موسوعة الفرق

الفرْعُ الثَّاني: من الرُّواةِ الشِّيعةِ: هِشامُ بنُ مُحمَّدِ بنِ السَّائِبِ الكَلبيُّ


وهو أحَدُ رُواةِ الشِّيعةِ المُكثِرين، وكان ذا عِلمٍ بالأنسابِ والتَّاريخِ، توفِّيَ سنةَ 204هـ، وقد تفَرَّد ببعضِ الرِّواياتِ التَّاريخيَّةِ العَجيبةِ التي يظهَرُ فيها نزعتُه الشِّيعيَّةُ، وأكثَرُ مَرويَّاتِه عن تاريخِ الأنبياءِ والسِّيرةِ النَّبَويَّةِ وتاريخِ الخُلَفاءِ، وطَرفٍ من أخبارِ الدَّولةِ الأُمَويَّةِ [623] يُنظر في كثرة مرويَّاتِ هِشامٍ في تاريخِ الطَّبري: ((فهارس تاريخ الطبري)) (10/443-444). .
قال العُقَيليُّ: (حَدَّثَنا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ قال: سمِعتُ أبي يقولُ: هِشامُ بنُ مُحمَّدِ بنِ السَّائِبِ الكَلبيُّ من يحدِّثُ عنه؟! إنَّما هو صاحِبُ سَمَرٍ ونَسَبٍ، ما ظنَنْتُ أنَّ أحدًا يحدِّثُ عنه) [624] ((الضعفاء الكبير)) (4/339). .
وقال عنه ابنُ حِبَّانَ: (من أهلِ الكوفةِ، يروي عن أبيه ومعروفٍ مولى سُلَيمانَ والعراقيِّين العجائِبَ والأخبارَ التي لا أصولَ لها، وكان غاليًا في التَّشيُّعِ، وأخبارُه في الأغلوطاتِ أشهَرُ من أن يُحتاجَ إلى الإغراقِ في وَصفِها) [625] ((المجروحين من المحدثين والمتروكين)) (3/91). .
وقال الذَّهبيُّ: (هِشامٌ لا يُوثَقُ به،... قيل: إنَّ مُصَنَّفاتِه أزيدُ من مائةٍ وخمسين مصنَّفًا) [626] ((ميزان الاعتدال)) (4/304، 305). .
نموذَجٌ من مَرويَّاتِه
روى الكَلبيُّ أنَّ قيسَ بنَ سَعدِ بنِ عُبادةَ أرسَل إلى معاويةَ رِسالةً فيها: (من قيس بنِ سعدٍ إلى معاويةَ بنِ أبي سفيانَ، أمَّا بعدُ: فإنَّ العَجَبَ من اغترارِك بي، وطمَعِك فيَّ، واستِسْقاطِك رأيي، أتسومُني الخروجَ من طاعةِ أَولى النَّاسِ بالإمرةِ، وأقوَلِهم للحَقِّ، وأهداهم سَبيلًا، وأقرَبِهم من رسولِ اللَّهِ وَسيلةً، وتأمُرُني بالدُّخولِ في طاعتِك؛ طاعةِ أبعدِ النَّاسِ من هذا الأمرِ، وأقوَلِهم للزُّورِ، وأضَلِّهم سَبيلًا، وأبعَدِهم من اللَّهِ عزَّ وجَلَّ ورسولِه، ولَدِ ضالَّينِ مُضِلَّينِ، طاغوتٍ من طواغيتِ إبليسَ؟!) [627] يُنظر: ((تاريخ الطبري)) (4/547، 551). .

انظر أيضا: