موسوعة الفرق

تمهيدٌ:


لعَلَّ النَّتيجةَ والهَدَفَ الذي من أجلِه سُطِّرَت كَراماتُ مَشايِخِ الرِّفاعيَّةِ وامتيازاتُهم وخوارِقُهم هو تَقريرُ أنَّهمُ الأغواثُ الذينَ يَلجَأ إليهمُ المُضطَرُّ، ويَستَغيثُ بهمُ المَلهوفُ. فمَن لا يَملكُ التَّصَرُّفَ في الأكوانِ كَيف يُرجى منه كَشفُ الضُّرِّ ورَفعُ الكَربِ؟! فلذلك ذَكَروا أنَّ مَشايِخَهم يَتَصَرَّفونَ في الأكوانِ!
ومَن لا يَملكُ الكَشفَ يَكونُ غافِلًا عَمَّا يَغيبُ عنه، فكَيف يُرجى منه سَماعُ الاستِغاثةِ؟ فلذلك ذَكَروا أنَّهم يَسمَعونَ المُستَغيثَ بهم أينَما كان.
ومَن لا يَملِكُ تَغييرَ المَقدورِ وغُفرانَ الذُّنوبِ كَيف يُرجى منه طَلبُ ذلك؟ فلذلك ذَكَروا أنَّ مَشايِخَهم لهم صُعودٌ ونُزولٌ؛ يَصعَدونَ إلى السَّماءِ ويَحضُرونَ ديوانَ الرُّبوبيَّةِ، فيَمحونَ من ذُنوبِ مُريديهم ما شاؤوا!
هم يَقولونَ ذلك، ولكِنَّ الحَقَّ تبارك وتعالى قال: أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النحل: 21] .
وقال اللهُ عزَّ وجلَّ: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ [النحل: 53] .

انظر أيضا: