موسوعة الفرق

المبحَثُ الخامِسُ: من أورادِ الطَّريقةِ القادِريَّةِ


سَبَقَ في مَبحَثِ اعتِقاداتِ القادِريَّةِ أنَّ تلك الطَّوامَّ والأباطيلَ من استِغاثةٍ ودُعاءٍ لغَيرِ اللهِ تعالى ووصفِ العِبادِ بما لا يَختَصُّ به إلَّا اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، أنَّه مَبثوثٌ في أورادِ القَومِ.
ومنَ الأباطيلِ التي اتَّخَذوها كَذلك في أورادِهم وأدعيَتِهم تَسميةُ اللهِ تعالى بما لم يُسَمِّ به نَفسَه أو يُسَمِّه به نَبيُّه مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، مِثلُ لفظةِ (هو) وتَقديسُه.
فقد ذَكَرَ القادِريُّ منَ الأسماءِ السَّبعةِ التي هي الأصولُ في طَريقَتِهم: (الاسمُ الثَّالِثُ «هو»... وتَوجُّهُه: يا مَن هو اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ، هو هو هو، إلهي حَقِّقْ باطِني بسِرِّ هُوِيَّتك، وأفْنِ منِّي أنانيَّتي إلى أن تَصِلَ إلى هُوِيَّةِ ذاتِك العليَّةِ، يا مَن ليس كَمِثلِه شَيءٌ، أفنِ عنِّي كُلَّ شَيءِ غَيرِك، وخَفِّفْ عنِّي ثِقلَ كثائِفِ المَوجوداتِ، وامحُ عنِّي نُقطةَ الغَيريَّةِ لأشاهِدَك ولا أدريَ غَيرَك، يا هو يا هو يا هو، لا سِواكَ مَوجودٌ، لا سِواكَ مَقصودٌ، يا وُجودَ الوُجودِ) [1009] ((الفيوضات الربانية)) (ص: 16، 17). .
ومن أورادِهم: (يا هو يا اللهُ، يا هو يا اللهُ، يا هو يا اللهُ، لا إلهَ غَيرُك، أسقِنا من شَرابِ مَحَبَّتِك، واغمِسْنا في بحارِ أحَدِيَّتِك، حتَّى نَرتَعَ في بُحبوحةِ حَضرَتِك، وتَقطَعَ عنَّا أوهامَ خليقتِك بفَضلِك ورَحمَتِك) [1010] يُنظر: ((الفيوضات الربانية)) للقادري (ص: 158). .
نَقَل أبو بكرٍ عُثمانُ بنُ شَطا الدِّمياطيُّ البكريُّ عن عَبدِ القادِرِ الجيلانيِّ أنَّه قال: (اللَّهُ هو الاسمُ الأعظَمُ، وإنَّما يُستَجابُ لك إذا قُلتَ: اللَّهُ، وليس في قَلبِك غَيرُه) [1011] يُنظر: ((حاشية إعانة الطالبين)) (1/ 17)، ويُنظر أيضًا: ((اسم الله الأعظم)) لعبد الباقي مفتاح (ص: 84). .
وقال ابنُ تيميَّةَ: (من زَعم أنَّ هذا ذِكرُ العامَّةِ، وأنَّ ذِكرَ الخاصَّةِ هو الاسمُ المُفرَدُ، وذِكرَ خاصَّةِ الخاصَّةِ هو الاسمُ المُضمَرُ، فهم ضالُّونَ غالِطونِ، واحتِجاجُ بَعضِهم على ذلك بقَولِه: قُلِ اللَّهُ ثمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ مِن أبَينِ غَلطِ هؤلاء؛ فإنَّ الاسمَ «هو» مَذكورٌ في الأمرِ بجَوابِ الاستِفهامِ. وهو قَولُه: قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ إلى قَولِه: قُلِ اللهُ[الأنعام: 91] قُلِ اللهُ أي: اللهُ الذي أنزَل الكِتابَ الذي جاءَ به موسى؛ فالاسمُ مُبتَدَأٌ وخَبَرُه قد دَلَّ عليه الاستِفهامُ، كَما في نَظائِرِ ذلك، تَقولُ: مَن جارُه؟ فيَقولُ: زيدٌ. وأمَّا الاسمُ المُفرَدُ مُظهَرًا أو مُضمَرًا فليس بكَلامٍ تامٍّ ولا جُملةٍ مُفيدةٍ، ولا يَتَعلَّقُ به إيمانٌ ولا كُفرٌ، ولا أمرٌ ولا نَهيٌ. ولم يَذكُرْ ذلك أحَدٌ من سَلفِ الأمَّةِ، ولا شَرعَ ذلك رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا يُعطي القَلبَ بنَفسِه مَعرِفةً مُفيدةً ولا حالًا نافِعًا، وإنَّما يُعطيه تَصَوُّرًا مُطلَقًا لا يُحكَمُ عليه بنَفيٍ ولا إثباتٍ) [1012] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (10/ 226). .
وقال أيضًا (فأمَّا الاسمُ المُفرَدُ مَظهَرًا مِثلُ: «اللَّهُ اللَّهُ». أو مُضمَرًا مِثل «هو هو». فهذا ليس بمَشروعٍ في كِتابٍ ولا سُنَّةٍ. ولا هو مَأثورٌ أيضًا عن أحَدٍ من سَلفِ الأمَّةِ ولا عن أعيانِ الأمَّةِ المُقتَدى بهم، وإنَّما لهجَ به قَومٌ مِن ضُلَّالِ المُتَأخِّرينَ. ورُبَّما اتَّبَعوا فيه حالَ شَيخٍ مَغلوبٍ فيه، مِثلَما يُروى عنِ الشِّبليِّ أنَّه كان يَقولُ: «اللَّهُ اللَّهُ». فقيل له: لمَ لا تَقولُ: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ؟ فقال: أخافُ أن أموتَ بَينَ النَّفيِ والإثباتِ! وهذه من زَلَّاتِ الشِّبليِّ التي تُغفَرُ له لصِدقِ إيمانِه وقوَّةِ وَجدِه وغَلَبةِ الحالِ عليه؛ فإنَّه كان رُبَّما يُجَنُّ ويُذهَبُ به إلى المارستانِ، ويَحلِقُ لحيتَه! وله أشياءُ من هذا النَّمَطِ التي لا يَجوزُ الاقتِداءُ به فيها، وإن كان مَعذورًا أو مَأجورًا فإنَّ العَبدَ لو أرادَ أن يَقولَ: «لا إلهَ إلَّا اللَّه» وماتَ قَبلَ كَمالِها لم يَضُرَّه ذلك شَيئًا؛ إذِ الأعمالُ بالنِّيَّاتِ، بل يُكتَبُ له ما نَواه. ورُبَّما غَلا بَعضُهم في ذلك حتَّى يَجعَلوا ذِكرَ الاسمِ المُفرَدِ للخاصَّةِ، وذِكرَ الكَلمةِ التَّامَّةِ للعامَّةِ. ورُبَّما قال بَعضُهم: «لا إلهَ إلَّا اللَّهُ» للمُؤمنينَ، و «اللَّهُ» للعارِفينَ، و «هو» للمُحَقِّقَينَ! ورُبَّما اقتَصَرَ أحَدُهم في خَلوتِه أو في جَماعَتِه على «الله اللَّه اللَّه» أو على «هو» أو «يا هو» أو «لا هو إلَّا هو». ورُبَّما ذَكَرَ بَعضُ المُصَنِّفينَ في الطَّريقِ تَعظيمَ ذلك. واستَدَلَّ عليه تارةً بوَجدٍ، وتارةً برَأيٍ، وتارةً بنَقلٍ مَكذوبٍ. كَما يَروي بَعضُهم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَقَّنَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ أن يَقولَ: اللهُ اللَّهُ اللَّهُ. فقالها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثَلاثًا، ثمَّ أمَرَ عَليًّا فقالها ثَلاثًا. وهذا حَديثٌ مَوضوعٌ باتِّفاقِ أهلِ العِلمِ بالحَديثِ) [1013] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (10/ 556، 557). .
وعِندَهم كَذلك تَمتَماتٌ وطَلاسِمُ لا يُعرَفُ مَعناها، أو كَلماتٌ عِبرانيَّةٌ وسُريانيَّةٌ وتَرانيمُ يهوديَّةٌ أو نَصرانيَّةٌ، وعلى سَبيلِ المِثالِ ما جاءَ في وِردِ تَسخيرِ القُلوب: (... يا تمخيثا يا تماخيثا يا مشطبا يا بطرشيئا يا شليخوثا يا مثلخوثا يا صَمَدُ كافيا آهيا شراهيا آدوناي أصبؤوت آل شداي) [1014] يُنظر: ((الفيوضات الربانية)) للقادري (ص: 194). .
قال مُحَقِّقُ الكِتابِ: (هي كَلماتٌ عِبريَّةٌ وسُريانيَّةٌ، وأخرى لا يُعرَفُ مَعناها، فأمَّا التي لا يُعرَفُ مَعناها فهي: يا تمخيثا يا تماخيثا يا مشطبا يا بطرشيئا يا شليخوثا يا مثلخوثا، وأمَّا التي يُعرَفُ مَعناها فهي: آهيا شراهيا: ومَعناها الحَيُّ القَيُّومُ باللُّغةِ العِبريَّةِ، كَما ذَكرَ أهلُ التَّفسيرِ في قِصَّةِ آصفِ بنِ برخيا الذي جاءَ بعَرشِ بِلقيسَ، آدوناي: ومَعناها الرَّبُّ، أصبؤوت: ومَعناها الجُيوشُ أو رَبُّ الجُيوشِ كَما في سِفرِ صَموئيلَ الأوَّلِ الإصحاحِ 17 العَدَدِ ٤٥، وكَلِمَتا آدوناي أصبؤوت منَ التَّرانيمِ المَسيحيَّةِ، وهي مَعروفةٌ عِندَهم وذُكِرَت في الكِتابِ المُقدَّسِ عِندَهم، آل شداي: ومَعناه القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ، وهي في الكِتابِ المُقدَّسِ إيلشداي، والكَلماتُ آهيا شراهيا آدوناي أصبؤوت آل شداي، ورَدَت كَثيرًا مَعَ بَعضِها بدونِ الكَلماتِ الأُخرى، واللهُ أعلمُ...
وهذا الدُّعاءُ هو منَ الأدعيةِ المُبارَكةِ، وهو منَ المُجَرَّباتِ العَظيمةِ وله فوائِدُ كَبيرةٌ) [1015] يُنظر: ((الفيوضات الربانية بتحقيق مخلف)) (ص: 316). .
ومن ذلك أيضًا: (... مسخِّرُ القلوبِ لِمن كان مهجورًا حتى يعودَ محبوبًا، بهُبوبِ هُبوبٍ بلُطفٍ خفيٍّ يا أللهُ يا أللهُ يا أللهُ، بصعصع صعصع، والبهاءِ والنُّورِ التَّامِّ، بسهسهوب سهسهوب ذي العِزِّ الشَّامِخِ، بطهطهوب لَهوب. يا أللهُ يا أللهُ يا أللهُ. حم كهوب كهوب الذي سخَّر كُلَّ شيءٍ، يا أللهُ يا أللهُ يا أللهُ.  إلَّا ما سخَّرتَ لي قلوبَ عبادِك أجمعينَ من الجِنِّ والإنسِ واجلِبْ خواطِرَهم. يا أللهُ يا أللهُ يا أللهُ... بسوسم سوسم دوسم حوسم يراسم كاه بر كاه آدوناي أصبؤوت آل شداي، توكَّلْ يا عنقودُ وينقود الملك، ويا عبدَ النَّارِ بعَقدِ ألسِنةِ النَّاسِ أجمَعينَ) [1016] يُنظر: ((الفيوضات الربانية)) للقادري (ص: 128). .
وهذا كُلُّه من جِنسِ تَلبيسِ الحَقِّ بالباطِلِ، وقد قال اللهُ تعالى: وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 42] ؛ فالذِّكرُ عِبادةٌ، ولكِنْ يُتَعَبَّدُ بها على طَريقةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا غَيرِه، حتَّى تلك الأذكارُ يُجمَعُ فيها بَينَ اسمِ اللهِ وغَيرِه أو يُسَمَّى بها اللهُ تعالى بلا دَليلٍ. وقد قال تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف: 180] .
والشَّيخُ عَبدُ القادِرِ بَريءٌ من ذلك كُلِّه.
قال ابنُ تيميَّةَ: (الشَّيخُ عَبدُ القادِرِ ونَحوُه من أعظَمِ مَشايِخِ زَمانِهم أمرًا بالتِزامِ الشَّرعِ والأمرِ والنَّهيِ وتَقديمِه على الذَّوقِ والقَدَرِ، ومن أعظَمِ المَشايِخِ أمرًا بتَركِ الهَوى والإرادةِ النَّفسيَّةِ) [1017] ((مجموع الفتاوى)) (10/ 488). .
هذا غَيضٌ من فيضٍ من تلك الضَّلالاتِ التي امتَلأت بها أورادُ القَومِ، وهي من جِنسِ عَمَلِ الشَّياطينِ أوِ الكُهَّانِ الذي يُلقونَ صِدقًا واحِدًا مَعَ مِائةِ كَذْبةٍ، فيُصَدِّقُهمُ النَّاسُ ويَختَلطُ عليهمُ الحَقُّ بالباطِلِ.
وهم مَعَ ذلك لا يَنفكُّونَ من تَكرارِ أنَّ طَريقَتَهم قائِمةٌ على الكِتابِ والسُّنَّةِ! وهي دَعوى يُكَذِّبُها الواقِعُ تَمامًا، والحُكمُ الفاصِلُ في ذلك هو الكِتابُ والسُّنَّةُ، فما وافقَهما قُبِل، وما خالفَهما رُدَّ. وقد بَيَّنَ كِبارُ الأئِمَّةِ والصَّالحينَ من عِبادِ اللهِ أهَمِّيَّةَ عَرضِ الخَواطِرِ والكُشوفاتِ والإلهاماتِ والمَناماتِ على شَرعِ اللهِ تعالى كِتابًا وسُنَّةً، فما وافقَهما أخِذَ به وما لا فلا، أمَّا أخذُ كُلِّ ما هَبَّ ودَبَّ دونَ بَصيرةٍ وتَبصُّرٍ فهو مَظِنَّةُ الوُقوعِ في الضَّلالِ والإضلالِ، فلا يَكونُ ذلك طَريقًا إلى اللهِ تعالى، بل هو انحِرافٌ عنه وزَيغٌ وهَلاكٌ، ومَعَ ذلك يَظُنُّ السَّالِكُ له جَهلًا أنَّه على الجادَّةِ الموصِلةِ. واللهُ المُستَعانُ.
جاءَ في كِتابِ (الدُّرَّةِ الفريدةِ) لأحمَد عُثمان مَطير -شَيخِ الطَّريقةِ القادِريَّةِ في مُحافظةِ الحُدَيدةِ باليَمَنِ-: (وبمُناسَبةِ ذِكرِ القاتِ أنقُلُ ما ذَكرَه الكاتِبُ شَيخي العلَّامةُ أحمَد عَبد الباري عاموه رَحِمَه اللهُ تعالى، قال ما لفظُه: «فائِدةٌ»: نُقِل عنِ الشَّيخِ الكَبيرِ عَبدِ القادِرِ الجُنَيدِ أنَّه نامَ ذاتَ ليلةٍ فرَأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَعَه أبو بكرٍ وعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهما وبَينَ أيديهم شَيءٌ منَ القاتِ، قال: فناوَلَني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَيئًا منَ القات، ففزِعتُ منَ النَّومِ وأنا قابضٌ على القاتِ في يَدي، ومَعي نَدَمٌ عَظيمٌ لِما لم أسألْه عن فائِدةِ القاتِ، فرَجَعتُ إلى مَنامي فرَأيتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو وأصحابُه على ما هم عليه، فسَألتُه فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا عَبدَ القادِرِ، إنَّه نَزَل به جِبريلُ الآنَ! يا عَبدَ القادِرِ كُلْ منه؛ فإنَّ آكِلَه لا يَنطِقُ إلَّا بالصَّوابِ! وكانتِ الرُّؤيا في سَنةِ 953ه، قال شَيخُنا: ورُؤيَتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حقٌّ، ومَن رَآه مَنامًا فكأنَّما رَآه يَقَظةً) [1018] ((الدرة الفريدة في تاريخ محافظة الحديدة)) (ص: 41). ومؤلِّفُ الكتابِ: أحمد بنُ عثمانَ مطير، يقولون في ترجمتِه في بدايةِ كتابِه المذكورِ: إنَّه صاحِبُ الفُنونِ الكثيرةِ والعلومِ الغزيرةِ، والشَّاعِرُ الأديبُ والحافِظُ النَّحويُّ والأصوليُّ الفَرَضيُّ والفَقيهُ الألمعيُّ، وهو من شيوخِ الطَّريقةِ القادريَّةِ في محافظةِ الحُدَيدةِ في زمانِه، وكما ذَكَر هو في هذا الكِتابِ! !


انظر أيضا: