موسوعة الفرق

المَطلبُ الثَّاني: مُؤَسِّسُ النُّصَيريَّةِ


تَنتَسِبُ هذه الطَّائِفةُ إلى زَعيمِهم مُحَمَّدِبنِ نُصَيرٍ النُّمَيريِّ، وكُنيتُه أبو شُعَيبٍ، وكان مِنَ الشِّيعةِ الاثنَي عَشريَّةِ، وأصلُه مِن فارِسَ، ثُمَّ انفصَل عنهم إثرَ نِزاعٍ بَينَه وبَينَهم على ثُبوتِ صِفةِ البابِ له؛ حَيثُ ادَّعى أنَّه البابُ إلى المَهديِّ المُنتَظَرِ، فلم تُقِرَّ له الإماميَّةُ بذلك، فانفصَل عنهم وكوَّنَ له طائِفةً، وقد ظَلَّ زعيمًا لطائِفتِه إلى أن هَلك سَنةَ 260هـ، وبَعضُهم يذكُرُ وفاتَه في سَنةِ 270هـ، وقد كان فيما يقولُ عُلماءُ الفِرَقِ مَولًى للحَسَنِ العَسكريِّ؛الإمامِ الحادي عَشَرَ للشِّيعةِ الاثنَي عَشريَّةِ.
وأكَّدَ أحَدُ عُلماء الشِّيعةِ الاثنَي عَشريَّةِ -وهو مُحَمَّد رِضا شَمس الدِّينِ، الذي زارَ النُّصَيريَّةَ سَنةَ 1376هـ للتَّعَرُّفِ على أحوالهم موفَدًا مِن عَبدِ الهادي الشِّيرازيِّ أحَدِ المَراجِعِ الدِّينيَّةِ في النَّجَفِ- أنَّ النُّصَيريَّةَ لا يزالونَ إلى اليومِ يتَمَسَّكونَ بأفكارِ زَعيمِهم مُحَمَّدِبنِ نُصَيرٍ، وذَكَر أنَّه حينَما زارَهم رَحَّبوا به أجمَلَ تَرحيبٍ، ولكِنَّه لاحَظَ عَدَمَ اكتِراثِهم بفرائِضِ الدِّينِ مِن صَلاةٍ وحَجٍّ، وعَدَمَ وُجودِ مَساجِدَ في مِنطَقَتِهم، كما لاحَظَ أنَّ فِكرةَ تَناسُخِ الأرواحِ لا تَزالُ مُنتَشِرةً بَينَهم، وهم يُسَمُّونَها تَقَمُّصَ الأرواحِ [3585] ذكر هذا في كتابه ((العلويون في سوريا)) (ص: 54)، نقلًا عن كتاب ((العلويون أو النصيرية)) للعسكري (ص: 46). .

انظر أيضا: