موسوعة الفرق

المطلَبُ الثَّاني: قَرامِطةُ اليَمَنِ


استَطاعَ (الحُسَينُ بنُ حَوشَبٍ) المُلَقَّبُ بـ (مَنصورِ اليَمَنِ) أن يَجمَعَ حَولَه عَدَدًا مِنَ القَبائِلِ اليَمَنيَّةِ وأن يُظهِرَ الدَّعوةَ بَينَهم باسمِ الإمامِ الإسماعيليِّ المُنتَظَرِ، وقد تَمكَّن عامَ 266هـ أن يُؤَسِّسَ أوَّلَ دَولةٍ إسماعيليَّةٍ، وكان من أكبَرِ أعوانِه (عَليُّ بنُ الفَضلِ)، واستَطاعَ ابنُ حَوشَبٍ أن يَقومَ بنَشاطٍ خارِجَ اليَمَنِ وأن يُرسِلَ الدُّعاةَ إلى عِدَّةِ جِهاتٍ، وكان من بَينِهم (أبو عبدِ اللهِ الشِّيعيُّ) الذي أرسَلَه إلى بلادِ المَغرِبِ؛ إذِ اختارَها لبُعدِها عن مَركَزِ الدَّولةِ العَبَّاسيَّةِ، ولسُهولةِ إقناعِ البَربَرِ بفِكرَتِه وجَلبِهم إلى صُفوفِ دَعوَتِه، فعِندَما يَكسِبُ بَعضَ زُعَماءِ قَبيلةٍ ما لا يَلبَثُ أن يَنضَمَّ إليه أفرادُ القَبيلةِ كافَّةً ويَتَحَمَّسونَ لدَعوَتِهم، واستَطاعَ أبو عَبدِ اللهِ الشِّيعيُّ أن يَكسِبَ إلى جانِبِه قَبيلةَ (كتامة) التي حَمَلَتِ الفِكرةَ وعَمِلَت لها.
واختَلَفَ ابنُ حَوشَبٍ مَعَ قائِدِ جَيشِه عَليِّ بنِ الفَضلِ الذي خَرَجَ عن الجادَّةِ وافتَتَنَ بالتِفافِ النَّاسِ حَولَه، فحَكَم البِلادَ، ودَخَلَ (زَبيد) و(صَنعاء)، وادَّعى النُّبوَّةَ وأباحَ المُحَرَّماتِ، وكان المُؤَذِّنُ في مَجلِسِه يَقولُ: (وأشهَدُ أنَّ عَليَّ بنَ الفَضلِ رَسولٌ)  [3192] يُنظر: ((سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي)) للعصامي (4/ 190)، ((إسلام بلا مذاهب)) للشكعة (ص: 220). . ثُمَّ امتَدَّ به عُتوُّه فجَعَلَ يَكتُبُ إلى عُمَّالِه (مِن باسِطِ الأرضِ وداحيها ومُزَلزِلِ الجِبالِ ومُرسيها عَليِّ بنِ الفَضلِ إلى عَبدِه فلانٍ)، ثُمَّ ماتَ مَسمومًا عامَ 303هـ. ولم تَلبَثِ دَولةُ القَرامِطةِ في اليَمَنِ أن زالَت.

انظر أيضا: