موسوعة الفرق

الفَرعُ السَّادِسُ: تَنظيماتُهم


أحدثَ الأغاخانيُّون عِدَّةَ تَنظيماتٍ من أجلِ النُّهوضِ بالدَّعوةِ للمَذهَبِ فقد أقاموا لهم في كربَلاءَ بالعِراقِ وكيلًا عن داعي الدُّعاةِ يُعرَفُ باسمِ "عامِل صاحِب" أو "العامِل" يَختَصُّ بشُؤونِ الحُسَينيَّاتِ المَوجودةِ في أنحاءٍ مِنَ العِراقِ، وهناك مَن يُعرَفُ باسمِ "المَلا"، وهو من رِجالِ دَعوَتِهم، "والمُلَّا الأكبَر" هو داعي الدُّعاةِ، والذي أقَلُّ منه رُتبةً يُلَقَّبُ بـ "شَيخ"، "وعامِل صاحِب" يَكونُ وكيلًا للدَّاعي في أيِّ بَلَدٍ أو قُطرٍ يوجَدونَ فيه، وعليه أن يَنظُرَ في مَصالِحِ الطَّائِفةِ، بالإضافةِ إلى الدَّعوةِ إلى المَذهَبِ [3023] يُنظر: ((سمط الحقائق)) للوادعي (ص: 16)، ويُنظر أيضًا: ((الحركات الباطنية في الإسلام)) (ص: 124)، ((تاريخ الدعوة الإسماعيلية)) (ص: 35)، ((مفاتيح المعرفة)) (ص: 177) كلها لغالب. .
والنِّظامُ الإسماعيليُّ المَعمولُ به في هذا العَصرِ يَعتَبِرُه الإسماعيليُّ المُعاصِرُ مُصطَفى غالِب استمرارًا للنِّظامِ الدِّينِيِّ والاجتِماعيِّ السَّابِقَينِ مَعَ وُجودِ بَعضِ التَّعديلاتِ، وعَزا هذه التَّعديلاتِ إلى الدَّورِ الكَبيرِ الذي قامَ به أغاخانُ الثَّالِثُ المُتَمَثِّلُ بتَأسيسِ المَجالِسِ التَّعليميَّةِ، والصِّحِّيَّةِ، والاجتِماعيَّةِ، واهتِمامِه المُطلَقِ بتَنشِئةِ الشَّبابِ وتَدريبِهم على حَملِ المسؤوليَّةِ، والشُّعورِ بالواجِبِ نَحوَ الطَّائِفةِ، وقيامِه بتَشجيعِ الفِرَقِ الرِّياضيَّةِ والكَشفيَّةِ، ورَوابِطِ الطَّلَبةِ، وإقامةِ البُنوكِ، والمَصارِفِ، والمَشاريعِ الصِّناعيَّةِ والزِّراعيَّةِ والتِّجاريَّةِ، وتَخصيصِ المَبالِغِ الطَّائِلةِ لها، ووَضعِ دُستورٍ خاصٍّ للإِسماعيليَّةِ وتَنظيماتٍ جَديدةٍ مُستَقاةٍ من أحدَثِ التَّنظيماتِ العالَميَّةِ، وأشادَ بإرشاداتِ أغاخان وآرائِه التي كانت وراءَ تَماسُكِ الإسماعيليَّةِ [3024] يُنظر: ((الحركات الباطنية في الإسلام)) لغالب (ص: 177). .
قال مُصطَفى غالِب: (إنَّ الأغاخانيَّةَ اعتَمَدوا في هذا العَصرِ الحَديثِ على إيجادِ المُنَظَّماتِ والهَيئاتِ؛ إذ خَصَّصَ أغاخانُ الثَّالِثُ الأموالَ اللَّازِمةَ للإِنفاقِ على تَنميةِ هذه المُؤَسَّساتِ؛ مِمَّا كان له الأثَرُ الفَعَّالُ في نَهضةِ الإسماعيليَّةِ الأغاخانيَّةِ في مُختَلِفِ المَجالاتِ) [3025] يُنظر: ((الحركات الباطنية في الإسلام)) لغالب (ص: 124). .
ولقد أحدَثوا التَّنظيماتِ الاقتِصاديَّةَ والثَّقافيَّةَ والاجتِماعيَّةَ والصِّحِّيَّةَ، وعَزَفوا عن التَّنظيماتِ الدَّعويَّةِ القديمةِ، واستَعاضوا عنها بتَسمياتٍ جَديدةٍ تَتَّفِقُ مَعَ بيئَتِهم ومُحيطِهم، ولا تَزالُ سائِدةً في مُجتَمَعِهم حتَّى اليَومِ [3026] انظر: ((مفاتيح المعرفة))، مصطفى غالب، (ص: 178). .
ولقد بَيَّنَ مُصطَفى غالِب التَّنظيماتِ الإسماعيليَّةَ الأغاخانيَّةَ في هذا العَصرِ وبَيَّنَ وظائِفَها، وهي على النَّحوِ التَّالي:
الهيئةُ الدِّينِيَّةُ:
1- سَيفُ الدَّعوةِ أو وزيرُ الدَّعوةِ أو وارِثٌ: وهي رُتبةٌ فَخريَّةٌ شَرَفيَّةٌ تُعطى عادةً لكِبارِ زُعَماءِ الطَّائِفةِ، وهناك رُتَبٌ شَرَفيَّةٌ أُخرى مِثلُ: كونْت.
2- مَكِّيٌّ: يُشرِفُ على تَعيينِ موَظَّفي المَساجِدِ، ويُراقِبُ جِبايةَ الأموالِ وجَمعَها، ويَتَرَأَّسُ المُصَلِّينَ، وله في كُلِّ مَسجِدٍ من مَساجِدِ الإسماعيليَّةِ وكيلٌ له.
3- كامريا  أو كاماديا: مُهِمَّتُه المُحافَظةُ على خَزينةِ الدَّعوةِ، والاعتِناءُ بالشُّؤونِ الماليَّةِ فقَط.
4- ناظِرٌ: مُهِمَّتُه مُراقَبةُ سَيرِ أمورِ الدَّعوةِ مِنَ النَّاحيةِ الماليَّةِ والاجتِماعيَّةِ والدِّينِيَّةِ.
5- واعِظٌ: مُهِمَّتُه وعظُ الأتباعِ، وحُضورُ المَآتِمِ لتِلاوةِ آياتِ القُرآنِ، وهذا الواعِظُ لا يَتَمَتَّعُ بأيِّ ثَقافةٍ دينيَّةٍ.
المجلِسُ الإسماعيليُّ الأعلى:
مُهِمَّتُه الإشرافُ على شُؤونِ الإسماعيليَّةِ من جَميعِ النَّواحي، ويَتِمُّ تَعيينُه من قِبَلِ الإمامِ، ويَتَألَّفُ مِن: الرَّئيسِ، وأمينِ سِرٍّ، وعَدَدٍ مِنَ الأعضاءِ قد يَصِلُ عَدَدُهم إلى العَشرةِ.
اللَّجنةُ الثَّقافيَّةُ:
مُهِمَّتها الإشرافُ على الأمورِ الثَّقافيَّةِ، والمَدارِسِ، وانتِخابِ البَعَثاتِ العِلميَّةِ.
وفي الهِندِ وباكِستانَ وأفريقيا عِدَّةُ مُنَظَّماتٍ أخرى، كالجَمعيَّاتِ الخَيريَّةِ، والنِّسائيَّةِ، والصِّحِّيَّةِ، والرِّياضيَّةِ، ورَوابِطِ الطَّلَبةِ، وهذه التَّنظيماتُ التي أوجَدَها أغاخانُ الثَّالِثُ كان لها الأثَرُ الفَعَّالُ في نَهضةِ الإسماعيليَّةِ في مُختَلِفِ المَجالاتِ [3027] يُنظر: ((تاريخ الدعوة الإسماعيلية)) لغالب (ص: 36، 37). .
ولكَونِ جَماعاتِهم مُتَفَرِّقةً في كثيرٍ من أنحاءِ العالَمِ فقد شَيَّدوا مَبنًى في زَنجِبارَ بتَنزانيا تُعقَدُ فيه اجتِماعاتُهم [3028] يُنظر: ((العقيدة والشريعة في الإسلام)) لجولد زيهر (ص: 245). .

انظر أيضا: