موسوعة الفرق

المَبحَثُ الثَّاني: أوجُهُ تَشابُهٍ بَينَ التَّصَوُّفِ والنَّصرانيَّةِ


دَخَل الإسلامُ بلادَ الشَّامِ، وكان الرُّهبانُ النَّصارى مُنتَشِرينَ في الصَّحاري والجِبالِ، وقد تَشابَهَ التَّصَوُّفُ أحيانًا مَعَ الرَّهبَنةِ النَّصرانيَّةِ في مِثلِ العُزوفِ عن مَلذَّاتِ الحَياةِ الدُّنيا وعنِ الزَّواجِ، ولُبسِ الثِّيابِ الباليةِ والمُرَقَّعةِ، حتَّى تَسَمَّى بَعضُ أتقياءِ الأمَّةِ بالرُّهبانِ، كما أنَّ عَدَدًا منَ الصُّوفيَّةِ كانوا يَروونَ قِصَصَ الزُّهدِ التي تُنسَبُ إلى المَسيحِ عيسى عليه السَّلامُ والحَواريِّينَ، والاستِشهادَ بأعمالِ الرُّهبانِ ورِجالِ الدِّينِ النَّصارى، والصَّوامِعِ والخَلَواتِ.
بالإضافةِ إلى ذلك هناك مَسألةُ الدَّعوةِ إلى التَّسامُحِ المُفرِطِ والمُحاسَبةِ الشَّديدةِ للنَّفسِ وتَعذيبِها، والاعتِرافِ للشَّيخِ ورَجُلِ الدِّينِ بالذَّنبِ، وطَلَبِ العَفوِ والغُفرانِ منه.
كما أنَّ من أوجُهِ التَّشابُهِ مَعَ النَّصرانيَّةِ الحَديثَ عن فِكرةِ المَعرِفةِ والشُّهودِ، والتَّأمُّلِ والفَناءِ.

انظر أيضا: