موسوعة الفرق

تَمهيدٌ: ارتِباطُ التَّصَوُّفِ بالتَّشَيُّعِ


رَغمَ ما يَبدو من خِلافٍ بَينِ التَّصَوُّفِ والتَّشَيُّعِ؛ فإنَّ هناكَ ما يُشيرُ إلى وُجودِ أصولٍ مُشتَرَكةٍ بَينَهما، ويَظهَرُ ذلك أحيانًا في صورةِ تَأثيرِ التَّشَيُّعِ على الحَرَكةِ الصُّوفيَّةِ في الجُملةِ.
وقد عَرَضَ بَعضُ الباحِثينَ المُعاصِرينَ إلى ظاهرةِ الصِّلةِ بَينَ التَّشَيُّعِ والتَّصَوُّفِ، فأثبَتَ وُجودَ صِلةٍ بَينَهما في الانتِماءِ التَّاريخيِّ؛ إذ إنَّ سَلاسِلَ الصُّوفيَّةِ تَلتَقي مَعَ الشِّيعةِ في الإمامِ السَّادِسِ من أئِمَّتِهم، كما أنَّ هناكَ مَظاهرَ مُشتَرَكةً بَين مُعتَقَدِ الإمامةِ لدى الشِّيعةِ والوِلايةِ لدى الصُّوفيَّةِ، إلى غَيرِ ذلك من مَسائِلَ وأفكارٍ مُتَشابهةٍ بَينَ الطَّائِفتَينِ [1342] يُنظر للتوسع: ((الصلة بين التصوف والتشيع)) لمصطفى الشيبي. .
والخَتميَّةُ بَدءًا من مُؤَسِّسِ الطَّريقةِ لها ارتِباطٌ بالشِّيعةِ أو على الأقَلِّ بأئِمَّتِهمُ الاثنَي عَشَرَ. والمُعاصِرونَ مِن الخَتميَّةِ يَتَبَنَّونَ بَعضَ مَقولاتِ الشِّيعةِ في الإمامةِ وأهلِ البَيتِ، ويَستَفيدونَ منَ الأدَبِ الشِّيعيِّ وحُجَجِه للدِّفاعِ عن تلك المَقولاتِ، بل إنَّ هناكَ مُحاولةً لدى بَعضِ الخَتميَّةِ المُعاصِرينَ للرَّبطِ بَينَ الطَّائِفتَينِ في التَّوجُّهِ والمُستَقبَلِ والمَصيرِ [1343] يُنظر: ((الشيعة في شمال إفريقيا)) لجاسم بن عثمان مَرغي (ص: 70- 73)، ((أثر العناصر الأجنبية في فكر بعض الشيعة الاثني عشرية)) لعبد اللطيف عبد الرحمن الحسن (ص: 256)، ((موسوعة الصوفية)) للحسيني معدي (ص: 696). .

انظر أيضا: