إنَّ الكريمَ ليُخفي عنك عسرتَه | | حتى تراه غنيًّا وهو مجهودُ |
وللبخيلِ على أموالِه عللٌ | | زرقُ العيونِ عليها أوجهٌ سودُ |
إذا تكرَّمتَ عن بذلِ القليلِ ولم | | تقدرْ على سعةٍ لم يظهرِ الجُودُ |
بُثَّ النَّوَال ولا تمنعْك قلَّتُه | | فكلُّ ما سدَّ فقرًا فهو محمودُ [1068] ((الحماسة البصرية)) لأبي الحسن البصري (2/63). |
الجُودُ مكرمةٌ والبخلُ مبغضةٌ | | لا يستوي البخلُ عندَ اللهِ والجُودُ |
والفقرُ فيه شخوصٌ والغِنى دعةٌ | | والنَّاسُ في المالِ مرزوقٌ ومحدودُ [1069] ((روضة العقلاء)) لابن حبَّان البستي (ص 235). |
سأبذلُ مالي كلَّما جاء طالبٌ | | وأجعلُه وقفًا على القرضِ والفرضِ |
فإمَّا كريمًا صنتُ بالجُودِ عرضَه | | وإما لئيمًا صنتُ عن لؤمِه عرضي [1070] ((روضة العقلاء)) لابن حبَّان البستي (ص 238). |
أناسٌ إذا ما الدَّهرُ أظلم وجهُه | | فأيديهم بيضٌ وأوجهُهم زهرُ |
يصونون أحسابًا ومجدًا مؤثَّلًا | | ببذلِ أكفٍّ دونها المزْن [1071] المزن هو الغيم والسحاب ((لسان العرب)) لابن منظور (13/406). والبحرُ |
سَمَوا فِي المعالي رتبةً فوق رتبةٍ | | أحلَّتهم حيث النَّعائم والنَّسرُ |
أضاءتْ لهم أحسابهم فتضاءلتْ | | لنورِهم الشَّمس المنيرة والبدرُ |
فلو لامس الصَّخرُ الأصمُّ أكفَّهم | | أفاض ينابيعَ النَّدى ذلك الصَّخرُ |
ولو كان في الأرضِ البسيطةِ منهمُ | | لمخْتَبِط عاف لما عرف الفقرُ |
شكرتُ لكم آلاءَكم وبلاءَكم | | وما ضاع معروفٌ يكافئُه شكرُ [1072] ((الأمالي)) للقالي (1/54). |
ويُظهرُ عيبَ المرءِ في النَّاسِ بخلُه | | ويسترُه عنهم جميعًا سخاؤُه |
تغطَّ بأثوابِ السَّخاءِ فإنَّني | | أرى كلَّ عيبٍ والسَّخاءُ غطاؤه [1073] ((روضة العقلاء)) لابن حبَّان البستي (ص 227). |
حرٌّ إذا جئتَه يومًا لتسألَه | | أعطاك ما ملكتْ كفَّاه واعتذرا |
يُخفي صنائعَه واللهُ يظهرُها | | إنَّ الجميلَ إذا أخفيته ظهرا [1074] ((المحاسن والأضَّداد)) للجاحظ (1/92). |
لا تعذلوا كرمي على الإسرافِ | | ربحُ المحامدِ متجرُ الأشرافِ |
إنِّي مِن القومِ الذين أكفُّهم | | معتادةُ الإتلافِ والإخلافِ [1075] ((الأوراق قسم أخبار الشُّعراء)) للصولي (2/54). |
أماوِيَّ إنَّ المال غادٍ ورائحٌ | | ويبقى مِن المال الأحاديثُ والذِّكرُ |
أماوِيَّ إنِّي لا أقولُ لسائلٍ | | إذا جاء يومًا: حلَّ في ما لنا نذرُ |
أماويَّ إمَّا مانعٌ فمبينٌ | | وإمَّا عطاءٌ لا يُنهْنِهُه الزَّجرُ |
أماوِيَّ ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى | | إذا حشرجتْ يومًا وضاق بها الصَّدرُ |
أماوِيَّ إن يصبحْ صداي بقفرةٍ | | مِن الأرضِ لا ماءٌ لديَّ ولا خمرُ |
ترى أنَّ ما أنفقتُ لم يكُ ضرَّني | | وأنَّ يديَّ ممَّا بخلت به صفرُ |
وقد علم الأقوامُ لو أنَّ حاتمًا | | أراد ثراءَ المالِ كان له وفرُ [1076] ((الشِّعر والشُّعراء)) للدينوري (1/239). |
لا تبخلنَّ بدُنْيَا وهي مقبلةٌ | | فليس ينقصها التَّبذير والسَّرفُ |
فإن تولَّت فأحرى أن تجودَ بها | | فالشُّكرُ منها إذا ما أدبرت خلفُ [1077] ((روضة العقلاء)) لابن حبَّان البستي (ص 262). |
لا تكثري في الجُودِ لائمتي | | وإذا بخلتُ فأكثري لومي |
كُفِّي فلست بحاملٍ أبدًا | | ما عشتُ همَّ غدٍ على يومي [1078] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزَّمخشري (4/369). |