موسوعة الفرق

الفرْعُ السَّابعُ: عَقيدةُ الرَّجعةِ عِندَ الحُوثيِّين


ذَهَبَ الإماميَّةُ مِنَ الشِّيعةِ إلى القَولِ برُجوعِ الغائِبِ المُنتَظَرِ وغَيرِه من أئِمَّةِ آلِ البَيتِ، وذَهَبَ الجاروديَّةُ مِنَ الزَّيديَّةِ برَجعةِ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ المُلقَّبِ بالنَّفسِ الزَّكيَّةِ، وذَهَب آخَرونَ منهم إلى رَجعةِ غَيرِه من أئِمَّتِهم، والحُوثيُّون يقولونَ بالرَّجعةِ كذلك، وقد كان بَدرُ الدِّينِ الحُوثيُّ يُدافِعُ عَمَّن يقولُ بها، وقال: (أمَّا القَولُ بالرَّجعةِ فمَعناه القَولُ بأنَّ عَليًّا عليه السَّلامُ يَرجِعُ إلى الدُّنيا) [2627] ((تحرير الأفكار)) (ص: 184). ويُنظر له أيضًا: ((الغارة السريعة في الرد على الطليعة)) (ص: 284). .
وقد كان بَعضُ أتباعِ حُسَينٍ الحُوثيِّ يُشَكِّكُ في مَوتِه ويُؤمِنُ برَجعَتِه، فقال بَعضُهم: (هو لم يُقتَلْ بل رَفعَه اللهُ إليه وسَيعودُ) [2628] يُنظر: ((فرقة الجارودية الزيدية)) ليوسف الحازمي (ص: 373). .
وأكَّدَ بَعضُ الباحِثينَ أنَّ الشِّيعةَ الرَّوافِضَ في مُديريَّةِ حَيدانَ ومُديريَّةِ حَجزٍ وغَيرِهما كانوا يزعُمونَ أنَّ حُسَينًا الحُوثيَّ رُفِعَ إلى السَّماءِ قَبلَ مَقتَلِه، وقد زَعَمَ بَعضُهم رُؤيتَه على شَكلٍ طائِرٍ أبيضَ يطيرُ في السَّماءِ، وأنَّه سَيعودُ لإحياءِ مَراسِمِ حَفلِ عيدِ الغَديرِ [2629] يُنظر: ((التشيع في صعدة)) لعبد الرحمن مجاهد (2/131 - 132). .
وقد ذَكرَ عَبدُ اللهِ المحدون أحَدُ القادةِ المَيدانيِّينَ في التَّنظيمِ الحُوثيِّ أنَّ أغلبَ أتباعِ الحُوثيِّ يقولونَ بأنَّه عُرِجَ به وأنَّه سَوف يعودُ مَرَّةً أُخرى، وعلى رَأسِ القائِلينَ بذلك صِدِّيق حُسَين الحَميم، والرَّجُلُ الثَّاني في التَّنظيمِ عَبدِ اللهِ عيضة الرَّزاميُّ [2630] يُنظر: مقابلته في ((صحيفة الجمهور)) (العدد الصادر في: 10/10/2009م). .
وحُسَينٌ الحُوثيُّ كان يقولُ في دُروسِه في شَرحِ قَولِ اللهِ تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران: 169] : (المُجاهدُ لن يموتَ كما يقولُ الآخَرونَ، تَنتَقِلُ رُوحُه من بذلةٍ لتَعودَ إلى جِسمٍ آخَرَ، فيكونُ جِسمُك هذا إنَّما هو شَبيهٌ بالبذلةِ التي أنتَ تَحمِلُها. الكوتُ والجنبيَّةُ والثَّوبُ، ألستَ تَخلعُها أحيانًا وتُعَلِّقُها وأنتَ تَراها هناك؟ تَرى نَفسَك قَبلَ ساعةٍ، وثَوبُك وكوتُك والجنبيَّةُ والعُصبةُ تَطرَحُها، وتَلبَسُ ثَوبًا آخَرَ أشبَهَ بهذه) [2631] ((معرفة الله -وعده ووعيده-)) الدرس الثاني عشر (ص: 11). .

انظر أيضا: