الموسوعة الحديثية


- خرَجتُ في بِغاءِ إبِلٍ لي، فأصَبتُها بأبرَقَ العَزَّافِ، فعقَلتُها وتوَسَّدتُ ذراعَ بَعيرٍ منها، وذلكَ حدثانَ خروجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقلتُ: أعوذُ بكبيرِ هذا الوادي، أعوذُ بعظيمِ هذا الوادي. قال: وكذلكَ كانوا يصنَعونَ في الجاهليَّةِ، فإذا هاتِفٌ يهتِفُ بي: عُذْ باللهِ ذي الجلالِ، منزِلِ الحرامِ والحلالِ، ووحِّدِ اللهَ ولا تُبالِ، بما يقولُ الحيُّ مِن أهوالِ؛ إذ نذكُرُ اللهَ على الأميالِ، وفي سُهولِ الأرضِ والجبالِ، فكلُّ كَيدِ الجِنِّ في سِفالِ، إلَّا التُّقَى وصالحَ الأعمالِ. قال: فقلتُ: يا أيُّها الداعي، ما تجيلُ، أرُشْدٌ عندَكَ أم تَضْليلُ، قال: فقال: هذا رسولُ اللهِ ذو الخبراتِ، جاء بياسينَ وحاميماتِ، وسُوَرٍ بعدُ مُفصَّلاتِ، محرِّماتٍ ومحلِّلاتِ، يأمُرُ بالصلاةِ والزكاةِ، ويزجُرُ الأقوامَ عن هَناتِ، قد كُنَّ في الأيامِ منكَراتِ. قلتُ: مَن أنتَ رحِمَكَ اللهُ؟ قال: أنا ملَكٌ بنُ ملَكٍ، بعَثَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على جِنِّ أهلِ نَجْدٍ. قال: قلتُ: لو كان لي مَن يَكْفيني إبلي هذه، لأَتَيتُه حتى أؤمنَ به. قال: أنا أَكْفيكَها حتى أؤدِّيَها إلى أهلِكَ سالمةً إنْ شاء اللهُ. قال: فاكتَفَلتُ بَعيرًا منها، ثمَّ أَتَيتُ المدينةَ، فأوافقُ الناسَ يَومَ الجُمُعةِ وهم في الصلاةِ، فقلتُ: يَقْضونَ صلاتَهم ثمَّ أدخُلُ، فإنِّي دائبٌ أُنيخُ راحلتي؛ إذ خرَجَ إلي أبو ذَرٍّ فقال لي: يقولُ لكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ادخُلْ. قال: فقال لي حينَ رآني: ما فعَلَ الشَّيخُ الذي ضمِنَ لكَ أنْ يؤدِّيَ إبِلَكَ إلى أهلِكَ سالمةً؟ أَمَا إنَّه قد أدَّاها إلى أهلِكَ سالمةً. قلتُ: رحِمَه اللهُ. فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجَلْ، رحِمَه اللهُ. قال: فقلتُ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ. وحسُنَ إسلامُه بعدَ ذلكَ.
الراوي : خريم بن فاتك الأسدي | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق
الصفحة أو الرقم : 52/376 | خلاصة حكم المحدث : غريب