدٌ، فقالَ: أبَيْتُم، فواللهِ لأنا الحاشِرُ، وأنا العاقِبُ، وأنا النَّبيُّ المُصْطَفى، آمَنْتُم أو كذَبْتُم، ثمَّ انصَرَفَ وأنا معَه حتَّى كِدْنا أنْ نَخرُجَ، فإذا رَجُلٌ مِن خَلفِنا يَقولُ: كما أنتَ يا مُحمَّدُ، فأقبَلَ فقالَ ذلك الرَّجلُ: أيُّ رَجُلٍ تَعلَموني فيكم يا مَعشَرَ اليَهودِ؟ قالوا: واللهِ ما نَعلَمُ أنَّه كانَ فينا رَجُلٌ أعلَمُ بكِتابِ اللهِ، ولا أفْقَهُ منكَ، ولا مِن أبيكَ قَبلَكَ، ولا مِن جَدِّكَ قبلَ أبيكَ، قالَ: فإنِّي أشهَدُ له باللهِ أنَه نَبيُّ اللهِ الَّذي تَجِدونَه في التَّوْراةِ، فقالوا: كذَبْتَ، ثمَّ رَدُّوا عليه قولَه، وقالوا فيه شرًّا، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كذَبْتُم، لن أقبَلَ قَولَكم، أمَّا آنِفًا فتُثْنونَ عليه منَ الخَيرِ ما أثْنَيْتم، وأمَّا إذ آمَنَ فكَذَّبْتُموه، وقُلْتُم فيه ما قُلْتُم، فلن يُقبَلَ قَولُكم قالَ: فخَرَجْنا ونحن ثَلاثةٌ رَسولُ اللهِ، وعَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ، وأنزَلَ اللهُ تَعالَى فيه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} [الأحقاف: 10] الآيةَ.
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5877 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

19 - عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كان بَنو أُبيَرِقٍ رهطًا مِن بَني ظَفَرٍ، وكانوا ثَلاثةً: بَشيرٌ وبِشرٌ ومُبشِّرٌ، وكان بَشِيرٌ يُكْنى أبا طُعْمةَ، وكان شاعرًا، وكان مُنافِقًا، وكان يَقولُ الشِّعرَ يَهْجو به أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ يَقولُ: قالَه فلانٌ، فإذا بَلَغَهم ذلك، قالوا: كذَبَ عدُوُّ اللهِ؛ ما قاله إلَّا هو، فقال: أَوَكُلَّمَا قالَ الرِّجَالُ قَصِيدَةً ... ضَمُّوا إلَيَّ بأَنْ أُبَيْرِقَ قالَها مُتَخَطِّمِينَ كأَنَّنِي أخْشاهُمُ ... جَدَعَ الإِلَهُ أُنُوفَهُمْ فأَبَانَها وكانوا أهْلَ فَقرٍ وحاجةٍ في الجاهليَّةِ والإسلامِ، وكان عمِّي رِفاعةُ بنُ زَيدٍ رجُلًا مُوسِرًا أدْرَكَه الإسلامُ، فواللهِ إنْ كنتُ لَأَرى أنَّ في إسلامِه شَيئًا، وكان إذا كان له يَسارٌ، فقَدِمَت عليه هذه الطَّائفةُ مِنَ السَّدَمِ تَحْمِلُ الدَّرْمكَ ابْتاعَ لنفْسِه ما يَحِلُّ به، فأمَّا العِيالُ فكان يُقِيتُهم الشَّعيرَ، فقَدِمَت ضافِطةٌ -وهُم الأنباطُ- تَحمِلُ دَرْمَكًا، فابتاعَ رِفاعةُ حِملَينِ مِن شَعيرٍ، فجَعَلَهما في عُلِّيَّةٍ له، وكان في عُلِّيَّتِه دِرعانِ له وما يُصلِحُهما مِن آلَتِهما، فطَرَقه بَشيرٌ مِنَ اللَّيلِ، فيَخرِقُ العُلِّيَّةَ مِن ظَهرِها، فأخَذَ الطَّعامَ، ثمَّ أخَذَ السِّلاحَ، فلمَّا أصبَحَ عمِّي بَعَث إلَيَّ فأتَيْتُه، فقال: أُغِيرَ علينا هذه اللَّيلةَ، فذُهِبَ بطَعامِنا وسِلاحِنا، فقال بَشِيرٌ وإخوتُه: واللهِ ما صاحبُ مَتاعِكم إلَّا لَبيدُ بنُ سَهلٍ -لرجُلٍ منَّا كان ذا حسَبٍ وصَلاحٍ- فلمَّا بَلَغَه، قال: أُصْلِتُ واللهِ بالسَّيفِ، ثمَّ قال: أيْ بَني الأُبَيرِقِ، أنا أسْرِقُ؟! فواللهِ لَيُخالِطَنَّكم هذا السَّيفُ أو لَيَتبيَّنْ مَن صاحبُ هذه السَّرقةِ، فقالوا: انصَرِفْ عنَّا؛ فواللهِ إنَّك لَبِريءٌ مِن هذه السَّرقةِ، فقال: كلَّا وقدْ زعَمْتُم. ثمَّ سَألْنا في الدَّارِ وتَجسَّسْنا، حتَّى قِيل لنا: واللهِ لَقدِ استَوقَدَت بَنو أُبَيرِقٍ اللَّيلةَ، وما نَراهُ إلَّا على طَعامِكم، فما زِلْنا حتَّى كِدْنا نَستيقنُ أنَّهم أصحابُه، فجِئتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فكَلَّمتُه فيهم، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ بَيتٍ منَّا أهلُ جَفاءٍ وسَفهٍ، غَدَوا على عمِّي، فخَرَقوا عُلِّيَّةً له مِن ظَهرِها، فغَدَوا على طَعامٍ وسِلاحٍ؛ فأمَّا الطَّعامُ فلا حاجةَ لنا فيه، وأمَّا السِّلاحُ فلْيَرُدَّه علينا، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَأنظُرُ في ذلكَ. وكان لهُم ابنُ عمٍّ يُقالُ له: أُسَيرُ بنُ عُروةَ، فجمَعَ رِجالَ قَومِه، ثمَّ أتى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّ رِفاعةَ بنَ زَيدٍ وابنَ أخيهِ قَتادةَ بنَ النُّعمانِ قدْ عَمِدَا إلى أهلِ بَيتٍ منَّا أهلِ حَسبٍ وشرَفٍ وصَلاحٍ، يَأْبِنُونَهم بالقبيحِ، ويَأْبِنُونَهم بالسَّرقةِ بغَيرِ بيِّنةٍ ولا شَهادةٍ، فوضَعَ عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بلسانِه ما شاء ثمَّ انصَرَفَ، وجِئتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكلَّمْتُه، فجَبَهَني جَبَهًا شَديدًا، وقال: بِئسَ ما صنَعْتَ! وبِئسَ ما مَشِيتَ فيه! عَمِدتَ إلى أهلِ بَيتٍ منكم أهلِ حَسبٍ وصَلاحٍ تَرمِيهم بالسَّرقةِ وتَأْبِنُهم فيها بغَيرِ بيِّنةٍ ولا تَثبُّتٍ. فسَمِعتُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أكرَهُ، فانصَرَفْتُ عنه ولَوَدِدتُ أنِّي خرَجْتُ مِن مالي ولم أُكَلِّمْه، فلمَّا أنْ رجَعْتُ إلى الدَّارِ أرسَلَ إلَيَّ عمِّي: يا ابنَ أخي، ما صنَعْتَ؟ فقُلتُ: واللهِ لَوَدِدتُ أنِّي خرَجْتُ مِن مالي ولم أُكَلِّمْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيه، وايمُ اللهِ لا أعودُ إليه أبدًا، فقال: اللهُ المستعانُ! فنزَلَ القرآنُ {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105] أبو طُعْمةَ بنُ أُبَيرِقٍ، فقَرَأ حتَّى بلَغَ {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا} [النساء: 106-112] لَبيدُ بنُ سَهلٍ، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ} [النساء: 113]، يَعني أُسَيرَ بنَ عُروةَ وأصحابَه، ثمَّ قال: يَعني بذلك أُسيرَ بنَ عُروةَ وأصحابَه {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} إلى قولِه: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 114-116]، أي: كان ذنْبُه دونَ الشِّركِ، فلمَّا نزَلَ القرآنُ هَرَب فلَحِق بمكَّةَ. وبَعَث رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَيَّ الدِّرعينِ وأداتَهُما، فرَدَّهما على رِفاعةَ. قال قَتادةُ: فلمَّا جِئتُه بهما وما مَعهما، قال: يا ابنَ أخي، هما في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فرجَوتُ أنَّ عمِّي حَسُنَ إسلامُه، وكان ظنِّي به غيرَ ذلك، وخرَجَ ابنُ أُبَيرِقٍ حتَّى نزَلَ على سُلامةَ بنتِ سَعدِ بنِ سُهَيلٍ أختِ بَني عَمرِو بنِ عَوفٍ، وكانت عندَ طَلْحةَ بنِ أبي طَلْحةَ بمكَّةَ، فوقَعَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه يَشتُمُهم، فرَماهُ حسَّانُ بنُ ثابتٍ بأبياتٍ، فقال: أَيَا سَارِقَ الدَّرْعَيْنِ إِنْ كُنْتَ ذَاكِرًا ... بِذِي كَرَمٍ بَيْنَ الرِّجَالِ أُوَادِعُهْ وَقَدْ أَنْزَلْتَهُ بِنْتُ سَعْدٍ فَأَصْبَحَتْ ... يُنَازِعُهَا جَلْدَ اسْتِهِ وَتُنَازِعُهْ فَهَلَّا أَسِيرًا جِئْتَ جَارَكَ رَاغِبًا ... إِلَيْهِ وَلَمْ تَعْمَدْ لَهُ فَتُدَافِعُهْ ظَنَنْتُمْ بِأَنْ يَخْفَى الَّذِي قَدْ فَعَلْتُمُ ... وَفِيكُمْ نَبِيٌّ عِنْدَهُ الْوَحْيُ وَاضِعُهْ فَلَوْلَا رِجَالٌ مِنْكُمُ تَشْتُمُونَهُمْ ... بِذَاكَ لَقَدْ حَلَّتْ عَلَيْهِ طَوَالِعُهْ فَإِنْ تَذْكُرُوا كَعْبًا إِلَى مَا نَسَبْتُمُ ... فَهَلْ مِنْ أَدِيمٍ لَيْسَ فِيهِ أَكَارِعُهْ وَجَدْتَهُمُ يَرْجُونَكُمْ قَدْ عَلِمْتُمُ ... كَمَا الْغَيْثُ يُرْجِيهِ السَّمِينُ وَتَابِعُهْ فلمَّا بلَغَها شِعرُ حسَّانَ أخَذَت رَحْلَ أُبَيرِقٍ، فوَضَعَتْه على رأْسِها حتَّى قَذَفَته بالأبطَحِ، ثمَّ حلَقَت وسَلَقت وخَرَقَت وحَلَفت: إنْ بِتَّ في بَيتي لَيلةً سَوداءَ؛ أهْدَيْتَ لي شِعرَ حسَّانَ بنَ ثابتٍ، ما كُنتَ لِتَنزِلَ علَيَّ بخَيرٍ، فلمَّا أخرَجَتْه لَحِقَ بالطَّائفِ، فدخَلَ بيتًا ليْس فيه أحدٌ، فوَقَع عليه فقَتَله، فجَعَلَت قُرَيشٌ تقولُ: واللهِ لا يُفارِقُ محمَّدًا أحدٌ مِن أصحابِه فيه خَيرٌ.
الراوي : عمر بن قتادة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8376 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

20 - أتى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَني عَمْرِو بنِ عَوْفٍ يومَ الأربعاءِ، فرأى أشياءَ لم يكُنْ رآها قبْلَ ذلكَ مِن حِصَنةٍ على النَّخيلِ، فقال: لو أنَّكُمْ إذا جِئْتُم عِيدَكُم هذا مكَثْتُم حتَّى تَسمَعوا مِن قَوْلي، قالوا: نَعَمْ، بآبائِنا أنتَ أيْ رسولَ اللهِ وأُمَّهاتِنا. قالَ: فلمَّا حَضَروا الجُمُعةَ، صَلَّى بهِمْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الجُمُعةَ، ثُمَّ صلَّى ركعتَيْنِ في المسجِدِ، وكان يَنصَرِفُ إلى بَيتِه قبْلَ ذلكَ اليومِ، ثمَّ استوى فاستَقْبَلَ النَّاسَ بوَجْهِهِ، فتتبَّعْتُ له الأنصارَ، أو مَن كانَ منهُمْ حتَّى وَفِيَ بهم إليه، فقال: يا مَعْشَرَ الأنصارِ، قالوا: لبَّيْكَ أيْ رَسولَ اللهِ، فقال: كنتُمْ في الجاهلِيَّةِ إذْ لا تَعبُدونَ اللهَ، تَحْمِلونَ الكَلَّ، وتَفْعَلونَ في أموالِكُم المعروفَ، وتَفعَلونَ إلى ابنِ السَّبيلَ، حتَّى إذا مَنَّ اللهُ عليكُم بالإسلامِ ومَنَّ عليكُمْ بنَبِيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذا أنَّكُمْ لتُحَصِّنونَ أموالَكُمْ! وفيما يَأكُلُ ابنُ آدمَ أجْرٌ، وفيما يَأكُلُ السَّبُعُ أجْرٌ. فرَجَعَ القَوْمُ، فما منهم أحَدٌ إلَّا هَدَمَ مِن حَديقَتِه ثلاثينَ بابًا.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7385 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

21 - عنْ عُقبةَ بنِ مُسلِمٍ، أنَّ شُفَيًّا حَدَّثَه: أنَّه دَخَل المَدينةَ، فإذا هو برَجُلٍ قدِ اجتَمَع النَّاسُ عليه، فقالَ: مَن هذا؟ قالوا: أبو هُرَيرةَ، قالَ: فدَنَوتُ منه حتَّى قَعَدتُ بيْنَ يَدَيه، وهو يُحَدِّثُ النَّاسَ، فلمَّا سَكَت وخَلَا، قُلتُ: أنشُدُكَ اللهَ بحَقٍّ، وحَقٍّ لَمَا حدَّثْتَني حَديثًا سَمِعتَه من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعَلِمتَه، فقالَ أبو هُرَيرةَ: أفعَلُ، لَأُحَدِّثَنَّكَ حَديثًا حَدَّثَنيهِ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَقَلتُه وعَلِمتُه، ثمَّ نَشَغَ أبو هُرَيرةَ نَشْغةً، فمَكَث قَليلًا، ثمَّ أفاق، فقالَ: لَأُحَدِّثَنَّكَ حَديثًا حَدَّثَنيهِ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا وهو في هذا البَيتِ ما معنا أحدٌ غَيري وغَيرُه، ثمَّ نَشَغَ أبو هُرَيرةَ نَشْغةً أُخرى، فمَكَث بذلكَ، ثمَّ أفاقَ ومَسَح وَجْهَه، فقالَ: أفعَلُ، لَأُحَدِّثَنَّكَ بحَديثٍ حَدَّثَنيهِ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنا وهو في هذا البَيتِ ما معنا أحَدٌ غَيري وغَيرُه، ثمَّ نَشَغ أبو هُرَيرةَ نَشْغةً أُخرى، ثمَّ مال خارًّا على وَجهِه وأسنَدتُه طَويلًا، ثمَّ أفاق، فقالَ: حَدَّثَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ إذا كان يَومُ القِيامةِ يَنزِلُ إلى العِبادِ ليَقضِيَ بيْنَهم، وكلُّ أُمَّةٍ جاثِيةٌ، فأوَّلُ مَن يَدعو به رَجُلٌ جَمَع القُرآنَ، ورَجُلٌ يُقتَلُ في سَبيلِ اللهِ، ورَجُلٌ كَثيرُ المالِ، فيَقولُ اللهُ للقارِئِ: ألَمْ أُعَلِّمْكَ ما أنزلتُ على رَسولي؟ قالَ: بلى يا ربِّ، قالَ: فماذا عَمِلتَ فيما عَلِمتَ؟ قالَ: كُنتُ أقومُ به آناءَ اللَّيلِ، وآناءَ النَّهارِ؛ فيَقولُ اللهُ له: كَذَبْتَ، وتَقولُ المَلائكةُ له: كَذَبْتَ، فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أرَدْتَ أن يُقالَ: فُلانٌ قارِئٌ، فقد قيل، ويُؤتى بصاحِبِ المالِ فيَقولُ: ألم أُوَسِّعْ عليكَ حتَّى لم أدَعْكَ تَحتاجُ إلى أحَدٍ؟ قالَ: بلى، قالَ: فماذا عَمِلتَ فيما آتَيتُكَ؟ قالَ: كُنتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وأتَصَدَّقُ؛ فيَقولُ الله له: كَذَبْتَ، وتَقولُ المَلائكةُ: كَذَبْتَ، ويَقولُ الله: بل أرَدتَ أن يُقالَ: فُلانٌ جَوادٌ؛ فقد قيل ذلكَ، ويُؤتَى بالرَّجُلِ الَّذي قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فيُقالُ له: فيم قُتِلتَ؟ فيَقولُ: أُمِرتُ بالجِهادِ في سَبيلِكَ فقاتَلْتُ حتَّى قُتِلْتُ؛ فيَقولُ الله: كَذَبْتَ، وتَقولُ المَلائكةُ له: كَذَبْتَ، ويَقولُ الله: بل أرَدْتَ أن يُقالَ: فُلانٌ جَريءٌ؛ فقد قيل ذلكَ ثمَّ ضَرَب رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على رُكبتي، فقالَ: يا أبا هُرَيرةَ، أُولَئكَ الثَّلاثةُ أوَّلُ خَلقِ اللهُ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَومَ القِيامةِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1547 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

22 - عنْ رِفاعةَ بنِ رافِعٍ: أنَّه كان جالِسًا عِندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذ جاء رَجُلٌ فدَخَل المَسجِدَ فصَلَّى، فلمَّا قَضى صَلاتَه جاء فسَلَّم على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى القَومِ، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعَلَيكَ، ارجِعْ فصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ قالَ: فرَجَع فصَلَّى، فجَعَلْنا نَرمُقُ صَلاتَه لا نَدري ما يَعيبُ منها، فلمَّا قَضى صَلاتَه جاء فسَلَّم على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى القَومِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعَلَيكَ، ارجِعْ فصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ وذَكَر ذلكَ إمَّا مَرَّتَينِ وإمَّا ثَلاثةً، فقالَ الرَّجُلُ: ما أدري ما عِبتَ عَلَيَّ من صَلاتي، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّها لا تَتِمُّ صَلاةُ أحَدِكُم حتَّى يُسبِغَ الوُضوءَ كما أمَرَه اللهُ عزَّ وجلَّ؛ يَغسِلُ وَجهَهُ ويَدَيهِ إلى المِرفَقَينِ، ويَمسَحُ رَأسَهُ ورِجلَيهِ إلى الكَعبَينِ، ثمَّ يُكبِّرُ ويَحمَدُ اللهَ ويُمَجِّده، ويَقرَأُ منَ القُرآنِ ما أَذِنَ اللهُ له فيه، ثمَّ يُكبِّرُ، فيَركَعُ، ويَضَعُ كَفَّيهِ على رُكبَتَيهِ حتَّى تَطمَئنَّ مَفاصِلُه ويَستَوِيَ، ثمَّ يَقولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ويَستَوي قائمًا حتَّى يَأخُذَ كلُّ عَظمٍ مَأْخَذَه، ثمَّ يُقيمُ صُلبَهُ، ثمَّ يُكبِّرُ فيَسجُدُ فيُمَكِّنُ جَبهَتَه منَ الأرضِ حتَّى تَطمَئنَّ مَفاصِلُه ويَستوِيَ، ثمَّ يُكبِّرُ فيَرفَعُ رَأسَهُ، ويَستَوي قاعِدًا على مَقعَدَتِه ويُقيمُ صُلبَه فوَصَف الصَّلاةَ هكذا حتَّى فَرَغ، ثمَّ قالَ: لا تَتِمُّ صَلاةُ أحَدِكُم حتَّى يَفعَلَ ذلكَ.
الراوي : رفاعة بن رافع | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 801 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

23 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6705 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

24 - عنْ أبي رافِعٍ قالَ: " كانَ أبو لُؤْلؤةَ للمُغيرةِ بنِ شُعْبةَ، وكانَ يَصنَعُ الرَّحى، وكانَ المُغيرةُ يَستَعمِلُه كلَّ يَومٍ بأربَعةِ دَراهِمَ، فلَقيَ أبو لُؤْلؤةَ عُمَرَ، فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّ المُغيرةَ قد أكثَرَ عَليَّ، فكَلِّمْه أنْ يُخفِّفَ عنِّي، فقالَ له عُمَرُ: اتَّقِ اللهَ وأحْسِنْ إلى مَوْلاكَ"، قالَ: ومن نيَّةِ عُمَرَ أنْ يَلْقى المُغيرةَ فيُكلِّمَه في التَّخْفيفِ عنه، قالَ: فغضِبَ أبو لُؤْلؤةَ، وكانَ اسْمُه فَيْروزَ، وكانَ نَصرانيًّا، فقالَ: يسَعُ النَّاسَ كلَّهم عَدلُه غَيْري، قالَ: فغضِبَ وعزَمَ على أنْ يَقتُلَه، فصنَعَ خِنجَرًا له رَأْسانِ، قالَ: فشحَذَه وسَمَّه، قالَ: وكبَّرَ عُمَرُ، وكان عُمَرُ لا يُكبِّرُ إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ حتَّى يَتكلَّمَ، ويَقولَ: أَقِيموا صُفوفَكم، فجاءَ، فقامَ في الصَّفِّ بحِذاهُ ممَّا يَلي عُمَرَ في صَلاةِ الغَداةِ، فلمَّا أُقيمَتِ الصَّلاةُ تَكلَّمَ عُمَرُ، وقالَ: أَقيموا صُفوفَكم، ثمَّ كبَّرَ، فلمَّا كبَّرَ وَجأَهُ على كَتِفِه وَجْأةً على مَكانٍ آخَرَ، ووَجأَهُ في خاصِرَتِه فسقَطَ عُمَرُ، قالَ: ووَجأَ ثَلاثةَ عَشرَ رَجلًا معَه، فأفرَقَ منهم سَبعةٌ، وماتَ منهم ستَّةٌ، واحتُمِلَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه، فذُهِبَ به وماجَ النَّاسُ حتَّى كادَتِ الشَّمسُ تَطلُعُ، قالَ: فنادى عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ: أيُّها النَّاسُ، الصَّلاةَ الصَّلاةَ، ففَزِعَ إلى الصَّلاةِ، قالَ: فتقَدَّمَ عَبدُ الرَّحمَنِ فصَلَّى بهم، فقَرأَ بأقْصَرِ سورَتَينِ في القُرآنِ، قالَ: فلمَّا انصَرَفَ تَوجَّهَ النَّاسُ إلى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ: فدَعا بشَرابٍ لينظُرَ ما مَدى جُرحِه، فأُتيَ بنَبيذٍ فشَرِبَه، قالَ: فخرَجَ، فلم يَدرِ أدَمٌ هو أمْ نَبيذٌ؟ قالَ: فدَعا بلَبنٍ، فأُتيَ به فشَرِبَه، فخرَجَ من جُرحِه، قالوا: لا بأْسَ عليكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ، قالَ: «إنْ كانَ القَتلُ بأْسًا؛ فقدْ قُتِلْتُ».
الراوي : ثابت البناني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4568 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

25 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ قالَ: إنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالَى لمَّا أرادَ هَدْيَ زَيدِ بنِ سَعْنةَ، قالَ زَيدُ بنُ سَعْنةَ: ما مِن عَلاماتِ النُّبوَّةِ شيءٌ إلَّا وقد عرَفْتُها في وجهِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ نظرْتُ إليه إلَّا شَيئَينِ لم أَخبُرْهما منه، هل سبَقَ حِلمُه جَهلَه، ولا يَزيدُه شدَّةُ الجَهلِ عليه إلَّا حِلمًا، فكنْتُ ألطُفُ به لئنْ أُخالِطَه فأعرِفَ حِلمَه مِن جَهلِه، قالَ زَيدُ بنُ سَعْنةَ: فخرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا منَ الحُجُراتِ، ومعَه عليُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأتاهُ رَجُلٌ على راحِلَتِه كالبَدويِّ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ بُصْرى قَريةُ بَني فُلانٍ، قد أسْلَموا، ودَخَلوا في الإسْلامِ، وكنْتُ حدَّثْتُهم إنْ أسْلَموا آتاهُمُ الرِّزقُ رَغَدًا، وقد أصابَتْهم سَنةٌ وشدَّةٌ وقُحوطٌ منَ الغَيثِ، فأنا أخْشى يا رَسولَ اللهِ أنْ يَخْرجوا منَ الإسْلامِ طَمَعًا، كما دَخَلوا فيه طَمَعًا، فإنْ رأيْتَ أنْ تُرسِلَ إليهم بشَيءٍ تُعينُهم به، فعلْتَ، فنظَرَ إليَّ رَجُلٌ جانِبَه أُراهُ عَليًّا رَضيَ اللهُ عنه، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما بَقيَ منه شيءٌ، قالَ زَيدُ بنُ سَعْنةَ: فدنَوْتُ إليه، فقُلْتُ: يا مُحمَّدُ، هل لكَ أنْ تَبيعَني تَمرًا مَعْلومًا مِن حائطِ بَني فلانٍ إلى أجَلِ كذا وكذا، قالَ: لا يا يَهوديُّ، ولكنْ أَبيعُكَ تَمرًا مَعلومًا إلى أجَلِ كذا وكذا، ولا أُسمِّي حائطَ بَني فلانٍ. فقُلْتُ: نعمْ، فبايَعَني فأطلَقْتُ هِمْياني فأعْطَيْتُه ثَمانينَ مِثْقالًا مِن ذهَبٍ في تَمرٍ مَعْلومٍ إلى أجَلِ كذا وكذا، فأعْطاها الرَّجلَ، فقالَ: اعجَلْ عليهم وأغِثْهم بها، قالَ زَيدُ بنُ سَعْنةَ: فلمَّا كانَ قبلَ محلِّ الأجَلِ بيَومَينِ أو ثَلاثةٍ أتَيْتُه، فأخذْتُ مجامِعَ قَميصِه ورِدائِه، ونظرْتُ إليه بوجهٍ غَليظٍ فقُلْتُ له: ألَا تَقْضيني يا مُحمَّدُ حقِّي، فواللهِ ما عَلِمْتم بَني عبدِ المُطَّلِبِ بمَطْلٍ، ولقد كانَ لي بمُخالَطَتِكم عِلمٌ، ونظرْتُ إلى عُمَرَ، وإذا عَيْناه تَدورانِ في وَجهِه كالفَلَكِ المُستَديرِ، ثمَّ رَماني ببَصَرِه، فقالَ: يا عَدوَّ اللهِ، أتَقولُ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أسمَعُ وتصنَعُ به كما أرَى، فوالَّذي بعَثَه بالحقِّ لولا ما أُحاذِرُ قوَّتَه لَضربْتُ بسَيْفي رأسَكَ، ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ينظُرُ إلى عُمَرَ في سُكونٍ وتُؤَدةٍ وتبَسُّمٍ، ثمَّ قالَ: يا عُمَرُ، أنا وهو كنَّا أحوَجَ إلى غيرِ هذا، أنْ تَأْمُرَني بحُسنِ الأداءِ، وتأمُرَه بحُسنِ التَّباعةِ، اذهَبْ به يا عُمَرُ، فأعْطِه حقَّه، وزِدْه عِشْرينَ صاعًا مِن تَمرٍ فقُلْتُ: ما هذه الزِّيادةُ يا عُمَرُ؟ قالَ: أمَرَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أَزيدَكَ مَكانَ ما روَّعْتُكَ قُلْتُ: وتَعرِفُني؟ قالَ: لا، مَن أنتَ؟ قُلْتُ: زَيدُ بنُ سَعْنةَ، قالَ: الحَبرُ، قُلْتُ: الحَبرُ، قالَ: فما دَعاكَ أنْ فعلْتَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما فعلْتَ، وقلْتَ له ما قلْتَ؟ قلْتُ له: يا عُمَرُ، لم يكُنْ مِن عَلَاماتِ النُّبوَّةِ شَيءٌ إلَّا وقد عَرفْتُه في وَجهِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ نظَرْتُ إليه إلَّا اثْنَينِ لم أَخبُرْهما منه: هل يَسبِقُ حِلمُه جَهلَه، ولا تَزيدُه شدَّةُ الجهلِ عليه إلَّا حِلمًا؛ فقدِ اختَبَرْتُهما، فأُشهِدُكَ يا عُمَرُ أنِّي قد رَضيتُ باللهِ ربًّا وبالإسْلامِ دينًا، وبمُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَبيًّا، وأُشهِدُكَ أنَّ شَطرَ مالي -فإنِّي أكثَرُ مالًا- صَدَقةٌ على أمَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه: أوْ على بَعضِهم؛ فإنَّكَ لا تَسَعُهم، قُلْتُ: أوْ على بَعضِهم، فرجَعَ زَيدٌ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ زَيدٌ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه، وآمَنَ به وصدَّقَه وبايَعَه، وشهِدَ معَه مَشاهِدَ كَثيرةً، ثمَّ تُوفِّيَ زَيدٌ في غَزْوةِ تَبوكَ مُقبِلًا غيرَ مُدبِرٍ ورحِمَ اللهُ زَيدًا.
الراوي : زيد بن سعنة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6709 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

26 - عنْ ثَعْلَبةَ بنِ عَبَّادٍ العَبْديِّ -مِن أهْلِ البَصرةِ-، أنَّه شَهِدَ خُطبةً يَومًا لسَمُرةَ بنِ جُندُبٍ، فذَكَر في خُطبَتِه، قالَ سَمُرةُ: بيْنَما أنا يَومًا وغُلامٌ منَ الأنصارِ نَرمي غَرَضًا لنا على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى إذا كانتِ الشَّمسُ على قِيدِ رُمحَينِ، أو ثَلاثةٍ في عَينِ النَّاظِرِ منَ الأُفُقِ اسوَدَّتْ حتَّى آضَتْ كأنَّها تَنُّومةٌ، فقالَ أحَدُنا لصاحِبِه: انطَلِقْ بنا إلى المَسجِدِ؛ فواللهِ لتُحدِثَنَّ شَأنُ هذه الشَّمسِ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أُمَّتِه حَدَثًا، فدَفَعْنا إلى المَسجِدِ، فإذا هو بارِزٌ، فوافَقْنا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين خَرَج إلى النَّاسِ. قالَ: فتَقَدَّم فصَلَّى بِنا كأطوَلِ ما قام بنا في صَلاةٍ قَطُّ، لا نَسمَعُ له صَوتَه، ثمَّ رَكَع بِنا كأطوَلِ ما رَكَع بِنا في صَلاةٍ قَطُّ، لا نَسمَعُ له صَوتَه، ثمَّ سَجَد بنا كأطوَلِ ما سَجَد بِنا في صَلاةٍ قَطُّ، لا نَسمَعُ له صَوتَه، قالَ: ثمَّ فَعَل في الرَّكعةِ الثَّانِيةِ مِثلَ ذلكَ، قالَ: فوافَقَ تَجِلِّي الشَّمسِ جُلوسَه في الرَّكعةِ الثَّانِيةِ، قالَ: ثمَّ سَلَّم، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه، وشَهِدَ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وشَهِدَ أنَّه عَبدُه ورَسولُه، ثمَّ قالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّما أنا بَشَرٌ ورَسولُ اللهِ، فأُذَكِّركُمُ اللهَ، إنْ كُنتُم تَعلَمون أنِّي قَصَّرتُ عنْ شَيءٍ من تَبليغِ رِسالاتِ رَبِّي لَمَا أخبَرتُموني حتَّى أُبَلِّغَ رِسالاتِ رَبِّي كما يَنبَغي لها أن تُبَلَّغَ، وإنْ كُنتُم تَعلَمون أنِّي قد بَلَّغتُ رِسالاتِ رَبِّي لَمَا أخبَرتُموني. قالَ: فقام النَّاسُ، فقالوا: نَشهَدُ أنَّكَ قد بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، ونَصَحتَ لأُمَّتِكَ، وقَضَيتَ الَّذي عليكَ، قالَ: ثمَّ سَكَتوا، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَّا بَعدُ: فإنَّ رِجالًا يَزعُمون أنَّ كُسوفَ هذه الشَّمسِ، وكُسوفَ هذا القَمَرِ، وزَوالَ هذه النُّجومِ عنْ مَطالِعِها؛ لمَوتِ رِجالٍ عُظَماءَ من أهلِ الأرضِ، وإنَّهُم كَذَبوا، ولكِنْ آياتٌ من آياتِ اللهِ، يَفتِنُ بها عِبادَه؛ ليَنظُرَ مَن يُحدِثُ منهم تَوبةً، واللهِ لقد رَأيتُ مُنذُ قُمتُ أُصَلِّي ما أنتم لَاقُون في دُنياكُم وآخِرَتِكُم، وإنَّه -واللهِ- لا تَقومُ السَّاعةُ حتَّى يَخرُجَ ثَلاثون كَذَّابًا، آخِرُهُمُ الأعورُ الدَّجَّالُ: مَمسوحُ العَينِ اليُسرى كأنَّها عَينُ أبي تِحْيَى -لشَيخٍ منَ الأنصارِ-، وإنَّه متى خَرَج فإنَّه يَزعُمُ أنَّه اللهُ؛ فمَن آمَنَ به وصَدَّقَه واتَّبَعَه فليس يَنفَعُه صالِحٌ من عَمَلٍ سَلَف، ومَن كَفَر به وكَذَّبه فليس يُعاقَبُ بشَيءٍ من عَمَلِه سَلَف، وإنَّه سيَظهَرُ على الأرضِ كُلِّها إلَّا الحَرمَ، وبَيتَ المَقدِسِ، وإنَّه يَحصُرُ المُؤمِنين في بَيتِ المَقدِسِ فيُزَلزَلون زِلزالًا شَديدًا، فيَهزِمُه اللهُ وجُنودَه، حتَّى إنَّ جِذْمَ الحائطِ، أو أصلَ الشَّجَرةِ لَيُنادي: يا مُؤمِنُ: هذا كافِرٌ يَستَتِرُ بي تَعالَ اقتُلْهُ. قالَ: فلَن يَكونَ ذلكَ حتَّى تَرَون أمورًا يَتفاقَمُ شَأنُها في أنفُسِكُم تَسألون بيْنَكُم: هل كان نَبِيُّكُم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَر لَكُم منها ذِكرًا، وحَتَّى تَزولَ جِبالٌ عنْ مَراسِيها، ثمَّ على أثَرِ ذلكَ القَيضُ، وأشارَ بيَدِه، قالَ: ثمَّ شَهِدتُ خُطبةً أُخرى قالَ: فذَكَر هذا الحَديثَ، ما قَدَّمَها ولا أَخَّرَها.
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1247 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

27 - قالَ لي صاحبٌ لي وأنا بالكوفةِ، هل لكَ في رَجلٍ تَنظرُ إليه؟ قلتُ: نَعَمْ، قالَ: هذه مَدْرَجتُهُ -وأُريدَ أُويسٌ القَرَنيُّ - قالَ: وأظنُّهُ سيَمرُّ الآن، قالَ: فجَلَسْنا له فمَرَّ، فإذا رَجلٌ عليه شَملةٌ قطيفةٌ، قالَ: والنَّاسُ يَطؤون عَقِبَهُ، قالَ: وهو يُقبِلُ فيُغلِظُ لهم، ويُكلِّمُهم في ذلك فلا يَنْتهونَ عنه، فمَضَيْنا مع النَّاسِ حتَّى دَخَلَ مسجدَ الكوفةِ ودَخَلْنا معه، فتنَحَّى إلى ساريةٍ، فصلَّى ركعتين، ثُمَّ أقْبلَ إلينا بوجْهِهِ، فقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، ما لي ولكم تَطَؤون عَقِبي في كُلِّ سِكَّةٍ وأنا إنسانٌ ضعيفٌ تكونُ لي الحاجةُ فلا أقدِرُ عليها معكم؟ لا تَفعلوا رَحِمَكُم اللهُ، مَنْ كانت له إليَّ حاجةٌ فليَلْقَني ها هنا. قالَ: وكان عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه سَأَلَ وفدًا قَدِموا عليه: هل سَقَطَ إليكم رَجلٌ مِن قَرَنٍ أمْرُهُ كَيْتَ وكَيْتَ؟ فقالَ الرَّجلُ لأُويسٍ: ذَكركَ أميرُ المؤمنينَ ولمْ يَذكُرْ ذلك كما يُقالُ: ما كان ذلك مِن ذِكرِهِ ما أتبلَّغُ إليكم به، قالَ: وكان أُويسٌ أَخَذَ على الرَّجلِ عهدًا وميثاقًا أنْ لا يُحدِّثَ به غيرَهُ، قالَ: ثُمَّ قالَ أُويسٌ: إنَّ هذا المَجلِسَ يَغشاهُ ثلاثةُ نفرٍ: مؤمنٌ فقيهٌ، ومؤمنٌ لمْ يَفقَهْ، ومنافقٌ، وذلك في الدُّنيا مِثلُ الغَيثِ يَنزِلُ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ إلى الأرضِ فيُصيبُ الشَّجرةَ المورِقَةَ المونِقَةَ المثمرةَ، فيَزيدُ ورَقَها حُسنًا، ويَزيدُها إيناعًا، وكذلك يزيدُ ثمرتَها طيبًا، ويُصيبُ الشَّجرةَ المورقةَ المونقَةَ الَّتي ليس لها ثمرةٌ فيزيدُها إيناقًا ويزيدُها ورقًا وحُسنًا، وتكونُ لها ثمرةٌ فتَلحقُ بأُختِها، ويُصيبُ الهشيمُ مِنَ الشَّجرِ فيَحْطِمهُ فيذهبُ به. قالَ: ثُمَّ قَرَأَ الآيةَ: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82] لمْ يُجالَسْ هذا القرآنَ أَحَدٌ إلَّا قامَ عليه بزيادةٍ أوْ نُقصانٍ، فقضاءُ اللهِ الَّذي قضى شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنينَ، ولا يزيد الظَّالمينَ إلَّا خَسارًا، اللَّهُمَّ ارزُقْني شَهادةً تَسبِقُ كِسرَتُها أذاها، وأَمنُها فزَعَها، تُوجِبُ الحياةَ والرِّزقَ، ثُمَّ سَكَتَ. قالَ أُسيرٌ: فقالَ لي صاحبي: كيف رَأيتَ الرَّجلَ؟ قلتُ: ما ازددتُ فيه إلَّا رغبةً، وما أنا بالَّذي أُفارقُه. فلَزِمناهُ، فلمْ نَلْبَثْ إلَّا يَسيرًا حتَّى ضَرَبَ على النَّاسِ بعثُ أميرِ المؤمنينَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه، فخَرَجَ صاحبُ القطيفةِ أُويسٌ فيه، وخَرَجْنا معه فيه، وكنَّا نَسيرُ معه، ونَنزلُ معه حتَّى نَزلْنا بحضْرةِ العدُوِّ.
الراوي : أسير بن جابر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3429 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

28 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ شدَّادِ بنِ الهادِ، قالَ: قَدِمتُ على عائشةَ، فبيْنَما نحن عندَها جُلوسٌ مَرجِعَها مِن العِراقِ لَياليَ قُوتِلَ عَليٌّ، إذ قالتْ: يا عبدَ اللهِ بنَ شَدَّادٍ، هل أنتَ صادِقي عمَّا أَسألُكَ عنه؟ حدِّثْني عنْ هؤلاء القومِ الَّذين قَتَلَهُم عَليٌّ، قلتُ: وما لي لا أَصدُقُكِ؟ قالتْ: فحَدِّثْني عنْ قِصَّتِهم، قلتُ: إنَّ عَليًّا لمَّا أنْ كاتَبَ مُعاويةَ وحَكَّم الحَكَمينِ خَرَجَ عليه ثمانيةُ آلافٍ مِن قُرَّاءِ النَّاسِ، فنَزَلوا أَرضًا مِن جانبِ الكوفةِ، يُقالُ لها: حَروراءُ، وإنَّهم أَنكَروا عليه، فقالوا: انسَلَخْتَ مِن قَميصٍ أَلْبَسَكَهُ اللهُ وأَسْماكَ به، ثُمَّ انطَلَقْتَ فحَكَّمْتَ في دينِ اللهِ ولا حُكمَ إلَّا للهِ، فلمَّا بَلَغَ عَليًّا ما عَتَبوا عليه وفارَقوهُ، أَمَرَ فأَذَّنَ مُؤذِّنٌ: لا يَدْخُلَنَّ على أميرِ المؤمنينَ إلَّا رَجلٌ قد حَمَلَ القرآنَ، فلمَّا أنِ امتلأَ مِن قُرَّاءِ النَّاسِ الدَّارُ دَعا بمُصحفٍ عظيمٍ فوَضَعَه عَليٌّ بيْنَ يدَيْه، فطَفِقَ يصُكُّه بيدِه، ويقولُ: أيُّها المُصحفُ، حدِّثِ النَّاسَ، فناداهُ النَّاسُ، فقالوا: يا أميرَ المؤمنينَ، ما تَسأَلُه عنه، إنَّما هو وَرَقٌ ومِدادٌ، ونحن نَتكَلَّمُ بما رَأَيْنا منه، فماذا تُريدُ؟ قالَ: أَصحابُكُم الَّذين خَرَجوا بيْني وبيْنَهم كتابُ اللهِ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ في امرأةٍ ورَجلٍ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35]، فأُمَّةُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَعظَمُ حُرْمةً مِن امرأةٍ ورَجلٍ، ونَقَموا عَلَيَّ أنْ كاتَبتُ مُعاويةَ، وكَتَبَ عَليُّ بنُ أبي طالبٍ، وقد جاءَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو ونحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحُدَيبِيةِ حين صالَحَ قومَهُ قريشًا، فكتَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: باسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ. فقالَ سُهَيلٌ: لا تَكتُبْ باسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فقالَ: فكيف أَكتُبُ؟ فقالَ: اكتُبْ باسمِكَ اللَّهُمَّ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اكتُبْ، ثُمَّ قالَ: اكتُبْ: مِن مُحمَّدٍ رسولِ اللهِ، قالَ: لوْ نَعلَمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ لمْ نُخالِفْكَ، فكَتَبَ: هذا ما صالَحَ عليه مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ قريشًا، يقولُ اللهُ في كتابِهِ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21]. فبَعَثَه إليهم عَليُّ بنُ أبي طالبٍ، فخَرَجْتُ معهم حتَّى إذا تَوَسَّطْنا عَسْكَرَهم، قامَ ابنُ الكَوَّاءِ، فخَطَبَ النَّاسَ، فقالَ: يا حَمَلَةَ القرآنِ، إنَّ هذا عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ، فمَنْ لمْ يَكنْ يَعرِفُه، فأنا أَعرِفُه مِن كتابِ اللهِ، هذا مَنْ نَزَلَ فيه وفي قومِهِ: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] فرُدُّوه إلى صاحِبِه، ولا تُواضِعوهُ كتابَ اللهِ، قالَ: فقامَ خُطَباؤهُم، فقالوا: لا واللهِ لنُواضِعنَّه كتابَ اللهِ، فإذا جاءَ بالحقِّ نَعرِفُه استَطَعْناه، ولئن جاءَ بالباطلِ لنُبكِّتَنَّه بباطلِه، ولنَرُدَّنَّه إلى صاحِبِه، فوَاضَعوهُ على كتابِ اللهِ ثلاثةَ أيَّامٍ، فرَجَعَ منهم أربعةُ آلافٍ كُلُّهم تائبٌ، منهم ابنُ الكَوَّاءِ، حتَّى أَدْخَلَهم على عَليٍّ، فبَعَثَ عَليٌّ إلى بقِيَّتِهم، فقالَ: قد كان مِن أَمْرِنا وأَمرِ النَّاسِ ما قد رَأَيْتم، فقِفوا حيثُ شِئتُم حتَّى تَجتمِعَ أُمَّةُ مَحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتَنزِلوا فيها حيث شئتُم بيْنَنا وبيْنَكم أنْ نَقيَكُم رِماحَنا ما لمْ تَقْطَعوا سبيلًا أوْ تَطْلُبوا دمًا، فإنَّكم إنْ فَعَلْتُم ذلك فقد نَبَذْنا إليكم الحربَ على سواءٍ، إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الخائنينَ. فقالتْ له عائشةُ: يا ابنَ شدَّادٍ، فقد قَتَلَهُم؟ فقالَ: واللهِ ما بَعَثَ إليهم حتَّى قَطَعوا السَّبيلَ، وسَفَكوا الدِّماءَ بغيرِ حقِّ اللهِ، وقَتَلوا ابنَ خَبَّابٍ، واستَحَلُّوا أهلَ الذِّمَّةِ، فقالتْ: آللهِ؟ قلتُ: آللهِ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هو، قالتْ: فما شيءٌ بَلَغَني عنْ أَهلِ العراقِ يَتحدَّثونَ به يقولونَ: ذو الثُّدَيِّ ذو الثُّدَيِّ؟ قلتُ: قد رَأيتُه ووَقَفتُ عليه مع عَليٍّ في القَتْلى، فدَعا النَّاسَ، فقالَ: هل تَعرِفونَ هذا؟ فكانَ أَكثرُ مَنْ جاءَ يقولُ: قد رَأيتُه في مسجدِ بني فلانٍ يُصلِّي، ورَأيتُه في مسجدِ بني فلانٍ يُصلِّي، فلمْ يَأتِ بثَبْتٍ يُعرَفُ إلَّا ذلك، قالتْ: فما قولُ عَليٍّ حين قامَ عليه كما يَزعُمُ أَهلُ العراقِ؟ قلتُ: سَمِعْتُه يقولُ: صَدَقَ اللهُ ورسولُهُ، قالتْ: وهل سَمِعْتَه أنتَ منه قالَ غيرَ ذلك؟ قلتُ: اللَّهُمَّ لا، قالتْ: أَجَلْ، صَدَقَ اللهُ ورسولُهُ، يَرحَمُ اللهُ عَليًّا، إنَّه مِن كلامِه؛ كان لا يَرى شيئًا يُعجِبُه إلَّا قالَ.
الراوي : علي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2693 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

29 - عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كنْتُ غُلامًا للعبَّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ، وكنْتُ قد أسلَمْتُ، وأسلَمَتْ أُمُّ الفَضلِ، وأسلَمَ العبَّاسُ، وكانَ يَكتُمُ إسْلامَه مَخافةَ قَومِه، وكانَ أبو لَهبٍ قد تَخلَّفَ عنْ بَدرٍ، وبعَثَ مَكانَه العاصَ بنَ هِشامٍ، وكانَ له عليه دَينٌ، فقالَ له: اكْفِني هذا الغَزْوَ، وأترُكُ لكَ ما عَليكَ، ففعَلَ، فلمَّا جاء الخَبرُ، وكبَتَ اللهُ أبا لَهبٍ، وكنْتُ رَجُلًا ضَعيفًا أنْحِتُ هذه الأقْداحَ في حُجْرةٍ، فواللهِ إنِّي جالِسٌ في الحُجْرةِ أنْحِتُ أقْداحِي، وعِنْدي أُمُّ الفَضلِ؛ إذِ الفاسِقُ أبو لَهبٍ يجُرُّ رِجلَيْه -أُراه قالَ: عندَ طُنُبِ الحُجْرةِ وكانَ ظَهرُه إلى ظَهْري- فقالَ النَّاسُ: هذا أبو سُفْيانَ بنُ الحارِثِ، فقالَ أبو لَهبٍ: هلُمَّ إليَّ يا ابنَ أخي، فجاء أبو سُفْيانَ حتَّى جلَسَ عِندَه، فجاء النَّاسُ، فقاموا عليهما، فقالَ: يا ابنَ أخي، كيف كانَ أمْرُ النَّاسِ؟ فقالَ: لا شَيءَ، واللهِ ما هو إلَّا أنْ لَقِيناهُم فمَنَحْناهُم أكْتافَنا يَقْتُلونَنا كيف شاؤُوا، ويَأْسِرونَنا كيف شاؤُوا، وايْمُ اللهِ ما لُمْتُ النَّاسَ، قالَ: ولمَ؟ قالَ: رأيْتُ رِجالًا بِيضًا على خَيلٍ بُلْقٍ، لا واللهِ ما تُبْقى شَيئًا، ولا يَقومُ لها شَيءٌ، قالَ: فرفَعْتُ طَرفَ الحُجْرةِ، فقُلْتُ: واللهِ تلك المَلائكةُ، فرفَعَ أبو لَهبٍ يَدَه، فلطَمَ وَجْهي وثاوَرْتُه، فاحْتَمَلَني فضرَبَ بي الأرْضَ حتَّى نزَلَ إليَّ، فقامَتْ أُمُّ الفَضْلِ فاحتَجَزَتْ، وأخذَتْ عَمودًا مِن عُمدِ الحُجْرةِ فضرَبَتْه به، فعلَّقَتْ في رأْسِه شَجَّةً مُنكَرةً، وقالتْ: يا عَدوَّ اللهِ، استَضعَفْتَه أنْ رأيْتَ سيِّدَه غائبًا عنه، فقامَ ذَليلًا، فواللهِ ما عاشَ إلَّا سَبعَ لَيالٍ حتَّى ضرَبَه اللهُ بالعَدَسةِ فقَتَلَتْه، فلقدْ تَرَكَه ابْناهُ لَيلَتَينِ أو ثَلاثةً ما يَدْفِنانِه حتَّى أنْتَنَ، فقالَ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ لابْنَيهِ: ألَا تَستَحِيانِ أنَّ أباكُما قد أنْتَنَ في بَيتِه؟ فقالَا: إنَّا نَخْشى هذه القَرْحةَ، وكانتْ قُرَيشٌ تَتَّقي العَدَسةَ كما تَتَّقي الطَّاعونَ، فقالَ رَجُلٌ: انطَلِقا فأنا معَكما، قالَ: فوَاللهِ ما غَسَّلوه إلَّا قَذفًا بالماءِ عليه مِن بَعيدٍ، ثمَّ احْتَمَلوه، فقَذَفوه في أعْلى مكَّةَ إلى جِدارٍ، وقَذَفوا عليه الحِجارةَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5499 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

30 - كنَّا عِندَ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه، فذُكِر عِنده الدَّجَّالُ، فقال عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ: تَفترِقون أيُّها النَّاسُ لخُروجِه على ثَلاثِ فِرَقٍ: فِرقةٍ تَتْبَعُه، وفِرقةٍ تَلْحَقُ بأرضِ آبائِها بمَنابتِ الشِّيحِ، وفِرقةٍ تَأخُذُ شطَّ الفُراتِ يُقاتِلُهم ويُقاتِلونه، حتَّى يَجتمِعَ المؤمنونَ بقُرى الشَّامِ، فيَبْعَثون إليهم طَليعةً فيهم فارسٌ على فرَسٍ أشقَرَ وأبْلَقَ، قال: فيَقتَتِلون، فلا يَرجِعُ منهم بشَرٌ -قال سَلَمةُ: فحَدَّثَني أبو صادقٍ، عن رَبيعةَ بنِ ناجذٍ، أنَّ عبدَ اللهِ بن مَسعودٍ- قال: فرَسٍ أشقَرَ، قال عبْدُ اللهِ: ويَزعُمُ أهلُ الكتابِ أنَّ المسيحَ يَنزِلُ إليه- قال: سَمِعتُه يَذكُرُ عن أهلِ الكتابِ حَديثًا غيْرَ هذا- ثمَّ يَخرُجُ يَأْجوجُ ومَأْجوجُ، فيَمْرَحون في الأرضِ، فيُفسِدون فيها، ثمَّ قَرَأ عبدُ اللهِ: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96]. قال: ثمَّ يَبعَثُ اللهُ عليهم دابَّةً مِثلَ هذا النَّغَفِ، فتَلِجُ في أسماعِهم ومَناخِرِهم، فيَموتون منها، فتَنْتُنُ الأرضُ منهم، قال: ثمَّ يَبعَثُ اللهُ رِيحًا فيها زَمْهريرٌ باردةٌ، فلمْ تَدَعْ على وجْهِ الأرضِ مُؤمنًا إلَّا كَفَتْه تلكَ الرِّيحُ، قال: ثمَّ تَقومُ السَّاعةُ على شِرارِ النَّاسِ، ثمَّ يقومُ الملَكُ بالصُّورِ بيْن السَّماءِ والأرضِ، فيَنفُخُ فيه -والصُّورُ قَرْنٌ- فلا يَبْقى خلْقٌ في السَّمواتِ والأرضِ إلَّا مات، إلَّا مَن شاء ربُّكَ، ثمَّ يكونُ بيْن النَّفختينِ ما شاء اللهُ أنْ يكونَ، فليْس مِن بَني آدَمَ خَلْقٌ إلَّا منه شَيءٌ. قال: فيُرسِلُ اللهُ ماءً مِن تحْتِ العرشِ كمَنيِّ الرِّجالِ، فتَنبُتُ لُحمانُهم وجُثمانُهم مِن ذلكَ الماءِ، كما يُنبِتُ الأرضُ مِنَ الثَّرى، ثمَّ قَرَأ عبدُ اللهِ: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر: 9]، قال: ثمَّ يقومُ ملَكٌ بالصُّورِ بيْن السَّماءِ والأرضِ، فيَنفُخُ فيه، فيَنطلِقُ كلُّ نفْسٍ إلى جسَدِها حتَّى تَدخُلَ فيه، ثمَّ يَقومون، فيَحْيَون حياةَ رجُلٍ واحدٍ قِيامًا لربِّ العالَمِين. قال: ثمَّ يَتمثَّلُ اللهُ تعالَى إلى الخلْقِ فيَلْقاهم، فليْس أحدٌ يَعبُدُ مِن دونِ اللهِ شَيئًا إلَّا وهو مَرفوعٌ له يَتْبَعُه، قال: فيَلْقى، قال: فيَقولُ: مَن تَعبِدون؟ قال: فيَقولُون: نَعبُدُ عُزَيرًا، قال: هلْ يَسُرُّكم الماءُ؟ فيَقولُون: نعمْ، فيُرِيهم جَهنَّمَ كهَيئةِ السَّرابِ، قال: ثمَّ قَرَأ عبدُ اللهِ: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} [الكهف: 100]. قال: ثمَّ يَلْقى النَّصارى فيَقولُ: مَن تَعبُدون؟ فيَقولُون: المسيحَ، قال: فيَقولُ: هلْ يَسُرُّكم الماءُ؟ قال: فيَقولُون: نعمْ، قال: فيُرِيهم جَهنَّمَ كهَيئةِ السَّرابِ، ثمَّ كذلكَ لمَن كان يَعبُدُ مِن دونِ اللهِ شَيئًا، قال: ثمَّ قَرَأ عبدُ اللهِ: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24]. قال: ثمَّ يَتمثَّلُ اللهُ تعالَى للخلْقِ حتَّى يَمُرَّ المسْلِمون، قال: فيَقولُ: مَن تَعبُدون؟ فيَقولُون: نَعبُدُ اللهَ ولا نُشرِكُ به شَيئًا، فيَنتَهِرُهم مرَّتينِ أو ثلاثًا، فيَقولُ: مَن تَعبُدون؟ فيَقولُون: نَعبُدُ اللهَ ولا نُشرِكُ به شَيئًا، قال: فيَقولُ: هلْ تَعرِفون ربَّكم؟ قال: فيَقولُون: سُبحانه! إذا اعتَرَفَ لنا عَرَفْناه، قال: فعِندَ ذلكَ يُكشَفُ عن ساقٍ، فلا يَبْقى مُؤمنٌ إلَّا خَرَّ للهِ ساجدًا، ويَبْقى المنافِقون ظُهورُهم طبَقًا واحدًا كأنَّما فيها السَّفافيدُ، قال: فيَقولُون: ربَّنا، فيَقولُ: قدْ كُنتم تُدْعَون إلى السُّجودِ وأنتُم سالِمون. قال: ثمَّ يَأمُرُ بالصِّراطِ فيُضرَبُ على جَهنَّمَ، فيَمُرُّ النَّاسُ كقدْرِ أعمالِهم زُمَرًا؛ كلمْحِ البَرْقِ، ثمَّ كمَرِّ الرِّيحِ، ثمَّ كمَرِّ الطَّيرِ، ثمَّ كأسرَعِ البهائمِ، ثمَّ كذلكَ حتَّى يَمُرَّ الرَّجلُ سَعيًا ثمَّ مَشْيًا، ثمَّ يكونُ آخِرُهم رجُلًا يَتلبَّطُ على بَطنِه، قال: فيَقولُ: أيْ ربِّ، لِماذا أبطَأْتَ بي؟ فيَقولُ: لمْ أُبْطِئْ بكَ، إنَّما أبطَأَ بكَ عَملُكَ. قال: ثمَّ يَأذَنُ اللهُ تعالَى في الشَّفاعةِ، فيكونُ أوَّلُ شافعٍ رُوحَ القُدسِ جِبريلَ عليه السَّلامُ، ثمَّ إبراهيمَ خَليلَ اللهِ، ثمَّ مُوسى، ثمَّ عِيسى عليهما السَّلامُ، قال: ثمَّ يقومُ نبيُّكم رابعًا، لا يَشفَعُ أحدٌ بعْدَه فيما يَشفَعُ فيه، وهو المقامُ المحمودُ الَّذي ذَكَره اللهُ تبارَك وتعالَى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]. قال: فليْس مِن نفْسٍ إلَّا وهي تَنظُرُ إلى بَيتٍ في الجنَّة أو بَيتٍ في النَّارِ، قال: وهو يوْمُ الحسْرةِ. قال: فيَرى أهلُ النَّارِ البيتَ الَّذي في الجنَّةِ، ثمَّ يُقالُ: لوْ عَمِلْتُم، قال: فتَأخُذُهم الحسرةُ، قال: ويَرى أهلُ الجنَّةِ البيتَ الَّذي في النَّارِ، فيُقالُ: لوْلا أنَّ مَنَّ اللهُ عليكم، قال: ثمَّ يَشفَعُ الملائكةُ والنَّبيُّون والشُّهداءُ والصَّالِحون والمؤمنونَ، فيُشَفِّعُهم اللهُ، قال: ثمَّ يَقولُ اللهُ: أنا أرحَمُ الرَّاحمينَ، فيُخرِجُ مِنَ النَّارِ أكثَرَ ممَّا أخْرَجَ مِن جَميعِ الخلْقِ برَحمتِه، قال: ثمَّ يَقولُ: أنا أرحَمُ الرَّاحمينَ. قال: ثمَّ قَرَأ عبدُ اللهِ: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المدثر: 42-46]، قال: فعقَدَ عبدُ اللهِ بيَدِه أربعًا، ثمَّ قال: هلْ تَرَون في هؤلاء مِن خيرٍ؟ ما يَنزِلُ فيها أحدٌ فيه خَيرٌ، فإذا أراد اللهُ عزَّ وجلَّ ألَّا يَخرُجَ منها أحدٌ غيَّرَ وُجوهَهم وألْوانَهم، قال: فيَجِيءُ الرَّجلُ فيَنظُرُ ولا يَعرِفُ أحدًا، فيُناديه الرَّجلُ فيَقولُ: يا فُلانُ، أنا فلانٌ، فيَقولُ: ما أعْرِفُكَ، فعندَ ذلكَ يَقولُون: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون: 107]، فيَقولُ عِندَ ذلك: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108]، فإذا قال ذلكَ أُطبِقَت عليهم، فلا يَخرُجُ منهم بشَرٌ.
الراوي : أبو  الزعراء | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8743 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه