موسوعة الفرق

المَبحَثُ الأوَّلُ: أوجُهُ تَشابُهٍ بَينَ التَّصَوُّفِ واليَهوديَّةِ


كان التَّكَهُّنُ للغَيبيَّاتِ مَشهورًا بَينَ اليهودِ، وكان لمُتَصَوِّفةِ اليهودِ مَراكِزُ تُسَمَّى المسفاياتِ، وكانت مَراكِزُهم هذه مُنتَشِرةً في كُلِّ البلادِ التي وُجِدَ فيها اليهودُ وفتَحَها الإسلامُ، ولمَّا كان الإسلامُ يُحارِبُ الكِهانةَ كانتِ الكِهانةُ اليهوديَّةُ تُمارَسُ في الغُرَفِ المُظلِمةِ، ويُقالُ: إنَّ هؤلاء الكَهَنةَ استَطاعوا تَعليمَ الكِهانةِ والتَّصَوُّفِ إلى بَعضِ المُسلمينَ الذينَ نَشَروا هذه الأفكارَ بدَورِهم.
وقد ظَهَرَ أحَدُ الكُهَّانِ، وهو الحارِثُ الدِّمَشقيُّ الذي سَمَّى نَفسَه نَبيًّا في زَمَنِ عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروانَ.
وكان التَّنجيمُ ظاهرةً مَعروفةً لدى اليهودِ، وقد ظَهَرَ ذلك في الصُّوفيَّةِ وإن كان بأسماءٍ أخرى.
ويوجَدُ في الفِكرِ اليهوديِّ مَسألةُ تَقديسِ الأئِمَّةِ وتَناسُخِ الجُزءِ الإلهيِّ في بَعضِ البَشَرِ، وقد ظَهَرَ في الصُّوفيَّةِ كَذلك الغُلوُّ في المَشايِخِ وأصحابِ الطُّرُقِ والأولياءِ.

انظر أيضا: