موسوعة الفرق

الفَرعُ الأوَّلُ: الاستِغاثةُ بالرِّفاعيِّ ومَوقِفُ الرِّفاعيِّمن ذلك


قالوا عنِ الرِّفاعيِّ: إنَّه: (كَعبةُ القاصِدينَ وقِبلةُ أهلِ الحالِ) [579] يُنظر: ((القواعد المرعية)) (ص: 7)، ((التاريخ الأوحد)) (ص: 103)، ((المعارف المحمدية)) (ص: 73)، ((الفخر المخلد)) (ص: 2)، جميعها لأبي الهدى الصيادي. . وإنَّه: (كما أنَّ الكَعبةَ قِبلةُ المُصَلِّينَ، وكما أنَّ العَرشَ قِبلةُ أصحابِ الهمَمِ، فكذلك الشَّيخُ قِبلةُ المُريدينَ [580] يُنظر: ((روضة الناظرين)) للوتري (ص: 73)، ((قلادة الجواهر)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 132). ، فالعَرشُ قِبلةُ الهمَمِ، والكَعبةُ قِبلةُ الجِباهِ، وأحمَدُ قِبلةُ القُلوبِ) [581] يُتظر: ((روضة الناظرين)) للوتري (ص: 73). .
وقالوا عنه: إنَّه (غَوثُ الثَّقَلينِ)، أي: الذي تَستَغيثُ به الجِنُّ والإنسُ [582] يُنظر: ((صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار)) للواسطي، عن كتاب ((النجوم الزواهر)) للرجيبي (ص: 66). ، بل إنَّ النَّعجةَ تَستَغيثُ به إذا هاجَمَها الذِّئبُ، وتَقولُ بلسانٍ فصيحٍ: (أدرِكْني يا سَيِّدي أحمَدُ) [583] يُنظر: ((المعارف المحمدية)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 72، 73). . وأنَّ اللهَ صَرَّفه في الكَونِ [584] ((قلادة الجواهر)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 72). .
وأنَّه مجيبُ الدَّواعي [585] يُنظر: ((قلادة الجواهر)) (ص: 427)، ((ضوء الشمس)) (1/ 134) كلاهما لأبي الهدى الصيادي. ، وأمانُ الخائِفينَ، والمُتَحَكِّمُ في ذَرَّاتِ الكَونِ [586] يُنظر: ((إرشاد المسلمين)) للفاروثي (ص: 13، 14). .
وأنَّه مَلجَأُنا ومَلاذُنا ومَفزَعُنا ووليُّ نِعمَتِنا [587] يُنظر ((قلادة الجواهر)) (ص: 17)، ((الفرقان)) (ص: 14، 36)، ((القواعد المرعية)) (ص: 28)، ((ضوء الشمس)) (1/ 304) كلها لأبي الهدى الصيادي. ، وأنَّه كَشَّافُ المُدلَهِمَّاتِ والكُروبِ [588] يُنظر: ((الفخر المخلد)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 3). ، وأنَّ التَّمَسُّكَ بأذيالِه من أسبابِ النَّجاةِ [589] يُنظر: ((القواعد المرعية)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 38). .
وأنَّ اللهَ جَعَله ظِلًّا ظَليلًا وأمانًا لأهلِ الأرضِ، وأنَّ مَقامَه وخِلافتَه تَشهَدُ بها السَّمَواتُ والأرضُ، وأنَّ كُلَّ النَّاسِ أجابوا وِلايَتَه، حتَّى الذَّرُّ الذينَ لم يَزالوا في أصلابِ الآباءِ قد شَهِدوا بوِلايَتِه [590] يُنظر: ((قلادة الجواهر)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 35، 36). . فبه يَدفعُ اللهُ البلاءَ، وبه يُمطِرُ السَّماءَ، وبه يُرحَمُ الخَلْقُ، وبه تَخضَرُّ الأرضُ، وبه يَدِرُّ الضَّرعُ، وبه تَنزِلُ البَرَكاتُ، وبه تُرفَعُ الدَّرَجاتُ [591] يُنظر: ((قلادة الجواهر)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 131). .
وقالوا بأنَّه لو قُدِّرَ أن يَكونَ الرِّفاعيُّ حَيًّا في زَمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنَزَلت فيه آياتٌ تُتلى! نَقلَ ذلك أبو الهدى الصَّيَّاديُّ عن صَدرِ الدِّينِ السُّبكيِّ الذي رَثى الرِّفاعيَّ ببَيتَينِ منَ الشِّعرِ، قال فيهما:
يا ابنَ الرِّفاعيِّ يا مَن شَمسُ دَولتِه
لها بكُلِّ فِجاجِ الكـونِ عُنوانُ
لو كُنتَ في زَمَنِ المُختارِ شافِعِنا
لجاءَ في خَلْقِك المَمدوحِ قُرآنُ [592]يُنظر: ((قلادة الجواهر)) (ص: 439). .
إنَّ الرِّفاعيَّةَ قد جَعَلوا لشَيخِهم رُتبةَ (الغَوثيَّةِ) حتَّى إنَّ النَّعجةَ تَستَغيثُ به إذا انقَضَّ عليها الذِّئبُ وتُناديه بلُغَتِها: (يا سَيِّدي أحمَدُ) [593] ((المعارف المحمدية)) لعز الدين الصياد (ص: 72، 73). . وذَكَروا أنَّ الرِّفاعيَّ ما زال يَرتَقي من مَقامٍ إلى آخَرَ حتَّى ارتَفعَت رُتبَتُه عن مَقامِ (الغَوثيَّةِ) حتَّى صارَ هذا المَقامُ ناقِصًا وقاصِرًا عنِ المَقاماتِ الأخرى التي تَلته [594]يُنظر: ((قلادة الجواهر)) (ص: 128) لأبي الهدى الصيادي، ((ترياق المحبين)) للقادري (ص: 7). . بمَعنى أنَّه صارَ مُنَزَّهًا عن رُتبةِ (غَوثِ الثَّقَلينِ) [595] يُنظر: ((روضة الناظرين)) للوتري (ص: 95). تلك الرُّتبةِ التي اعتادوا أن يَصِفوه بها من قَبلُ، حتَّى قالوا بأنَّه ارتَفعَ عنها إلى مَرتَبةِ النِّيابةِ عنِ النُّبوَّةِ، وأنَّ مَرتَبةَ النِّيابةِ عنِ النُّبوَّةِ أرفَعُ وأجَلُّ من مَرتَبةِ الغَوثيَّةِ [596]يُنظر: ((المعارف المحمدية)) لعز الدين الصياد (ص: 60). . قالوا: (ولهذا لما قال له أحَدُ تَلامِذَته: أنتَ القُطبُ، قال له الرِّفاعيُّ: نَزِّهْ شَيخَك عنِ القُطبيَّةِ. فقال له حينَئِذٍ: أنتَ الغَوثُ. قال له الرِّفاعيِّ: نَزِّهْ شَيخَك عنِ الغَوثيَّةِ) [597] ((طبقات الصوفية)) للشعراني (1/441)، ((الفجر المنير)) (ص: 86)، ((التاريخ الأوحد)) (ص: (106كلاهما لأبي الهدى الصيادي. .
فهذا التَّنزيه عِندَهم إنَّما أرادَ به الرِّفاعيُّ تَرفُّعَه عن هَذَينِ المَقامَينِ القاصِرَينِ النَّاقِصينِ إلى ما هو أعلى منهما [598] يُنظر: ((التاريخ الأوحد)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 106). .
وهذا التَّأويلُ لا يُفيدُه كَلامُ الرِّفاعيِّ من قَريبٍ ولا من بَعيدٍ، وإنَّما يُقالُ بأنَّ سَبَبَ إنكارِه على تِلميذِه لعَلَّه كائِنٌ في أنَّه يَعتَقِدُ أنَّ ذلك من خَصائِصِ الألوهيَّةِ وأنَّ وَصفَ المَخلوقِ بمِثلِ هذه الصِّفةِ شِركٌ. ويُؤَكِّدُ ذلك قَولُ الرِّفاعيِّ: (إذا استَعنتُم بعِبادِ اللهِ وأوليائِه فلا تَشهَدوا المَعونةَ والإغاثةَ منهم؛ فإنَّ ذلك شِركٌ) [599] ((البرهان المؤيد)) (ص: 79). .
فهذا النَّصُّ يُفيدُ بوُضوحٍ أنَّ الاستِغاثةَ بالأولياءِ يُعِدُّها الرِّفاعيُّ منَ الشِّركِ المُنافي للتَّوحيدِ؛ ولذلك اعتَرَضَ على تِلميذِه حينَ وصَفه بها.
وزيادةً على ذلك فقد كان الرِّفاعيُّ يَرى العُكوفَ على قُبورِ المَشايِخِ والتَّبَرُّكَ بها منَ الوثَنيَّةِ، وسَمَّى القَبرَ في مِثلِ هذه الحالةِ (صَنَمًا) فقال: (يا سادةُ: لا تَجعَلوا رُواقي حَرَمًا، ولا قَبري بَعدَ مَوتي صَنَمًا، عَليكم به سُبحانَه، لا يَضُرُّ ويَنفعُ ويَصِلُ ويَقطَعُ ويُفرِّقُ ويَجمَعُ ويُعطي ويَمنَعُ إلَّا هو) [600] يُنظر: ((البرهان المؤيد)) (ص: 52)، ((حكم الرفاعي)) (ص: 12) كلاهما منسوبان للرفاعي، ((الكليات الأحمدية)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 115). .
وهذا الكَلامُ مَوجودٌ في الكُتُبِ التي يُشَدِّدُ الرِّفاعيَّةُ على صِحَّةِ نِسبَتِها إلى شَيخِهم، والتي يَذكُرُ فيها أنَّ اللهَ تعالى يَقولُ: (ما من عَبدٍ نَزَلت به بليَّةٌ فاعتَصَمَ بمَخلوقٍ دوني إلَّا قَطَعتُ أسبابَ السَّماءِ من يَدَيه، ووكَلْتُه إلى نَفسِه، وما من عَبدٍ نَزَلت به بليَّةٌ فاعتَصَمَ بي دونَ خَلقي إلَّا أعطَيتُه قَبل أن يَسألَني) [601] ((حالة أهل الحقيقة مع الله)) منسوب إلى الرفاعي (ص: 124). .
وأنَّ عيسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (طوبى لعَبدٍ سَأل اللهَ ولم يَسألْ إلَّا اللهَ) [602] ((حالة أهل الحقيقة مع الله)) منسوب إلى الرفاعي (ص: 68). .
ورَوى أنَّ بَعضَ الصَّالحينَ وقَعَ في بئرٍ ومَرَّت بجانِبِ البئرِ قافِلةٌ، فأرادَ أن يَستَغيثَ فهَتَف به هاتِفٌ: (أتَستَغيثُ بغَيري وأنا غِياثُ المُستَغيثينَ؟!) [603] ((حالة أهل الحقيقة مع الله)) منسوب إلى الرفاعي (ص: 121، 122). .
ورَوى أنَّ اللهَ تعالى قال لعَبدٍ من عِبادِه: (لا تَسألْ غَيري فأمقُتَك) [604] ((حالة أهل الحقيقة مع الله)) منسوب إلى الرفاعي (ص: 134). .
هذا مَوقِفُ الرِّفاعيِّ منَ الاستِغاثةِ بالمَشايِخِ ومُلازَمةِ قُبورِهم، وهذا هو مَوقِفُ كِبارِ أئِمَّةِ الصُّوفيَّةِ وعُقَلائِها أمثالِ عَبدِ القادِرِ الجيلانيِّ الذي كان يُشَنِّعُ على المُستَغيثينَ المُستَعينينَ بغَيرِ اللهِ، فقال في كِتابِه (الفَتحُ الرَّبَّانيُّ): (يا مَن يَشكو الخَلْقَ مَصائِبَه، أيشٍ يَنفعُك شَكواك إلى الخَلْقِ؟ لا يَنفعونَك ولا يَضُرُّونَك، وإذا اعتَمَدتَ عليهم وأشرَكتَ في بابِ الحَقِّ عَزَّ وجَلَّ يُبعِدونَك، وفي سَخَطِه يوقِعونَك... أنتَ يا جاهلُ تَدَّعي العَلمَ، تَطلُبُ الخَلاصَ منَ الشَّدائِدِ بشَكواك الخَلقَ... ويلَك! أما تَستَحيي أن تَطلُبَ من غَيرِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ وهو أقربُ إليك من غَيرِه؟!) [605] ((الفتح الرباني والفيض الرحماني)) (ص: 117، 118، 159). .
وقال لولدِه عِند مَرَضِ مَوتَه: (لا تَخَفْ أحَدًا ولا تَرجُه، وأوكِلِ الحَوائِجَ كُلَّها إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ واطلُبْها منه، ولا تَثِقْ بأحَدٍ سِوى اللهِ عَزَّ وجَلَّ، ولا تَعتَمِدْ إلَّا عليه سُبحانَه، التَّوحيدَ التَّوحيدَ، وجِماعُ الكُلِّ التَّوحيدُ) [606] ((الفتح الرباني والفيض الرحماني)) (ص: 373). .
فمَذهَبُ الرِّفاعيِّ منَ الاستِغاثةِ بغَيرِ اللهِ تعالى أنَّها شِركٌ باللهِ تعالى، وأمَّا أتباعُه فعَدَدٌ منهم قد ضَلَّ في هذا البابِ ضَلالًا مُبينًا، ومنهم مُحَمَّد أبو الهدى الصَّيَّاديُّ الذي كتَبَ في الطَّريقةِ الرِّفاعيَّةِ ما يَزيدُ على الخَمسينَ مُصَنَّفًا.
وقدِ ادَّعى عنِ الرِّفاعيِّ أنَّه قال:
مَن لاذَ فينا اكتَفى عن غَيرِنا أبَدًا
وجاءَ في رَكبنا بالأمنِ من نَدَمِ
فالجَأْ بأعتابِ عِزَّتي والتَمِسْ مَدَدي
وطُفْ ببابي وقِفْ مُستَمطِرًا نِعَمي
ولازِمِ الذُّلَّ في شَطحاءِ مَنزِلِنا
تَنجو بهمَّتِنا من حالةِ العَدَمِ [607] ((قلادة الجواهر)) لأبي الهدى الصيادي (ص: 233،234). .
وليس يُعقَلُ أن يَقولَ الرِّفاعيُّ مِثلَ هذا القَولِ، ولا يَتَّفِقُ هذا مَعَ ما حَكَوه عنِ الرِّفاعيِّ أنَّه كان كُلَّما طَلبَ أحَدُهمُ الدُّعاءَ منه يَقولُ له: (مَن أنا حتَّى أدعو لك؟! ما مِثلي إلَّا كمِثلِ ناموسةٍ على الحائِطِ لا قدرَ لها، وكَيف تَدعوه نَفسُه إلى ذلك من هو لا شَيءَ) [608] ((البرهان المؤيد)) (ص: 44). .
قال الآلوسيُّ: (وقد تَكَلَّمتُ يَومًا مَعَ أحَدِ غُلاةِ الرِّفاعيَّةِ إذِ استَغاثَ بالرِّفاعيِّ، فقُلتُ له: هل يَسمَعُ الآنَ الرِّفاعيُّ نِداءَك وهو في قَبرِه في قَريةِ «أم عُبَيدةَ» ويَمُدُّك بالمَدَدِ؟
فقال: نَعَم.
قُلتُ: فإذا اتَّفقَ مِثلَك في بلادٍ كَثيرةٍ ومَواضِعَ مُتَعَدِّدةٍ ألوفٌ مُؤَلَّفةٌ في أقطارٍ شاسِعةٍ، هل يَسمَعُهم أحمَدُ الرِّفاعيُّ ويَمُدُّهم ويُغيثُهم؟
قال: نَعَم.
قُلتُ له: أرَأيتَ إن كان كَثيرونَ مِثلُك في بلادٍ أخرى مُتَعَدِّدةٍ يَستَغيثونَه في نَفسِ الوقتِ الذي تَستَغيثُ أنتَ فيه، هل يَسمَعُ نِداءَهم جَميعِهم في آنٍ واحِدٍ ويُغيثُهم؟
قال: نَعَم) [609] ((غاية الأماني في الرد على النبهاني)) (1/ 345،346). !
فانظُرْ كَيف صارَ اعتِقادُهم في الرِّفاعيِّ: أنَّه لا يَشغَلُه سَمعٌ عن سَمعٍ، ولا يَغفُلُ عن أدعيةِ الدَّاعينَ واستِغاثةِ المُستَغيثينَ ولو تعَدَّدوا واختَلفَت أمكِنَتُهم في الوقتِ الواحِدِ، فهذا بلا رَيبٍ من بابِ إضافةِ صِفاتِ الخالقِ إلى المَخلوقينَ! تعالى اللهُ عن ذلك عُلوًّا كَبيرًا.
وهذه مَجموعةٌ من أبياتِ الشِّعرِ التي قالها الصَّيَّاديُّ [610]يقالُ: إنَّ الشَّيخَ عبدَ الحميدِ الرَّافِعيَّ قد نحل كثيرًا من أشعارِه إلى أبي الهدى الصَّيَّاديِّ. يُنظر: ((الأعلام)) للزركلي (3/287). ، وهي تَحوي في ثَناياها أصنافًا منَ الشِّركِ والاستِغاثةِ بالرِّفاعيِّ، وارتِجائِه وطَلَبِ المَدَدِ منه.
ومنها قَولُه:
يا رِفاعيُّ وقَعتُ في أعِتابِك
فتَدارَكْ عَبدًا يَلوذُ ببابِك
يا رِفاعيُّ يا غَوثَ كُلِّ البَرايا
لا تُضَيِّعْ طِفلًا جَميلَ الرَّجا بك
أنتَ غَوثُ الوُجودِ مِفتاحُ كَنزِ الـ
ـوجودِ والخَيرُ سَحٌّ من ميزابِك
أنتَ حِصنُ المَلهوفِ والباذِلُ الـ
ـمعروفِ والعاجِزونَ من أحزابِك
أنتَ بابُ الرَّسولِ من غَيرِ شَكٍّ
وأتَينا نَرجو العَطا من بابِك
وأنا عَبدُك الذي باعتِقادٍ
عَلقَت راحَتاه في أثوابِك
فتَحَرَّكْ بهمَّةٍ وأغِثْني
وتَذكَّرْ تَشَرُّفي بانتِسابِك
رَضِيَ اللهُ عنك أدرِكْ فإنِّي
يا رِفاعيُّ وقَعتُ في أعِتابِك [611] ((الكنز المطلسم)) (ص: 61، 62). .
وقال أيضًا:
لك يا غَوثاه تَصريفُ الزَّمانِ
حَيثُ أنتَ المُرتَجى في كُلِّ آنِ
أنتَ في بابِك مِحرابُ الأمانِ
فتَدارَكْني وأصلِحْ سَبَبي
وأغِثْ إنَّني في تَعَبِ [612] ((العقود الجوهرية)) (ص: 24). .
وقال:
يا ابنَ الرِّفاعيِّ تَدارَكْ
لمَن أتى واستَجارَك
شَيخَ العُريجا أغِثْني
أصبَحتُ في الحَيِّ جارَك
لا تَلْوِ طَرْفَك عنِّي
إنِّي أرومُ انتِصارَك
يا أحمَدَ الأصفياءِ
يا وارِثَ الأنبياءِ
يا شَيخَ كُلِّ الوُجودِ
يا بَحرَ فَضلِ وُجودِ
يا ابنَ الرَّسولِ أغِثْني
فقد تَعاظَمَ حُزني
فإن تَغاضَيتَ عنِّي
يُصبحُ عاريَ عارَك [613] ((قلادة الجواهر)) (ص: 382،383). .
وقال أيضًا:
لُذْ ببابِ الجليلِ الرِّفاعي
لُذْ ببابِ الجَليلِ الرِّفاعي
ولك الأمنُ من مُلِمِّ الدَّواعي
وتَمَلمَلْ برَحبِه فحِماه
حَرَمُ الوَصلِ قاطِعُ الانقِطاعِ
فهو في العارِفينَ كَعبةُ بَيتِ الـ
وصلِ مِحرابُ جامِعِ الانتِفاعِ
ومَلاذي ومَلجَئي ونَصيري
ومُغيثي ومُنقِذي من ضَياعِ
فعليه الرِّضا منَ اللهِ ما صَلَّى مُصَلٍّ
وطافَ بالبَيتِ ساعي [614] ((ديوان الفيض المحمدي)) (ص: 120،121). .
وقال:
به أحتَمي إن سامَني غَدرُ غادِرٍ
ودَومًا إليه في الصِّعابِ التِجائِيَهْ
ومِن كُلِّ كَربٍ أستَغيثُ باسمِه
فذا مَأمَني من كُلِّ عادٍ وعادِيهْ
وما لي سِواه في الأنامِ وسيلةً
ولا مُنجِدًا أيَّامَ تَسطو أعادِيَه
وما لي له إذا جِئتُ خائِفًا
وقُمتُ أؤَدِّي في القيامِ حِسابَيْه [615] ((الكنز المطلسم)) (ص: 84،85). .
وقال:
غَوثاه بالمُصطَفى وبالمُرسَلينَ وفي
كُلِّ الصَّحابةِ أهلِالمجدِ والهمَمِ
أسرِعْ وقُمْ واكفِني شَرَّ الزَّمانِ وجُدْ
عَطفًا بنَظرةِ لُطفٍ تُحْيِ لي عَدَمي
وانهَضْ بهمَّتِك العُليا وقُلْ حَصَل الـ
ـمقصودُ صِدقًا وأسعِفْ وارعَ لي همَمي
غَوثاه يا ابنَ رَسولِ اللهِ خُذْ بيَدي
يا سَيِّدَ الأوليا يا ثابِتَ القدَمِ
ما لي لبابِ رَسولِ اللهِ واسِطةٌ إلَّاك
فاسمَحْ وقُلْ لا تَخشَ من نَدَمِ [616] ((ديوان الفيض المحمدي)) (ص: 126). .
ونَقَل عن مُحَمَّد نور أفنديقَولَه:
يا ابنَ الرِّفاعيِّ الرَّفيعَ مَقامُه
يا سَيِّدَ الأقطابِ والسَّاداتِ
شَرُفَت قيعانُ العِراقِ جَميعُها
فغَدَت بقَبرِك مَهبِطُ البَرَكاتِ
كَم نَظرةٍوجَّهتَها لـمُضَيَّعٍ
فجَمَعتَ الأمرَ منه بَعدَ شَتاتِ
ولكَم صَرَفتَ القَلبَ نَحوَ عُوَيجزٍ
فرَفعتَ رُتبَتَه إلى الغاياتِ
يا مَن يُؤَمِّلُ يَومَ كُلِّ مُلمَّةٍ
يا مَن يَؤُمُّ حِماه للفَضحاتِ
يا صاحِبَ العَلمَينِ يا بَحرَ النَّدى
يا عُمدَتي أبَدًا وحِصنَ نَجاتي
أدعوك غَوثًا يا ابنَ بنتِ مُحَمَّدٍ
يا سَيِّدي يا عاليَ الدَّرَجاتِ
لا تَقطَعَنْ رَحِمي لذَنبٍ مَسَّني
وأقِلْ دائِمًا بفَضلِك عَثَراتي [617] ((الكنز المطلسم)) (ص: 80،81). .

انظر أيضا: