موسوعة الفرق

المَطلَبُ الثَّاني: عَقيدةُ الأحباشِ في رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسُنَّتِه


عَقيدةُ الأحباشِ في رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَزيجٌ منَ التَّناقُضاتِ كغَيرِهم منَ الصُّوفيَّةِ، فهم غُلاةٌ في مواطِنَ، وجُفاةٌ في مَواطِنَ أخرى؛ حَيثُ يَستَغيثونَ به، ويَطلُبونَ منه المَدَدَ والعَونَ، ويَجعلونَ ذلك منَ القُرُباتِ ومن دَواعي مَحَبَّتِه، فهم مُخالفونَ مُعانِدونَ لأمرِه وهَديِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ حَيثُ قال: ((لا تُطْروني كما أطرَتِ النَّصارى ابنَ مَريَمَ؛ فإنَّما أنا عَبدُه، فقولوا: عَبدُ اللَّهِ ورَسولُه)) [897] أخرجه البخاري (3445) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولمَّا قال أحَدُ أصحابِه: ما شاءَ اللهُ وشِئتَ، قال: ((جَعَلْتَني للَّهِ عَدلًا، ما شاءَ اللهُ وَحدَه)) [898] أخرجه أحمد (3247) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10825)، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (293) من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما صححه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (3247)، وصحح إسناده أحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (5/85)، وحسنه العراقي في ((تخريج الإحياء)) (3/200)، والألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (139) .
ومن جِهةٍ أخرى: فالأحباشُ مُجحِفونَ في حَقِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَدَمِ اتِّباعِهم هَدْيَه، مُخالِفونَ لسُنَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشَدَّ الخِلافِ، فلهم شَغَفٌ بالبدَعِ، كَبدعةِ الاحتِفالِ بالمَولدِ النَّبَويِّ، وهذه من ضَروريَّاتِ مَذهَبِهم، وهم يَحتَفِلونَ به على أكبَرِ نِطاقٍ، ويُقيمونَ لذلك صالاتِ الاحتِفالاتِ الكَبيرةِ [899] يُنظر: ((الأحباش: رسالة تعريفية)) لعبدالرحمن بن عبدالله (ص: 24-26).
كما أنَّ الحَبَشيَّ يُرَجِّحُ الأحاديثَ الضَّعيفةَ والمَوضوعةَ، ويَسكُتُ عن عِلَلِها لمُجَرَّدِ كَونِها تُؤَيِّدُ مَذهَبَه، بَينَما يَحكُمُ بضَعفِ الكَثيرِ منَ الأحاديثِ الصَّحيحةِ من أخبارِ الآحادِ التي لا تَتَناسَبُ مَعَ طَريقةِ أهلِ الجَدَلِ والكَلامِ. وهذا شَأنُ أهلِ البدَعِ الذينَ لا يَتَجَرَّدونَ للسُّنَّةِ، كما يَظهَرُ في كِتابِه (المَولِدُ النَّبَويُّ) الذي أتى فيه بالرِّواياتِ المَكذوبةِ، وكِتابِ (صَريحُ البَيانِ) الذي حازَ فيه على رِضا الشِّيعةِ لكَثرةِ ما تَعَرَّض فيه بالطَّعنِ لبَعضِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم، وأوَّلُهم مُعاويةُ رَضِيَ اللهُ عنه [900] يُنظر: ((الموسوعة الميسرة)) بإشراف الجهني (1/429). .

انظر أيضا: