موسوعة الفرق

الفرعُ الرَّابعُ: تَزَوُّجُ عُمَرَ بأمِّ كلثومٍ بنتِ عَليٍّ رَضي اللَّهُ عنهم


اتَّفَق عُلَماءُ التَّاريخِ والأنسابِ أنَّ عَليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه زوَّج ابنتَه أمَّ كلثومٍ بعُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه، وأمُّ كلثومٍ أمُّها فاطمةُ بنتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، رضي اللَّهُ عنها.
قال المؤرِّخُ الشِّيعيُّ اليعقوبيُّ في تاريخِه في ذِكْرِ حوادِثِ سنةِ 17 للهجرة: (في هذه السَّنةِ خَطَب عُمَرُ إلى عَليِّ بنِ أبي طالبٍ أمَّ كلثومٍ بنتَ عليٍّ، وأمُّها فاطمةُ بنتُ رسولِ اللَّهِ، فقال عليٌّ: إنَّها صغيرةٌ! فقال: إنِّي لم أرِدْ حيث ذهَبْتَ، لكني سمِعتُ رسولَ اللَّهِ يقولُ: ((كُلُّ نَسَبٍ وسَبَبٍ ينقَطِعُ يومَ القيامةِ إلَّا سَبَبي ونَسَبي وصِهْري)) فأردتُ أن يكونَ لي سَبَبٌ وصِهرٌ برَسولِ اللَّهِ، فتزوَّجَها وأمهَرَها عَشرةَ آلافِ دينارٍ) [1032] ((تاريخ اليعقوبي)) (2/149، 150). .
وقد جاء ذِكْرُ زواجِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ بأمِّ كلثومٍ بنتِ عليٍّ في كثيرٍ من كُتُبِ الشِّيعةِ الإماميَّةِ [1033] يُنظر: ((الكافي في الفروع)) للكليني (6/115، 116)، ((الاستبصار)) للطوسي (3/353)، ((تهذيب الأحكام)) للطوسي (8/161)، ((الشافي)) للمرتضى (ص: 116)، ((تنزيه الأنبياء)) للمرتضى (ص: 141)، ((مناقب آل أبي طالب)) لابن شهر آشوب (3/162)، ((كشف الغمة في معرفة الأئمة)) للأربلي (ص: 10)، ((شرح نهج البلاغة)) لابن أبي الحديد (3/124)، ((حديقة الشيعة)) للأردبيلي (ص: 277)، ((مجالس المؤمنين)) للشوشتري (ص: 76، 82)، ((أمير المؤمنين)) لمحمد جواد (ص: 217)، ((منتهى الآمال)) للقمي (1/186). .
روى الطُّوسيُّ عن جَعفَرٍ الصَّادِقِ عن أبيه محمَّدٍ الباقِرِ قال: (ماتت أمُّ كلثومٍ بنتُ عليٍّ وابنُها زيدُ بنُ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ في ساعةٍ واحدةٍ، لا يُدرى أيُّهما هلك قَبلُ، فلم يُورَّثْ أحدُهما من الآخَرِ) [1034] يُنظر: ((تهذيب الأحكام)) (9/262). .
وذَكَر ابنُ أبي الحديدِ (أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ وجَّه إلى مَلِكِ الرُّومِ بريدًا، فاشتَرَت أمُّ كلثومٍ بنتُ عليٍّ امرأةُ عُمَرَ طِيبًا بدنانيرَ، وجعَلَتْه في قارورتينِ وأهدَتْهما إلى امرأةِ مَلِكِ الرُّومِ، فرجع البريدُ إليها، ومعه ملءُ القارورتينِ جواهِرَ، فدخل عليها عُمَرَ وقد صَبَّت الجواهِرَ في حِجرِها، فقال: من أينَ لك هذا؟ فأخبرَتْه، فقبض على الجواهِرِ، وقال: هذا للمُسلِمين، قالت: كيف وهو عِوَضُ هَدِيَّتي؟! قال: بيني وبينَك أبوك، فقال عليٌّ عليه السَّلامُ: لكِ منه بقيمةِ دينارِك، والباقي للمُسلِمين جملةً؛ لأنَّ بريدَ المُسلِمين حَمَلَه!) [1035] يُنظر: ((شرح نهج البلاغة)) (4/575). .

انظر أيضا: