موسوعة اللغة العربية

المطلَبُ الأوَّلُ: عَلاقَتُه بالعُلومِ الشَّرعيَّةِ بشَكلٍ عامٍّ


من أهَمِّ العُلومِ الشَّرعيَّةِ التي لها عَلاقةٌ بفِقهِ اللُّغةِ وترتَبِطُ به ارتباطًا وثيقًا ما يأتي: عِلمُ الحديثِ، وعِلمُ العقيدةِ، وعِلمُ الفِقهِ، وعلومُ القرآنِ الكريمِ، وغيرُها من العلومِ الشَّرعيَّةِ؛ فإنَّ هذه العُلومَ الشَّرعيَّةَ ترتَبِطُ بفِقهِ اللُّغةِ من بَعضِ النَّواحي والمباحِثِ؛ كاصطِلاحاتِ النَّاسِ، ودَلالةِ الألفاظِ، وعُرفِهم في الألفاظِ، ومَعرفةِ الغَريبِ، وما إلى ذلك من النَّواحي التي لا يتَّسِعُ المقامُ لتفصيلِها.
وقد ورَد عن الزَّمخشريِّ في توضيحِ فَضلِ اللُّغةِ العَرَبيَّةِ، وأنَّها لغةٌ لا غِنى لعِلمٍ من العُلومِ الشَّرعيَّةِ عنها، فقال: (وذلك أنَّهم لا يَجِدونَ عِلمًا منَ العُلومِ الإسلاميَّةِ -فِقْهِها، وعِلْمَيْ تَفسيرِها وأخبارِها- إلَّا وافتِقارُه إلى العَرَبيَّةِ بَيِّنٌ لا يُدفَعُ، ويَرَونَ الكَلامَ في مُعظَمِ أبوابِ أُصولِ الفِقْهِ مَبنيًّا على عِلمِ الإعرابِ، والتَّفاسيرَ مَشحونةً بالرِّوايةِ عن سِيبَوَيهِ والأخفَشِ والكِسائيِّ والفَرَّاءِ، وغَيرِهم منَ النَّحويِّينَ البَصريِّينَ، والتَّشَبُّثَ بأهدابِ فَسْرِهم وتَأويلِهم، وبِهذا اللِّسانِ مُناقَلَتُهم في العِلمِ، ومُحاورَتُهم وتَدريسُهم ومُناظَرَتُهم، وبه تَسْطُرُ الصُّكوكَ والسِّجِلَّاتِ حُكَّامُهم؛ فهم مُلتَبِسونَ بالعَربيَّةِ أيَّةً سَلَكوا، غَيرُ مُنفَكِّينَ عنها أينَما وَجَّهوا، كَلٌّ عليها حيث سَيَّروا) [43] ((المفصل في صنعة الإعراب)) للزمخشري (ص: 18). .

انظر أيضا: