موسوعة الفرق

الفرعُ العاشرُ: المصاهَراتُ بَيْنَ آلِ البيتِ النَّبَويِّ وأبي بَكرٍ وآلِه رضي اللَّهُ عنه


كانت العَلاقاتُ وثيقةً بَيْنَ بيتِ النُّبُوَّةِ وبيتِ الصِّدِّيقِ رضي اللَّهُ عنه، ولا يُتصَوَّرُ معها التَّباعدُ والاختلافُ، ومن ذلك:
1- الصِّدِّيقةُ عائشةُ بنتُ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما كانت زوجةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِن أحَبِّ النَّاسِ إليه، وهي الطَّاهِرةُ المُطَهَّرةُ بشَهادةِ القُرآنِ الكريمِ.
2- أسماءُ بنتُ عُمَيسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنها كانت زوجةَ جَعفَرِ بنِ أبي طالبٍ شقيقِ عليٍّ، فمات عنها، وتزوَّجها أبو بكرٍ الصِّدِّيقِ، وولَدَت له محمَّدًا الذي ولَّاه عليٌّ على مِصرَ، ولمَّا مات أبو بكرٍ تزوَّجَها عَليُّ بنُ أبي طالبٍ، فولَدَت له يحيى.
وفي كتُبِ الشِّيعةِ أنَّ عليًّا رضي اللَّهُ عنه كان يقولُ: (محمَّدٌ ابني من صُلبِ أبي بَكرٍ) [972] يُنظر: ((شرح نهج البلاغة)) لابن أبي الحديد (6/53). .
3- حفيدةُ الصِّدِّيقِ أمُّ فَروةَ بنتُ القاسِمِ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ كان زوجُها محمَّدًا الباقِرَ الإمامَ الخامِسَ عِندَ الشِّيعةِ الاثْنَي عَشْريَّةِ، وابنُها جَعفَرٌ الصَّادِقُ الإمامُ السَّادِسُ عِندَهم، قال عنه الكُلينيُّ: (أمُّه أمُّ فَروةَ بنتُ القاسِمِ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ، وأمُّها أسماءُ بنتُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكرٍ) [973] ((أصول الكافي)) (1/472). .
ولهذا كان جَعفَرٌ الصَّادقُ يقولُ: (لقد ولدني أبو بكرٍ مرَّتَينِ) [974] يُنظر: ((كشف الغمة)) للأربلي (2/161).
4- كان القاسِمُ بنُ محمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ وزينُ العابدين عَليُّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ ابنَي خالةٍ؛ قال الشَّيخُ المفيدُ: (الإمامُ بعدَ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ ابنُه أبو محمَّدٍ عَليُّ بنُ الحُسَينِ زينُ العابدين عليهما السَّلامُ، وكان يُكَنَّى أيضًا أبا الحَسَنِ. وأمُّه شاه زنان بنتُ يَزدجَردَ بنِ شَهريارَ بنِ كِسرى، ويُقالُ: إنَّ اسمَها كان شَهْرَبانويه، وكان أميرُ المُؤمِنين ولَّى حُرَيثَ بنَ جابرٍ الحَنَفيَّ جانبًا من المشرِقِ، فبعث إليه بِنْتَي يَزْدجَردَ بنِ شَهرَيارِ بنِ كِسرى، فنَحَل ابنَه الحُسَينَ شاه زنان منهما، فأولَدَها زينَ العابدين، ونحَلَ الأخرى محمَّدَ بنَ أبي بَكرٍ، فولَدَت له القاسِمَ بنَ محمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ، فهما ابنا خالةٍ) [975] ((الإرشاد)) (ص: 253). ويُنظر: ((منتهى الآمال)) لعباس القمي (2/3). .
وقد ذَكَر نحوَ ذلك المجلسيُّ، وصحَّح أنَّ شَهربانويهِ لم تُسْبَ في عهدِ عليٍّ كما ذَكَره المفيدُ، بل كانت من السَّبَايا في عهدِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه كما رواه القُطبُ الرَّاونديُّ، وقرَّر أنَّ القاسِمَ بنَ محمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ وزينَ العابدينَ بنَ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ ابنا خالةٍ [976] يُنظر: ((جلاء العيون)) للفارسي (ص: 673). .

انظر أيضا: