الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عنْ عكرمةَ قالَ: قلتُ لابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما: ما قولُهُ تَعالَى: {وَتُعَزِّرُوهُ} [الفتح: 9]؟ قالَ: الضَّربُ بيْنَ يدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالسَّيفِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3761 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

2 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، قالَ: قالتْ قريشٌ لليهودِ: أعْطونا شيئًا نَسألُ عنه هذا الرَّجلَ. فقالوا: سَلوهُ عنِ الرُّوحِ. فنَزَلَتْ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] قالوا: نحن لمْ نُؤتَ مِنَ العِلمِ إلَّا قليلًا، وقد أُوتِينا التَّوراةَ فيها حُكمُ اللهِ، ومَنْ أُوتِي التَّوراةَ فقد أُوتِي خيرًا كثيرًا، قالَ: فنَزَلَتْ: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109].
الراوي : عكرمة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4009 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

3 - قالَ: قَرَأ ابنُ عبَّاسٍ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: 7] فقالَ: كُنَّا نَحْفَظُ الحَديثَ -والحَديثُ يُحْفَظُ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حتَّى رَكِبْتُمُ الصَّعْبَ والذَّلولَ.
الراوي : طاوس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 388 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

4 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} [آل عمران: 7]: هي الَّتي في سورةِ الأنعامِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [الأنعام: 151]، إلى آخِرِ الثَّلاثِ آياتٍ.
الراوي : عبدالله بن قيس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3179 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

5 - كُنتُ وَراءَ أبي هُرَيرةَ، فقرأ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ثمَّ قَرَأ بأُمِّ القُرآنِ حتَّى بَلَغ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، قالَ: آمِينَ، وقالَ النَّاسُ: آمِينَ، ويَقولُ كُلَّما سَجَد: اللهُ أكبَرُ، ويَقولُ إذا سَلَّم: والَّذي نَفسي بيَدِه، إنِّي لَأشبَهُكُم صَلاةً برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : نعيم المجمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 768 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

6 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82]، قالَ: حُفِظا بصلاحِ أبِيهِما، وما ذَكَرَ عنْهُما صلاحًا.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3439 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

7 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] قالَ: جَودةُ الخَطِّ.
الراوي : الشعبي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3741 | خلاصة حكم المحدث : [قوله: "جودة الخط" زيادة غريبة] | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : قوله: (جودة) لا تصح

8 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] قالَ: هو الخَطُّ.
الراوي : أبو سلمة بن عبد الرحمن | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3740 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

9 - أَقبَلْتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَمِعَ رَجلًا يَقرأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 1- 4]، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وجَبَتْ، فسَألْتُه: ماذا يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: الجنَّةُ، قالَ أبو هُريرةَ: فأَردتُ أنْ أَذهبَ إلى الرَّجلِ فأُبشِّرُهُ، ثُمَّ فَرِقْتُ أنْ تَفوتَني الغَداةُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فآثَرتُ الغَداةَ، ثُمَّ ذهبتُ إلى الرَّجلِ فوجدْتُه قد ذَهَبَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2108 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

10 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، قالَ: ما مِن مَولودٍ إلَّا على قَلبِهِ الوَسواسُ، فإنْ ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ، وإنْ غَفَلَ وَسْوسَ، وهو قولُهُ تَعالَى: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} [الناس: 4].
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4039 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

11 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما قالَ: لمَّا أَتى موسى قومَهُ أَمَرَهُم بالزَّكاةِ فجَمَعَهم قارونُ، فقالَ لهم: جاءكم بالصَّلاةِ وجاءكم بأشياءَ، فاحْتَمَلتُموها فتحَمَّلوا أنْ تُعطوهُ أموالَكُم. فقالوا: لا نَحتَمِلُ أنْ نُعطيَهُ أموالَنا، فما تَرى؟ فقالَ لهم: أرى أنْ أُرسِلَ إلى بَغِيِّ بني إسرائيلَ فنُرسِلَها إليه فتَرمِيهِ بأنَّه أرادَها على نَفسِها، فدعا اللهَ موسى عليهم، فأَمَرَ اللهُ الأرضَ أنْ تُطيعَهُ، فقالَ موسى للأرضِ: خُذيهِم، فأَخَذَتْهم إلى أعْقابِهم. فجَعَلوا يقولونَ: يا موسى يا موسى، ثُمَّ قالَ للأرضِ: خُذيهِم، فأَخَذَتْهم إلى رُكَبِهِم، فجَعَلوا يقولونَ: يا موسى يا موسى، ثُمَّ قالَ للأرضِ: خُذيهِم، فأَخَذَتْهم إلى أعناقِهِم. فجعلوا يقولونَ: يا موسى يا موسى، فقالَ للأرضِ: خُذيهِم فأَخَذَتْهم فغَيَّبَتْهم، فأَوْحى اللهُ إلى موسى: يا موسى سَأَلكَ عِبادي وتضَرَّعوا إليكَ فلمْ تُجِبْهُم، وعِزَّتي لوْ أنَّهم دَعَوْني لأجَبْتُهم. قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وذلك قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص: 81خَسَفَ به إلى الأرضِ السُّفلى.
الراوي : عبدالله بن الحارث | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3582 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

12 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، قالَ: إنَّكَ لتَرى الرَّجلَ يمشي في الأسواقِ، وقد وَقَع اسمُه في الموتى، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3، 4]، يعني ليلةَ القَدْرِ؛ ففي تلكَ اللَّيلةِ يُفرقُ أمرُ الدُّنيا إلى مِثلِها مِن قابِلِ.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3723 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة

13 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4911 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة
 

121 - اختلفتُ إلى ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما سنةً لا أُكلِّمُهُ، ولا يَعرِفُني، فسَمِعْتُ سعيدَ بنَ جُبيرٍ يقولُ: قالَ لي ابنُ عبَّاسٍ: مَنِ الرَّجلُ؟ قلتُ: مِن أهلِ العراقِ. قالَ: «مِن أيِّهِم؟» قلتُ: مِن بني أَسَدٍ، قالَ: مِن حَرورِيَّتِهِم أوْ ممَّنْ أنْعَمَ اللهُ عليه؟ قلتُ: ممَّنْ أنْعَمَ اللهُ عليه، قالَ: سَلْ، قلتُ: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 1] قالَ: يُقسِمُ ربُّكَ بما شاءَ مِن خَلقِهِ، قلتُ: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2]، قالَ: مِنَ النَّفسِ المَلومِ. قلتُ: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة: 3، 4]، قالَ: لوْ شاءَ لجعلَهُ خُفًّا أوْ حافرًا، قلتُ: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام: 98] قالَ: المُستقرُّ في الرَّحمِ، والمُستَودعُ في الصُّلبِ.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3924 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

122 - قالَ ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما: إنَّ اللهَ فَضَّلَ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أهلِ السَّماءِ، وفضَّلَهُ على أهلِ الأرضِ. قالوا: يا أبا عبَّاسٍ، بمَ فضَّلَهُ على أهلِ السَّماءِ؟ قالَ: قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جهنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 29]، وقال لمُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر} [الفتح: 1، 2] الآيةَ. قالوا: فبِمَ فضَّلهُ اللهُ على أهلِ الأرضِ؟ قالَ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قالَ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4] الآيةَ، وقالَ لمُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]، فأَرْسَلَهُ إلى الجنِّ والإنسِ.
الراوي : عكرمة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3378 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

123 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، قالَ: أقْبَلَ أصحابُ الفيلِ حتَّى إذا دَنَوْا مِن مكَّةَ استقْبَلَهُم عبدُ المطَّلبِ فقالَ لملِكِهِم: ما جاءَ بكَ إلينا ما عَناكَ يا رَبَّنا، ألا بَعَثْتَ فنأتِيكَ بكُلِّ شيءٍ أرَدْتَ؟ فقالَ: أُخبِرْتُ بهذا البيتِ الَّذي لا يَدخُلُهُ أَحَدٌ إلَّا آمَنَ، فجئتُ أُخيفُ أهلَهُ. فقالَ: إنَّا نَأتيكَ بكُلِّ شيءٍ تُريدُ فارجِعْ. فأَبَى إلَّا أنْ يَدخُلَهُ، وانطَلَقَ يَسيرُ نحوَهُ، وتَخلَّفَ عبدُ المُطَّلبِ، فقامَ على جَبلٍ فقالَ: لا أشهدُ مَهلِكَ هذا البيتِ وأهلِهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ إنَّ لكُلِّ إلهٍ حلالًا فامنعْ حلالَكَ لا يَغْلبنَّ مُحالُهُم مُحالَكَ اللُّهُمَّ فإنْ فعَلْتَ فأْمُرْ ما بَدا لَكَ فأَقبلَتْ مِثلُ السَّحابةِ مِن نحوِ البحرِ حتَّى أظَلَّتْهُم بطيرٍ أبابيلَ الَّتي قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} [الفيل: 4] قالَ: فجَعَلَ الفيلُ يعُجُّ عجًّا، {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل: 5].
الراوي : أبو ظبيان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4022 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

124 - أنَّ ابنَ عباسٍ قال: بيْنَما أنا في الحِجْرِ جالِسٌ، أَتاني رَجلٌ، فسَأَلَني عنِ {الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: 1] فقلتُ له: الخيلُ حينَ تُغِيرُ في سَبيلِ اللهِ، ثُمَّ تَأْوي إلى اللَّيلِ، فيَصْنَعونَ طَعامَهُم، ويوقِدونَ نارَهُم، فانفَتَلَ عنِّي فذَهَبَ إلى عَليِّ بنِ أَبي طالبٍ، وهو تحتَ سِقايةِ زَمْزَمَ، فسَأَلَهُ عنِ {العَادِيَاتِ}، فقالَ: سَألْتَ عنها أَحدًا قَبْلي؟ قالَ: نَعَمْ، سَألْتُ عنها ابنَ عبَّاسٍ، فقالَ: هي الخيلُ حينَ تُغِيرُ في سبيلِ اللهِ، قالَ: فاذْهَبْ فادْعُهُ لي. فلمَّا وَقَفَ على رأسِه، قالَ: تُفتي النَّاسَ بلا عِلْمٍ لكَ؟ واللهِ إنْ كانت أَوَّلَ غَزوَةٍ في الإسلامِ لبَدْرٌ، وما كان مَعَنا إلَّا فَرَسانِ؛ فَرَسٌ للزُّبَيرِ، وفَرَسٌ للمِقْدادِ بنِ الأَسودِ، فكيف تكونُ {الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}؟ إنَّما {الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} مِن عَرَفَةَ إلى المُزدَلِفَةِ، ومِنَ المُزدَلِفَةِ إلى مِنًى. {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} [العاديات: 4] حينَ تَطَؤها بأَخْفافِها وحَوافِرِها. قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فنَزَعْتُ عنْ قَوْلي، ورَجَعْتُ إلى الَّذي قالَ عَليٌّ.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2542 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

125 - قالَ لي صاحبٌ لي وأنا بالكوفةِ، هل لكَ في رَجلٍ تَنظرُ إليه؟ قلتُ: نَعَمْ، قالَ: هذه مَدْرَجتُهُ -وأُريدَ أُويسٌ القَرَنيُّ - قالَ: وأظنُّهُ سيَمرُّ الآن، قالَ: فجَلَسْنا له فمَرَّ، فإذا رَجلٌ عليه شَملةٌ قطيفةٌ، قالَ: والنَّاسُ يَطؤون عَقِبَهُ، قالَ: وهو يُقبِلُ فيُغلِظُ لهم، ويُكلِّمُهم في ذلك فلا يَنْتهونَ عنه، فمَضَيْنا مع النَّاسِ حتَّى دَخَلَ مسجدَ الكوفةِ ودَخَلْنا معه، فتنَحَّى إلى ساريةٍ، فصلَّى ركعتين، ثُمَّ أقْبلَ إلينا بوجْهِهِ، فقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، ما لي ولكم تَطَؤون عَقِبي في كُلِّ سِكَّةٍ وأنا إنسانٌ ضعيفٌ تكونُ لي الحاجةُ فلا أقدِرُ عليها معكم؟ لا تَفعلوا رَحِمَكُم اللهُ، مَنْ كانت له إليَّ حاجةٌ فليَلْقَني ها هنا. قالَ: وكان عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه سَأَلَ وفدًا قَدِموا عليه: هل سَقَطَ إليكم رَجلٌ مِن قَرَنٍ أمْرُهُ كَيْتَ وكَيْتَ؟ فقالَ الرَّجلُ لأُويسٍ: ذَكركَ أميرُ المؤمنينَ ولمْ يَذكُرْ ذلك كما يُقالُ: ما كان ذلك مِن ذِكرِهِ ما أتبلَّغُ إليكم به، قالَ: وكان أُويسٌ أَخَذَ على الرَّجلِ عهدًا وميثاقًا أنْ لا يُحدِّثَ به غيرَهُ، قالَ: ثُمَّ قالَ أُويسٌ: إنَّ هذا المَجلِسَ يَغشاهُ ثلاثةُ نفرٍ: مؤمنٌ فقيهٌ، ومؤمنٌ لمْ يَفقَهْ، ومنافقٌ، وذلك في الدُّنيا مِثلُ الغَيثِ يَنزِلُ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ إلى الأرضِ فيُصيبُ الشَّجرةَ المورِقَةَ المونِقَةَ المثمرةَ، فيَزيدُ ورَقَها حُسنًا، ويَزيدُها إيناعًا، وكذلك يزيدُ ثمرتَها طيبًا، ويُصيبُ الشَّجرةَ المورقةَ المونقَةَ الَّتي ليس لها ثمرةٌ فيزيدُها إيناقًا ويزيدُها ورقًا وحُسنًا، وتكونُ لها ثمرةٌ فتَلحقُ بأُختِها، ويُصيبُ الهشيمُ مِنَ الشَّجرِ فيَحْطِمهُ فيذهبُ به. قالَ: ثُمَّ قَرَأَ الآيةَ: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82] لمْ يُجالَسْ هذا القرآنَ أَحَدٌ إلَّا قامَ عليه بزيادةٍ أوْ نُقصانٍ، فقضاءُ اللهِ الَّذي قضى شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنينَ، ولا يزيد الظَّالمينَ إلَّا خَسارًا، اللَّهُمَّ ارزُقْني شَهادةً تَسبِقُ كِسرَتُها أذاها، وأَمنُها فزَعَها، تُوجِبُ الحياةَ والرِّزقَ، ثُمَّ سَكَتَ. قالَ أُسيرٌ: فقالَ لي صاحبي: كيف رَأيتَ الرَّجلَ؟ قلتُ: ما ازددتُ فيه إلَّا رغبةً، وما أنا بالَّذي أُفارقُه. فلَزِمناهُ، فلمْ نَلْبَثْ إلَّا يَسيرًا حتَّى ضَرَبَ على النَّاسِ بعثُ أميرِ المؤمنينَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه، فخَرَجَ صاحبُ القطيفةِ أُويسٌ فيه، وخَرَجْنا معه فيه، وكنَّا نَسيرُ معه، ونَنزلُ معه حتَّى نَزلْنا بحضْرةِ العدُوِّ.
الراوي : أسير بن جابر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3429 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

126 - قالَ: قعَدْنا نَفَرٌ مِن أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلنا: لوْ نعلمُ أَيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ عَمِلْنا، فأَنزلَ اللهُ تَعالَى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 1 - 4]، إلى آخرِ السُّورةِ، وقَرأَها علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. زادَ مُحمَّدُ بنُ كَثيرٍ في حديثِهِ: وقال لنا الأَوْزاعيُّ: قَرأَها علينا يحيى بنُ أَبي كَثيرٍ هكذا. قالَ مُحمَّدُ بنُ كَثيرٍ: وقَرأَها علينا الأَوْزاعيُّ إلى آخِرِ السُّورةِ هكذا. قالَ إبراهيمُ: وقَرأَها علينا مُحمَّدُ بنُ كَثيرٍ إلى آخِرِ السُّورةِ هكذا. قالَ لنا أبو عمرِو بنُ السَّمَّاكِ: فقَرأَها علينا إبراهيمُ بنُ الهيثمِ إلى آخِرِ السُّورةِ هكذا. قالَ الحاكمُ: وقَرأَها علينا أبو عمرِو بنُ السَّمَّاكِ مِن أوَّلِ السُّورةِ إلى آخِرِها هكذا، وقَرأَها عَليْنا. وقَرَأَ عَلَيْنا الحاكمُ مِن أوَّلِ السُّورةِ إلى آخرِها هكذا.
الراوي : عبدالله بن سلام | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2939 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

127 - شَكا النَّاسُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُحوطَ المَطَرِ، فأمَرَ بمِنبَرٍ فوُضِعَ له في المُصَلَّى، ووَعَدَ النَّاسَ يَومًا يَخرُجون فيه، قالتْ عائشةُ: فخَرَج رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين بَدَا حاجِبُ الشَّمسِ، فقَعَد على المِنبَرِ فكَبَّرَ وحَمِدَ اللهَ، ثمَّ قالَ: إنَّكُم شَكَوتُم جَدْبَ دِيارِكُم، واستِئخارَ المَطَرِ عنْ إبَّانِ زَمانِه عنكم، وقد أمَرَكُمُ اللهُ أن تَدعُوه، ووَعَدَكُم أن يَستَجيبَ لَكُم، ثمَّ قالَ: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 2-4]، لا إلَهَ إلَّا اللهُ يَفعَلُ ما يُريدُ، اللَّهُمَّ أنت اللهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحن الفُقَراءُ، أنزِلْ عَلَينا الغَيثَ، واجعَلْ ما أنزَلْتَ لنا قُوَّةً وبَلاغًا إلى حينٍ، ثمَّ رَفَع يَدَيه، فلم يَزَلْ في الرَّفعِ حتَّى بَدَا بَياضُ إبِطَيهِ، ثمَّ حَوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهرَه، وقَلَب -أو: حَوَّلَ- رِداءَه وهو رافِعٌ يَدَيه، ثمَّ أقبَلَ على النَّاسِ، ونَزَل فصَلَّى رَكعَتَينِ، فأنشَأَ اللهُ سَحابًا فرَعَدَت وبَرَقَت، ثمَّ أمطَرَت بإذنِ اللهِ، فلم يَأتِ مَسجِدَه حتَّى سالَتِ السُّيولُ، فلمَّا رَأى سُرعَتَهُم إلى الكِنِّ ضَحِكَ حتَّى بَدَت نَواجِذُه، فقالَ: أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ، وأنِّي عَبدُ اللهِ ورَسولُه.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1242 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

128 - كان يَبلُغُني عنْ أَبي ذَرٍّ حديثٌ، فكنتُ أَشْتَهي لقاءَهُ، فلَقِيتُه، فقلتُ له: يا أَبا ذَرٍّ، كان يَبلُغُني عنكَ حديثٌ، فكنتُ أَشْتَهي لقاءَكَ، قالَ: للهِ أبوكَ، فقد لَقِيتَني، قالَ: قلتُ: حديثٌ بَلَغَني أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حدَّثَكَ، قالَ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ ثلاثةً ويُبغِضُ ثلاثةً؟ قالَ: فلا أَخالُني أَكذِبُ على خَليلي. قالَ: قلتُ: مَنْ هؤلاء الَّذين يُحِبُّهُم اللهُ؟ قالَ: رَجلٌ غَزا في سبيلِ اللهِ صابِرًا مُحتَسِبًا مُجاهدًا، فلَقِيَ العدوَّ فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ، وأنتم تَجِدونَه عندَكُم في كتابِ اللهِ المُنزَّلِ، ثُمَّ قَرَأَ هذه الآيةَ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف: 4] قلتُ: ومَنْ؟ قالَ: رَجلٌ له جارُ سوءٍ يُؤذيهِ، فيَصبِرُ على إيذائهِ حتَّى يَكفيَهُ اللهُ إيَّاهُ؛ إمَّا بحياةٍ أوْ موتٍ، قلتُ: ومَنْ؟ قالَ: رَجلٌ يُسافرُ مع قومٍ، فأَدْلَجوا حتَّى إذا كانوا مِن آخِرِ اللَّيلِ، وَقَعَ عليهم الكَرَى والنُّعاسُ، فضَرَبوا رؤوسَهُم، ثُمَّ قامَ فتَطَهَّرَ رَهبةً للهِ ورَغبةً لما عندَهُ، قلتُ: فمَنِ الثَّلاثةُ الَّذين يُبغِضُهُم اللهُ؟ قالَ: المُختالُ الفَخورُ، وأنتم تَجدونَهُ في كتابِ اللهِ المُنزَّلِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]، قلتُ: ومَنْ؟ قالَ: البَخيلُ المَنَّانُ، قالَ: ومَنْ؟ قالَ: التَّاجِرُ الحلَّافُ أوِ البائعُ الحلَّافُ.
الراوي : أبو ذر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2481 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

129 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4911 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

130 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6705 | خلاصة حكم المحدث : صحيح