المطلبُ الرابعُ: فَضْلُ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما
مِن فَضائِلِه:
1- دعاءُ النَّبِيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له بالعِلمِ والحِكمةِ والفِقهِ في الدِّينِ.
عن
عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ضَمَّني النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى صَدْرِه وقال:
((اللهُمَّ عِلِّمْه الحِكمةَ))
.
وعنه رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخل الخلاءَ فوضع له وَضوءًا. قال:
((من وَضَع هذا؟)) فأُخبِرَ، فقال:
((اللهُمَّ فَقِّهْه في الدِّينِ ))
.
قال ابنُ هُبَيرةَ: (هذه الدَّعواتُ كُلُّها استُجيبَت وحصَلَت ل
ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهـ)
.
وعن
عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان في بيتِ
ميمونةَ، قال: فوضَعْتُ له وَضوءًا من اللَّيلِ، قال: فقالت
مَيمونةُ: يا رسولَ اللهِ، وضَعَ لك هذا
عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ فقال:
((اللهُمَّ فَقِّهْه في الدِّينِ ، وعَلِّمْه التأويلَ))
.
قال ابنُ بطَّالٍ: (فيه: بركةُ دعوةِ النَّبِيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّ
ابنَ عبَّاسٍ كان من الأخيارِ الرَّاسِخينَ في عِلمِ القُرآنِ والسُّنَّة، أجيبَت فيه الدَّعوةُ)
.
وعن
عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: أتيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من آخِرِ اللَّيلِ فصلَّيتُ خَلْفَه، فأخذ بيَدي فجَرَّني فجعلني حِذاءَه، فلمَّا أقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على صلاتِه خنَسْتُ
، فصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا انصرف قال لي:
((ما شأني أجعَلُك حِذائي فتَخنُسُ؟ )) فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ أوينبغي لأحدٍ أن يصلِّيَ حِذاءَك وأنت رسولُ اللهِ الذي أعطاك اللهُ؟! قال: فأعجَبْتُه، فدعا اللهَ لي أن يزيدَني عِلمًا وفَهمًا، قال: ثُمَّ رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نام حتى سمِعْتُه ينفُخُ، ثُمَّ أتاه بلالٌ فقال: يا رسولَ اللهِ، الصَّلاةَ، فقام فصلَّى ما أعاد وُضوءًا))
.
2- تقديم عُمَرَ ل
عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهم.
عن
عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: (كان عُمَرُ يدخِلُني مع أشياخِ بَدرٍ، فكأنَّ بعضَهم وجَدَ في نفسِه، فقال: لمَ تدخِلُ هذا معنا ولنا أبناءٌ مِثلُه؟! فقال عُمَرُ: إنَّه من حيثُ عَلِمْتُم، فدعا ذاتَ ليلةٍ فأدخله معهم، فما رُئِيتُ أنَّه دعاني يومَئذٍ إلَّا ليُريَهم، قال: ما تقولون في قَولِ اللهِ تعالى:
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ؟ فقال بعضُهم: أُمِرْنا أن نحمَدَ اللهَ ونستغفِرَه إذا نُصِرْنا وفُتِحَ علينا. وسكت بعضُهم فلم يقُلْ شيئًا، فقال لي: أكذاك تقولُ يا
ابنَ عبَّاسٍ؟ فقلت: لا، قال: فما تقولُ؟ قُلتُ: هو أجَلُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أعلَمَه له، قال: إذا جاء نَصرُ اللهِ والفَتحُ -وذلك علامةُ أجَلِك- فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك واستَغْفِرْه، إنَّه كان توَّابًا. فقال عُمَرُ: ما أعلَمُ منها إلَّا ما تقولُ)
.
3- ثناءُ
ابنِ مَسعودٍ على
عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما.
عن مَسروقٍ عن
عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ قال: (نِعْمَ
تَرجُمانُ القُرآنِ ابنُ عبَّاسٍ!)
.
وعن مَسروقٍ قال: قال
عبدُ اللهِ: (لو أدرَكَ
ابنُ عبَّاسٍ أسنانَنا ما عاشَرَه مِنَّا رَجُلٌ)
.
أي: ما كان أحدٌ منا يَصِلُ إلى مرتَبَتِه، بل كان مُنفَرِدًا لم يبلُغْ قَدْرَه أحدٌ منا
.