موسوعة الفرق

المَطلَبُ الأوَّلُ: ألقابُ القَرامِطةِ


مِن ألقابِ القَرامِطةِ: الإسماعيليَّةُ، والباطِنيَّةُ، والقَرامِطةُ.
فأمَّا تَسميَتُهم بالإسماعيليَّةِ فلِانتِسابِهم إلى إسماعيلَ بنِ جَعفَرٍ. ثُمَّ إنَّها تُعتَبَرُ الفِرقةَ الأمَّ التي خَرَجوا من رَحِمِها.
وأمَّا تَسميَتُهم بالباطِنيَّةِ فإنَّهم ادَّعَوا أنَّ لظَواهِرِ القُرآنِ والأخبارِ بَواطِنَ، تجري مَجرى اللُّبِّ مِنَ القِشرِ، وأنَّها توهِمُ الأغبياءَ صُوَرًا، وتُفهِمُ الفُطَناءَ رُموزًا وإشاراتٍ إلى حَقائِقَ خَفيَّةٍ، وأنَّ مَن تَقاعَدَ عن الغَوصِ على الخَفايا والبَواطِنِ مُتَعَثِّرٌ، ومَنِ ارتَقى إلى عِلمِ الباطِنِ انحَطَّ عنه التَّكليفُ واستَراحَ من أعبائِه! واستَشهَدوا بقَولِ اللهِ تعالى: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ [الأعراف: 157] ، قالوا: والجُهَّالُ بذلك هم المُرادُونَ بقَولِه: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ [الحديد: 13] . وغَرَضُهم فيما وضَعوا من ذلك إبطالَ الشَّرائِعِ؛ لأنَّهم إذا صَرَفوا العَقائِدَ عن موجِبِ الظَّاهِرِ تَحكَّموا بدَعوى الباطِنِ على ما يوجِبُ الانسِلاخَ مِنَ الدِّينِ.
وأمَّا تَسميَتُهم بالقَرامِطةِ؛ ففي سَبَبِ ذلك أقوالٌ أبرَزها: أنَّه نِسبةٌ إلى حَمدانَ بنِ الأشعَثِ المُلَقَّبِ بقِرْمِطٍ، وفي سَبَبِ تَلقيبِه بذلك أقوالٌ: منها قِصَرُ قامَتِه وساقَيه وتَقارُبُ خُطواتِه. وقيلَ لقَرْمَطةٍ في خَطِّه.
قال الجَوهَريُّ: (القَرْمَطةُ في الخَطِّ: مُقارَبةُ السُّطورِ، وفي المَشيِ: مُقارَبةُ الخَطوِ) [3130] ((الصحاح)) (3/ 1152). .
يُقالُ: قَرْمَط الكاتِبُ: إذ قارَبَ بَينَ كِتابَتِه. وقَرْمَط البَعيرُ: إذا قارَبَ خُطاه [3131] يُنظر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (9/ 304). ويُنظر: ((العين)) للخليل (5/ 258). .

انظر أيضا: