موسوعة الفرق

المَطلَبُ الأوَّلُ: مُجمَلُ اعتِقادِ الشِّيعةِ الإماميَّةِ في الإمامةِ


يعتَقِدُ الشِّيعةُ الإماميَّةُ أنَّ الإمامةَ رُكنٌ مِن أركانِ الإسلامِ، وأصلٌ مِن أُصولِ الدِّينِ لا يتِمُّ الإيمانُ إلَّا به، وهي عِندَهم أمرٌ عَيَّنَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَصًّا، فمَن لم يذهَبْ مَذهَبَهم في الإمامةِ يُجمِعونَ على أنَّه غَيرُ مُؤمِنٍ، وإنِ اختَلفوا في تَفسيرِ غَيرِ المُؤمِنِ هذا، فمِن قائِلٍ بكُفرِه، ومِن قائِلٍ بفِسقِه، وأكثَرُهمُ اعتِدالًا يذهَبُ إلى أنَّه ليس مُؤمِنًا بالمَعنى الخاصِّ، وإنَّما هو مُسلِمٌ بالمَعنى العامِّ، ما لم يكُنْ مُبغِضًا للأئِمَّةِ وشيعَتِهم، فضلًا عن حَربِهم، فمَن حارَبَ عَليًّا مَثَلًا فهو كافِرٌ عِندَ جَميعِ الجَعفريَّةِ [1796] يُنظر: ((أثر الإمامة في الفقه الجعفري وأصوله)) لعلي السالوس (ص: 28). ، ولا يقولونَ بأنَّه مُسلِمٌ باغٍ أو مُتَأوِّلٌ.
وذَكَر الحليُّ الشِّيعيُّ بأنَّ إنكارَ الإمامةِ شَرٌّ مِن إنكارِ النُّبوَّةِ، فقال: (الإمامةُ لُطفٌ عامٌّ، والنُّبوَّةُ لُطفٌ خاصٌّ؛ لإمكانِ خُلوِّ الزَّمانِ مِن نَبيٍّ حَيٍّ، بخِلافِ الإمامِ، وإنكارِ اللُّطفِ العامِّ شَرٌّ مِن إنكارِ اللُّطفِ الخاصِّ) [1797] ((الألفين)) (1/3). ويُنظر: ((أثر الإمامة في الفقه الجعفري وأصوله)) لعلي السالوس (ص: 28). !
عن جَعفرٍ الصَّادِقِ أنَّه قال: (إنَّ الحُجَّةَ لا تَقومُ للهِ على خَلقِه إلَّا بإمامٍ حتَّى يُعرَفَ) [1798] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (1/177).  .
وعن أبي حَمزةَ قال: قُلتُ لأبي عَبدِ اللهِ عليه السَّلامُ: تبقى الأرضُ بغَيرِ إمامٍ؟ قال: (لو بَقيتِ الأرضُ بغَيرِ إمامٍ لساخَت) [1799] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (1/179).  .
وعن أبي خالدٍ الكابليِّ قال: سَألتُ أبا جَعفرٍ عن قَولِ اللهِ عزَّ وجَلَّ: فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [التغابن: 8] ، فقال: (يا أبا خالدٍ، النُّورُ واللهِ الأئِمَّةُ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وآلِه إلى يومِ القيامةِ، وهم واللهِ نورُ اللهِ الذي أنزَلَ، وهم واللهِ نورُ اللهِ في السَّماواتِ وفي الأرضِ، واللهِ يا أبا خالدٍ لنُورُ الإمامِ في قُلوبِ المُؤمِنينَ أنوَرُ مِنَ الشَّمسِ المُضيئةِ بالنَّهارِ، وهم واللهِ يُنَوِّرون قُلوبَ المُؤمِنينَ) [1800] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (1/194).  .
وعن الباقِرِ أنَّه قال: (إنَّ اللهَ لا يستَحيي أن يُعَذِّبَ أُمَّةً دانت بإمامٍ ليس مِنَ اللهِ، وإن كانت في أعمالِها بَرَّةً تَقيَّةً، وإنَّ اللهَ ليستَحيي أن يُعَذِّبَ أُمَّةً دانت بإمامٍ مِنَ اللهِ، وإن كانت في أعمالِها ظالِمةً مُسيئةً) [1801] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (1/376).  .
وعن عَبدِ اللهِ بنِ أبي يعفورٍ أنَّه سَأل الباقِرَ، فقال: إنِّي أُخالطُ النَّاسَ، فيَكثُرُ عَجَبي مِن أقوامٍ لا يتَولَّونَكم ويتَولَّونَ فلانًا وفلانًا، لهم أمانةٌ وصِدقٌ ووفاءٌ، وأقوامٍ يتَولَّونَكم ليس لهم تلك الأمانةُ ولا الوفاءُ والصِّدقُ، فما إن سَمِعَ الباقِرُ كلامي حتَّى جَلسَ غاضبًا، وقال لي: (لا دينَ لمَن دانَ بوِلايةِ إمامٍ جائِرٍ ليس مِنَ اللهِ، ولا عَتَبَ على مَن دانَ بوِلايةِ إمامٍ عادِلٍ مِنَ اللهِ) [1802] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (1/375).  .
وعَقدَ الكُلينيُّ بابًا بعُنوانِ: (إنَّ الأئِمَّةَ شُهَداءُ للهِ عَزَّ وجَلَّ على خَلقِه)، ورَوى عن جَعفرٍ الصَّادِقِ أنَّه سُئِل عن قَولِ اللهِ تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا [النساء: 41] فقال: (نَزَلت في أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وآلِه خاصَّةً، في كُلِّ قَرنٍ منهم إمامٌ مِنَّا شاهِدٌ عليهم، ومُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وآلِه شاهِدٌ علينا) [1803] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (1/190).  .
ورَوى عن عَليٍّ أنَّه قال: (إنَّ اللهَ تَبارَك وتعالى طَهَّرَنا، وعَصَمَنا، وجَعَلَنا شُهَداءَ على خَلقِه، وحُجَّةً في أرضِه) [1804] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (1/191).  .

انظر أيضا: