موسوعة الفرق

الفرْعُ الخامِسُ: اعتِقادُ الحُوثيِّين عِصمةَ بَعضِ أئِمَّتِهم


قال بَدرُ الدِّينِ الحُوثيُّ عن عِصمةِ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه: (أمَّا عِصمةُ عليٍّ عليه السَّلامُ فيكفي في الدَّلالةِ عليها حَديثُ الغَديرِ المَشهورُ بَينَ الأُمَّةِ) [2619] ((الغارة السريعة)) (ص: 304). .
ومِمَّا يقولُه الحُوثيُّون: (لم تَقَعِ العِصمةُ فيمَن عَلِمْنا من ولدِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ إلَّا في مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، وعَليٍّ وفاطِمةَ والحَسَنِ والحُسَينِ عليهمُ السَّلامُ، فثَبَتَ بذلك إمامةُ الحُسَينِ وفي ذَرِّيَّتِهما مِن بَعدِهما، ويدُلُّ على ذلك قَولُه تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ [الطور: 21]، وهم سَلامُ اللهِ عليهم مِمَّن آمَنوا واتَّبَعَتهم أهاليهم بإيمانٍ وقَفَوهم بإحسانٍ، فلَحِقوا بهم، وقد استَحَقَّ النَّبيُّ مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ النُّبوَّةَ، والإمامُ عَليٌّ الإمامةَ، وقد تَبعَهمُ الحَسَنُ والحُسَينُ ومِن ذُرِّيَّتِهم في شَرطِ استِحقاقِ الإمامةِ والقيامِ بها) [2620] ((القول السديد في عقائد أهل العدل والتوحيد)) لعلي الشرفي (ص: 218). .
وقال حُسَينٌ الحُوثيُّ: (لا بُدَّ مِنَ الارتِباطِ بأعلامٍ للهُدى تَتَولَّاهم، وتَذوبُ في شَخصيَّاتِهم، وهم بالطَّبعِ مَن يضَعُهمُ اللهُ أعلامًا لأُمَّتِه، فإنَّما يضَعُهم كامِلينِ، ورَبُّك يخلُقُ ما يشاءُ ويختارُ، ما كان لهمُ الخِيَرةُ، هو الذي يختارُ وليس لنا نحن أن نَختارَ، هو الذي إذا آمَنَّا بهذا المَبدَأِ -مَبدَأِ الكمالِ- فارتَبَطنا باللهِ الكامِلِ الكمالَ المُطلقَ وارتَبَطْنا برَسولِه الذي اصطَفاه واختارَه فأصبَحَ كامِلًا، وارتَبَطنا على وَفقِ هذا المَنهَجِ بالكامِلِ، فاللهُ هو الذي سَيُقدِّمُ لنا الكامِلَ بَدءًا من عليٍّ عليه السَّلامُ... إذا لم نَعمَلْ على مُراعاةِ الارتِباطِ بهذا المَبدَأِ العَظيمِ الذي عَمِل القُرآنُ الكريمُ على تَرسيخِه في أذهانِنا فسَيُقدَّمُ لنا أشخاصٌ كثيرونَ، ويُقدَّمُ رُموزٌ وهميُّون كثيرونَ لا يُعتَبَرونَ كامِلينِ مِمَّن اختارَهمُ اللهُ، وليسوا جَديرينَ باختيارِه) [2621] ((دروس من هدي القرآن الكريم - سورة المائدة)) الدرس الثاني (ص: 15). .

انظر أيضا: