الموسوعة العقدية

المطلبُ الأوَّلُ: فَضْلُ زَينبَ رَضِيَ اللهُ عنها

وردت جملةٌ مِن الأحاديثِ في مناقِبِها رَضِيَ اللهُ عنها؛ منها:
1- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((لَمَّا بعث أهلُ مكَّةَ في فِداءِ أَسْراهم بعَثَت زَينبُ في فداءِ أبي العاصِ بمالٍ وبَعَثَت فيه بقِلادةٍ لها كانت عند خديجةَ أدخَلَتْها بها على أبي العاصِ، قالت: فلمَّا رآها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَقَّ لها رِقَّةً شَديدةً، وقال: إنْ رأيتُم أن تُطلِقوا لها أسيرَها وترُدُّوا عليها الذي لها. فقالوا: نعم، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخذ عليه أو وعَدَه أن يخلِيَ سَبيلَ زَينبَ إليه، وبَعَث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زيدَ بنَ حارِثةَ ورجُلًا من الأنصارِ، فقال: كُونا ببَطنِ يَأْجِج حتى تمُرَّ بكما زينبُ فتَصْحباها حتى تأتِيَا بها )) [2329] رواه أبو داود (2692) واللَّفظُ له، وأحمد (26362). صَحَّحه على شرط مسلم: الحاكم في ((المستدرك)) (4306)، وحَسَّنه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2692)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1651)، وحَسَّن إسنادَه ابن الملقن في ((البدر المنير)) (9/117)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (26362). .
2- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ رَسولَ اللهِ لَمَّا قَدِمَ المدينةَ خَرَجَت ابنَتُه زينبُ مِن مكَّةَ مع كنانةَ أو ابنِ كِنانةَ، فخرجوا في إثْرِها فأدركَها هُبارُ بنُ الأسوَدِ، فلم يَزَلْ يطعَنُ بعيرَها برُمحِه حتى صرَعَها، وألقت ما في بَطْنِها، وأهرَقَت دمًا، فحُمِلَت فاشتجَرَ فيها بنو هاشِمٍ وبنو أمَيَّةَ، فقال: بنو أُمَيَّةَ نحنُ أحَقُّ بها، وكانت تحتَ ابنِ عَمِّهم أبي العاصِ، فصارت عندَ هندَ بنتِ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ، وكانت تقولُ لها هندُ: هذا بسَبَبِ أبيك، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لزَيدِ بنِ حارِثةَ: ((ألا تَنطَلِقُ فتَجيئُني بزَينبَ))، قال: بلى يا رَسولَ اللهِ، قال: فخُذْ خاتَمي فأعْطِها إيَّاه، فانطلَقَ زَيدٌ وتَرَك بعيرَه، فلم يَزَلْ يتلطَّفُ حتى لَقِيَ راعيًا فقال: لِمَن ترعى؟ قال: لأبي العاصِ، قال: فلِمَن هذه الغَنَمُ؟ قال: لزينبَ بنتِ محمَّدٍ، فسار معه شيئًا ثُمَّ قال له: هل لك أن أعطيَك شيئًا تعطيها إيَّاه، ولا تذكُرُه لأحَدٍ؟ قال: نعم، فأعطاه الخاتَمَ، فانطلَقَ الراعي فأدخَلَ غَنَمَه، وأعطاها الخاتَمَ فعَرَفَتْه، فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجلٌ، قالت: وأين تركْتَه؟ قال: بمكانِ كذا وكذا، قال: فسكَتَت، حتى إذا جاء اللَّيلُ خرَجَت إليه، فلمَّا جاءَتْه قال لها: اركَبي، قالت: لا، ولكِنِ اركَبْ أنت بين يَدَيَّ، فرَكِبَ ورَكِبَت وراءَه حتى أتت، فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((هي أفضَلُ بناتي؛ أُصيبَت فيَّ)) [2330] أخرجه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (2666)، والطبراني (22/431) (1051)، والحاكم (6836) واللَّفظُ له. صَحَّحه على شرط الشيخين: الحاكم، وصَحَّح إسنادَه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (3071)، وحَسَّنه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح مشكل الآثار)) (142)، وجوده ابن حجر في فتح الباري (7/136). .

انظر أيضا: