موسوعة الفرق

الفَرعُ الثَّاني: أبرَزُ شَخصيَّاتِهم


اشتَهَرَ من زُعَمائِهم الذين أطلَقوا عليهم أئِمَّةً فيما بَعدُ أربَعةُ أشخاصٍ، وهم:
1- أغاخانُ الأوَّلُ، وهو حَسَن عَلي شاه، الذي نَصَبَه الإنجِليزُ على الطَّائِفةِ بَعدَ تَجميعِها من سَنةِ 1233هـ حتَّى هَلَكَ عامَ 1298هـ.
2- ابنُه عَلي شاه المَعروفُ باسمِ أغاخانَ الثَّاني، وتُوُفِّي بَعدَ فترةٍ قَصيرةٍ من تَوَلِّيه زَعامةَ الطَّائِفةِ عامَ 1302هـ.
3- مُحَمَّدُ بنُ عَلي شاه، وهو الأغاخانُ الثَّالِثُ، وهو أشهَرُ زُعَماءِ الأغاخانيَّةِ، وقد طالَت مُدَّتُه في زَعامةِ الطَّائِفةِ حتَّى هَلَكَ عامَ 1377هـ فتَكونُ فترةُ زَعامَتِه خمسًا وسَبعينَ سَنةً، وقد تَظاهَرَ بأعمالٍ أكسَبَته بَعضَ الشُّهرةِ، كدِفاعِه عن الخِلافةِ العُثمانيَّةِ، ودِفاعِه عن حُقوقِ الأتراكِ بَعدَ سُقوطِ الخِلافةِ، ومُشارَكَتِه في تَأسيسِ الرَّابِطةِ الإسلاميَّةِ بالهِندِ، وإنشاءِ جامِعةِ عليكرة الشَّهيرةِ في الهِندِ [3002] يُنظر: ((دراسة عن الفرق)) لجلي (ص: 239، 240). .
ويَكفي ردًّا لهذه الأعمالِ وأنَّها لخِدمةِ طائِفَتِه ومَذهَبِه تَأييدُه الواضِحُ للسِّيادةِ الإنجِليزيَّةِ على بلادِ المُسلِمينَ في الهِندِ، بل إنَّه يَرى أنَّ هذه السِّيادةَ نِعمةٌ للشُّعوبِ الهِنديَّةِ، وصَرَّح أنَّ رَغبةَ الهُنودِ في الاستِقلالِ رَغبةٌ طائِشةٌ حَمقاءُ، ونَزعةٌ مُتَهَوِّسةٌ سابِقةٌ لأوانِها [3003] ((العقيدة والشريعة)) لجولد زيهر (ص: 246). .
وقال عنه المُستَشرِقُ جولد زِيهَر: (وهو رَجُلٌ دُنيَويُّ المَظهَرِ إلى حَدٍّ كبيرٍ، ومُشَبَّعٌ بأفكارِ الثَّقافةِ العَصريَّةِ، ولا شَيءَ في مَظهَرِه يُذَكِّرُنا بمَبادِئِ المَذهَبِ الذي يَنبَغي أن يُمَثِّلَه) [3004] ((العقيدة والشريعة)) لجولد زيهر (ص: 245). .
وقد هَلَكَ في سِويسرا عامَ 1377هـ، ونُقِلَ جُثمانُه إلى أسوانَ في مِصرَ؛ حَيثُ دُفِنَ هناك بَعدَ احتِفالٍ رَسميٍّ بذلك [3005] يُنظر: ((تاريخ الدعوة الإسلامية)) لغالب (ص: 478). .
4- كريم خان بنُ عَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وهو حَفيدُ الذي قَبلَه، ولُقِّبَ بأغاخانَ الرَّابِعِ، فأغاخانُ الثَّالِثُ أوصى لحَفيدِه كريم، ولم يوصِ لأحَدٍ من وَلَدَيه عَليٍّ وصَدرِ الدِّينِ. وأمُّه بريطانيَّةٌ، وتَلَقَّى عُلومَه الأوَّليَّةَ بسِويسرا، وأكمَلَ تَعليمَه في جامِعةِ هارفاردَ الأمريكيَّةِ [3006] يُنظر: ((طائفة الإسماعيلية)) لمحمد كامل حسين (ص: 129)، ((تاريخ الدعوة الإسماعيلية)) لغالب (ص: 435). ، ويَعتَبِرُه الإسماعيليُّونَ الأغاخانيُّونَ في العَصرِ الحاضِرِ الإمامَ الثَّانيَ والأربَعينَ في سِلسِلةِ الأئِمَّةِ الإسماعيليَّةِ.

انظر أيضا: