الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - لَمَّا نَزَلتْ سُورةُ التِّينِ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرِحَ لها فَرَحًا شَديدًا حتى بانَ لنا شِدَّةُ فَرَحِه، فسألْنا ابنَ عبَّاسٍ بَعدَ ذلك عن تَفسيرِها فقالَ: أمَّا قَولُ اللهِ تَعالى {وَالتِّينِ} [التين: 1]، فبِلادُ الشَّامِ، {وَالزَّيْتُونِ} [التين: 1]، فبِلادُ فِلَسطينَ، {وَطُورِ سِينِينَ} [التين: 2]، فطُورُ سَيْنا الذي كَلَّمَ اللهُ عليه موسى، {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: 3]، فبَلدةُ مَكةَ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]، مُحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: 5]، عُبَّادُ الأصنامِ اللَّاتِ والعُزَّى {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [التين: 6]، أبو بَكرٍ وعُمَرُ، {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين: 6]، عُثمانُ بنُ عَفَّانَ، {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} [التين: 7]، علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليهم السَّلامُ، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين: 8]، إذْ بَعَثَكَ فيهم نَبيًّا وجَمَعكَ على تَقوًى يا مُحمدُ؟
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 1/406 | خلاصة حكم المحدث : موضوع | أحاديث مشابهة

2 - جاء رجلٌ من الحبشةِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسألُه فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : سَلْ واستفْهِمْ. فقال : يا رسولَ اللهِ فُضِّلتُم علينا بالصُّوَرِ والألوانِ والنُّبوَّةِ، أفرأيتَ إن آمنت بمثلِ ما آمنتَ به، وعملتَ بمثلِ ما عملتَ به، إنِّي لكائنٌ معك في الجنَّةِ ؟ قال : نعم ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : والَّذي نفسي بيدِه ليُرَى بياضُ الأسوَدِ في الجنَّةِ من مسيرةِ ألفِ عامٍ، من قال لا إلهَ إلَّا اللهُ كان له بها عهدٌ عند اللهِ عزَّ وجلَّ، ومن قال : سبحانَ اللهِ وبحمدِه كُتِب له مائةُ ألفِ حسنةٍ وأربعٌ وعشرون ألفَ حسنةٍ، فقال رجلٌ : كيف نهلَكُ بعد هذا ؟ قال : إنَّ الرَّجلَ ليأتي يومَ القيامةِ بالعملِ، لو وضع على جبلٍ لأثقله فتقومُ النِّعمةُ من نِعَمِ اللهِ عزَّ وجلَّ فتكادُ تستنفِدَ ذلك إلَّا أن يتطوَّلَ اللهُ برحمتِه، ونزلت هذه السُّورةُ : { هَلْ أَتَى... } [ الإنسان : 1 ] إلى قولِه : {... وَمُلْكًا كَبِيرًا } [ الإنسان : 20 ] فاستبكَى الحبشيُّ حتَّى فاضت نفسُه. قال ابنُ عمرَ : فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُدَلِّيه في حُفرتِه بيدِه
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/623 | خلاصة حكم المحدث : أورده في كتاب الموضوعات | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى أنه موضوع عنده

3 - والَّذي بعثني بالحقِّ إنَّ جبريلَ عليه السَّلامُ أخبرني عن إسرافيلَ عن ربِّه عزَّ وجلَّ : أنَّه من صلَّى ليلةَ الفطرِ مائةَ ركعةٍ، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ { الْحَمْدُ } مرَّةً و{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } عشرَ مرَّاتٍ، ويقولُ في كلِّ ركوعِه وسجودِه عشرَ مرَّاتٍ : سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ، فإذا فرغ من صلاتِه استغفر مائةَ مرَّةٍ، ثمَّ يسجدُ، ثمَّ يقولُ : يا حيُّ يا قيُّومُ يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما، يا أرحمَ الرَّاحمين، يا إلهَ الأوَّلين والآخرين اغفرْ لي ذنوبي، وتقبَّلْ صومي وصلاتي. والَّذي بعثني بالحقِّ إنَّه لا يرفعُ رأسَه من سجودِه حتَّى يغفرَ اللهُ عزَّ وجلَّ له، ويتقبَّلَ منه شهرَ رمضانَ، ويتجاوزَ عنه ذنوبِه، وإن كان قد أذنب سبعين ذنبًا كلُّ ذنبٍ أعظمُ من جميعِ [ أهلِ ] النَّارِ، ويتقبَّلُ من كورتِه شهرَ رمضانَ، قال : قلتُ : يا جبريلُ يتقبَّلُ منه خاصَّةً ومن جميعِ أهلِ بلدِه عامَّةً ؟ قال : والَّذي بعثني بالحقِّ إنَّ كرامتَه على اللهِ عزَّ وجلَّ أعظمُ منزلةً منهم. ويتقبَّلُ من جميعِ أهلِ المشرقِ والمغربِ صلاتَهم، ويستجيبُ لهم دعاءَهم، والَّذي بعثني بالحقِّ نبيًّا من صلَّى هذه الصَّلاةَ واستغفر هذا الاستغفارَ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يتقبَّلُ صلاتَه وصيامَه، لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قال في كتابِه : {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا } [ نوح : 10 ] ثمَّ قال { تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } [ هود : 3 ] وقال : {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [ المزمل : 20 ] وقال { وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [ النصر : 3 ] وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه هديَّةٌ لأمَّتي الرِّجالُ والنِّساءُ لم يُعطِها لمن كان قبلي
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/446 | خلاصة حكم المحدث : لا يشك في وضعه | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : موضوع

4 - إنَّ اللهَ خلق سبعَ سماواتٍ وخلق لكلِّ سماءٍ بابًا، ولكلِّ بابٍ ملَكًا، ووكَّل بكلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ أربعةً من الملائكةِ، ملَكَيْن بالنَّهارِ وملَكَيْن باللَّيلِ، فإذا كان عند المساءِ تصعَدُ ملائكةُ النَّهارِ بعملِ العِبادِ، فإذا بلغوا سماءَ الدُّنيا قال لهما الملَكُ : ما هذا ؟ قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه، قال : رُدَّا عليه، لا يقبَلِ اللهُ منه ولعنه، فإنَّه حاسدٌ، وإنَّ اللهَ نهاني أن يُجاوزَني عملُ الحاسدين، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ... } سورة النِّساء [ الآية 32 ] ثمَّ يُصعَدُ بعملِ عبدٍ من عبادِه ليس بحاسدٍ إلى السَّماءِ الثَّانيةِ، فيقولُ لهما الملَكُ : ما هذا قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه. قال : رُدَّا عليه لا يتقبَّلُ اللهُ منه ولعنه فإنَّه يغتابُ المؤمنين والمؤمناتِ، وإنَّ اللهَ تعالَى نهاني أن يُجاوزني عملُ المغتابين، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { ييَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ... } [ الحجرات : 12 ] ثمَّ يصعَدان بعملِ عبدٍ من عبادِه ليس بحاسدٍ ولا مغتابٍ إلى السَّماءِ الثَّالثةِ، فيقولُ الملَكُ لهما : ما هذا ؟ قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه قال : رُدَّا عليه، لا يقبلُ اللهُ منه ولعنه، فإنَّه ظالمُ المؤمنين والمؤمناتِ، وإنَ اللهَ تعالَى نهاني أن يُجاوزني عملُ الظَّالمين، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ... } [ النِّساء : 29 ] ثمَّ يُصعَدُ عملٌ عبدٍ ليس بحاسدٍ، ولا مغتابٍ، ولا ظالمٍ إلى السَّماءِ الرَّابعةِ فيقولُ لهما الملَكُ : ما هذا ؟ قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه، قال : رُدَّا عليه، لا يقبلُ اللهُ منه، ولعنه، فإنَّه خائنٌ للمؤمنين والمؤمناتِ، وإنَّ اللهَ نهاني أن يُجاوزني عملُ الخائنين، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ... } [ الأنفال : 27 ] ثمَّ يُصعَدُ بعملِ عبدٍ من عبادِه، فيقولُ : رُدَّا عليه، لا يتقبَّلُ اللهُ منه ولعنه فإنَّه مستكبِرٌ جبَّارٌ، وإنَّ اللهَ نهاني أن يُجاوزني عملُ المستكبرين، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ تعالَى {... إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [ غافر : 60 ] ثمَّ يُصعَدُ [ بعملِ ] عبدٍ من عبادِه ليس بحاسدٍ، ولا مغتابٍ، ولا ظالمٍ، ولا خائنٍ ، ولا مستكبرٍ، يُصعَدُ بعملِه إلى السَّماءِ السَّادسةِ، فيقولُ لهما الملَكُ : ما هذا ؟ قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه، قال : رُدَّا عليه، لا يتقبَّلُ اللهُ منه ولعنه، فإنَّه مُراءٍ يُرائي بعملِه، وإنَّ اللهَ أمرني أن لا يجاوزني عملُ مُرائي، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ {... يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ } ثمَّ يُصعَدُ بعملِ عبدٍ من عبادِه ليس بحاسدٍ، ولا مغتابٍ، ولا ظالمٍ، ولا خائنٍ ، ولا مستكبرٍ، ولا مُراءٍ، يُصعَدُ بعملِه إلى السَّماءِ السَّابعةِ، فيقولُ لهما الملَكُ : ما هذا ؟ قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه، قال : رُدَّا عليه، لا يتقبَّلُ اللهُ منه ولعنه، فإنَّه عاصٍ عاملٌ بالكبائرِ، وإنَّ اللهَ أمرني أن لا يجاوزني عملُ عاصٍ، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } [ الجاثية : 21 ] ثمَّ يُصعَدُ بعملِ عبدٍ من عبادِه تائبٍ ليس بحاسدٍ، ولا مغتابٍ، ولا ظالمٍ، ولا خائنٍ ، ولا مستكبرٍ، ولا مُراءٍ، ولا عاصٍ، فيكونُ لعملِه دوِيٌّ كدوِيِّ الرَّعدِ، ولا يمرُّ بملأٍ من الملائكةِ إلَّا استغفر له حتَّى يحمِلَه إلى علِّيِّين ، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ } [ المطففين : 18 - 21 ] فيستغفرُ المقرَّبون له، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ قولُه { فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/411 | خلاصة حكم المحدث : لا نشك في وضعه | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : موضوع

5 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا فقد الرَّجلَ انتظره ثلاثةَ أيَّامٍ، فإذا كان ثلاثةُ أيَّامٍ سأل عنه، فإن كان مريضًا عاده، وإن كان غائبًا دعا له، وإن كان صحيحًا زاره، ففقد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا من الأنصارِ فسأل عنه يومَ الثَّالثِ فقيل له : يا رسولَ اللهِ مريضٌ في البيتِ كأنَّه الفرْخُ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه بعد ما صلَّى الصُّبحَ وسأل عنه : انطلِقوا إلى أخيكم نعودُه، فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعه نفَرٌ من المسلمين فيهم أبو بكرٍ وعمرُ، فلمَّا دخلوا عليه قعد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسأله، فإذا هو مثلُ الفرْخِ، لا يأكلُ شيئًا إلَّا خرج من دبرِه، فقال رسولُ اللهِ : ما شأنُك ؟ قال : نعم يا رسولَ اللهِ، بينما أنت تُصلِّي قرأتَ في صلاةِ المغربِ القارعةَ ثمَّ مررتَ على هذه الآيةِ : { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) } فقلتُ : أيْ ربِّ مهما كان لي من ذنبٍ أنت مُعذِّبي عليه في الآخرةِ، فعجِّلْ لي عقوبتي في الدُّنيا، فرجعتُ إلى أهلي فأصابني ما ترَى. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : بئس ما صنعتَ، تمنَّيتَ لنفسِك البلاءَ، سألتَ اللهَ عزَّ وجلَّ البلاءَ، ألا سألتَ اللهَ عزَّ وجلَّ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ ؟ قال : فما أقولُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : تقولُ : { رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } ثمَّ دعا له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبرَأ وقام كأنَّما نشَط من عَقالٍ، ثمَّ خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال عمرُ : يا رسولَ اللهِ حضَضْتنا آنفًا على عيادةِ المريضِ فما لنا في ذلك من الأجرِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ المرءَ المسلمَ إذا توجَّه إلى أخيه المريضِ يعودُه خاض في الرَّحمةِ إلى حقْوَيْه، ورفع اللهُ عزَّ وجلَّ بكلِّ قدمٍ درجةً، وكتب له بكلِّ قدمٍ حسنةً، وحطَّ عنه به خطيئةً، فإذا قعد عند المريضِ غمرته الرَّحمةُ، وكان المريضُ في ظلِّ عرشِ الرَّحمنِ، وكان العائدَ في ظلِّ عرشِه، يقولُ اللهُ لملائكتِه : كم احتُبِس عند عبدي المريضِ ؟ يقولُ الملَكُ إذا كان لم يُطِلْ : احتُبِس عنده فَواقًا. قال : اكتُبوا له عبادةَ ألفِ سنةٍ إن عاش لم تُكتَبْ عليه خطيئةٌ، واستأنف العملَ، وإن مات قبل ألفِ سنةٍ دخل الجنَّةَ، ثمَّ يقولُ للملَكِ : كم احتُبِس ؟ فإن كان أطال الحبسَ يقولُ ساعةً. يقولُ : اكتُبوا له دهرًا، والدَّهرُ عشرةُ [ آلافِ ] سنةٍ إن عاش لم يكتُبْ عليه خطيئةً واحدةً، ثمَّ يُقالُ له بعد عشرةِ آلافِ سنةٍ : استأنِفِ العملَ وإن مات قبل عشرةِ آلافِ سنةٍ دخل الجنَّةَ، وإن كان حين يُصبحُ صلَّى عليه سبعون ألفَ ملَكٍ إلى أن يُمسيَ، وإن كان مساءً إلى أن يُصبحَ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/491 | خلاصة حكم المحدث : موضوع | أحاديث مشابهة

6 - لمَّا نزلتْ { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } [ النَّصر : 1 ] إلى آخرِ السُّورةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ نفسي قد نُعِيَتْ، قال جبريلُ : { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى } [ الضُّحى : 4 - 5 ] فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بلالًا ينادي : الصَّلاةُ جامعةٌ، فاجتمع المهاجرون، والأنصارُ إلى مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى بالنَّاسِ ثمَّ صعِد المنبرَ فحمِد اللهَ وأثنَى عليه، ثمَّ خطَب خُطبةً وَجِلتْ منها القلوبُ وبكتْ منها العيونُ، ثمَّ قال : أيُّها النَّاسُ أيُّ نبيٍّ كنتُ لكم ؟ فقالوا : جزاك اللهُ من نبيٍّ خيرًا فلقدْ كُنتَ لنا كالأبِ الرَّحيمِ، وكالأخِ النَّاصحِ المشفقِ، أدَيْتَ رسالاتِ اللهِ وأبلغتنا وحيَه، ودعوتَ إلى سبيلِ ربِّك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ، فجزاك اللهُ عنَّا أفضلَ ما جازَى نبيًّا عن أمَّتِه، فقال لهم : معاشرَ المسلمين أنشدُكم باللهِ، وبحقِّي عليكم، من كانت له قِبَلي مَظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم اللهَ، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم الثَّالثةَ : معاشرَ المسلمين ! من كانت له من قِبَلي مظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي قبلَ القِصاصِ في القيامةِ فقام من بينِ المسلمين شيخٌ كبيرٌ يُقالُ له عُكَّاشةُ، فتخطَّى المسلمين حتَّى وقف بينَ يدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : فِداكَ أبي وأمِّي، لولا أنَّك ناشدتَنا مرَّةً بعدَ أخرَى ما كنتُ بالَّذي أنقلِعُ على شيءٍ منك، كنتُ معك في غَزاةٍ فلمَّا فتح اللهُ علينا فكنَّا في الانصرافِ، حاذت ناقتي ناقتَك فنزلتُ عن النَّاقةِ ودنوتُ منك لأقبِّلَ فخِذَك، فرفعتَ القضيبَ فضربتَ خاصرتي ، فلا أدري أكان عمدًا منك أم أردتَ ضربَ النَّاقةِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ أُعيذُك بجلالِ اللهِ أن يتعمَّدَك رسولُ اللهِ بالضَّربِ. يا بلالُ انطلِقْ إلى منزلِ فاطمةَ وأتني بالقضيبِ الممشوقِ، فقالت فاطمةُ : وما يصنعُ أبي بالقضيبِ الممشوقِ، وليس هذا يومَ حجٍّ ولا يومَ غَزاةٍ ؟ فقال : يا فاطمةُ ما أغفلَك عمَّا فيه أبوك ؟ إنَّ رسولَ اللهِ يُودِّعُ الدِّينَ ويُفارِقُ الدُّنيا، ويُعطي القِصاصَ من نفسِه، فقالت فاطمةُ : يا بلالُ ومن ذا الَّذي تطيبُ نفسُه أن يقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ يا بلالُ إذن فقلْ للحسنِ والحسينِ يقومان إلى هذا الرَّجلِ فيقتصَّ منهما ولا يدعانه يقتصُّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخلَ بلالٌ المسجدَ، ودفع القضيبَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القضيبَ إلى عُكَّاشةَ، فلمَّا نظر أبو بكرٍ وعمرُ إلى ذلك قاما فقالا : يا عُكَّاشةُ ها نحن بين يدَيْك، فاقتصَّ منَّا ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : امضِ أبا بكرٍ، وأنتَ يا عمرُ فامضِ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مكانَكما ومقامَكما، فقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ فقال : يا عُكَّاشةُ أنا في الحياةِ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تطيبُ نفسي أن تضرِبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهذا ظهرِي وبطني فاقتصَّ منِّي بيدِك واجلدنِي مائةً، ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا عليُّ اقعُدْ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مقامَك ونيَّتَك، وقام الحسنُ والحسينُ فقالا : يا عُكَّاشةُ أليس تعلَّمُ أنا سِبطا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فالقِصاصُ منَّا كالقِصاصِ من رسولِ اللهِ، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اقعُدا يا قُرَّةَ عيني، لا نَسِي اللهُ لكما هذا المقامَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ اضرِبْ إن كنتَ ضاربًا، فقال : يا رسولَ اللهِ ضربتني وأنا حاسرٌ عن بطني، فكشف عن بطنِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصاح المسلمون بالبكاءِ، وقالوا : ترَى عُكَّاشةَ ضاربًا بطنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فلمَّا نظر عُكَّاشةُ إلى بياضِ بطنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كأنَّه القَبَاطِيُّ لم يملكْ أن أكبَّ عليه فقبَّل بطنَه وهو يقولُ : فداكَ أبِي وأمِّي، ومن تُطيقُ نفسُه أن يقتصَّ منك ؟ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إمَّا أن تضرِبَ وإمَّا أن تعفوَ، فقال : قد عفوتُ عنك رجاءَ أن يعفوَاللهُ عنِّي في القيامةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أراد أن ينظُرَ إلى رفيقِي في الجنَّةِ فلينظُرْ إلى هذا الشَّيخِ، فقام المسلمون، فجعلوا يُقبِّلون ما بين عينَيْه، ويقولون : طوباك، طوباك نِلتَ الدَّرجاتِ العُلَى، ومرافقةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فمرِض رسولُ اللهِ من يومِه فكان مرضُه ثمانيةَ عشرَ يومًا يعودُه النَّاسُ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وِلِد يومَ الإثنين، وبُعث يومَ الإثنين، وقُبِض يومَ الإثنين، فلمَّا كان يومُ الأحدِ ثَقُل في مرضِه، فأذَّن بلالٌ، ثمَّ وقف بالبابِ فنادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، الصَّلاةَ يرحمُكَ اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقالتْ فاطمةُ : يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه فدخل بلالٌ المسجدَ فلمَّا أسفر الصُّبحُ قال : واللهِ لا أُقيمُها أو أستأذِنُ سيِّدي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرج وقام بالبابِ ونادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ الصَّلاةُ يرحمُك اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقال : ادخُلْ يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ مشغولٌ بنفسِه مُرْ أبا بكرٍ يُصلِّي بالنَّاسِ فخرج ويدُه على أمِّ رأسِه يقولُ : يا غوْثاه باللهِ ! وانقطاعَ رجائي، وانفصامَ ظهري، ليتني لم تلِدْني أمِّي، وإذ ولدتني لم أشهَدْ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا اليومَ ثم قال يا أبا بكرٍ ألا إنَّ رسولَ اللهِ أمرك أن تصلِّيَ بالنَّاسِ فتقدَّم أبو بكرٍ، وكان رجلًا رقيقًا، فلمَّا نظر إلى [ خلُوِّ ] المكانِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يتمالَكْ أن خرَّ مغشيًّا عليه، وصاح المسلمون بالبكاءِ، فسمِع رسولُ اللهِ ضجيجَ النَّاسِ، فقال ما هذه الضَّجَّةُ ؟ فقالوا : ضجَّةُ المسلمين لفقدِك يا رسولَ اللهِ ! فدعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليًّا والعبَّاسَ، فاتَّكأ عليهما فخرجَ إلى المسجدِ فصلَّى بالنَّاسِ ركعتَيْن خفيفتَيْن، ثمَّ أقبل بوجهِه المليحِ عليهم فقال : معشرَ المسلمين أستودِعُكم اللهَ، أنتم في رجاءِ اللهِ وأمانتِه، واللهُ خليفتي عليكم، معاشرَ المسلمين عليكم باتِّقاءِ اللهِ ! وحفْظِ طاعتِه من بعدي، فإنِّي مفارقٌ الدُّنيا هذا أوَّلُ يومٍ من أيَّامِ الآخرةِ، وآخرُ يومٍ من الدُّنيا فلمَّا كان يومُ الإثنينِ اشتدَّ به الأمرُ، وأوحَى اللهُ تعالَى إلى ملَكِ الموتِ أن اهبِطْ إلى حبيبي وصفيِّي محمَّدٍ في أحسنِ صورةٍ، وارفُقْ به في قبضِ روحِه، فهبط ملَكُ الموتِ، فوقف بالبابِ شبهَ أعرابيٍّ، ثمَّ قال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ، ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فقالت عائشةُ لفاطمةَ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ : آجرك اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه، فنادَى الثَّانيةَ فقالت عائشةُ : يا فاطمةُ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ آجركَ اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ إنَّ رسولَ اللهِ اليومَ مشغولٌ بنفسِه، ثمَّ دعا الثَّالثةَ فقال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فلا بدَّ من الدُّخولِ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ ملَكِ الموتِ، فقال : يا فاطمةُ مَن بالبابِ ؟ فقالت : يا رسولَ اللهِ إنَّ رجلًا بالبابِ يستأذِنُ في الدُّخولِ فأجبناه مرَّةً بعد أخرَى فنادَى في الثَّالثةِ صوتًا اقشعرَّ منه جلدي، وارتعَدَتْ منه فرائصي، فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا فاطمةُ أتدرين من بالبابِ ؟ هذا هادمُ اللَّذاتِ ومفرِّقُ الجماعاتِ، هذا مُرمِّلُ الأزواجِ، ومُوتِمُ الأولادِ، هذا مخرِّبُ الدُّورِ، وعامرُ القبورِ، هذا ملَكُ الموتِ، ادخلْ يرحمْك اللهُ يا ملَكَ الموتِ جئتني زائرًا أم قابضًا ؟ قال : جئتُك زائرًا وقابضًا، وأمرني اللهُ عزَّ وجلَّ أن لا أدخلَ عليك إلَّا بإذنِك، ولا أقبضُ روحَك إلَّا بإذنِك، فإن أذِنتَ وإلَّا رجِعتُ إلى ربِّي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا ملَكَ الموتِ أين خلَّفت حبيبي جبريلَ ؟ فقال : خلَّفتُه في السَّماءِ الدُّنيا والملائكةُ يُعزُّونه فيك، فما كان بأسرع أن أتاه جبريلُ، فقعد عندَ رأسِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ! هذا الرَّحيلُ من الدُّنيا فبشِّرْني ما لي عند اللهِ ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ إنِّي تركتُ أبوابَ السَّماءِ قد فُتِحَتْ والملائكةُ قد قاموا صفوفًا بالتَّحيَّةِ والرَّيحانِ يُحيُّونَ روحَك يا محمَّدُ، فقال : لوجهِ ربِّي الحمدُ، فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أُبشِّرُك أنَّ أبوابَ الجنَّةِ قد فُتِّحتْ، وأنهارُها قد اطَّردتْ وأشجارُها قد تدلَّتْ، وحورُها قد تزيَّنتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ. قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! بشِّرْني يا جبريلُ، قال : أبوابُ النِّيرانِ قد أطبَقتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ، قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أنت أوَّلُ شافعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ في القيامةِ، قال لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ : يا حبيبي عمَّ تسألُني ؟ قالَ : أسألُك عن غمِّي وهمِّي من لقُرَّاءِ القرآنِ من بعدي، من لصُّوَّامِ رمضانَ من بعدي ؟ من لحُجَّاجِ بيتِ اللهِ الحرامِ من بعدي ؟ من لأمَّتي المصطفاةِ من بعدي ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : قد حرَّمتُ الجنَّةَ على جميعِ الأنبياءِ والأممِ حتَّى تدخُلَها أنتَ وأمَّتُك يا محمَّدُ. قال : الآنَ طابتْ نفسي، ادْنُ يا ملكَ الموتِ فانتَهِ إلى ما أُمِرْتَ : فقال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : إذا أنت قُبِضتَ فمن يُغسِّلُك وفيم نُكفِّنُك ؟ ومن يُصلِّي عليك ؟ ومن يدخُلُ القبرَ ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عليٌّ أمَّا الغُسلُ فاغسلني أنت، وابنُ عبَّاسٍ يصبُّ عليك الماءَ، وجبريلُ ثالثُكما، فإذا أنتم فرغتُم من غسلي فكفِّنوني في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وجبريلُ يأتيني بحنوطٍ من الجنَّةِ، فإذا أنتم وضعتموني على السَّريرِ فضعوني في المسجدِ، واخرجوا عنِّي فإنَّ أوَّلَ من يُصلِّي عليَّ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ من فوقِ عرشِه، ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ، زُمَرًا زُمَرًا، ثمَّ ادخلوا فقُوموا صفوفًا صفوفًا لا يتقدَّمُ عليَّ أحدٌ، فقالت فاطمةُ : اليومَ الفِراقُ، فمتَى ألقاك، فقال لها : يا بُنيَّةُ تلقينني يومَ القيامةِ عند الحوضِ وأنا أسقِي من يرِدُ على الحوضِ من أمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قال : تلقينني عند الميزانِ، وأنا أشفعُ لأمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قالَ : تلقينني عند الصِّراطِ وأنا أُنادي : ربِّ سلَّم أمَّتي من النَّارِ، فدنا ملَكُ الموتِ فعالج قبْضَ روحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا بلغ إلى الرُّكبتَيْن قال النَّبيُّ : أُوَاه ! فلمَّا بلغ الرَّوحُ إلى السُّرَّةِ نادَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : واكرْبَاه ! فقالتْ فاطمةُ : كربي لكربِك يا أبتاه ! فلمَّا بلغ الرُّوحُ إلى الثُّندُوَةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ما أشدَّ مرارةَ الموتِ ! فولَّى جبريلُ وجهَه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ كرِهتَ النَّظرَ إليَّ ؟ فقال جبريلُ : يا حبيبي ومن تُطيقُ نفسُه أن ينظُرَ إليك وأنت تُعالِجُ سكَراتِ الموتِ، فقُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فغسَّله عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ يصُبُّ الماءَ، وجبريلُ عليه السَّلامُ معهما، وكُفِّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وحُمِل على السَّريرِ، ثمَّ أدخلوه المسجدَ وخرج النَّاسُ عنه، وأوَّلُ من صلَّى عليه الرَّبُّ من فوقِ عرشِه تعالَى وتقدَّس ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ زُمَرًا زُمَرًا، قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : لقد سمِعنا في المسجدِ همهمةً ولم نرَ لهم شخصًا، فسمِعنا هاتفًا يهتِفُ وهو يقولُ : ادخلوا رحِمكم اللهُ ! فصلُّوا على نبيِّكم صلَّى اللهُ عليه وسلمَ، فدخلنا فقُمنا صفوفًا كما أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكبَّرنا بتكبيرِ جبريلَ. وصلَّيْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بصلاةِ جبريلَ ما تقدَّم منَّا أحدٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ودخل القبرَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ وأبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، ودُفِن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا انصرف النَّاسُ قالت فاطمةُ : يا أبا الحسنِ دفنتُم رسولَ اللهِ ؟ قال : نعم قالتْ فاطمةُ : كيف طابتْ أنفسُكم أن تحثوا التُّرابَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ أما كان في صدورِكم لرسولِ اللهِ الرَّحمةُ ؟ أما كان مُعلِّمَ الخيرِ ؟ قال : بلى يا فاطمةُ، ولكنَّ أمرَ اللهِ عزَّ وجلَّ الَّذي لا مردَّ له، فجعلتْ تبكي، وتندُبُ وهي تقولُ : يا أبتاه ؟ الآن انقطع عنَّا جبريلُ وكان جبريلُ يأتينا بالوحيِ من السَّماءِ
الراوي : جابر بن عبدالله وعبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/30 | خلاصة حكم المحدث : موضوع | أحاديث مشابهة
 

1 - لَمَّا نَزَلتْ سُورةُ التِّينِ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرِحَ لها فَرَحًا شَديدًا حتى بانَ لنا شِدَّةُ فَرَحِه، فسألْنا ابنَ عبَّاسٍ بَعدَ ذلك عن تَفسيرِها فقالَ: أمَّا قَولُ اللهِ تَعالى {وَالتِّينِ} [التين: 1]، فبِلادُ الشَّامِ، {وَالزَّيْتُونِ} [التين: 1]، فبِلادُ فِلَسطينَ، {وَطُورِ سِينِينَ} [التين: 2]، فطُورُ سَيْنا الذي كَلَّمَ اللهُ عليه موسى، {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: 3]، فبَلدةُ مَكةَ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]، مُحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: 5]، عُبَّادُ الأصنامِ اللَّاتِ والعُزَّى {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [التين: 6]، أبو بَكرٍ وعُمَرُ، {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين: 6]، عُثمانُ بنُ عَفَّانَ، {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} [التين: 7]، علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليهم السَّلامُ، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين: 8]، إذْ بَعَثَكَ فيهم نَبيًّا وجَمَعكَ على تَقوًى يا مُحمدُ؟
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 1/406 | خلاصة حكم المحدث : موضوع | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (2/97)، ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (1/214)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (1/249) واللفظ له.

2 - جاء رجلٌ من الحبشةِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسألُه فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : سَلْ واستفْهِمْ. فقال : يا رسولَ اللهِ فُضِّلتُم علينا بالصُّوَرِ والألوانِ والنُّبوَّةِ، أفرأيتَ إن آمنت بمثلِ ما آمنتَ به، وعملتَ بمثلِ ما عملتَ به، إنِّي لكائنٌ معك في الجنَّةِ ؟ قال : نعم ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : والَّذي نفسي بيدِه ليُرَى بياضُ الأسوَدِ في الجنَّةِ من مسيرةِ ألفِ عامٍ، من قال لا إلهَ إلَّا اللهُ كان له بها عهدٌ عند اللهِ عزَّ وجلَّ، ومن قال : سبحانَ اللهِ وبحمدِه كُتِب له مائةُ ألفِ حسنةٍ وأربعٌ وعشرون ألفَ حسنةٍ، فقال رجلٌ : كيف نهلَكُ بعد هذا ؟ قال : إنَّ الرَّجلَ ليأتي يومَ القيامةِ بالعملِ، لو وضع على جبلٍ لأثقله فتقومُ النِّعمةُ من نِعَمِ اللهِ عزَّ وجلَّ فتكادُ تستنفِدَ ذلك إلَّا أن يتطوَّلَ اللهُ برحمتِه، ونزلت هذه السُّورةُ : { هَلْ أَتَى... } [ الإنسان : 1 ] إلى قولِه : {... وَمُلْكًا كَبِيرًا } [ الإنسان : 20 ] فاستبكَى الحبشيُّ حتَّى فاضت نفسُه. قال ابنُ عمرَ : فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُدَلِّيه في حُفرتِه بيدِه
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/623 | خلاصة حكم المحدث : أورده في كتاب الموضوعات | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الطبراني (12/436) (13595)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (3/319)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (34/64) باختلاف يسير

3 - والَّذي بعثني بالحقِّ إنَّ جبريلَ عليه السَّلامُ أخبرني عن إسرافيلَ عن ربِّه عزَّ وجلَّ : أنَّه من صلَّى ليلةَ الفطرِ مائةَ ركعةٍ، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ { الْحَمْدُ } مرَّةً و{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } عشرَ مرَّاتٍ، ويقولُ في كلِّ ركوعِه وسجودِه عشرَ مرَّاتٍ : سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ، فإذا فرغ من صلاتِه استغفر مائةَ مرَّةٍ، ثمَّ يسجدُ، ثمَّ يقولُ : يا حيُّ يا قيُّومُ يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما، يا أرحمَ الرَّاحمين، يا إلهَ الأوَّلين والآخرين اغفرْ لي ذنوبي، وتقبَّلْ صومي وصلاتي. والَّذي بعثني بالحقِّ إنَّه لا يرفعُ رأسَه من سجودِه حتَّى يغفرَ اللهُ عزَّ وجلَّ له، ويتقبَّلَ منه شهرَ رمضانَ، ويتجاوزَ عنه ذنوبِه، وإن كان قد أذنب سبعين ذنبًا كلُّ ذنبٍ أعظمُ من جميعِ [ أهلِ ] النَّارِ، ويتقبَّلُ من كورتِه شهرَ رمضانَ، قال : قلتُ : يا جبريلُ يتقبَّلُ منه خاصَّةً ومن جميعِ أهلِ بلدِه عامَّةً ؟ قال : والَّذي بعثني بالحقِّ إنَّ كرامتَه على اللهِ عزَّ وجلَّ أعظمُ منزلةً منهم. ويتقبَّلُ من جميعِ أهلِ المشرقِ والمغربِ صلاتَهم، ويستجيبُ لهم دعاءَهم، والَّذي بعثني بالحقِّ نبيًّا من صلَّى هذه الصَّلاةَ واستغفر هذا الاستغفارَ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يتقبَّلُ صلاتَه وصيامَه، لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قال في كتابِه : {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا } [ نوح : 10 ] ثمَّ قال { تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } [ هود : 3 ] وقال : {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [ المزمل : 20 ] وقال { وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [ النصر : 3 ] وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه هديَّةٌ لأمَّتي الرِّجالُ والنِّساءُ لم يُعطِها لمن كان قبلي
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/446 | خلاصة حكم المحدث : لا يشك في وضعه | أحاديث مشابهة

4 - إنَّ اللهَ خلق سبعَ سماواتٍ وخلق لكلِّ سماءٍ بابًا، ولكلِّ بابٍ ملَكًا، ووكَّل بكلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ أربعةً من الملائكةِ، ملَكَيْن بالنَّهارِ وملَكَيْن باللَّيلِ، فإذا كان عند المساءِ تصعَدُ ملائكةُ النَّهارِ بعملِ العِبادِ، فإذا بلغوا سماءَ الدُّنيا قال لهما الملَكُ : ما هذا ؟ قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه، قال : رُدَّا عليه، لا يقبَلِ اللهُ منه ولعنه، فإنَّه حاسدٌ، وإنَّ اللهَ نهاني أن يُجاوزَني عملُ الحاسدين، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ... } سورة النِّساء [ الآية 32 ] ثمَّ يُصعَدُ بعملِ عبدٍ من عبادِه ليس بحاسدٍ إلى السَّماءِ الثَّانيةِ، فيقولُ لهما الملَكُ : ما هذا قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه. قال : رُدَّا عليه لا يتقبَّلُ اللهُ منه ولعنه فإنَّه يغتابُ المؤمنين والمؤمناتِ، وإنَّ اللهَ تعالَى نهاني أن يُجاوزني عملُ المغتابين، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { ييَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ... } [ الحجرات : 12 ] ثمَّ يصعَدان بعملِ عبدٍ من عبادِه ليس بحاسدٍ ولا مغتابٍ إلى السَّماءِ الثَّالثةِ، فيقولُ الملَكُ لهما : ما هذا ؟ قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه قال : رُدَّا عليه، لا يقبلُ اللهُ منه ولعنه، فإنَّه ظالمُ المؤمنين والمؤمناتِ، وإنَ اللهَ تعالَى نهاني أن يُجاوزني عملُ الظَّالمين، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ... } [ النِّساء : 29 ] ثمَّ يُصعَدُ عملٌ عبدٍ ليس بحاسدٍ، ولا مغتابٍ، ولا ظالمٍ إلى السَّماءِ الرَّابعةِ فيقولُ لهما الملَكُ : ما هذا ؟ قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه، قال : رُدَّا عليه، لا يقبلُ اللهُ منه، ولعنه، فإنَّه خائنٌ للمؤمنين والمؤمناتِ، وإنَّ اللهَ نهاني أن يُجاوزني عملُ الخائنين، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ... } [ الأنفال : 27 ] ثمَّ يُصعَدُ بعملِ عبدٍ من عبادِه، فيقولُ : رُدَّا عليه، لا يتقبَّلُ اللهُ منه ولعنه فإنَّه مستكبِرٌ جبَّارٌ، وإنَّ اللهَ نهاني أن يُجاوزني عملُ المستكبرين، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ تعالَى {... إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [ غافر : 60 ] ثمَّ يُصعَدُ [ بعملِ ] عبدٍ من عبادِه ليس بحاسدٍ، ولا مغتابٍ، ولا ظالمٍ، ولا خائنٍ ، ولا مستكبرٍ، يُصعَدُ بعملِه إلى السَّماءِ السَّادسةِ، فيقولُ لهما الملَكُ : ما هذا ؟ قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه، قال : رُدَّا عليه، لا يتقبَّلُ اللهُ منه ولعنه، فإنَّه مُراءٍ يُرائي بعملِه، وإنَّ اللهَ أمرني أن لا يجاوزني عملُ مُرائي، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ {... يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ } ثمَّ يُصعَدُ بعملِ عبدٍ من عبادِه ليس بحاسدٍ، ولا مغتابٍ، ولا ظالمٍ، ولا خائنٍ ، ولا مستكبرٍ، ولا مُراءٍ، يُصعَدُ بعملِه إلى السَّماءِ السَّابعةِ، فيقولُ لهما الملَكُ : ما هذا ؟ قالا : هذا عملُ عبدٍ من عبادِه، قال : رُدَّا عليه، لا يتقبَّلُ اللهُ منه ولعنه، فإنَّه عاصٍ عاملٌ بالكبائرِ، وإنَّ اللهَ أمرني أن لا يجاوزني عملُ عاصٍ، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } [ الجاثية : 21 ] ثمَّ يُصعَدُ بعملِ عبدٍ من عبادِه تائبٍ ليس بحاسدٍ، ولا مغتابٍ، ولا ظالمٍ، ولا خائنٍ ، ولا مستكبرٍ، ولا مُراءٍ، ولا عاصٍ، فيكونُ لعملِه دوِيٌّ كدوِيِّ الرَّعدِ، ولا يمرُّ بملأٍ من الملائكةِ إلَّا استغفر له حتَّى يحمِلَه إلى علِّيِّين ، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ } [ المطففين : 18 - 21 ] فيستغفرُ المقرَّبون له، وتصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ قولُه { فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/411 | خلاصة حكم المحدث : لا نشك في وضعه | أحاديث مشابهة

5 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا فقد الرَّجلَ انتظره ثلاثةَ أيَّامٍ، فإذا كان ثلاثةُ أيَّامٍ سأل عنه، فإن كان مريضًا عاده، وإن كان غائبًا دعا له، وإن كان صحيحًا زاره، ففقد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا من الأنصارِ فسأل عنه يومَ الثَّالثِ فقيل له : يا رسولَ اللهِ مريضٌ في البيتِ كأنَّه الفرْخُ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه بعد ما صلَّى الصُّبحَ وسأل عنه : انطلِقوا إلى أخيكم نعودُه، فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعه نفَرٌ من المسلمين فيهم أبو بكرٍ وعمرُ، فلمَّا دخلوا عليه قعد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسأله، فإذا هو مثلُ الفرْخِ، لا يأكلُ شيئًا إلَّا خرج من دبرِه، فقال رسولُ اللهِ : ما شأنُك ؟ قال : نعم يا رسولَ اللهِ، بينما أنت تُصلِّي قرأتَ في صلاةِ المغربِ القارعةَ ثمَّ مررتَ على هذه الآيةِ : { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) } فقلتُ : أيْ ربِّ مهما كان لي من ذنبٍ أنت مُعذِّبي عليه في الآخرةِ، فعجِّلْ لي عقوبتي في الدُّنيا، فرجعتُ إلى أهلي فأصابني ما ترَى. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : بئس ما صنعتَ، تمنَّيتَ لنفسِك البلاءَ، سألتَ اللهَ عزَّ وجلَّ البلاءَ، ألا سألتَ اللهَ عزَّ وجلَّ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ ؟ قال : فما أقولُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : تقولُ : { رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } ثمَّ دعا له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبرَأ وقام كأنَّما نشَط من عَقالٍ، ثمَّ خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال عمرُ : يا رسولَ اللهِ حضَضْتنا آنفًا على عيادةِ المريضِ فما لنا في ذلك من الأجرِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ المرءَ المسلمَ إذا توجَّه إلى أخيه المريضِ يعودُه خاض في الرَّحمةِ إلى حقْوَيْه، ورفع اللهُ عزَّ وجلَّ بكلِّ قدمٍ درجةً، وكتب له بكلِّ قدمٍ حسنةً، وحطَّ عنه به خطيئةً، فإذا قعد عند المريضِ غمرته الرَّحمةُ، وكان المريضُ في ظلِّ عرشِ الرَّحمنِ، وكان العائدَ في ظلِّ عرشِه، يقولُ اللهُ لملائكتِه : كم احتُبِس عند عبدي المريضِ ؟ يقولُ الملَكُ إذا كان لم يُطِلْ : احتُبِس عنده فَواقًا. قال : اكتُبوا له عبادةَ ألفِ سنةٍ إن عاش لم تُكتَبْ عليه خطيئةٌ، واستأنف العملَ، وإن مات قبل ألفِ سنةٍ دخل الجنَّةَ، ثمَّ يقولُ للملَكِ : كم احتُبِس ؟ فإن كان أطال الحبسَ يقولُ ساعةً. يقولُ : اكتُبوا له دهرًا، والدَّهرُ عشرةُ [ آلافِ ] سنةٍ إن عاش لم يكتُبْ عليه خطيئةً واحدةً، ثمَّ يُقالُ له بعد عشرةِ آلافِ سنةٍ : استأنِفِ العملَ وإن مات قبل عشرةِ آلافِ سنةٍ دخل الجنَّةَ، وإن كان حين يُصبحُ صلَّى عليه سبعون ألفَ ملَكٍ إلى أن يُمسيَ، وإن كان مساءً إلى أن يُصبحَ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/491 | خلاصة حكم المحدث : موضوع | أحاديث مشابهة

6 - لمَّا نزلتْ { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } [ النَّصر : 1 ] إلى آخرِ السُّورةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ نفسي قد نُعِيَتْ، قال جبريلُ : { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى } [ الضُّحى : 4 - 5 ] فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بلالًا ينادي : الصَّلاةُ جامعةٌ، فاجتمع المهاجرون، والأنصارُ إلى مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى بالنَّاسِ ثمَّ صعِد المنبرَ فحمِد اللهَ وأثنَى عليه، ثمَّ خطَب خُطبةً وَجِلتْ منها القلوبُ وبكتْ منها العيونُ، ثمَّ قال : أيُّها النَّاسُ أيُّ نبيٍّ كنتُ لكم ؟ فقالوا : جزاك اللهُ من نبيٍّ خيرًا فلقدْ كُنتَ لنا كالأبِ الرَّحيمِ، وكالأخِ النَّاصحِ المشفقِ، أدَيْتَ رسالاتِ اللهِ وأبلغتنا وحيَه، ودعوتَ إلى سبيلِ ربِّك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ، فجزاك اللهُ عنَّا أفضلَ ما جازَى نبيًّا عن أمَّتِه، فقال لهم : معاشرَ المسلمين أنشدُكم باللهِ، وبحقِّي عليكم، من كانت له قِبَلي مَظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم اللهَ، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فناشدهم الثَّالثةَ : معاشرَ المسلمين ! من كانت له من قِبَلي مظلمةٌ فليقُمْ فليقتصَّ منِّي قبلَ القِصاصِ في القيامةِ فقام من بينِ المسلمين شيخٌ كبيرٌ يُقالُ له عُكَّاشةُ، فتخطَّى المسلمين حتَّى وقف بينَ يدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : فِداكَ أبي وأمِّي، لولا أنَّك ناشدتَنا مرَّةً بعدَ أخرَى ما كنتُ بالَّذي أنقلِعُ على شيءٍ منك، كنتُ معك في غَزاةٍ فلمَّا فتح اللهُ علينا فكنَّا في الانصرافِ، حاذت ناقتي ناقتَك فنزلتُ عن النَّاقةِ ودنوتُ منك لأقبِّلَ فخِذَك، فرفعتَ القضيبَ فضربتَ خاصرتي ، فلا أدري أكان عمدًا منك أم أردتَ ضربَ النَّاقةِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ أُعيذُك بجلالِ اللهِ أن يتعمَّدَك رسولُ اللهِ بالضَّربِ. يا بلالُ انطلِقْ إلى منزلِ فاطمةَ وأتني بالقضيبِ الممشوقِ، فقالت فاطمةُ : وما يصنعُ أبي بالقضيبِ الممشوقِ، وليس هذا يومَ حجٍّ ولا يومَ غَزاةٍ ؟ فقال : يا فاطمةُ ما أغفلَك عمَّا فيه أبوك ؟ إنَّ رسولَ اللهِ يُودِّعُ الدِّينَ ويُفارِقُ الدُّنيا، ويُعطي القِصاصَ من نفسِه، فقالت فاطمةُ : يا بلالُ ومن ذا الَّذي تطيبُ نفسُه أن يقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ يا بلالُ إذن فقلْ للحسنِ والحسينِ يقومان إلى هذا الرَّجلِ فيقتصَّ منهما ولا يدعانه يقتصُّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخلَ بلالٌ المسجدَ، ودفع القضيبَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القضيبَ إلى عُكَّاشةَ، فلمَّا نظر أبو بكرٍ وعمرُ إلى ذلك قاما فقالا : يا عُكَّاشةُ ها نحن بين يدَيْك، فاقتصَّ منَّا ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : امضِ أبا بكرٍ، وأنتَ يا عمرُ فامضِ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مكانَكما ومقامَكما، فقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ فقال : يا عُكَّاشةُ أنا في الحياةِ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا تطيبُ نفسي أن تضرِبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهذا ظهرِي وبطني فاقتصَّ منِّي بيدِك واجلدنِي مائةً، ولا تقتصَّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا عليُّ اقعُدْ، فقد عرف اللهُ عزَّ وجلَّ مقامَك ونيَّتَك، وقام الحسنُ والحسينُ فقالا : يا عُكَّاشةُ أليس تعلَّمُ أنا سِبطا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فالقِصاصُ منَّا كالقِصاصِ من رسولِ اللهِ، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اقعُدا يا قُرَّةَ عيني، لا نَسِي اللهُ لكما هذا المقامَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عُكَّاشةُ اضرِبْ إن كنتَ ضاربًا، فقال : يا رسولَ اللهِ ضربتني وأنا حاسرٌ عن بطني، فكشف عن بطنِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصاح المسلمون بالبكاءِ، وقالوا : ترَى عُكَّاشةَ ضاربًا بطنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فلمَّا نظر عُكَّاشةُ إلى بياضِ بطنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كأنَّه القَبَاطِيُّ لم يملكْ أن أكبَّ عليه فقبَّل بطنَه وهو يقولُ : فداكَ أبِي وأمِّي، ومن تُطيقُ نفسُه أن يقتصَّ منك ؟ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إمَّا أن تضرِبَ وإمَّا أن تعفوَ، فقال : قد عفوتُ عنك رجاءَ أن يعفوَاللهُ عنِّي في القيامةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أراد أن ينظُرَ إلى رفيقِي في الجنَّةِ فلينظُرْ إلى هذا الشَّيخِ، فقام المسلمون، فجعلوا يُقبِّلون ما بين عينَيْه، ويقولون : طوباك، طوباك نِلتَ الدَّرجاتِ العُلَى، ومرافقةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فمرِض رسولُ اللهِ من يومِه فكان مرضُه ثمانيةَ عشرَ يومًا يعودُه النَّاسُ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وِلِد يومَ الإثنين، وبُعث يومَ الإثنين، وقُبِض يومَ الإثنين، فلمَّا كان يومُ الأحدِ ثَقُل في مرضِه، فأذَّن بلالٌ، ثمَّ وقف بالبابِ فنادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، الصَّلاةَ يرحمُكَ اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقالتْ فاطمةُ : يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه فدخل بلالٌ المسجدَ فلمَّا أسفر الصُّبحُ قال : واللهِ لا أُقيمُها أو أستأذِنُ سيِّدي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرج وقام بالبابِ ونادَى : السَّلامُ عليك يا رسولَ اللهِ ورحمةُ اللهِ الصَّلاةُ يرحمُك اللهُ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ بلالٍ فقال : ادخُلْ يا بلالُ إنَّ رسولَ اللهِ مشغولٌ بنفسِه مُرْ أبا بكرٍ يُصلِّي بالنَّاسِ فخرج ويدُه على أمِّ رأسِه يقولُ : يا غوْثاه باللهِ ! وانقطاعَ رجائي، وانفصامَ ظهري، ليتني لم تلِدْني أمِّي، وإذ ولدتني لم أشهَدْ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا اليومَ ثم قال يا أبا بكرٍ ألا إنَّ رسولَ اللهِ أمرك أن تصلِّيَ بالنَّاسِ فتقدَّم أبو بكرٍ، وكان رجلًا رقيقًا، فلمَّا نظر إلى [ خلُوِّ ] المكانِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يتمالَكْ أن خرَّ مغشيًّا عليه، وصاح المسلمون بالبكاءِ، فسمِع رسولُ اللهِ ضجيجَ النَّاسِ، فقال ما هذه الضَّجَّةُ ؟ فقالوا : ضجَّةُ المسلمين لفقدِك يا رسولَ اللهِ ! فدعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليًّا والعبَّاسَ، فاتَّكأ عليهما فخرجَ إلى المسجدِ فصلَّى بالنَّاسِ ركعتَيْن خفيفتَيْن، ثمَّ أقبل بوجهِه المليحِ عليهم فقال : معشرَ المسلمين أستودِعُكم اللهَ، أنتم في رجاءِ اللهِ وأمانتِه، واللهُ خليفتي عليكم، معاشرَ المسلمين عليكم باتِّقاءِ اللهِ ! وحفْظِ طاعتِه من بعدي، فإنِّي مفارقٌ الدُّنيا هذا أوَّلُ يومٍ من أيَّامِ الآخرةِ، وآخرُ يومٍ من الدُّنيا فلمَّا كان يومُ الإثنينِ اشتدَّ به الأمرُ، وأوحَى اللهُ تعالَى إلى ملَكِ الموتِ أن اهبِطْ إلى حبيبي وصفيِّي محمَّدٍ في أحسنِ صورةٍ، وارفُقْ به في قبضِ روحِه، فهبط ملَكُ الموتِ، فوقف بالبابِ شبهَ أعرابيٍّ، ثمَّ قال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ، ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فقالت عائشةُ لفاطمةَ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ : آجرك اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ مشغولٌ بنفسِه، فنادَى الثَّانيةَ فقالت عائشةُ : يا فاطمةُ أجيبي الرَّجلَ، فقالت فاطمةُ آجركَ اللهُ في ممشاك يا عبدَ اللهِ إنَّ رسولَ اللهِ اليومَ مشغولٌ بنفسِه، ثمَّ دعا الثَّالثةَ فقال : السَّلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النُّبوَّةِ ومعدِنَ الرِّسالةِ ومختلفَ الملائكةِ أدخُلُ ؟ فلا بدَّ من الدُّخولِ ! فسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صوتَ ملَكِ الموتِ، فقال : يا فاطمةُ مَن بالبابِ ؟ فقالت : يا رسولَ اللهِ إنَّ رجلًا بالبابِ يستأذِنُ في الدُّخولِ فأجبناه مرَّةً بعد أخرَى فنادَى في الثَّالثةِ صوتًا اقشعرَّ منه جلدي، وارتعَدَتْ منه فرائصي، فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا فاطمةُ أتدرين من بالبابِ ؟ هذا هادمُ اللَّذاتِ ومفرِّقُ الجماعاتِ، هذا مُرمِّلُ الأزواجِ، ومُوتِمُ الأولادِ، هذا مخرِّبُ الدُّورِ، وعامرُ القبورِ، هذا ملَكُ الموتِ، ادخلْ يرحمْك اللهُ يا ملَكَ الموتِ جئتني زائرًا أم قابضًا ؟ قال : جئتُك زائرًا وقابضًا، وأمرني اللهُ عزَّ وجلَّ أن لا أدخلَ عليك إلَّا بإذنِك، ولا أقبضُ روحَك إلَّا بإذنِك، فإن أذِنتَ وإلَّا رجِعتُ إلى ربِّي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا ملَكَ الموتِ أين خلَّفت حبيبي جبريلَ ؟ فقال : خلَّفتُه في السَّماءِ الدُّنيا والملائكةُ يُعزُّونه فيك، فما كان بأسرع أن أتاه جبريلُ، فقعد عندَ رأسِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ! هذا الرَّحيلُ من الدُّنيا فبشِّرْني ما لي عند اللهِ ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ إنِّي تركتُ أبوابَ السَّماءِ قد فُتِحَتْ والملائكةُ قد قاموا صفوفًا بالتَّحيَّةِ والرَّيحانِ يُحيُّونَ روحَك يا محمَّدُ، فقال : لوجهِ ربِّي الحمدُ، فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أُبشِّرُك أنَّ أبوابَ الجنَّةِ قد فُتِّحتْ، وأنهارُها قد اطَّردتْ وأشجارُها قد تدلَّتْ، وحورُها قد تزيَّنتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ. قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! بشِّرْني يا جبريلُ، قال : أبوابُ النِّيرانِ قد أطبَقتْ لقُدومِ روحِك يا محمَّدُ، قال : لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ، قال : أنت أوَّلُ شافعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ في القيامةِ، قال لوجهِ ربِّي الحمدُ ! فبشِّرْني يا جبريلُ : يا حبيبي عمَّ تسألُني ؟ قالَ : أسألُك عن غمِّي وهمِّي من لقُرَّاءِ القرآنِ من بعدي، من لصُّوَّامِ رمضانَ من بعدي ؟ من لحُجَّاجِ بيتِ اللهِ الحرامِ من بعدي ؟ من لأمَّتي المصطفاةِ من بعدي ؟ قال : أُبشِّرُك يا حبيبَ اللهِ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : قد حرَّمتُ الجنَّةَ على جميعِ الأنبياءِ والأممِ حتَّى تدخُلَها أنتَ وأمَّتُك يا محمَّدُ. قال : الآنَ طابتْ نفسي، ادْنُ يا ملكَ الموتِ فانتَهِ إلى ما أُمِرْتَ : فقال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : إذا أنت قُبِضتَ فمن يُغسِّلُك وفيم نُكفِّنُك ؟ ومن يُصلِّي عليك ؟ ومن يدخُلُ القبرَ ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عليٌّ أمَّا الغُسلُ فاغسلني أنت، وابنُ عبَّاسٍ يصبُّ عليك الماءَ، وجبريلُ ثالثُكما، فإذا أنتم فرغتُم من غسلي فكفِّنوني في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وجبريلُ يأتيني بحنوطٍ من الجنَّةِ، فإذا أنتم وضعتموني على السَّريرِ فضعوني في المسجدِ، واخرجوا عنِّي فإنَّ أوَّلَ من يُصلِّي عليَّ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ من فوقِ عرشِه، ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ، زُمَرًا زُمَرًا، ثمَّ ادخلوا فقُوموا صفوفًا صفوفًا لا يتقدَّمُ عليَّ أحدٌ، فقالت فاطمةُ : اليومَ الفِراقُ، فمتَى ألقاك، فقال لها : يا بُنيَّةُ تلقينني يومَ القيامةِ عند الحوضِ وأنا أسقِي من يرِدُ على الحوضِ من أمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قال : تلقينني عند الميزانِ، وأنا أشفعُ لأمَّتي، قالت : فإن لم ألقَك يا رسولَ اللهِ ؟ قالَ : تلقينني عند الصِّراطِ وأنا أُنادي : ربِّ سلَّم أمَّتي من النَّارِ، فدنا ملَكُ الموتِ فعالج قبْضَ روحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا بلغ إلى الرُّكبتَيْن قال النَّبيُّ : أُوَاه ! فلمَّا بلغ الرَّوحُ إلى السُّرَّةِ نادَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : واكرْبَاه ! فقالتْ فاطمةُ : كربي لكربِك يا أبتاه ! فلمَّا بلغ الرُّوحُ إلى الثُّندُوَةِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ ما أشدَّ مرارةَ الموتِ ! فولَّى جبريلُ وجهَه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جبريلُ كرِهتَ النَّظرَ إليَّ ؟ فقال جبريلُ : يا حبيبي ومن تُطيقُ نفسُه أن ينظُرَ إليك وأنت تُعالِجُ سكَراتِ الموتِ، فقُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فغسَّله عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ يصُبُّ الماءَ، وجبريلُ عليه السَّلامُ معهما، وكُفِّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ جُددٍ، وحُمِل على السَّريرِ، ثمَّ أدخلوه المسجدَ وخرج النَّاسُ عنه، وأوَّلُ من صلَّى عليه الرَّبُّ من فوقِ عرشِه تعالَى وتقدَّس ثمَّ جبريلُ، ثمَّ ميكائيلُ، ثمَّ إسرافيلُ، ثمَّ الملائكةُ زُمَرًا زُمَرًا، قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه : لقد سمِعنا في المسجدِ همهمةً ولم نرَ لهم شخصًا، فسمِعنا هاتفًا يهتِفُ وهو يقولُ : ادخلوا رحِمكم اللهُ ! فصلُّوا على نبيِّكم صلَّى اللهُ عليه وسلمَ، فدخلنا فقُمنا صفوفًا كما أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكبَّرنا بتكبيرِ جبريلَ. وصلَّيْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بصلاةِ جبريلَ ما تقدَّم منَّا أحدٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ودخل القبرَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عبَّاسٍ وأبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، ودُفِن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا انصرف النَّاسُ قالت فاطمةُ : يا أبا الحسنِ دفنتُم رسولَ اللهِ ؟ قال : نعم قالتْ فاطمةُ : كيف طابتْ أنفسُكم أن تحثوا التُّرابَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ أما كان في صدورِكم لرسولِ اللهِ الرَّحمةُ ؟ أما كان مُعلِّمَ الخيرِ ؟ قال : بلى يا فاطمةُ، ولكنَّ أمرَ اللهِ عزَّ وجلَّ الَّذي لا مردَّ له، فجعلتْ تبكي، وتندُبُ وهي تقولُ : يا أبتاه ؟ الآن انقطع عنَّا جبريلُ وكان جبريلُ يأتينا بالوحيِ من السَّماءِ
الراوي : جابر بن عبدالله وعبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 2/30 | خلاصة حكم المحدث : موضوع | أحاديث مشابهة