الفَصْلُ الخامِسُ: النَّسَبُ إلى المُركَّبِ
                                        
                                    
                                    
                                        القاعِدةُ العامَّةُ في المُركَّباتِ: يُحذَفُ الجُزءُ الثَّاني مِنَ العَلَمِ المُركَّبِ ويُنسَبُ إلى صَدْرِه (الجُزءِ الأوَّلِ منهـ) 
 [1355] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 374).  ، وذلك في:
- العَلَمِ المُركَّبِ تَركِيبًا إسْناديًّا، مِثْلُ: بَرَقَ نَحْرُهُ، وتأبَّط شرًّا، تقولُ في النَّسَبِ: بَرَقِيٌّ وتأبَّطِيٌّ.
- أوِ المُركَّبِ تَركِيبًا مَزْجيًّا، مِثْلُ: بَعْلَبَكَّ ومَعْدِيكَرِبَ، ففي النَّسَبِ: (بَعْلِيٌّ، ومَعْدِيٌّ)، وهذا هو القِياسُ فيه مُطْلقًا، سَواءٌ كان صَدْرُه صَحيحًا أو مُعتَلًّا، وبعضُهم يُعامِلُ المُعتَلَّ مُعامَلةَ المَنْقوصِ، فيقولُ في معدِيكَرب: مَعْدَوِيٌّ؛ لأنَّه بعْدَ حذْفِ الجُزءِ الثَّاني يَصيرُ مَنْقوصًا، فيجوزُ فيه التَّصحيحُ والقَلْبُ واوًا، والتَّصحيحُ أجْودُ.
وثَمَّةَ أقْوالٌ أخْرى في النَّسَبِ إلى العَلَمِ المُركَّبِ تَركيبًا مَزْجِيًّا:
- يُنسَبُ إلى عَجزِه، تقولُ: بَكِّيٌّ، وكَرَبِيٌّ.
- يُنسَبُ إلى العَجزِ والصَّدرِ معًا مُزالًا تَركيبُهما؛ تقولُ: بَعْلِيٌّ بَكِّيٌّ، ومَعْدِيٌّ كَرِبِيٌّ، وهُو قَولُ أبي حاتِمٍ 
 [1356] ينظر رأي أبي حاتم في: ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 601).  ، وعليه قولُه مِنَ الطَّويل:
تَزَوَّجتُها رامِيَّةً هُرْمزيَّةً
بِفَضْلةِ ما أَعْطى الأَمِيرُ مِنَ الرِّزقِ 
 [1357] يُنظر: ((تمهيد القواعد)) لابن ناظر الجيش (9/ 4700).  والشَّاهِدُ: أنَّه نَسَب إلى الجُزأينِ معًا (رامَهُرمُز)، وهِيَ بَلدةٌ مِن نواحي خُوزِسْتان، فقال: رامِيَّة هُرمُزيَّة.
- يُنسَبُ إلى الجُزأين معًا ولا يُزالُ تَركيبُهما؛ تقولُ: بَعْلَبَكِّيٌّ ومَعْدِيكَرِبِيٌّ.
- يُنسَبُ إلى (فَعْلَلٍ) اسمًا مَنْحوتًا مِن جُزأَيِ المُركَّبِ، تقولُ: بَعْلَبِيٌّ ومَعْدَكِيٌّ.
وعندَ النَّسَبِ لِلعَلَمِ الإضافيِّ، مِثْلُ: امْرِئِ القَيسِ، تَنْسِبُ إلى الصَّدْرِ، فتقولُ: امْرِئِيٌّ ومَرَئِيٌّ، والثَّاني هُو المُطَّرِدُ عندَ 
سِيبَوَيهِ، وبِه تَكلَّمتِ العَربُ، وجاء عليه قَولُ ذِي الرُّمَّةِ يَهجُو امْرَأَ القَيسِ مِنَ الوافر:
إذا المَرَئيُّ شَبَّ لَهُ بَنَاتٌ
عَقَدْنَ بِرأْسِهِ إبَةً وَعَارا
ويُستَثْنى مِنَ المُركَّبِ الإضافيِّ ثَلاثةُ أمورٍ يُنسَبُ إلى الجُزءِ الثَّاني مِنها (العَجُز):
أ- ما كان لُه كُنيةٌ، مِثْلُ: أَبي بَكْرٍ، وأُمِّ كُلْثُومٍ.
ب- ما كان يُعرَفُ فيه الصَّدْرُ بِوساطةِ العَجُزِ؛ ك
ابْنِ عُمرَ، و
ابْنِ الزُّبَيرِ.
ج- ما خِيف فيه اللَّبْسُ، مِثْلُ: عَبْدِ مَنافٍ، وعَبْدِ المُطَّلِب.
تقولُ في النَّسَبِ إليها: بَكْرِيٌّ وكُلْثُومِيٌّ، وعُمَرِيٌّ وزُبَيْرِيٌّ، ومَنافِيٌّ ومُطَّلِبِيٌّ.
لأنَّك لو نَسبتَ إلى الصَّدرِ، لوقَع الالْتباسُ 
 [1358] يُنظر: ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 599، 600).  .
فَائِدةٌ: امْرُؤُ القَيسِ الكِنْديُّ الشَّاعرُ المَعْروفُ نَسَبوا إليه فقالوا: مَرقَسِيٌّ، وكلُّ امْرِئِ القَيسِ غيرِه مِنَ العَربِ يَقولون فيه: مَرَئيٌّ، وهُو قَولُ مُحمَّدِ بنِ حَبيبٍ 
 [1359] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (2/ 76)، ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 624).  .