الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عَنِ ابنِ عباسٍ قال : الظِّلُّ المَمْدُودُ شجرةٌ في الجنةِ على ساقٍ ظِلُّها قدرُ ما يَسِيرُ الرَّاكِبُ في نَوَاحِيها مِائةَ عَامٍ ، قال : فَيخرجُ إليها أهلُ الجنةِ ، أهلُ الغُرَفِ وغيرُهُمْ ، فيتحدثونَ في ظِلِّها ، قال : فَيَشْتَهِي بعضُهمْ ويَذْكُرُ لَهْوَ الدنيا ، فيرسلُ اللهُ رِيحًا مِنَ الجنةِ فَتُحَرِّكُ تِلْكَ الشجرةَ بكلِّ لَهْوٍ في الدُّنْيا
الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 8/6 | خلاصة حكم المحدث : غريب | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعفه

2 - إنَّ في الجنةِ شجرةً يُقالُ لها طُوبَى ، لو سُخِّرَ الجوادُ الراكبُ أن يسيرَ في ظِلِّهَا لسارَ مائةَ عامٍ ، ورقها زمردٌ أخضرُ ، وزهرها رياطٌ صفرٌ ، وأفناؤها سندسٌ ، وإستبرقٌ ، وثمرها حُلَلٌ ، وصمغها زنجبيلٌ ، وعسلٌ ، وبطحاؤها ياقوتٌ أحمرُ ، وزمردٌ أخضرُ ، وترابها مسكٌ ، وحشيشها زعفرانٌ ، يفوحُ من غيرِ وقودٍ ، ويتفجَّرُ من أصلها أنهارُ السلسبيلِ ، والرحيقِ ، وظِلُّها مجلسٌ من مجالسِ أهلِ الجنةِ ، يألفونَهُ ، ويتحدَّثُ فيهِ جميعهم . فبينما هم يومًا يتحدَّثونَ في ظِلِّها ، إذ جاءتهم الملائكةُ يقودونَ نجائبَ من الياقوتِ ، قد نفخ فيها الروحُ ، مزمومةً بسلاسلَ من ذهبٍ ، وجوهها المصابيحُ ، عليها رحائلُ ألواحها من الدُّرِّ والياقوتِ ، مفصصةٌ باللؤلؤِ والمرجانِ ، صفاقها من الذهبِ الأحمرِ ، الملبسُ بالعبقريِّ والأرجوانِ ، فأنا خوا إليهم بتلك النَّجَائبِ ، وقالوا لهم ، إنَّ ربكم يُقْرِئُكُمُ السلامَ ، ويستزيركم ، لينظرَ إليكم ، وتنظروا إليهِ ، وتُحَيُّوهُ ، ويُحَيِّيكُمْ ، وتُكَلِّمُوهُ ، ويزيدكم من سعةِ فضلِهِ ، إنَّهُ ذو رحمةٍ واسعةٍ ، وفضلٍ عظيمٍ : فيتحوَّلُ كلُّ رجلٍ منهم إلى راحلتِهِ ، ثم ينطلقونَ صفًّا واحدًا معتدلًا ، لا يفوتُ منهُ أحدٌ أحدًا ، ولا يفوتُ أذنُ الناقةِ أذنُ صاحبتها ، ولا رُكْبَةُ الناقةِ رُكْبَةُ صاحبتها ، ولا يمرُّونَ بشجرةٍ من أشجارِ الجنةِ إلا أتحفتهم بثمرتها ، ورحلتْ لهم عن طريقهم ، كراهةَ أن يَنْثَلِمَ صَفُّهُمْ ، أو يُفَرَّقَ بين الرجلِ ورفيقِهِ . فإذا رُفِعُوا إلى الجبارِ أَسْفَرَ لهم عن وجهِهِ الكريمِ ، وتَجَلَّى لهم في عظمةِ العظيمِ وقالوا : ربنا أنتَ السلامُ ، ولك حقُّ الجلالِ والإكرامِ فيقولُ لهم ربهم عزَّ وجلَّ : إني السلامُ ومَنِّي السلامُ ، ولي حقُّ الجلالِ والإكرامِ ، مرحبًا بعبادي الذين حفظوا وصيتي ، وَرَعُوا حَقِّي ، وخافوني بالغيبِ فكانوا مِنِّي على كلِّ حالٍ مشفقينَ . قالوا : وعِزَّتِكَ ، وعُلُوِّ مكانِكَ ، ما قَدَرْنَاكَ حقَّ قدرِكَ ، وما أدَّيْنَا إليكَ كلَّ حقِّكَ ، فأْذَنْ لنا بالسجودِ لك : فيقولُ لهم ربهم : إني قد وضعتُ عنكم مُؤْنَةَ العبادةِ ، وأَرَحْتُ لكم أبدانكم ، فطالما أَنْصَبْتُمُ لي الأبدانَ ، وأعنيتم لي الوجوهَ ، فالآن أَفْضَيْتُمْ إلى روحي ، ورحمتي ، وكرامتي ، فسَلُوني ما شئتم ، وتَمَنَّوْا عليَّ أُعْطِكُمْ أمانيكم ، فإني لن أجزيكم اليومَ بقدْرِ أعمالكم ، ولكن بقدْرِ رحمتي ، وكرامتي ، وطَوْلِي ، وجلالي ، وعُلُوِّ مكاني ، وعظمةِ شأني . فما يزالونَ في الأماني والعطايا ، والمواهبِ ، حتى إنَّ المقتصرَ في أمنيتِهِ ليتمنى مثلَ جميعِ الدنيا منذ خلقها اللهُ إلى يومِ إفنائها . فيقولُ لهم اللهُ عزَّ وجلَّ : قد قصَّرْتُمْ في أمانيكم ، ورضيتم بدونِ ما يحِقُّ لكم ، لقد أوجبتُ لكم ما سألتم وتمنيتم ، وألحقتُ بكم ذريتكم ، ودونكم ما قَصَرُتْ عنهُ أمانيكم
الراوي : محمد الباقر بن علي بن الحسين | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/336 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ضعيف، غريب، وأحسن أحواله أن يكون من كلام بعض السلف | أحاديث مشابهة

3 - ُ عن أبي هريرةَ أو غيره شكّ أبو جعفرُ في قولِ اللهِ عز وجل : { سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } قال : جاءَ جبريلُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعهُ ميكائيلُ ، فقال جبريلُ لميكائيلَ : ائتنِي بطستٍ من ماءِ زمزمَ ، كيْما أُطهرَ قلبهُ وأشرحَ له صدرهُ ، قال : فشقَّ عنه بطنهُ ، فغسلهُ ثلاثَ مراتٍ . واختلفَ إليهِ ميكائيلُ بثلاثِ طساسٍ من ماءِ زمزمَ فشرحَ صدرهَ ونزعَ ما كان فيهِ من غِلٍّ ، وملأه حلما وعلما ، وإيمانا ويقينا وإسلاما ، وختمَ بين كتفيهِ بخاتمِ النبوةِ ثم أتاهُ بفرسٍ فحُمِلَ عليهِ ، كلُّ خطوةٍ منهُ مُنتهى بصرهِ أو أَقصَى بصرهِ قال : فسارَ وسارَ معهُ جبريلُ عليهما السلام ، قال : فأَتى على قومٍ يزرعونَ في يومٍ ويحصدونَ في يومٍ ، كلما حصدوا عادَ كما كانَ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا جبريلُ ، ما هذا ؟ قال : هؤلاءِ المُجاهدونَ في سبيلِ اللهِ ، تُضاعفُ لهُم الحسنةُ بسبعمائةِ ضعفٍ ، وما أنفقوا من شيء فهو يُخْلِفُه ، وهو خيرُ الرازِقينَ ثم أتَى على قومٍ ترضخُ رؤوسهُم بالصخرِ ، كلما رضختْ عادتْ كما كانتْ ، ولا يُفتّرُ عنهم من ذلكَ شيء فقال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذينَ تتثاقلُ رؤوسهُم عن الصلاةِ المكتوبة ِ. ثم أَتَى على قومٍ على أقبالهٍم رِقاعٌ وعلى أدبارهِم رِقاعٌ ، يسرحُونَ كما تسرحُ الإبلُ والنعم ، ويأكلونَ الضريعَ والزقومَ ورضفَ جهنمَ وحجارتُها ، قال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذين لا يؤدُّونَ صدقاتِ أموالهِم ، وما ظلمهُم اللهُ شيئا ، وما الله بظلّامٍ للعبِيدِ . ثم أَتى على قَوْمٍ بينَ أيديهم لحمٌ نضيجٌ في قدرٍ ، ولحمٌ آخرُ نيىء في قدرٍ خبيثٍ ، فجعلوا يأكلونَ من النيّىءِ الخبيثِ ويدعونَ النضيجَ الطيبَ ، فقال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ من أمتكَ ، تكونُ عندهُ المرأَةُ الحلال الطيبُ ، فيأتي امرأةً خبيثةً فيبيتُ عندها حتى يصبِحَ ، والمرأَةُ تقومُ من عندِ زوجها حلالا طيّبا ، فتأتِي رجلا خبيثا فتبيتُ معهُ حتى تصبحَ . قال : ثم أتى على خشبةٍ على الطريقِ ، لا يمرُّ بها ثوبٌ إلا شقتهُ ، ولا شيء إلا خرقتهُ ، قال : ما هذا يا جبريلُ ؟ قال : هذا مثل أقوامٍ من أمتكَ ، يقعدونَ على الطريقِ يقطعونهُ ، ثم تلا : { وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوْعِدُونَ } قال : ثم أتى على رجلٍ قد جمعَ حزمةَ حطبٍ عظيمةٍ لا يستطيعُ حملهُا ، وهو يزيدُ عليها ، فقال : ما هذا يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ من أمتكَ يكون عليهِ أماناتُ الناسِ لا يقدرُ على أدائها ، وهو يريدُ أن يحملَ عليها . ثم أتى على قومٍ تُقرضُ ألسنتهُم وشفاهُم بمقارِيضَ من حديدٍ ، كلما قُرضتْ عادت كما كانتْ ، لا يُفتّر عنهم من ذلكَ شيء ، قال : ما هؤلاء يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ خطباءُ الفتنةِ . ثم أتى على جحرٍ صغيرٍ يخرجُ منه ثورٌ عظيمٌ ، فجعل الثورُ يريدُ أن يرجعَ من حيثُ خرجَ، فلا يستطيعُ ، فقال : ما هذا يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ يتكلّمُ بالكلمةِ العظيمةِ ، ثم يندمُ عليها فلا يستطيعُ أن يردها . ثم أتى على وادٍ فوجدَ ريحا طيّبة بارِدةً ، وريُْحُ مسكٍ ، وسمعَ صوتا ، فقال : يا جبريلُ ، ما هذه الريحُ الطيبةُ الباردةُ ؟ وما هذا المسكُ ؟ وما هذا الصوتُ ؟ قال : هذا صوتُ الجنةِ ، تقول : يا رب ، آتنِي ما وعدتَني فقد كثَّرتْ غرفِي ، وإستبرقي وحريرِي وسُندسِي ، وعبقَريّي ولُؤلؤي ومُرجاني ، وفضَّتي وذهبِي ، وأكوابي وصحافي ، وأباريقي ومراكبي ، وعسلي ومائي وخمري ولبني فآتني ما وعدتني . فقال : لكِ كل مسلمٍ ومسلمةٍ ، ومؤمنٍ ومؤمنةٍ ، ومن أمنَ بي وبرسُلِي وعملَ صالحا ولم يشركْ بي ، ولم يتخذْ من دوني أندادا . ومن خشيني فهو آمنٌ ، ومن سألني أعطيتُهُ ، ومن أقرضَنِي جزيتهُ ، ومن توكلَ علي كفيتُهُ ، إني أنا اللهُ ، لا إله إلا أنا ، لا أُخلفُ الميعادَ ، وقد أفلحَ المؤمنونَ وتباركَ اللهُ أحسنُ الخالقينَ . قالتْ : قد رضيتُ . قال : ثم أتى على وادٍ فسمعَ صوتا منكرا ، ووجدَ ريحا منتنةً ، فقال : ما هذهِ الريحُ يا جبريلُ ؟ وما هذا الصوتِ ؟ فقال : هذا صوتُ جهنمَ ، تقول : يا رب ، آتني ما وعدتني ، فقد كثرتْ سلاسِلِي وأغلالي ، وسعيري وحميمي ، وضريعي ، وغَسّاقي وعذابي ، وقد بعدُ قَعْرِي واشتدَّ حَرّي ، فآتني كل ما وعدتني . فقال : لكِ كل مشركٍ ومشركةٍ ، وكافرٍ وكافرةٍ ، وكل خبيثٍ وخبيثةٍ وكل جبّارٍ لا يؤمنُ بيومِ الحسابِ . قالت : قد رضيتُ . قال : ثم سارَ حتى أتى بيتَ المقدسِ ، فنزل فربطَ فرسهُ إلى صخرةٍ ، ثم دخلَ فصلى مع الملائكةِ ، فلما قضيتُ الصلاةَ قالوا : يا جبريلُ ، من هذا معكَ ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم . قالوا : أوقدْ أرسلَ محمد ؟ قال : نعم . قالوا : حيّاهُ الله من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيء جاء . قال : ثم لقي أرواحَ الأنبياءِ ، فأثنوا على ربهم ، فقال إبراهيمُ : الحمدُ للهِ الذي اتخذني خليلا ، وأعطاني مُلكا عظيما ، وجعلني أمّةً قانتا يُؤْتَمُّ بي ، وأنْقَذَنِي من النار ، وجعلها عليّ بردا وسلاما . ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربهِ عز وجلَ فقال : الحمدُ للهِ الذي كلمني تكليما ، وجعلَ هلاكَ آل فرعونَ ونجاةَ بني إسرائيلَ على يديَّ ، وجعلَ من أمتي قوما يهدُونَ بالحقِّ وبه يعدِلونَ . ثم إن داود عليه السلام أثنى على ربهِ فقال : الحمدُ للهِ الذي جعل لي ملكا عظيما ، وعلّمني الزبورَ ، وألانَ لي الحديدَ ، وسخَّرَ لي الجبالَ يُسبّحنَ والطيرَ ، وأعطاني الحكمةَ وفصْلَ الخِطَابِ . ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه فقال : الحمدُ للهِ الذي سخّرَ لي الرياحَ ، وسخرَ لي الشياطينَ يعملونَ لي ما شئتُ من محاريبَ وتماثيلَ ، وجفانٍ كالجوابِ وقدُورٍ راسياتٍ ، وعلّمني مَنْطِقَ الطيرِ ، وآتاني من كل شيءٍ فضلا ، وسخرَ لي جنودَ الشياطينِ والإنسِ والطيرِ ، وفضلني على كثيرٍ من عبادهِ المؤمنينَ ، وآتاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحدٍ من بعدي ، وجعل ملكي ملكا طيبا ليسَ فيه حسابٌ . ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه عز وجل فقال : الحمدُ للهِ الذي جعلني كلمتهُ ، وجعل مثلي مثلُ آدمَ ، خلقهَ من ترابٍ ثم قال له : كنْ فيكونَ ، وعلمني الكتابَ والحكمةَ والتوراةَ والإنجيلَ ، وجعلني أَخلُقُ من الطينِ كهيئةِ الطيرِ فأنفخُ فيهِ فيكون طيرا بإذنِ اللهِ ، وجعلني أبْرئُ الأكمهَ والأبرصَ وأحيي الموتَى بإذنهِ ، ورفعني وطهرني ، وأعاذني وأمي من الشيطانِ الرجيمِ ، فلم يكن للشيطانِ علينا سبيلٌ . قال : ثم إنَّ محمدا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه عز وجل فقال : فكلكم أثنى على ربِّهِ ، وإنني مثنٍ على ربي فقال : الحمدُ للهِ الذي أرسلني رحمةً للعالمينَ ، وكافة للناس بشيرا ونذيرا ، وأنزلَ عليّ الفرقانَ فيه بيانٌ لكل شيءٍ ، وجعل أمتي خيرَ أمةٍ أخرجتْ للناسِ ، وجعل أمتي أمةً وسطا، وجعل أمتي هم الأولينَ وهم الآخرينَ ، وشرحَ لي صدري ، ووضعَ عني وِزْرِي ، ورفعَ لي ذِكْري ، وجعلني فاتحا وخاتما . فقال إبراهيم : بهذا فضلكم محمدٌ صلى الله عليه وسلم . قال أبو جعفر الرازي : خاتِمُ النبوة فاتِحُ بالشفاعةِ يومَ القيامةِ . ثم أتي بآنيةٍ ثلاثةٍ مغطاةٌ أفواهها ، فأتي بإناءٍ منها فيه ماءٌ فقيل : اشربْ . فشربَ منه يسيرا ، ثم دفعَ إليه إناءٌ آخرَ فيه لبنٌ ، فقيل له : اشربْ فشربَ منه حتى رُوِيَ . ثم دفعَ إليهِ إناءٍ آخر فيه خمرٌ فقيل له : اشربْ . فقال : لا أُريدُهُ قد رويتُ . فقال له جبريل : أما إنها ستحَرّمُ على أمتكَ ، ولو شربتَ منها لم يتبعكَ من أمتك إلا قليلٌ . قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ فاستفتحَ ، فقيلَ له : من هذا يا جبريلُ ؟ فقال : محمد . قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حيّاهُ اللهُ من أخٍ ومن خَليفَةٍ ، فنِعْم الأخُ ونِعَْمَ الخليفةُ ، ونعم المجيءُ جاءَ ، فدخل فإذا هو برجلٍ تامِّ الخلقِ ، لم ينقصْ من خلقهِ شيء كما ينقصْ من خلقِ الناسِ ، عن يمينهِ بابٌ يخرجُ منه ريحٌ طيبةٌ ، وعن شمالهِ بابٌ يخرجُ منه ريحٌ خبيثةٌ ، إذا نظر إلى البابَ الذي عن يمينهِ ضحكَ واستبشرَ ، وإذا نظرَ إلى البابِ الذي عن يسارهِ بكى وحزنَ ، فقلتُ : يا جبريلُ ، من هذا الشيخُ التامُّ الخلقِ الذي لم ينقصْ من خلقهِ شيء ؟ وما هذان البابانِ ؟ فقال : هذا أبوكَ آدمُ ، وهذا البابِ الذي عن يمينهِ بابُ الجنةِ ، إذا نظرَ إلى من يدخلُ من ذريتهِ ضحك واستبشرَ ، والباب الذي عن شمالهِ بابُ جهنمَ ، إذا نظرَ إلى من يدخلهُ من ذريتهِ بكى وحزنَ . ثم صعدَ به جبريلُ إلى السماءِ الثانيةِ فاستفتحَ ، فقيلَ : من هذا معكَ ؟ فقال : محمدٌ رسولُ اللهِ . قالوا : أو قدْ أرسلَ محمدٌ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ ، فلنعمَ الأخُ ولنعمَ الخليفةُ ، ونِعْمَ المجيءُ جاءَ . قال : فدخلَ ، فإذا هو بشابينِ فقال : يا جبريلُ ، من هذانِ الشابانِ ؟ قال : هذا عيسى بن مريمَ ، ويحيى بن زكريا ، ابنا الخالةِ عليهما السلامُ . قال : فصعدَ بهِ إلى السماءِ الثالثةِ فاستفتحَ ، فقالوا من هذا ؟ قال : جبريلُ . قالوا : ومن معك ؟ قال : محمدٌ . قالوا : أو قدْ أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيءُ جاءَ . قال : فدخلَ فإذا هو برجلٍ قد فُضِّلَ على الناسِ في الحُسْنِ ، كما فضلَ القمرُ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، قال : من هذا يا جبريلُ الذي فُضِّلَ على الناسِ في الحُسْنِ ؟ قال : هذا أخوكَ يُوسُفُ عليهِ السلامُ . قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ الرابعةِ فاستفتحَ ، فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريلُ ، قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ ، قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومنْ خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيءُ جاءَ قال : فدخل ، فإذا هو برجلٍ ، قال : من هذا يا جبريلُ ؟ قال : هذا إدْريسُ ، رفعهُ اللهُ مكانا عليّا . ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ الخامسةِ فاستفتحَ ، فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريلُ . قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ ، قالوا أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيءُ جاءَ . ثم دخل فإذا هو برجلٍ جالسٍ وحولهُ قومٌ يقصُ عليهِم ، قال : من هذا يا جبريلُ ؟ ومن هؤلاءِ حولهُ ؟ قال : هذا هارُونُ المُحبّبُ في قومهِ ، وهؤلاءِ بنو إسرائيلَ . ثم صعدَ به إلى السماءِ السادسةِ فاستَفتحَ ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريلُ . قالوا ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ ، قالوا : أوقد أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيءُ ، فإذا هو برجلٍ جالسٍ ، فجاوزهُ فبكى الرجلُ ، فقال : يا جبريلُ ، من هذا ؟ قال : موسى . قال : فما بالهُ يبْكِي ؟ قال : زعمَ بنو إسرائيلَ أني أكرمُ بني آدمَ على اللهِ عز وجل ، وهذا رجلٌ من بني آدمَ قد خلفَنِي في دنيا ، وأنا في أخرى ، فلو أنه بنفسهِ لم أُبَالِ ، ولكن مع كل نبي أمتهِ . قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ السابعةِ فاستفتح ، فقيلَ لهُ : من هذا ؟ قال : جبريلُ . قيل : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ . قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيءُ جاءَ . قال : فدخل ، فإذا هو برجلٍ أشْمَطَ جالسٌ عند بابَ الجنةِ على كرسِيّ ، وعندهُ قومٌ جلوسٌ بيضُ الوجوهِ أمثالُ القراطيسِ ، وقومٌ في ألوانهِم شيء ، فقامَ هؤلاءِ الذين في ألوانهِم شيء فدخلوا نهرا فاغْتسلوا فيهِ فخرجوا وقد خَلُصَ من ألوانهِم شيء ، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيهِ ، فخرجوا وقد خَلُصَ من ألوانهم شيءٌ ، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه ، فخرجوا وقد خَلُصَتْ ألوانهم فصارتْ مثل ألوانِ أصحابهم ، فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم ، فقال : يا جبريلُ ، من هذا الأشمطُ ؟ ثم من هؤلاءِ البيضُ الوجوهِ ؟ ومن هؤلاءِ الذين في ألوانهم شيء وما هذهِ الأنهارُ التي دخلوا فيها فجاءوا وقد صفتْ ألوانهم ؟ قال : هذا أبوكَ إبراهيمُ ، أولُ من شمّطَ على الأرضِ ، وأما هؤلاء البيضِ الوجوهِ فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ . وأما هؤلاءِ الذينَ في ألوانهم شيء ، فقومٌ خلطوا عملا صالحا وآخرَ سيئا ، فتابوا فتابَ اللهٌ عليهم ، وأما الأنهارٌ فأولها رحمةُ اللهِ ، والثاني نعمةُ اللهِ ، والثالثُ سقاهم ربهم شرابا طهورا . قال : ثم انتهى إلى السدرةِ فقيل له : هذهِ السدرةُ ينْتَهِي إليها كلّ أحدٍ خلا من أمتكَ على سنتكَ . . فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهارٌ من ماءٍ غير آسِنٍ ، وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغيَّرْ طعمُهُ ، وأنهارٌ من خمرٍ لذَّةٍ للشاربينَ ، وأنهارٌ من عسلٍ مُصفَّى ، وهي شجرةٌ يسيرُ الراكبُ في ظلها سبعينَ عاما لا يقطعها ، والورقةُ منها مُغطَّيةٌ للأُمةِ كلها ، قال : فغشيها نورُ الخلّاقِ عز وجل ، وغشيَتها الملائكةُ أمثالَ الغِرْبانِ حين يقعنَ على الشجرةِ ، قال : فكلّمهُ تعالى عند ذلكَ ، قالَ له : سلْ ، قال : إنكَ اتخذتَ إبراهيمَ خليلا ، وأعطيتهُ ملكا عظيما ، وكلمتَ موسى تكليما ، وأعطيتَ داودَ ملكا عظيما ، وألنتَ له الحديدَ ، وسخرتَ له الجبالَ ، وأعطيتَ سليمانَ ملكا ، وسخرتَ له الجنَّ والإنسَ والشياطينَ ، وسخرتَ له الرياحَ ، وأعطيتهَ ملكا عظيما لا ينبغي لأحدٍ من بعدهِ . وعلمَّتَ عيسى التوراةَ والإنجيلَ ، وجعلتهُ يُبرئُ الأكمهَ والأبرصَ ويحيي الموتَى بإذنكَ ، وأعذتهُ وأمهُ من الشيطانِ الرجيم ، فلم يكنْ للشيطانِ عليهما سبيلٌ . فقال له ربهُ عز وجلَ : وقد اتخذتُكَ خليلا وهو مكتوبٌ في التوراةِ : حبيبُ الرحمنِ وأرسلتكَ إلى الناسِ كافّة بشيرا ونذيرا ، وشرحتُ لكَ صدركَ ، ووضعتُ عنكَ وزركَ ، ورفعتُ لك ذكركَ ، فلا أُذْكَر إلا ذُكِرْتَ معي ، وجعلتُ أمتكَ خيرُ أمةٍ أخرجتْ للناسِ ، وجعلتُ أمتكَ أمةً وسطا ، وجعلتُ أمتكَ هم الأولينَ والآخرينَ ، وجعلتُ أمتكَ لا تجوزُ لهم خطبةٌ حتى يشهدوا أنكَ عبدي ورسولي ، وجعلتُ من أمتكَ أقواما قلوبهُم أناجيلهُم ، وجعلتكَ أولَ النبيينَ خلقا وآخرهُم بعثا ، وأولهُم يقضى لهُ . وأعطيتكَ سبعا من المثاني لم يعطها نبي قبلكَ ، وأعطيتكَ خواتيمَ سورةِ البقرةِ من كنزٍ تحتَ العرشِ لم أعطِها نبيا قبلكَ ، وأعطيتكَ الكوثرَ ، وأعطيتكَ ثمانيةَ أسهمٍ : الإسلامُ ، والهجرةُ ، والجهادُ ، والصدقةُ ، والصلاةُ ، وصومُ رمضانَ ، والأمرُ بالمعروفِ ، والنهيُ عن المنكرِ . وجعلتكَ فاتحا وخاتما . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فضَّلنِي ربي بستٍّ : أعطاني فواتحِ الكلامِ وخواتيمهَ ، وجوامعَ الحديثِ ، وأرسلني إلى الناسِ كافةً بشيرا ونذيرا . وقذفَ في قلوبِ عدوي الرعبَ من مسيرةِ شهرٍ ، وأُحِلّتْ لي الغنائمَ ولم تُحلّ لأحدٍ قبلي ، وجُعِلَتْ لي الأرض كلها طهورا ومسجدا . قال : وفرضَ عليهِ خمسينَ صلاةً . فلما رجعَ إلى موسى قال : بمَ أُمِرْتَ يا محمدُ ؟ قال : بخمسينَ صلاةً . قال : ارجعْ إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ فقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شِدّةً ، قال : فرجعَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربهِ عز وجل فسألهُ التخفيفَ ، فوضعَ عنه عشرا . ثم رجعَ إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : بأربعينَ . قال ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ ، فإن أمتكَ أضعفُ الأمم ِ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً قال : فرجعَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربهِ فسألهُ التخفيفَ ، فوضعَ عنه عشرا ، فرجع إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بثلاثينَ . فقال له موسى : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً قال : فرجعَ إلى ربهِ فسألهَ التخفيفَ ، فوضعَ عنه عشرا . فرجعَ إلى موسى فقال . بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بعشرينَ . قال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً . قال : فرجعَ إلى ربهِ فسألهَ التخفيفَ ، فوضعَ عنه عشرا . فرجعَ إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بعشرٍ . قال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً . قال : فرجعَ على حياءٍ إلى ربهِ ، فسألهُ التخفيفَ فوضع عنه خمسا . فرجع إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : بخَمْسٍ . فقال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً ، قال : قد رجعتُ إلى ربي حتى استحييْتُ ، فما أنا راجعٌ إليهِ . قيل : أما إنكَ كما صبرتَ نفسكَ على خمسِ صلواتٍ ، فإنهنّ يُجزينَ عنكَ خمسينَ صلاة ، فإن كل حسنةٍ بعشرِ أمثالها ، قال : فرضي محمدٌ صلى الله عليه وسلم كل الرضا ، قال : وكانَ موسى عليه السلام من أشدهم عليهِ حين مرَّ بهِ ، وخيرهِم لهُ حين رجعَ إليهِ
الراوي : أبو العالية الرياحي | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 5/31 | خلاصة حكم المحدث : فيها غرابة ، [ فيه ] أبو جعفر الرازي ضعفه غير واحد | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

4 - بعث أبو بكرٍ خالدَ بنَ الوليدِ إلى أهلِ اليمامةِ وبعث يزيدَ بنَ أبى سفيانَ إلى الشامِ فذكر الراوي فقال خالدٌ لأهلِ اليمامةِ إلى أن قال ومات أبو بكرٍ واستخلَف عمرَ فبعث أبا عبيدةَ إلى الشامِ فقدم دمشقَ فاستمدَّ أبو عبيدةَ عمرَ فكتب عمرُ إلى خالدِ بنِ الوليدِ أن يسيرَ إلى أبي عبيدةَ بالشامِ
الراوي : أبو عثمان الصنعاني | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 7/24 | خلاصة حكم المحدث : غريب جدا | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعفه
 

1 - عَنِ ابنِ عباسٍ قال : الظِّلُّ المَمْدُودُ شجرةٌ في الجنةِ على ساقٍ ظِلُّها قدرُ ما يَسِيرُ الرَّاكِبُ في نَوَاحِيها مِائةَ عَامٍ ، قال : فَيخرجُ إليها أهلُ الجنةِ ، أهلُ الغُرَفِ وغيرُهُمْ ، فيتحدثونَ في ظِلِّها ، قال : فَيَشْتَهِي بعضُهمْ ويَذْكُرُ لَهْوَ الدنيا ، فيرسلُ اللهُ رِيحًا مِنَ الجنةِ فَتُحَرِّكُ تِلْكَ الشجرةَ بكلِّ لَهْوٍ في الدُّنْيا
الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 8/6 | خلاصة حكم المحدث : غريب | أحاديث مشابهة

2 - ألا إنه لم يكنْ نبيٌّ قبلِي إلا وقد حذَّر أمتَه الدجالَ ، هو أعورُ عينُه اليمنَى بعينِه اليمنَى ظفرةٌ غليظةٌ مكتوبٌ بينَ عينَيه كافرٌ يخرجُ معه واديانِ أحدُهما جنَّتَه والآخرُ نارُه فنارُه جنةٌ وجنتُه نارٌ معَه ملَكانِ من الملائكةِ يشبهانِ نبيَّينِ من الأنبياءِ ولو شئتُ أن أُسمِّيهما بأسمائِهما وأسماءِ آبائِهما لفعلتُ ، وأحدُهما عن يمينِه والآخرُ عن شمالِه وتلك فتنةٌ : يقولُ الدجالُ ألستُ بربِّكم ؟ ألستُ أُحيي وأُميتُ ؟ فيقولُ له أحدُ الملَكينِ كذبتَ فلا يسمعْه أحدٌ من الناسِ إلا صاحبُه فيقولُ له صدقتَ فيسمعه الناسُ فيظنون أنما يصدقُ الدجالَ وذلك فتنةٌ ثم يسيرُ حتى يدخلَ المدينةَ فلا يُؤذَنُ له بدخولِها فيقولُ : هذه قريةُ ذاك الرجلِ : ثم يسيرُ حتى يأتِيَ الشامَ فيُهلِكَه اللهُ عندَ عقبةِ أفيقَ
الراوي : سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 1/123 | خلاصة حكم المحدث : إسناده لا بأس به ولكن في متنه غرابة ونكارة

3 - إنَّ للنَّارِ سبعةَ أبوابٍ ، ما منْها باب إلَّا يسيرُ الرَّاكبُ بينَهما سبعينَ عامًا
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/222 | خلاصة حكم المحدث : مشهور

4 - نزل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بأعرابيٍّ فأكرمَهُ فقال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : تعاهدنا ، فأتاهُ الأعرابيُّ فقال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ما حاجتكَ ؟ قال : ناقةٌ برَحْلِهَا وأَعْنُزٌ يَحتلبها أهلي ، فقال : أعجزتَ أن تكونَ مثل عجوزِ بني إسرائيلَ ؟ فقال لهُ أصحابُهُ وما عجوزُ بني إسرائيلَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : إنَّ موسى لمَّا أراد أن يسيرَ ببني إسرائيلَ أَضَلَّ الطريقَ فقال لبني إسرائيلَ : ما هذا ؟ فقال لهُ علماءُ بني إسرائيلَ : نحنُ نُحدِّثُكَ أنَّ يوسفَ عليهِ السلامُ لمَّا حضرَهُ الموتُ أخذ علينا موثقًا من اللهِ أن لا نخرجَ من مصرَ حتى نَنْقُلَ تابوتَهُ معنا ، قال لهم موسى : فأيُّكم يدري أين قبرُ يوسفَ ؟ قالوا : ما يعلمُهُ إلا عجوزٌ لبني إسرائيلَ ، فأرسل إليها فقال لها : دُلِّيني على قبرِ يوسفَ ، فقالت : واللهِ لا أفعلُ حتى تُعطيني حُكْمِي ، قال لها : وما حُكْمُكِ ؟ قالت : حُكْمِي أن أكونَ معكِ في الجنةِ ، فكأنَّهُ ثَقُلَ عليهِ ذلك فقيل لهُ : أعطها حُكْمَهَا ، قال : فانطلقتْ معهم إلى بحيرةِ مستنقعِ ماءٍ فقالت لهم : أَنْضِبُوا هذا الماءَ ، فلمَّا أَنْضَبُوهُ قالت : احتفروا ، فلمَّا احتفروا اسْتَخْرَجُوا قبرَ يوسفَ فلمَّا احتملوهُ إذا الطريقُ مثلُ ضوءِ النهارِ
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 6/152 | خلاصة حكم المحدث : غريب جداً والأقرب أنه موقوف
التخريج : أخرجه أبو يعلى (7254)، وابن حبان (723)، والحاكم (3523) باختلاف يسير

5 - قلنا يا رسولَ اللهِ ألا تَستَنصِرُ لنا ألا تدعو اللهَ لنا فقال إنَّ من كان قبلَكم كان أحدُهم يُوضَعُ المنشارُ على مَفْرِقِ رأسِه فيخلصُ إلى قدَمَيه لا يصرفُه ذلك عن دِينِه ويُمشَطُ بأمشاطِ الحديدِ ما بين لحمِه وعظمِه لا يَصرِفُه ذلك عن دِينِه ثم قال واللهِ لَيُتِمَنَّ اللهُ هذا الأمرَ حتى يسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إلى حَضْرَمَوتَ لا يخافُ إلا اللهَ والذئبَ على غنمِه ولكنكم قومٌ تَستَعْجِلونَ
الراوي : خباب بن الأرت | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 1/366 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح حديث مشابه

6 - عن أبي هريرةَ قال : إِنَّ في الجنةِ لَشجرةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها سبعينَ عَامًا
الراوي : ذكوان السمان أبو صالح | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 8/6 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ثابت | شرح حديث مشابه

7 - إِنَّ في الجنةِ شجرةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ الجَوَادُ المُضَمَّرُ السَّرِيعُ مِائةَ عَامٍ ما يَقْطَعُها
الراوي : أبو سعيد الخدري وسهل بن سعد | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 8/6 | خلاصة حكم المحدث : ثابت | شرح حديث مشابه

8 - عن أبي يزيدٍ يحدثُ قال : لقيتِ امرأةٌ عمرَ يقالُ لها خولةُ بنتُ ثعلبةَ وهوَ يَسِيرُ مع الناسِ فَاسْتَوْقَفَتْهُ فَوَقَفَ لها ودَنا مِنْها وأَصْغَى إليها رأسَهُ ، ووضعَ يديْهِ على مَنْكِبَيْها حتى قَضَتْ حاجَتَها وانصرفَتْ ، فقال لهُ رجلٌ : يا أَمِيرَ المؤمنينَ حَبَسْتَ رِجَالَ قريشٍ على هذه العَجُوزِ ، قال : ويْحَكَ ، وتَدْرِي مَنْ هذه ؟ قال : لا ، قال : هذه امرأةٌ سمعَ اللهُ شَكْوَاها من فَوْقِ سبعِ سمواتٍ ، هذه خَوْلَةُ بنتُ ثَعْلَبَةَ ، واللهِ لَوْ لمْ تَنْصَرِفْ عَنِّي إلى الليلِ ما انْصَرَفْتُ حتى تَقْضِيَ حاجَتَها ، إلَّا أنْ تَحْضُرَ صلاةٌ فَأُصَلِّيَها ، ثُمَّ أَرْجِعَ إليها حتى تَقْضِيَ حاجَتَها
الراوي : أبو يزيد المدني | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 8/61 | خلاصة حكم المحدث : منقطع

9 - أنَّ عليًّا مرَّ ببابلَ وهوَ يسيرُ فجاءَه المؤذِّنُ يُؤذِنُهُ بصلاةِ العصرِ فلمَّا برزَ منها أمرَ المؤذِّنَ فأقامَ الصَّلاةَ فلمَّا فرغَ قال إنَّ حبيبي صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ نهاني أن أصلِّيَ في مَقبرةٍ ونهاني أن أصلِّيَ بأرضِ بابلَ فإنَّها مَلعونةٌ
الراوي : أبو صالح الغفاري | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 1/205 | خلاصة حكم المحدث : حسن عند أبي داود

10 - في الجنة شجرةٌ يسير الراكبُ في ظلِّها مائةُ عامٍ ما يقطعُها ، واقرءوا إن شئتُم وَظِلٍّ مَمْدُودٍ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 8/5 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
التخريج : أخرجه البخاري (4881)، ومسلم (2826) باختلاف يسير. | شرح حديث مشابه

11 - بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدَ اللهِ بنَ جحشِ بنَ رئابٍ الأسديِّ في رجبٍ مقفلَه من بدرٍ الأولى وبعث معَه ثمانيةُ رهطٍ من المهاجرين ليس فيهم من الأنصارِ أحدٌ وهم أبو حذيفةَ بنُ عتبةَ وعكاشةُ بنُ محصنِ بنِ حرثانَ حليفُ بني أسدِ بنِ خزيمةَ وعتبةُ بنُ غزوانَ حليفُ بني نوفلٍ وسعدُ بنُ أبي وقاصٍ الزهريِّ وعامرُ بنُ ربيعةَ الوائليُّ حليفُ بني عديٍّ وواقدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ منافِ بنِ عرينِ بنِ ثعلبةَ بنِ يربوعَ التميمي حليفُ بني عديٍّ أيضًا وخالدُ بنُ البكيرِ أحدُ بني سعدِ بنِ ليثٍ حليفُ بني عديٍّ أيضًا وسهلُ بنُ بيضاءَ الفهريُّ فهؤلاءِ سبعةٌ ثامنهم أميرهم عبدُ اللهِ بنُ جحشٍ رضيَ اللهُ عنهُ وقال يونسُ عن ابنِ اسحاقَ كانوا ثمانيةً وأميرهم التاسعُ فاللهُ أعلمُ وكتب لهُ كتابًا وأمرَه أن لا ينظرَ فيهِ حتى يسيرَ يوميْنِ ثم ينظرُ فيهِ فيمضي لما أمرَه بهِ ولا يستكْرِهْ من أصحابِه أحدًا فلما سار بهم يوميْنِ فتح الكتابَ فإذا فيهِ إذا نظرتَ في كتابي فامضِ حتى تنزلَ نخلةً بين مكةَ والطائفِ فترصَّدْ بها قريشًا وتعلم لنا من أخبارهم فلما نظر في الكتابِ قال سمعًا وطاعةً وأخبرَ أصحابَه بما في الكتابِ وقال قد نهاني أن أستكْرِهَ أحدًا منكم فمن كان منكم يريدُ الشهادةَ ويرغبُ فيها فلينطلق ومن كرِهَ ذلك فليرجع فأما أنا فماضٍ لأمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فمضى ومضى معَه أصحابُه لم يتخلف منهم أحدٌ وسلك على الحجازِ حتى إذا كان بمعدنٍ فوق الفرعِ يقال لهُ بحرانُ أضلَّ سعدُ بنُ أبي وقاصٍ وعتبةُ بنُ غزوانَ بعيرًا لهما كانا يتعقبَّانِه فتخلَّفا في طلبِه ومضى عبدُ اللهِ بنُ جحشٍ وبقيةُ أصحابِه حتى نزل نخلةً فمرت عيرُ قريشٍ فيها عمرو بنُ الحضرميِّ قال ابنُ هشامٍ واسمُ الحضرميِّ عبدُ اللهِ بنُ عبادٍ الصدفِ وعثمانُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ المغيرةَ المخزوميِّ وأخوهُ نوفلُ والحكمُ بنُ كيسانَ مولى هشامِ بنِ المغيرةِ فلما رآهم القومُ هابوهم وقد نزلوا قريبًا منهم فأشرفَ لهم عكاشةُ بنُ محصنٍ وكان قد حلق رأسَه فلما رأوهُ أَمِنُوا وقال عمارٌ لا بأس عليكم منهم وتشاورَ الصحابةُ فيهم وذلك في آخرِ يومٍ من رجبٍ فقالوا واللهِ لئن تركتموهم هذه الليلةَ ليدخلُنَّ الحرمَ فليمتنعَنَّ بهِ منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنَّهم في الشهرِ الحرامِ فترددَ القومُ وهابوا الإقدامَ عليهم ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتلِ من قدروا عليهِ منهم وأخذ ما معهم فرمى واقدُ بنُ عبدِ اللهِ التميميِّ عمرَ بنَ الحضرميِّ بسهمٍ فقتلَه واستأسرَ عثمانَ بنَ عبدِ اللهِ والحكمَ بنَ كيسانَ وأفلت القومُ نوفلُ بنُ عبدِ اللهِ فأعجزهم وأقبلَ عبدُ اللهِ بنُ جحشٍ وأصحابُه بالعيرِ والأسيريْنِ حتى قدموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقد ذكر بعضُ آل عبدِ اللهِ بنِ جحشٍ أنَّ عبدَ اللهِ قال لأصحابِه إنَّ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فيما غَنِمْنا الخمسُ فعزلَه وقسم الباقي بين أصحابِه وذلك قبل أن ينزلَ الخمسُ قال لما نزلَنا الخمْسُ نزل كما قسمَه عبدُ اللهِ بنُ جحشٍ فلما قدموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال ما أمرتُكم بقتالٍ في الشهرِ الحرامِ فوقف العيرَ والأسيريْنِ وأَبَى أن يأخذَ من ذلك شيئًا فلما قال ذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أسقطَ في أيدي القومِ وظنوا أنهم قد هَلَكُوا وعنَّفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا وقالت قريشٌ قد استحلَّ محمدٌ وأصحابُه الشهرَ الحرامَ وسفكوا فيهِ الدمَ وأخذوا فيهِ الأموالَ وأسروا فيهِ الرجالَ فقال من يرُدُّ عليهم من المسلمين ممن كان بمكةَ إنما أصابوا ما أصابوا في شعبانَ وقالت يهودُ تفاءَلَ بذلك على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عمرو بنُ الحضرميِّ قتلَه واقدُ بنُ عبدِ اللهِ عمرو عمَّرْتَ الحربَ والحضرميُّ حضَّرتَ الحربَ وواقدُ بنُ عبدِ اللهِ وقدتَ الحربَ فجعل اللهُ ذلك عليهم لا لهم فلما أكثرَ الناسُ في ذلك أنزل اللهُ تعالى على رسولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا فلما نزل القرآنُ بهذا الأمرِ وفرَّجَ اللهُ عن المسلمينَ ما كانوا فيهِ من الشفقِ قبضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ العيرَ والأسيريْنِ وبَعَثَتْ قريشٌ في فداءِ عثمانَ والحكمِ بنِ كيسانَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا نفديكموهما حتى يقدِمَ صاحبانا يعني سعدَ بنَ أبي وقاصٍ وعتبةَ بنَ غزوانَ فإنَّا نخشاكم عليهما فإن تقتُلوهما نقتلُ صاحبيكم فقدم سعدٌ وعتبةُ فأفداهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأما الحكمُ بنُ كيسانَ فأسلم فحَسُنَ إسلامُه وأقام عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى قُتِلَ يومَ بئرِ معونةَ شهيدًا وأما عثمانُ بنُ عبدِ اللهِ فلحق بمكةَ فمات بها كافرًا فلما تجلى عن عبدِ اللهِ بنِ جحشٍ وأصحابِه ما كانوا فيهِ حين نزل القرآنُ طمعوا في الأجرِ فقالوا يا رسولَ اللهِ أنطمعُ أن تكونَ لنا غزاةٌ نُعْطَى فيها أجرَ المجاهدين فأنزل اللهُ فيهم إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فوصفهم اللهُ من ذلك على أعظمِ الرجاءِ
الراوي : محمد بن إسحاق | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 3/247 | خلاصة حكم المحدث : [له] شواهد مسندة

12 - ارتحل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقد قدمهما فلما استقبلَ الصفراءَ وهي قريةٌ بين جبليْنِ سأل عن جبليْها ما أسماؤُهما فقالوا يقال لأحدهما مسلحٌ وللآخرِ مخرئٌ وسأل عن أهلهما فقيل بنو النارِ وبنو حراقٍ بطنانِ من غفارٍ فكرههما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والمرورَ بينهما وتفاءلَ بأسمائهما وأسماءِ أهلهما فتركهما والصفراءُ بيسارٍ وسلك ذاتَ اليمينِ على وادٍ يقال لهُ ذفرانُ فجزعَ فيهِ ثم نزل وأتاهُ الخبرُ عن قريشٍ ومسيرِهم ليمنعوا عيرَهم فاستشار الناسَ وأخبرهم عن قريشٍ فقام أبو بكرٍ الصديقُ فقال وأحسنَ ثم قام عمرُ بنُ الخطابِ فقال وأحسنَ ثم قام المقدادُ بنُ عمرو فقال يا رسولَ اللهِ امضِ لما أراك اللهُ فنحنُ معك واللهِ لا نقول لك كما قال بنو إسرائيلَ لموسى اذهبْ أنتَ وربكَ فقاتِلا إنا ههنا قاعدونَ ولكن اذهب أنتَ وربكَ فقاتِلا إنَّا معكما مقاتلونَ فو الذي بعثكَ بالحقِّ لو سِرْتَ بنا إلى بَرْكِ الغِمَادِ لجالدنا معك من دونِه حتى تبلُغَه فقال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خيرًا ودعا لهُ ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أشيروا عليَّ أيها الناسُ وإنما يريدُ الأنصارَ وذلك أنهم كانوا عددَ الناسِ وأنهم حين بايعوهُ بالعقبةِ قالوا يا رسولَ اللهِ إنَّا برآءٌ من ذمامِكَ حتى تصلَ إلى ديارنا فإذا وصلتَ إلينا فأنت في ذمتنا نمنعُكَ مما نمنعُ منْهُ أبناءَنا ونساءَنا فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتخوَّفُ أن لا تكونَ الأنصارُ ترى عليها نصرَه إلا ممن دهمَه بالمدينةِ من عدوِّهِ وإن ليس عليهم أن يسيرَ بهم إلى عدوٍّ من بلادهم فلما قال ذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لهُ سعدُ بنُ معاذٍ واللهِ لكأنَّكَ تريدنا يا رسولَ اللهِ قال أجل قال فقد آمنَّا بك وصدَّقناكَ وشهدنا أنَّ ما جئتَ بهِ هوَ الحقُّ وأعطيناكَ على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمعِ والطاعةِ لكَ فامضِ يا رسولَ اللهِ لما أردتَ فنحنُ معك فو الذي بعثكَ بالحقِّ لو استعرضتَ بنا البحرَ فخضْتَه لخُضْنَاهُ معكَ ما تخلَّفَ منا رجلٌ واحدٌ وما نكرَهُ أن تَلْقى بنا عدوَّنا غدًا إنَّا لصبرٌ في الحربِ صدقٌ عندَ اللقاءِ لعل اللهَ يُرِيَكَ منا ما تقَرُّ بهِ عينُك فسِرْ على بركةِ اللهِ قال فسُرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بقولِ سعدٍ ونشطِه ثم قال سيروا وأبشروا فإنَّ اللهَ قد وعدني إحدى الطائفتينِ واللهِ لكأني الآن أنظرُ إلى مَصَارِعِ القومِ
الراوي : محمد بن إسحاق | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 3/261 | خلاصة حكم المحدث : له شواهد
التخريج : أخرجه الطبري في ((تاريخه)) (11/220)

13 - عَن عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ أَنَّ لَقِيطًا خَرَجَ وافِدًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، ومعه صَاحِبٌ له يُقالُ له: نَهِيكُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ، قال لَقِيطٌ: فَخَرَجْتُ أنا وصَاحِبِي حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِانْسِلَاخِ رَجَبٍ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فوافَيْناه حِينَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فقام في النَّاسِ خَطِيبًا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، ألَا إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكُمْ صَوْتِي مُنْذُ أَرْبَعَةِ أيَّامٍ، ألَا لَأُسْمِعَنَّكُمْ، أَلَا فهل مِنِ امْرِئٍ بَعَثَه قَوْمُه؟ فقالوا: اعْلَمْ لَنَا مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، أَلَا ثُمَّ لَعَلَّهُ أنْ يُلْهِيَه حَدِيثُ نَفْسِه، أو حَدِيثُ صَاحِبِه، أو يُلْهِيَه الضُّلَّالُ، ألَا إنِّي مَسؤولٌ، هل بَلَّغْتُ؟ ألَا اسْمَعوا تَعِيشوا، ألَا اجْلِسوا، ألَا اجْلسُوا قال: فجلس النَّاسُ، وقُمْتُ أنا وصَاحِبِي حَتَّى إذا فرَغَ لنا فُؤَادُه وبَصَرُه، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدَك مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ؟ فَضَحِكَ -لَعَمْرُ اللهِ- وهَزَّ رَأْسَهُ، وعَلِمَ أنِّي أبتَغي لِسَقَطِه، فقال: ضَنَّ رَبُّكَ عَزَّ وجَلَّ بِمَفَاتِيحَ خَمْسٍ مِنَ الْغَيْبِ، لَا يَعْلَمُها إلَّا اللهُ، وأشارَ بِيَدِه، قُلْتُ: وما هي؟ قال: عِلْمُ المَنِيَّةِ قد عَلِمَ متى مَنِيَّةُ أحدِكم، ولَا تعلَمونَه، وعِلْمُ الْمَنِيِّ حِينَ يَكُونُ فِي الرَّحِمِ قَد عَلِمَه ولَا تَعلَمُونَه، وعَلِمَ مَا فِي غَدٍ، قَدْ عَلِمَ مَا أنت طَاعِمٌ غَدًا، ولَا تَعْلَمُه، وعَلِمَ يَوْمَ الْغَيْثَ، يُشْرِفُ عَلَيْكُمْ آزِلِينَ مُسنِتِينَ فيَظَلُّ يَضحَكُ قد عَلِمَ أنَّ غِيَرَكم إلى قريبٍ، قال لَقيطٌ: قُلتُ: لن نَعدَمَ من رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا، وعَلِمَ يَوْمَ السَّاعَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنا مِمَّا تُعَلِّمُ النَّاسَ، وما تَعْلَمُ؛ فإنَّا مِنْ قَبِيلٍ لا يُصَدِّقونَ تَصْدِيقَنَا أَحَدٌ مِنْ مَذْحِجٍ التي تَرْبو علينا، وخَثْعَمٍ التِي تُوالِينَا، وعَشِيرَتِنا التِي نحن منها، قال: تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُم، ثُمَّ يُتَوفَّى نَبِيُّكم صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، ثُمَّ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُم، ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّائِحَةُ- لَعَمْرُ إِلَهِك- مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا مَاتَ، والْمَلَائِكَةُ الذين مع رَبِّك عَزَّ وجَلَّ، فأصبَحَ رَبُّك عزَّ وجَلَّ يطوفُ بالأرضِ، وقد خَلَتْ عليه الْبِلَادُ، فأَرْسَلَ رَبُّكَ عَزَّ وجَلَّ السَّمَاءَ تَهْضِبُ مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ، فَلَعَمْرُ إِلَهِك مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ مَصْرَعِ قَتِيلٍ، ولَا مَدْفِنِ مَيِّتٍ، إِلَّا شَقَّتِ الْقَبْرَ عَنْهُ، حَتَّى تَجْعَلَه مِن عِنْدِ رَأْسِه، فيسْتَوِي جَالِسًا، فيَقولُ رَبُّك: مَهْيَمْ، لِمَا كان فِيهِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَمْسِ، اليَومَ، ولَعَهْدُه بالحَياةِ يَحْسَبُه حَدِيثًا بأَهْلِه، فقُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، كيف يَجْمَعُنا بَعْدَ ما تُفَرِّقُنا الرِّياحُ والْبِلَى، والسِّبَاعُ؟ قَالَ: أُنَبِّئُك بِمِثْلِ ذلك فِي آلَاءِ اللهِ؛ الْأَرْضُ أَشْرَفْتَ عَلَيْهَا، وهِيَ مَدَرَةٌ بَالِيَةٌ، فَقُلْتَ: لَا تَحْيَا أَبَدًا، ثُمَّ أَرْسَلَ رَبُّكَ عَزَّ وجَلَّ عليها السَّمَاءَ، فَلَمْ تَلْبَثْ عليك إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى أَشْرَفْتَ عليها، وهِيَ شَرْبَةٌ واحِدَةٌ ولَعَمْرُ إِلَهِك لَهُو أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يَجْمَعَهم مِنَ الْمَاءِ على أَنْ يَجْمَعَ نَبَاتَ الْأَرْضِ، فتَخْرُجونَ مِنَ الأصْواءِ، ومِنْ مَصَارِعِكم، فَتَنْظُرونَ إليه، وينْظُرُ إليكم. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كيف ونحن مِلْءُ الْأَرْضِ، وهُو عزَّ وجَلَّ شَخصٌ واحِدٌ نَنْظُرُ إليه ويَنْظُرُ إلينا؟ قال: أُنَبِّئُك بِمِثْلِ ذلك فِي آلَاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ الشَّمْسُ والقَمَرُ آيَةٌ منه صَغِيرةٌ تَرَونَهما ويَرَيَانِكم سَاعَةً واحِدَةً لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهما، ولَعَمْرُ إِلَهِك لَهُو أَقْدَرُ على أنْ يَرَاكم، وتَرَونَه مِنْ أَنْ تَرَوْنَهما، ويَرَيَانِكم لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهما. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا يَفْعَلُ بنا رَبُّنَا عَزَّ وجَلَّ إذا لَقِيناه؟ قال: تُعرَضونَ عليه بادِيةً له صَفَحَاتُكم، لا يَخْفَى عليه منكم خَافِيةٌ، فيَأخُذُ رَبُّك عَزَّ وجَلَّ بِيَدِه غَرْفَةً مِنَ الماءِ فَيَنْضَحُ قِبَلَكم بها، فلَعَمْرُ إلهِك ما يُخطِئُ وَجهَ أحَدِكم منها قَطرةٌ، فأمَّا المسلِمُ فتَدَعُ على وَجْهِه مِثلَ الرَّيطةِ البَيضاءِ، وأمَّا الكافِرُ فتَخطِمُه بمِثلِ الحُمَمِ الأسوَدِ ألَا ثمَّ ينصَرِفُ نَبيُّكم ويَنصَرِفُ على أَثَرِه الصَّالحونَ، فتَسلُكونَ جِسرًا مِنَ النَّارِ فيطَأُ أحَدُكم الجَمرةَ فيقولُ: حَسِّ! فيقول ربك عزَّ وجَلَّ: أوانُه، فتَطَّلِعونَ على حَوضِ الرَّسولِ على أطماءٍ -واللهِ- ناهلةٍ عليها، ما رأيتُها قَطُّ، فلَعَمْرُ إلهِك لا يَبسُطُ واحِدٌ منكم يَدَه إلَّا وقع عليها قَدَحٌ يُطَهِّرُه مِنَ الطَّوفِ والبَولِ والأذى، وتُحبَسُ الشَّمسُ والقَمَرُ، فلا تَرَونَ منهما واحِدًا، قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فبم نُبصِرُ؟ قال: مِثْل بَصَرِك ساعَتَك هذه، وذلك مع طُلوعِ الشَّمسِ في يومٍ أشرَقَتْه الأرضُ وواجَهَتْه الجِبالُ. قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فبِمَ نُجزى من سيِّئاتِنا وحَسَناتِنا؟ قال: الحَسَنةُ بعَشرِ أمثالِها والسَّيِّئةُ بمِثْلِها إلَّا أن يَعْفوَ، قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَمَا الجنَّةُ وأَمَا النَّارُ؟ قال: لعَمْرُ إلهِك، إنَّ للنَّارِ سَبعةَ أبوابٍ ما منهم بابانِ إلَّا يسيرُ الرَّاكِبُ بينهما سبعينَ عامًا، وإنَّ للجَنَّةِ لثَمانيةَ أبوابٍ ما منها بابانِ إلَّا يسيرُ الرَّاكِبُ بينهما سبعينَ عامًا، قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فعَلامَ نَطَّلِعُ مِنَ الجَنَّةِ؟ قال: على أنهارٍ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى، وأنهارٍ مِن كأسٍ ما بها من صُداعٍ ولا ندامةٍ، وأنهارٍ مِن لَبَنٍ لم يتغَيَّرْ طَعْمُه، وماءٍ غيرِ آسِنٍ، وفاكِهةٍ، لعَمْرُ إلهِك ما تَعلَمونَ وخَيرٌ مِن مِثْلِه معه وأزواجٌ مُطَهَّرةٌ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ولنا فيها أزواجٌ، أو مِنهنَّ مُصلِحاتٌ؟ قال: الصَّالِحاتُ للصَّالحينَ تَلَذُّونَهنَّ مِثلَ لَذَّاتِكم في الدُّنيا، ويَلَذُّونَكم غَيرَ ألَّا تَوالُدَ، قال لَقيطٌ: قُلتُ: أقصى ما نحن باِلغونَ ومُنتهونَ إليه؟ فلم يُجِبْه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، عَلامَ أُبايِعُك؟ فبَسَطَ النَّبيُّ يَدَه وقال: على إقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وزِيَالِ الشِّركِ، وألَّا تُشرِكَ باللهِ إلهًا غَيرَه، قال: قُلتُ: وإنَّ لنا ما بين المشرِقِ والمغربِ؟ فقَبَض النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدَه وبَسَط أصابِعَه، وظَنَّ أنِّي مُشتَرِطٌ شَيئًا لا يُعطِينيه، قال: قُلتُ: نَحُلُّ منها حيث شِئْنا ولا يجني منها امرؤٌ إلَّا على نَفْسِه، فبَسَط يدَه وقال: ذلك لك، تحُلُّ حيث شئتَ ولا تجني عليك إلَّا نَفْسُك، قال: فانصَرَفْنا عنه، ثمَّ قال: إنَّ هَذَينِ مِن أتقى النَّاسِ -لعَمْرُ إلهِك- في الأُولى والآخِرةِ، فقال له كَعبُ بنُ الخُداريَّةِ -أحَدُ بني كِلابٍ-: من هم يا رَسولَ اللهِ؟ قال: بنو المُنتَفِقِ أهلُ ذلك. قال: فانصَرَفْنا وأقبَلْتُ عليه، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هل لأحَدٍ ممَّن مضى خيرٌ في جاهلِيَّتِه؟ قال: فقال رجلٌ مِن عُرضِ قُرَيشٍ: واللهِ إنَّ أباك المنتَفِقَ لفي النَّارِ، قال: فلَكَأنَّه وَقَع حَرٌّ بين جِلْدتَيْ وَجْهي ولحمي مِمَّا قال؛ لأنِّي على رُؤوسِ النَّاسِ، فهَمَمْتُ أن أقولَ: وأبوك يا رَسولَ الله؟ ثمَّ إذا الأخرى أجمَلُ، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، وأَهْلُكَ؟ قال: وأَهْلي، لعَمْرُ اللهِ ما أتيتَ عليه من قبرِ عامِريٍّ أو قُرَشيٍّ مِن مُشرِكٍ فقُلْ: أرسلني إليك محمَّدٌ بما يسوءُك؛ تُجَرُّ على وَجْهِك وبَطْنِك في النَّارِ، قال: قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما فَعَل بهم ذلك، وقد كانوا على عَمَلٍ لا يُحسِنونَ إلَّا إيَّاه، وقد كانوا يَحسَبونَ أنَّهم مُصلِحونَ؟! قال: ذلك بأنَّ اللهَ يَبعَثُ في آخِرِ كُلِّ سَبعِ أُمَمٍ -يعني: نَبيًّا- فمن عصى نبيَّه كان من الضَّالِّينَ، ومن أطاع نَبيَّه كان مِنَ المُهتَدينَ
الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 5/72 | خلاصة حكم المحدث : غريب جدا وألفاظه في بعضها نكارة

14 - أنَّ عَلِيًّا مَرَّ ببابِلَ وهو يَسيرُ، فجاءه المُؤَذِّن وهو يُؤذِنُه بصلاةِ العَصرِ، فلمَّا بَرَز منها أمَرَ المُؤَذِّنَ، فأقام الصَّلاةَ، فلَمَّا فَرَغ قال: إنَّ حِبِّي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهاني أن أصلِّيَ في المقبرةِ، ونهاني أن أصلِّيَ في أرضِ بابِلَ؛ فإنَّها ملعونةٌ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن كثير | المصدر : الأحكام الكبير
الصفحة أو الرقم : 1/311 | خلاصة حكم المحدث : حسن

15 - إنَّ في الجنةِ شجرةً يُقالُ لها طُوبَى ، لو سُخِّرَ الجوادُ الراكبُ أن يسيرَ في ظِلِّهَا لسارَ مائةَ عامٍ ، ورقها زمردٌ أخضرُ ، وزهرها رياطٌ صفرٌ ، وأفناؤها سندسٌ ، وإستبرقٌ ، وثمرها حُلَلٌ ، وصمغها زنجبيلٌ ، وعسلٌ ، وبطحاؤها ياقوتٌ أحمرُ ، وزمردٌ أخضرُ ، وترابها مسكٌ ، وحشيشها زعفرانٌ ، يفوحُ من غيرِ وقودٍ ، ويتفجَّرُ من أصلها أنهارُ السلسبيلِ ، والرحيقِ ، وظِلُّها مجلسٌ من مجالسِ أهلِ الجنةِ ، يألفونَهُ ، ويتحدَّثُ فيهِ جميعهم . فبينما هم يومًا يتحدَّثونَ في ظِلِّها ، إذ جاءتهم الملائكةُ يقودونَ نجائبَ من الياقوتِ ، قد نفخ فيها الروحُ ، مزمومةً بسلاسلَ من ذهبٍ ، وجوهها المصابيحُ ، عليها رحائلُ ألواحها من الدُّرِّ والياقوتِ ، مفصصةٌ باللؤلؤِ والمرجانِ ، صفاقها من الذهبِ الأحمرِ ، الملبسُ بالعبقريِّ والأرجوانِ ، فأنا خوا إليهم بتلك النَّجَائبِ ، وقالوا لهم ، إنَّ ربكم يُقْرِئُكُمُ السلامَ ، ويستزيركم ، لينظرَ إليكم ، وتنظروا إليهِ ، وتُحَيُّوهُ ، ويُحَيِّيكُمْ ، وتُكَلِّمُوهُ ، ويزيدكم من سعةِ فضلِهِ ، إنَّهُ ذو رحمةٍ واسعةٍ ، وفضلٍ عظيمٍ : فيتحوَّلُ كلُّ رجلٍ منهم إلى راحلتِهِ ، ثم ينطلقونَ صفًّا واحدًا معتدلًا ، لا يفوتُ منهُ أحدٌ أحدًا ، ولا يفوتُ أذنُ الناقةِ أذنُ صاحبتها ، ولا رُكْبَةُ الناقةِ رُكْبَةُ صاحبتها ، ولا يمرُّونَ بشجرةٍ من أشجارِ الجنةِ إلا أتحفتهم بثمرتها ، ورحلتْ لهم عن طريقهم ، كراهةَ أن يَنْثَلِمَ صَفُّهُمْ ، أو يُفَرَّقَ بين الرجلِ ورفيقِهِ . فإذا رُفِعُوا إلى الجبارِ أَسْفَرَ لهم عن وجهِهِ الكريمِ ، وتَجَلَّى لهم في عظمةِ العظيمِ وقالوا : ربنا أنتَ السلامُ ، ولك حقُّ الجلالِ والإكرامِ فيقولُ لهم ربهم عزَّ وجلَّ : إني السلامُ ومَنِّي السلامُ ، ولي حقُّ الجلالِ والإكرامِ ، مرحبًا بعبادي الذين حفظوا وصيتي ، وَرَعُوا حَقِّي ، وخافوني بالغيبِ فكانوا مِنِّي على كلِّ حالٍ مشفقينَ . قالوا : وعِزَّتِكَ ، وعُلُوِّ مكانِكَ ، ما قَدَرْنَاكَ حقَّ قدرِكَ ، وما أدَّيْنَا إليكَ كلَّ حقِّكَ ، فأْذَنْ لنا بالسجودِ لك : فيقولُ لهم ربهم : إني قد وضعتُ عنكم مُؤْنَةَ العبادةِ ، وأَرَحْتُ لكم أبدانكم ، فطالما أَنْصَبْتُمُ لي الأبدانَ ، وأعنيتم لي الوجوهَ ، فالآن أَفْضَيْتُمْ إلى روحي ، ورحمتي ، وكرامتي ، فسَلُوني ما شئتم ، وتَمَنَّوْا عليَّ أُعْطِكُمْ أمانيكم ، فإني لن أجزيكم اليومَ بقدْرِ أعمالكم ، ولكن بقدْرِ رحمتي ، وكرامتي ، وطَوْلِي ، وجلالي ، وعُلُوِّ مكاني ، وعظمةِ شأني . فما يزالونَ في الأماني والعطايا ، والمواهبِ ، حتى إنَّ المقتصرَ في أمنيتِهِ ليتمنى مثلَ جميعِ الدنيا منذ خلقها اللهُ إلى يومِ إفنائها . فيقولُ لهم اللهُ عزَّ وجلَّ : قد قصَّرْتُمْ في أمانيكم ، ورضيتم بدونِ ما يحِقُّ لكم ، لقد أوجبتُ لكم ما سألتم وتمنيتم ، وألحقتُ بكم ذريتكم ، ودونكم ما قَصَرُتْ عنهُ أمانيكم
الراوي : محمد الباقر بن علي بن الحسين | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/336 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ضعيف، غريب، وأحسن أحواله أن يكون من كلام بعض السلف | أحاديث مشابهة

16 - ُ عن أبي هريرةَ أو غيره شكّ أبو جعفرُ في قولِ اللهِ عز وجل : { سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } قال : جاءَ جبريلُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعهُ ميكائيلُ ، فقال جبريلُ لميكائيلَ : ائتنِي بطستٍ من ماءِ زمزمَ ، كيْما أُطهرَ قلبهُ وأشرحَ له صدرهُ ، قال : فشقَّ عنه بطنهُ ، فغسلهُ ثلاثَ مراتٍ . واختلفَ إليهِ ميكائيلُ بثلاثِ طساسٍ من ماءِ زمزمَ فشرحَ صدرهَ ونزعَ ما كان فيهِ من غِلٍّ ، وملأه حلما وعلما ، وإيمانا ويقينا وإسلاما ، وختمَ بين كتفيهِ بخاتمِ النبوةِ ثم أتاهُ بفرسٍ فحُمِلَ عليهِ ، كلُّ خطوةٍ منهُ مُنتهى بصرهِ أو أَقصَى بصرهِ قال : فسارَ وسارَ معهُ جبريلُ عليهما السلام ، قال : فأَتى على قومٍ يزرعونَ في يومٍ ويحصدونَ في يومٍ ، كلما حصدوا عادَ كما كانَ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا جبريلُ ، ما هذا ؟ قال : هؤلاءِ المُجاهدونَ في سبيلِ اللهِ ، تُضاعفُ لهُم الحسنةُ بسبعمائةِ ضعفٍ ، وما أنفقوا من شيء فهو يُخْلِفُه ، وهو خيرُ الرازِقينَ ثم أتَى على قومٍ ترضخُ رؤوسهُم بالصخرِ ، كلما رضختْ عادتْ كما كانتْ ، ولا يُفتّرُ عنهم من ذلكَ شيء فقال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذينَ تتثاقلُ رؤوسهُم عن الصلاةِ المكتوبة ِ. ثم أَتَى على قومٍ على أقبالهٍم رِقاعٌ وعلى أدبارهِم رِقاعٌ ، يسرحُونَ كما تسرحُ الإبلُ والنعم ، ويأكلونَ الضريعَ والزقومَ ورضفَ جهنمَ وحجارتُها ، قال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذين لا يؤدُّونَ صدقاتِ أموالهِم ، وما ظلمهُم اللهُ شيئا ، وما الله بظلّامٍ للعبِيدِ . ثم أَتى على قَوْمٍ بينَ أيديهم لحمٌ نضيجٌ في قدرٍ ، ولحمٌ آخرُ نيىء في قدرٍ خبيثٍ ، فجعلوا يأكلونَ من النيّىءِ الخبيثِ ويدعونَ النضيجَ الطيبَ ، فقال : ما هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ من أمتكَ ، تكونُ عندهُ المرأَةُ الحلال الطيبُ ، فيأتي امرأةً خبيثةً فيبيتُ عندها حتى يصبِحَ ، والمرأَةُ تقومُ من عندِ زوجها حلالا طيّبا ، فتأتِي رجلا خبيثا فتبيتُ معهُ حتى تصبحَ . قال : ثم أتى على خشبةٍ على الطريقِ ، لا يمرُّ بها ثوبٌ إلا شقتهُ ، ولا شيء إلا خرقتهُ ، قال : ما هذا يا جبريلُ ؟ قال : هذا مثل أقوامٍ من أمتكَ ، يقعدونَ على الطريقِ يقطعونهُ ، ثم تلا : { وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوْعِدُونَ } قال : ثم أتى على رجلٍ قد جمعَ حزمةَ حطبٍ عظيمةٍ لا يستطيعُ حملهُا ، وهو يزيدُ عليها ، فقال : ما هذا يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ من أمتكَ يكون عليهِ أماناتُ الناسِ لا يقدرُ على أدائها ، وهو يريدُ أن يحملَ عليها . ثم أتى على قومٍ تُقرضُ ألسنتهُم وشفاهُم بمقارِيضَ من حديدٍ ، كلما قُرضتْ عادت كما كانتْ ، لا يُفتّر عنهم من ذلكَ شيء ، قال : ما هؤلاء يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ خطباءُ الفتنةِ . ثم أتى على جحرٍ صغيرٍ يخرجُ منه ثورٌ عظيمٌ ، فجعل الثورُ يريدُ أن يرجعَ من حيثُ خرجَ، فلا يستطيعُ ، فقال : ما هذا يا جبريلُ ؟ فقال : هذا الرجلُ يتكلّمُ بالكلمةِ العظيمةِ ، ثم يندمُ عليها فلا يستطيعُ أن يردها . ثم أتى على وادٍ فوجدَ ريحا طيّبة بارِدةً ، وريُْحُ مسكٍ ، وسمعَ صوتا ، فقال : يا جبريلُ ، ما هذه الريحُ الطيبةُ الباردةُ ؟ وما هذا المسكُ ؟ وما هذا الصوتُ ؟ قال : هذا صوتُ الجنةِ ، تقول : يا رب ، آتنِي ما وعدتَني فقد كثَّرتْ غرفِي ، وإستبرقي وحريرِي وسُندسِي ، وعبقَريّي ولُؤلؤي ومُرجاني ، وفضَّتي وذهبِي ، وأكوابي وصحافي ، وأباريقي ومراكبي ، وعسلي ومائي وخمري ولبني فآتني ما وعدتني . فقال : لكِ كل مسلمٍ ومسلمةٍ ، ومؤمنٍ ومؤمنةٍ ، ومن أمنَ بي وبرسُلِي وعملَ صالحا ولم يشركْ بي ، ولم يتخذْ من دوني أندادا . ومن خشيني فهو آمنٌ ، ومن سألني أعطيتُهُ ، ومن أقرضَنِي جزيتهُ ، ومن توكلَ علي كفيتُهُ ، إني أنا اللهُ ، لا إله إلا أنا ، لا أُخلفُ الميعادَ ، وقد أفلحَ المؤمنونَ وتباركَ اللهُ أحسنُ الخالقينَ . قالتْ : قد رضيتُ . قال : ثم أتى على وادٍ فسمعَ صوتا منكرا ، ووجدَ ريحا منتنةً ، فقال : ما هذهِ الريحُ يا جبريلُ ؟ وما هذا الصوتِ ؟ فقال : هذا صوتُ جهنمَ ، تقول : يا رب ، آتني ما وعدتني ، فقد كثرتْ سلاسِلِي وأغلالي ، وسعيري وحميمي ، وضريعي ، وغَسّاقي وعذابي ، وقد بعدُ قَعْرِي واشتدَّ حَرّي ، فآتني كل ما وعدتني . فقال : لكِ كل مشركٍ ومشركةٍ ، وكافرٍ وكافرةٍ ، وكل خبيثٍ وخبيثةٍ وكل جبّارٍ لا يؤمنُ بيومِ الحسابِ . قالت : قد رضيتُ . قال : ثم سارَ حتى أتى بيتَ المقدسِ ، فنزل فربطَ فرسهُ إلى صخرةٍ ، ثم دخلَ فصلى مع الملائكةِ ، فلما قضيتُ الصلاةَ قالوا : يا جبريلُ ، من هذا معكَ ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم . قالوا : أوقدْ أرسلَ محمد ؟ قال : نعم . قالوا : حيّاهُ الله من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيء جاء . قال : ثم لقي أرواحَ الأنبياءِ ، فأثنوا على ربهم ، فقال إبراهيمُ : الحمدُ للهِ الذي اتخذني خليلا ، وأعطاني مُلكا عظيما ، وجعلني أمّةً قانتا يُؤْتَمُّ بي ، وأنْقَذَنِي من النار ، وجعلها عليّ بردا وسلاما . ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربهِ عز وجلَ فقال : الحمدُ للهِ الذي كلمني تكليما ، وجعلَ هلاكَ آل فرعونَ ونجاةَ بني إسرائيلَ على يديَّ ، وجعلَ من أمتي قوما يهدُونَ بالحقِّ وبه يعدِلونَ . ثم إن داود عليه السلام أثنى على ربهِ فقال : الحمدُ للهِ الذي جعل لي ملكا عظيما ، وعلّمني الزبورَ ، وألانَ لي الحديدَ ، وسخَّرَ لي الجبالَ يُسبّحنَ والطيرَ ، وأعطاني الحكمةَ وفصْلَ الخِطَابِ . ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه فقال : الحمدُ للهِ الذي سخّرَ لي الرياحَ ، وسخرَ لي الشياطينَ يعملونَ لي ما شئتُ من محاريبَ وتماثيلَ ، وجفانٍ كالجوابِ وقدُورٍ راسياتٍ ، وعلّمني مَنْطِقَ الطيرِ ، وآتاني من كل شيءٍ فضلا ، وسخرَ لي جنودَ الشياطينِ والإنسِ والطيرِ ، وفضلني على كثيرٍ من عبادهِ المؤمنينَ ، وآتاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحدٍ من بعدي ، وجعل ملكي ملكا طيبا ليسَ فيه حسابٌ . ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه عز وجل فقال : الحمدُ للهِ الذي جعلني كلمتهُ ، وجعل مثلي مثلُ آدمَ ، خلقهَ من ترابٍ ثم قال له : كنْ فيكونَ ، وعلمني الكتابَ والحكمةَ والتوراةَ والإنجيلَ ، وجعلني أَخلُقُ من الطينِ كهيئةِ الطيرِ فأنفخُ فيهِ فيكون طيرا بإذنِ اللهِ ، وجعلني أبْرئُ الأكمهَ والأبرصَ وأحيي الموتَى بإذنهِ ، ورفعني وطهرني ، وأعاذني وأمي من الشيطانِ الرجيمِ ، فلم يكن للشيطانِ علينا سبيلٌ . قال : ثم إنَّ محمدا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه عز وجل فقال : فكلكم أثنى على ربِّهِ ، وإنني مثنٍ على ربي فقال : الحمدُ للهِ الذي أرسلني رحمةً للعالمينَ ، وكافة للناس بشيرا ونذيرا ، وأنزلَ عليّ الفرقانَ فيه بيانٌ لكل شيءٍ ، وجعل أمتي خيرَ أمةٍ أخرجتْ للناسِ ، وجعل أمتي أمةً وسطا، وجعل أمتي هم الأولينَ وهم الآخرينَ ، وشرحَ لي صدري ، ووضعَ عني وِزْرِي ، ورفعَ لي ذِكْري ، وجعلني فاتحا وخاتما . فقال إبراهيم : بهذا فضلكم محمدٌ صلى الله عليه وسلم . قال أبو جعفر الرازي : خاتِمُ النبوة فاتِحُ بالشفاعةِ يومَ القيامةِ . ثم أتي بآنيةٍ ثلاثةٍ مغطاةٌ أفواهها ، فأتي بإناءٍ منها فيه ماءٌ فقيل : اشربْ . فشربَ منه يسيرا ، ثم دفعَ إليه إناءٌ آخرَ فيه لبنٌ ، فقيل له : اشربْ فشربَ منه حتى رُوِيَ . ثم دفعَ إليهِ إناءٍ آخر فيه خمرٌ فقيل له : اشربْ . فقال : لا أُريدُهُ قد رويتُ . فقال له جبريل : أما إنها ستحَرّمُ على أمتكَ ، ولو شربتَ منها لم يتبعكَ من أمتك إلا قليلٌ . قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ فاستفتحَ ، فقيلَ له : من هذا يا جبريلُ ؟ فقال : محمد . قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حيّاهُ اللهُ من أخٍ ومن خَليفَةٍ ، فنِعْم الأخُ ونِعَْمَ الخليفةُ ، ونعم المجيءُ جاءَ ، فدخل فإذا هو برجلٍ تامِّ الخلقِ ، لم ينقصْ من خلقهِ شيء كما ينقصْ من خلقِ الناسِ ، عن يمينهِ بابٌ يخرجُ منه ريحٌ طيبةٌ ، وعن شمالهِ بابٌ يخرجُ منه ريحٌ خبيثةٌ ، إذا نظر إلى البابَ الذي عن يمينهِ ضحكَ واستبشرَ ، وإذا نظرَ إلى البابِ الذي عن يسارهِ بكى وحزنَ ، فقلتُ : يا جبريلُ ، من هذا الشيخُ التامُّ الخلقِ الذي لم ينقصْ من خلقهِ شيء ؟ وما هذان البابانِ ؟ فقال : هذا أبوكَ آدمُ ، وهذا البابِ الذي عن يمينهِ بابُ الجنةِ ، إذا نظرَ إلى من يدخلُ من ذريتهِ ضحك واستبشرَ ، والباب الذي عن شمالهِ بابُ جهنمَ ، إذا نظرَ إلى من يدخلهُ من ذريتهِ بكى وحزنَ . ثم صعدَ به جبريلُ إلى السماءِ الثانيةِ فاستفتحَ ، فقيلَ : من هذا معكَ ؟ فقال : محمدٌ رسولُ اللهِ . قالوا : أو قدْ أرسلَ محمدٌ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ ، فلنعمَ الأخُ ولنعمَ الخليفةُ ، ونِعْمَ المجيءُ جاءَ . قال : فدخلَ ، فإذا هو بشابينِ فقال : يا جبريلُ ، من هذانِ الشابانِ ؟ قال : هذا عيسى بن مريمَ ، ويحيى بن زكريا ، ابنا الخالةِ عليهما السلامُ . قال : فصعدَ بهِ إلى السماءِ الثالثةِ فاستفتحَ ، فقالوا من هذا ؟ قال : جبريلُ . قالوا : ومن معك ؟ قال : محمدٌ . قالوا : أو قدْ أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيءُ جاءَ . قال : فدخلَ فإذا هو برجلٍ قد فُضِّلَ على الناسِ في الحُسْنِ ، كما فضلَ القمرُ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، قال : من هذا يا جبريلُ الذي فُضِّلَ على الناسِ في الحُسْنِ ؟ قال : هذا أخوكَ يُوسُفُ عليهِ السلامُ . قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ الرابعةِ فاستفتحَ ، فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريلُ ، قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ ، قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومنْ خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيءُ جاءَ قال : فدخل ، فإذا هو برجلٍ ، قال : من هذا يا جبريلُ ؟ قال : هذا إدْريسُ ، رفعهُ اللهُ مكانا عليّا . ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ الخامسةِ فاستفتحَ ، فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريلُ . قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ ، قالوا أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيءُ جاءَ . ثم دخل فإذا هو برجلٍ جالسٍ وحولهُ قومٌ يقصُ عليهِم ، قال : من هذا يا جبريلُ ؟ ومن هؤلاءِ حولهُ ؟ قال : هذا هارُونُ المُحبّبُ في قومهِ ، وهؤلاءِ بنو إسرائيلَ . ثم صعدَ به إلى السماءِ السادسةِ فاستَفتحَ ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريلُ . قالوا ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ ، قالوا : أوقد أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيءُ ، فإذا هو برجلٍ جالسٍ ، فجاوزهُ فبكى الرجلُ ، فقال : يا جبريلُ ، من هذا ؟ قال : موسى . قال : فما بالهُ يبْكِي ؟ قال : زعمَ بنو إسرائيلَ أني أكرمُ بني آدمَ على اللهِ عز وجل ، وهذا رجلٌ من بني آدمَ قد خلفَنِي في دنيا ، وأنا في أخرى ، فلو أنه بنفسهِ لم أُبَالِ ، ولكن مع كل نبي أمتهِ . قال : ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ السابعةِ فاستفتح ، فقيلَ لهُ : من هذا ؟ قال : جبريلُ . قيل : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ . قالوا : أوقدْ أرسلَ ؟ قال : نعم . قالوا : حياهُ اللهُ من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعمَ الأخُ ونعمَ الخليفةُ ، ونعمَ المجيءُ جاءَ . قال : فدخل ، فإذا هو برجلٍ أشْمَطَ جالسٌ عند بابَ الجنةِ على كرسِيّ ، وعندهُ قومٌ جلوسٌ بيضُ الوجوهِ أمثالُ القراطيسِ ، وقومٌ في ألوانهِم شيء ، فقامَ هؤلاءِ الذين في ألوانهِم شيء فدخلوا نهرا فاغْتسلوا فيهِ فخرجوا وقد خَلُصَ من ألوانهِم شيء ، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيهِ ، فخرجوا وقد خَلُصَ من ألوانهم شيءٌ ، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه ، فخرجوا وقد خَلُصَتْ ألوانهم فصارتْ مثل ألوانِ أصحابهم ، فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم ، فقال : يا جبريلُ ، من هذا الأشمطُ ؟ ثم من هؤلاءِ البيضُ الوجوهِ ؟ ومن هؤلاءِ الذين في ألوانهم شيء وما هذهِ الأنهارُ التي دخلوا فيها فجاءوا وقد صفتْ ألوانهم ؟ قال : هذا أبوكَ إبراهيمُ ، أولُ من شمّطَ على الأرضِ ، وأما هؤلاء البيضِ الوجوهِ فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ . وأما هؤلاءِ الذينَ في ألوانهم شيء ، فقومٌ خلطوا عملا صالحا وآخرَ سيئا ، فتابوا فتابَ اللهٌ عليهم ، وأما الأنهارٌ فأولها رحمةُ اللهِ ، والثاني نعمةُ اللهِ ، والثالثُ سقاهم ربهم شرابا طهورا . قال : ثم انتهى إلى السدرةِ فقيل له : هذهِ السدرةُ ينْتَهِي إليها كلّ أحدٍ خلا من أمتكَ على سنتكَ . . فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهارٌ من ماءٍ غير آسِنٍ ، وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغيَّرْ طعمُهُ ، وأنهارٌ من خمرٍ لذَّةٍ للشاربينَ ، وأنهارٌ من عسلٍ مُصفَّى ، وهي شجرةٌ يسيرُ الراكبُ في ظلها سبعينَ عاما لا يقطعها ، والورقةُ منها مُغطَّيةٌ للأُمةِ كلها ، قال : فغشيها نورُ الخلّاقِ عز وجل ، وغشيَتها الملائكةُ أمثالَ الغِرْبانِ حين يقعنَ على الشجرةِ ، قال : فكلّمهُ تعالى عند ذلكَ ، قالَ له : سلْ ، قال : إنكَ اتخذتَ إبراهيمَ خليلا ، وأعطيتهُ ملكا عظيما ، وكلمتَ موسى تكليما ، وأعطيتَ داودَ ملكا عظيما ، وألنتَ له الحديدَ ، وسخرتَ له الجبالَ ، وأعطيتَ سليمانَ ملكا ، وسخرتَ له الجنَّ والإنسَ والشياطينَ ، وسخرتَ له الرياحَ ، وأعطيتهَ ملكا عظيما لا ينبغي لأحدٍ من بعدهِ . وعلمَّتَ عيسى التوراةَ والإنجيلَ ، وجعلتهُ يُبرئُ الأكمهَ والأبرصَ ويحيي الموتَى بإذنكَ ، وأعذتهُ وأمهُ من الشيطانِ الرجيم ، فلم يكنْ للشيطانِ عليهما سبيلٌ . فقال له ربهُ عز وجلَ : وقد اتخذتُكَ خليلا وهو مكتوبٌ في التوراةِ : حبيبُ الرحمنِ وأرسلتكَ إلى الناسِ كافّة بشيرا ونذيرا ، وشرحتُ لكَ صدركَ ، ووضعتُ عنكَ وزركَ ، ورفعتُ لك ذكركَ ، فلا أُذْكَر إلا ذُكِرْتَ معي ، وجعلتُ أمتكَ خيرُ أمةٍ أخرجتْ للناسِ ، وجعلتُ أمتكَ أمةً وسطا ، وجعلتُ أمتكَ هم الأولينَ والآخرينَ ، وجعلتُ أمتكَ لا تجوزُ لهم خطبةٌ حتى يشهدوا أنكَ عبدي ورسولي ، وجعلتُ من أمتكَ أقواما قلوبهُم أناجيلهُم ، وجعلتكَ أولَ النبيينَ خلقا وآخرهُم بعثا ، وأولهُم يقضى لهُ . وأعطيتكَ سبعا من المثاني لم يعطها نبي قبلكَ ، وأعطيتكَ خواتيمَ سورةِ البقرةِ من كنزٍ تحتَ العرشِ لم أعطِها نبيا قبلكَ ، وأعطيتكَ الكوثرَ ، وأعطيتكَ ثمانيةَ أسهمٍ : الإسلامُ ، والهجرةُ ، والجهادُ ، والصدقةُ ، والصلاةُ ، وصومُ رمضانَ ، والأمرُ بالمعروفِ ، والنهيُ عن المنكرِ . وجعلتكَ فاتحا وخاتما . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فضَّلنِي ربي بستٍّ : أعطاني فواتحِ الكلامِ وخواتيمهَ ، وجوامعَ الحديثِ ، وأرسلني إلى الناسِ كافةً بشيرا ونذيرا . وقذفَ في قلوبِ عدوي الرعبَ من مسيرةِ شهرٍ ، وأُحِلّتْ لي الغنائمَ ولم تُحلّ لأحدٍ قبلي ، وجُعِلَتْ لي الأرض كلها طهورا ومسجدا . قال : وفرضَ عليهِ خمسينَ صلاةً . فلما رجعَ إلى موسى قال : بمَ أُمِرْتَ يا محمدُ ؟ قال : بخمسينَ صلاةً . قال : ارجعْ إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ فقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شِدّةً ، قال : فرجعَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربهِ عز وجل فسألهُ التخفيفَ ، فوضعَ عنه عشرا . ثم رجعَ إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : بأربعينَ . قال ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ ، فإن أمتكَ أضعفُ الأمم ِ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً قال : فرجعَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربهِ فسألهُ التخفيفَ ، فوضعَ عنه عشرا ، فرجع إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بثلاثينَ . فقال له موسى : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً قال : فرجعَ إلى ربهِ فسألهَ التخفيفَ ، فوضعَ عنه عشرا . فرجعَ إلى موسى فقال . بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بعشرينَ . قال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً . قال : فرجعَ إلى ربهِ فسألهَ التخفيفَ ، فوضعَ عنه عشرا . فرجعَ إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : أمرتُ بعشرٍ . قال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً . قال : فرجعَ على حياءٍ إلى ربهِ ، فسألهُ التخفيفَ فوضع عنه خمسا . فرجع إلى موسى فقال : بكم أمرتَ ؟ قال : بخَمْسٍ . فقال : ارجع إلى ربكَ فاسألهُ التخفيفَ ، فإن أمتكَ أضعفُ الأممِ ، وقد لقيتُ من بني إسرائيلَ شدةً ، قال : قد رجعتُ إلى ربي حتى استحييْتُ ، فما أنا راجعٌ إليهِ . قيل : أما إنكَ كما صبرتَ نفسكَ على خمسِ صلواتٍ ، فإنهنّ يُجزينَ عنكَ خمسينَ صلاة ، فإن كل حسنةٍ بعشرِ أمثالها ، قال : فرضي محمدٌ صلى الله عليه وسلم كل الرضا ، قال : وكانَ موسى عليه السلام من أشدهم عليهِ حين مرَّ بهِ ، وخيرهِم لهُ حين رجعَ إليهِ
الراوي : أبو العالية الرياحي | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 5/31 | خلاصة حكم المحدث : فيها غرابة ، [ فيه ] أبو جعفر الرازي ضعفه غير واحد | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

17 - بعث أبو بكرٍ خالدَ بنَ الوليدِ إلى أهلِ اليمامةِ وبعث يزيدَ بنَ أبى سفيانَ إلى الشامِ فذكر الراوي فقال خالدٌ لأهلِ اليمامةِ إلى أن قال ومات أبو بكرٍ واستخلَف عمرَ فبعث أبا عبيدةَ إلى الشامِ فقدم دمشقَ فاستمدَّ أبو عبيدةَ عمرَ فكتب عمرُ إلى خالدِ بنِ الوليدِ أن يسيرَ إلى أبي عبيدةَ بالشامِ
الراوي : أبو عثمان الصنعاني | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 7/24 | خلاصة حكم المحدث : غريب جدا | أحاديث مشابهة