موسوعة الفرق

المَطلَبُ الثَّالِثُ: قَرامِطةُ العِراق والشَّامِ


كان جَنوبي العِراقِ مَهْدَ الشِّيعةِ الأوَّلَ، وأنصارُ هذه الفِرقةِ كثيرونَ في هذه المِنطَقةِ، وتلك الجِهةُ قَريبةٌ من فارِسَ مركزِ المَجوسِ، والجَهلُ يُخَيِّمُ على تلك البُقعةِ؛ مِمَّا يُسهِّلُ استِغلالَ السُّكَّانِ، وخاصَّةً الوافِدينَ منهم، والسَّيرَ بهم حَيثُ يُريدُ المُستَغِلُّونَ، وعِندَما انقَطَعَتِ الإمامةُ لَدى الشِّيعةِ الاثنَي عَشريَّةِ كان المَجالُ واسِعًا لانتِشارِ الإسماعيليَّةِ والتِحاقِ أعدادٍ ليست قَليلةً بها مِنَ الشِّيعةِ، وانضِمامِ أفرادٍ مِنَ السُّكَّانِ إليها باستِمرارٍ نَتيجةَ الدِّعاياتِ والعَمَلِ السِّرِّيِّ الدَّائِمِ، والتَّنظيمِ الدَّقيقِ، والدَّعوةِ باسمِ آلِ البَيتِ، وإذا كانتِ الحَركةُ قدِ انتَقَلَت بمَركَزِها إلى (الأهواز) ثُمَّ إلى مَدينةِ سَلَمِيَةَ السُّوريَّةِ إلَّا أنَّ جَنوبيَّ العِراقِ قد بَقيَ القاعِدةَ الرَّئيسةَ للدَّعوةِ وبُقعةَ النُّفوذِ الأساسيَّةَ لها.
كان مِنَ الدُّعاةِ الإسماعيليِّينَ (مَهرَوَيه) أحَدُ الذين يُخفونَ عَقيدَتَهم المَجوسيَّةَ، وهو من أصلٍ فارِسيٍّ، و(حُسَينٌ الأهوازيُّ)، وهو مِنَ الفُرسِ أيضًا. وكان عَبدُ اللهِ بنُ مَيمونٍ القدَّاحُ رَأسَ الدَّعوةِ الإسماعيليَّةِ، وكان يُريدُ أن يُعمِّيَ على نَفسِه، فوَزَّعَ دُعاتَه في الأمصارِ، وخاصَّةً أبناءَه حتَّى لا تَتَّجِهَ الأنظارُ إلى مَقَرِّ إقامَتِه.
ولمَّا ماتَ (الأهوازيُّ) خَلَفَه في رِئاسةِ الدَّعوةِ (القِرْمِطيُّ حَمدانُ بنُ الأشعَثِ) فابتَنى لأتباعِه دارًا للهِجرةِ في سَوادِ الكوفةِ عامَ 277هـ، وسارَ على طَريقةِ أُستاذِه الأهوازيِّ، وهكذا أصبَحَ للدَّعوةِ القِرْمِطيَّةِ مَركَزٌ يَؤُمُّونَه وقاعِدةٌ يُمكِنُهم الانطِلاقُ منها. واختارَ القِرْمِطيُّ دُعاتَه، وكان من أشهَرِهم ابنُ عَمِّه وصِهرُه (عَبدانُ)، وهو الذي نُسِبَت إليه كثيرٌ من كُتُبِ القَرامِطةِ، و(زكرَوَيهِ بنُ مَهرَوَيه) الذي أخَذَ الدَّعوةَ عن أبيه كما ورِثَ عنه ما كان يَشغَلُ بالَه في القَضاءِ على الإسلامِ، وتَأسيسِ أسرةٍ فارِسيَّةٍ يَعودُ إليها الحُكمُ، و(أبو الفَوارِسِ) الذي قادَ ثَورةَ القَرامِطةِ عامَ 289هـ.
فرَض القِرْمِطيُّ على أتباعِه مبالِغَ عليهم أن يَدفَعوها، وتصرَّفَ في هذه الأموالِ، فجَذَبَ إليه الفُقَراءَ الذين قدَّمَ إليهم المُساعَداتِ واشتَرى السِّلاحَ، فأخاف النَّاسَ فالتَحَقوا بدَعوَتِه تَخَلُّصًا من شَرِّه وطَمَعًا في الغَنائِمِ التي مَنَّاهم بالحُصولِ عليها من أموالِ المُخالِفينَ له.
كان القَرامِطةُ دُعاةً للإِسماعيليَّةِ، ثُمَّ انحَرَفوا عنهم، فلم تَعُدِ الدَّعوةُ في سَلَمِيَةَ لأولادِ مُحَمَّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ جَعفَرٍ، وإنَّما لأولادِ عَبدِ اللهِ بنِ مَيمونٍ القدَّاحِ، وأصبَحَ الاختِلافُ واضِحًا بَينَ الفَريقَينِ. وكان أتباعُ قِرْمِطٍ يَتَلَقَّونَ التَّعليماتِ من سَلَمِيَةَ ويَسيرونَ حَسَبَها بشَكلٍ دَقيقٍ ومُنتَظِمٍ، وذاتَ مَرَّةٍ أرسَلَ قِرْمِطٌ رَسولَه إلى مَقَرِّ الدَّعوةِ في سَلَمِيَةَ، وبَينَما كان الحَديثُ يَدورُ عن الإمامِ المُنتَظَرِ أجيبَ الرَّسولُ أنَّ هذا المَوضوعَ إنَّما هو خُرافةٌ، والدَّعوةُ هي لأولادِ عَبدِ اللهِ بنِ مَيمونٍ. فلَمَّا عادَ الرَّسولُ إلى الكوفةِ نَقل الخَبَرَ إلى (قِرْمِط) الذي أدرَكَ اللُّعبةَ وتَركَ الصِّلةَ بسَلَمِيَةَ، وبَدَأ العَمَلَ وحدَه مُنفَرِدًا ولنَفسِه، وعِندَما حَدَثَ هذا التَّغَيُّرُ في طَريقةِ (قِرْمِط) حَضَر (أحمَدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ مَيمونٍ القدَّاحِ) مَن (الطالقان) إلى الكوفةِ، وهو كبيرُ الدُّعاةِ الإسماعيليِّينَ وصِلةُ الوَصلِ بَينَ سَلَمِيَةَ ودُعاتِها، فعاتَبَ عَبدانَ ابنَ عَمِّ قِرْمِطٍ وهو مُفَكِّرُ القَرامِطةِ، عاتَبَه على السَّيرِ على نَهجٍ خاصٍّ، والعَمَلِ على انفِرادٍ، وشَقِّ عَصا الطَّاعةِ، إلَّا أنَّ عَبدانَ قد عنَّفَه وطَرَدَه، ثُمَّ قُتِلَ عَبدانُ، فثارَ أهلُ الكوفة؛ حَيثُ إنَّ أكثَرَهم من أنصارِه، فخَرَجَ أحمَدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ مَيمونٍ القدَّاحِ من تلك الجِهاتِ على غَفلةٍ من أهلِها خائِفًا يَتَرَقَّبُ، إلَّا أن زكرَوَيهِ بنَ مَهرَوَيه قدِ استَقبَلَه وتآمَرَ الاثنانِ مَعًا على قَتلِ عَبدانَ، فثارَ أهلُ السَّوادِ؛ حَيثُ إنَّ أكثَرَهم من أنصارِه، فخَرَجَ أحمَدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ مَيمونٍ القدَّاحِ من تلك الجِهاتِ على غَفلةٍ من أهلِها خائِفًا يَتَرَقَّبُ، واختَفى زكرَوَيهِ، وهنا يَبدو اتِّفاقُ زكرَوَيهِ والسَّلَمِيةِ كمَرحَلةٍ من مَراحِلِ العَمَلِ، ولَكِن لأنَّ كُلًّا منهما يُريدُ الاستِقلالَ والعَمَلَ لنَفسِه، ويَبغي استِغلالَ الطَّرَفِ الآخَرِ لمَصلَحَتِه؛ إذ إنَّ زكرَوَيهِ يُريدُ أن يَكسِبَ السَّلَمِيَةَ مَركَزَ الدَّعوةِ إلى جانِبِه حتَّى يَربَحَ الأنصارَ ويَبقى على رَأسِ العَمَلِ، والسَّلَمِيَةُ تُريدُ ألَّا تَخرُجَ مِنطَقةُ السَّوادِ مَن قَبضَتِها، وإنَّما تُريدُ أن تُحافِظَ على بَعضِ الدُّعاةِ أمثالَ زكرَوَيهِ الذي يُمكِنُه كسبُ تَأييدِ المَجوسِ المُتَسَتِّرينَ كافَّةً، ودَعمِ اليَهودِ المادِّيِّ، ومَعَ هذا الاتِّفاقِ المَرحَليِّ حَرَص كُلُّ طَرَفٍ على كسبِ أنصارٍ له في مِنطَقةِ نُفوذِ الآخَر؛ ففي الوَقتِ الذي حَرَصَت فيه السَّلَمِيَةُ على وُجودِ أعوانٍ لها في جَنوبي العِراقِ رَأى زكرَوَيهِ أنَّ بلادَ الشَّامِ مِنطَقةٌ خِصبةٌ للعَمَلِ.
ويَبدو أنَّ هذا الانقِسامَ قد حَدَثَ في أكثَرَ من مِنطَقةٍ نَتيجةَ نَقلِ الإمامةِ من أبناءِ مُحَمَّدِ بنِ إسماعيلَ إلى أبناءِ عَبدِ اللهِ بنِ مَيمونٍ القدَّاحِ دونَ مَعرِفةِ الأتباعِ والدُّعاةِ؛ فأبو عَبدِ اللهِ الشِّيعيُّ الدَّاعيةُ الإسماعيليُّ في المَغرِبِ كان قد حَضَرَ مَرَّةً إلى سَلَمِيَةَ والتَقى بشَخصٍ عُرِفَ له بأنَّه الإمامُ، فلَمَّا نَجَحَ في دَعوَتِه في المَغرِبِ بَينَ أفرادِ قَبيلةِ كتامةَ وانتَقَلَ إليه عَبيدُ اللهِ المَهديُّ على أنَّه الإمامُ، رَأى أنَّه غَيرُ الذي عَرَفَه بسَلَمِيَةَ فأرادَ أن يَنفَصِلَ عنه ويَقومَ ضِدَّه إلَّا أنَّ عُبَيدَ اللهِ قد عَرَفَ ذلك منه فقَتَلَه وقامَت قَبيلةُ كتامةَ تَنصُرُ داعيَتَها، ولَكِنَّ عُبيدَ اللهِ كان قد قَويَت جُذورُه فاستَطاعَ إخمادَ ثَورةِ كتامةَ وإطفاءَ تلك الفِكرةِ التي شاعَت بَينَ النَّاسِ.
نَقَلَ زكرَوَيهِ بنُ مَهرَوَيه نَشاطَه إلى بلادِ الشَّامِ فأرسَلَ ابنَه الحُسَينَ إلى هناك عامَ 288هـ ومَهَّدَ هذا ليَحيى بنِ زكرَوَيهِ كي يَقومَ بحَركَتِه في تلك الجِهاتِ، كان زكرَوَيهِ بنُ مَهرَوَيه وأبوه من قَبلُ وأبناؤُه من بَعدُ يَرغَبونَ في أن يَتَزَعَّموا الحَركةَ المُناهِضةَ وأنَّه تَكونُ لهم الدَّعوةُ التي يَجِبُ أن تَسيرَ حَسَبَ عَقائِدِهم القديمةِ وآرائِهم الخاصَّةِ، ويَبدوَ هذا من خِلافِهم مَعَ عَبدانَ، فعلى الرَّغمِ من أنَّهم كانوا من قادةِ الحَركةِ ودُعاتِها الكِبارِ إلَّا أنَّهم رَأوا عَبدانَ وحَمدانَ وأنصارَهم هم أصحابَ السُّلطةِ الأوائِلَ ورِجالَ الدَّعوةِ المُحَرِّكينَ لها؛ لذلك أرادوا التَّخَلُّصَ منهم، وبَدا لهم أن يَبقَوا على صِلةٍ مَعَ سَلَمِيَةَ ليَستَمِرَّ الدَّعمُ لهم سَواءٌ أكان مِنَ النَّاحيةِ المادِّيَّةِ أم مِنَ النَّاحيةِ العَسكَريَّةِ، ثُمَّ عادوا فاختَلَفوا مَعَ سَلَمِيَةَ عِندَما قَويَ مَركَزُهم في بلادِ الشَّامِ، ونَكَّلوا بآلِ المَهديِّ عُبَيدِ اللَّهِ، ثُمَّ ادَّعَوا نَسَبًا عَلَويًّا حتَّى لا يَفقِدوا كُلَّ شَيءٍ يَجعَلُ منهم سادةً تَتَّجِهُ نَحوَهم الأنظارُ، ويقوى مَركَزُهم بَينَ أولئك الأتباعِ السُّذَّجِ الذين يَسيرونَ وراءَ كُلِّ دَعيٍّ.
بايَعَ أتباعُ زكرَوَيهِ ابنَه يَحيى في سَوادِ الكوفةِ عامَ 289هـ ولَقَّبوه بالشَّيخِ، كما كان يُعرَفُ بأبي القاسِمِ. وادَّعى يَحيى نَسَبًا إسماعيليًّا فزَعَمَ أنَّه مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ جَعفَرٍ الصَّادِقِ، وسارَ إلى دِمَشقَ بَعدَ أن انتَهَبَ وانتَهَكَ حُرُماتِ البِلادِ التي مَرَّ عليها كُلِّها وحاصَرَها عامَ 290هـ، إلَّا أنَّه عَجزَ عن فتحِها، وقُتِل على أبوابِها. ثُمَّ اجتَمَعَ القَرامِطةُ على أخيه الحُسَينِ زكرَوَيهِ وحاصَرَ بهم دِمَشقَ لكِنَّه عَجَزَ عن فتحِها فطَلَبَه أهلُ حِمصَ، فسارَ إليهم فأطاعوه ثُمَّ انتَقَلَ إلى سَلَمِيَةَ فامتَنَعَت عنه، ثُمَّ فُتِحَت له أبوابُها بَعدَ أن أعطى أهَلها الأمانَ، وما إن دُخِلَت حتَّى نَكَّلَ بقاطِنيها، فأحرَقَ دُورَها وهَدَمَ القِلاعَ فيها، وقَتَلَ الهاشِميِّينَ فيها دَلالةً على الحِقدِ الذي في صُدورِ القَرامِطةِ على آلِ البَيتِ وإن ادَّعَوا نَسَبًا يَتَّصِلُ بهم، وإظهارًا لكَراهيتِهم للإِسلامِ الذي قَضى على المَجوسيَّةِ في فارِسَ، وكان الهاشِميُّونَ قد قادوا الدَّعوةَ للإِسلامِ، ثُمَّ قَتَلَ آلَ عُبَيدِ اللَّهِ المَهديِّ جَميعًا دَلالةً على الخِلافِ بَينَهم، على الرَّغمِ من أصولِ الدَّعوةِ الواحِدةِ؛ إذ إنَّ كِلتا الأسرَتَينِ تُريدانِ الزَّعامةَ والاحتِفاظَ بالدَّعوةِ، وبالتَّالي التَّمكينَ لنَفسِها، وبخاصَّةٍ أنَّ عُبَيدَ اللهِ المَهديَّ كان قد رَفَضَ إعطاءَ آلِ زكرَوَيهِ مَراكِزَ هامَّةً في الدَّعوةِ لِما يَتَحَسَّسُ منهم ويَشعُرُ عَمَّا في نُفوسِهم؛ لذا نَقَموا عليه وبَدَأ الخِلافُ بَينَ الطَّرَفَينِ، وعِندَما التَقى الحُسَينُ بالإمامِ عُبَيدِ اللَّهِ المَهديِّ في الرَّملةِ أظهَرَ عُبَيدُ اللهِ الإيجابَ وأنَّه يُحسِنُ الظَّنَّ بآلِ زكرَوَيهِ، وذلك حتَّى لا يَضُرُّوه، فهو غَيرُ قادِرٍ على مُقاوَمَتِهم في بلادِ الشَّامِ، ولا يَملِكُ مِنَ القوَّةِ إلَّا القَليلَ مِنَ الأتباعِ الذين لا يَستَطيعونَ الدِّفاعَ عنه إضافةً إلى أنَّه يخشى على أهلِه في سَلَمِيَةَ التي غادَرَها في وقتٍ سابِقٍ.
ثُمَّ سارَ الحُسَينُ بقرامطتِه إلى حَماةَ والمَعَرَّةِ وبَعلَبَكَّ، وقَتل أهلَ كُلِّ بَلَدٍ وصَلَ إليها، وأغارَت جَماعَتُه على جِهاتِ حَلَبٍ، ولَكِنَّهم غُلِبوا؛ لذا عادوا فاتَّجَهوا إلى جِهاتِ الكوفةِ مَقَرِّهم الأصليِّ، وهناك قاتَلَهم الخَليفةُ العَبَّاسيُّ المُكتَفي، فوَقَعَ الحُسَينُ بنُ زكرَوَيهِ أسيرًا فحُمِلَ إلى بَغدادَ؛ حَيثُ قُتِلَ وصُلِبَ فيها عامَ 291هـ، وهكذا انفَصَلَت دَعوةُ آلِ زكرَوَيهِ القِرْمِطيَّةُ عن دَعوةِ عُبَيدِ اللهِ القَدَّاحيَّةِ.
وعِندَما قُتِلَ أولادُ زكرَوَيهِ خَرَجَ أبوهم من مَخبَئِه الذي اختَفى فيه مُدَّةً تَقرُبُ من ثَلاثِ سَنَواتٍ، وعِندَما ظَهَرَ للنَّاسِ سَجَد له أتباعُه المُقَرَّبونَ مِنَ الذين يُبطِنونَ المَجوسيَّةَ، وهذا دَليلٌ على تَأليهِ القَرامِطةِ لدُعاتِهم، فأرسَلَ زكرَوَيهِ أتباعَه إلى بلادِ الشَّامِ، فأمعَنوا في القَتلِ واعتَرَضوا طُرُقَ القَوافِلِ والحُجَّاجِ وارتَكَبوا مِنَ الفَواحِشِ ما يَصعُبُ وصفُه! وحاصَروا مَدينةَ دِمَشقَ ولَكِنَّهم عَجَزوا عن فتحِها، وأخيرًا هُزِمَ زكرَوَيهِ وقُتِلَ عامَ 301هـ بَعدَ أن عاثَ في الأرضِ الفَسادَ، وتَشَتَّتَ أتباعُه؛ فمنهم مَنِ انتَقَلَ إلى البَحرينِ الذين تَجمَعُهم بهم رابِطةُ الفِكرِ، ومنهم مَنِ اختَفى ثُمَّ تَحالَفَ مَعَ القَبائِلِ الضَّارِبةِ في البَوادي والقِفارِ، أو سارَ إلى أماكِنَ نائيةٍ وعاشَ في عِدادِ السُّكَّانِ الآخَرينَ.

انظر أيضا: