موسوعة الفرق

المبحَثُ الأوَّلُ: تَكفيرُ الشِّيعةِ الإماميَّةِ لصَحابةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم


قال القاضي عَبدُ الجَبَّارِ المُعتَزِليُّ: (وأمَّا الإماميَّةُ فقد ذَهَبَت إلى أنَّ الطَّريقَ إلى إمامةِ الاثنَي عَشَرَ النَّصُّ الجَليُّ، الذي يكفُرُ مَن أنكَره، ويجِبُ تَكفيرُه؛ فكفَّروا لذلك صَحابةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) [862] ((شرح الأصول الخمسة)) (ص: 761). .
وقال عَبدُ القاهِرِ البَغداديُّ: (وأمَّا الإماميَّةُ فقد زَعَمَ أكثَرُهم أنَّ الصَّحابةَ ارتَدَّت بَعدَ وفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سِوى عليٍّ وابنَيه ومِقدارِ ثَلاثةَ عَشَرَ منهم) [863] ((الفَرْق بَيْنَ الفِرَق)) (ص: 321). .
وقال ابنُ تيميَّةَ عن مَوقِفِ الرَّافِضةِ مِنَ الصَّحابةِ: (أنَّ المُهاجِرينَ والأنصارَ كتَموا النَّصَّ، وكفَروا بالإمامِ المَعصومِ، واتَّبَعوا أهواءَهم وبَدَّلوا الدِّينَ وغَيَّروا الشَّريعةَ وظَلموا واعتَدَوا بل كفَروا إلَّا نفرًا قليلًا، إمَّا بضعةَ عَشَرَ أو أكثَرَ، ثُمَّ يقولونَ: إنَّ أبا بكرٍ وعُمَرَ ونَحوَهما ما زالا مُنافِقَينِ، وقد يقولونَ: بل آمَنوا ثُمَّ كفَروا) [864] ((مجموع الفتاوى)) (3/356). .
بعضُ الرِّواياتِ والنُّقولاتِ التي تُبَيِّنُ تَكفيرَ الشِّيعةِ الإماميَّةِ لصَحابةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن كُتُبِهم:
عن أبي عَبدِ اللهِ في قَولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا [آل عمران: 90] ، قال: (نَزَلت في فُلانٍ وفُلانٍ وفُلانٍ يعني: أبا بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ رَضيَ اللهُ عنهم أجمَعينَ آمَنوا بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أوَّلِ الأمرِ وكفَروا حينَ عُرِضَت عليهمُ الوِلايةُ، حينَ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن كُنتُ مَولاه فهذا عليٌّ مَولاه))، ثُمَّ آمَنوا بالبَيعةِ لأميرِ المُؤمِنينَ عليه السَّلامُ، ثُمَّ كفروا حينَ مَضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلم يُقِرُّوا بالبَيعةِ، ثُمَّ ازدادوا كُفرًا بأخذِهم مَن بايعَه بالبَيعةِ لهم، فهؤلاء لم يبقَ منهم من الإيمانِ شَيءٌ) [865] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (1/420). .
وعن أبي عَبدِ اللهِ في قَولِ اللهِ تعالى: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى [محمد: 25] ، قال: (نَزَلت واللهِ فيهما وفي أتباعِهما) [866] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (1/420). .
وعن أبي عَبدِ اللهِ في قَولِ اللهِ سُبحانَه: رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ [محمد: 29] ، قال: هما يعني أبا بكرٍ وعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما، ثُمَّ قال: (وكان فُلانٌ شَيطانًا) [867] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (8/334). .
قال المَجلِسيُّ في شَرح الكافي: (هما: أبو بكرٍ وعُمَرُ. والمُرادُ بفُلانٍ عُمرُ، أي: الجِنُّ المَذكورُ في الآيةِ عُمَرُ، وإنَّما سُمِّيَ به لأنَّه كان شَيطانًا، إمَّا لأنَّه كان شَرَكَ شَيطانٍ لكونِه ولدَ زِنًا، أو لأنَّه في المَكرِ والخَديعةِ كالشَّيطانِ، وعلى الأخيرِ يحتَمِلُ العَكسَ بأن يكونَ المُرادُ بفُلانٍ أبا بكرٍ) [868] ((مرآة العقول)) (26/488). .
وقال المُفيدُ: (اتَّفقَتِ الإماميَّةُ والزَّيديَّةُ والخَوارِجُ على أنَّ النَّاكِثينَ والقاسِطينَ من أهلِ البَصرةِ والشَّامِ أجمَعينَ كفَّارٌ ضُلَّالٌ مَلعونونَ بحَربِهم أميرَ المُؤمِنينَ، وأنَّهم بذلك في النَّارِ مُخَلَّدونَ) [869] ((أوائل المقالات)) (ص: 45). .
وقال المُرتَضى عن مُعاويةَ رَضيَ اللهُ عنه: (إنَّه إمامٌ من أئِمَّةِ الكُفرِ) [870] ((الشافي في الإمامة)) (ص: 287). .
وقال الكَرَكيُّ عن عُثمانَ بنِ عَفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه: (مَن لم يجِدْ في قَلبِه عَداوةً لعُثمانَ، ولم يستَحِلَّ عِرضَه، ولم يعتَقِدْ كُفرَه، فهو عَدوٌّ للهِ ورَسولِه، كافِرٌ بما أنزَل اللهُ) [871] ((نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت)) (ص: 140). .
وقال المَجلِسيُّ: (مِمَّا عُدَّ من ضَروريَّاتِ دينِ الإماميَّةِ استِحلالُ المُتعةِ، وحَجُّ التَّمَتُّعِ، والبَراءةُ من أبي بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ ومُعاويةَ) [872] ((العقائد)) (ص: 58). .
وقال أيضًا: (عَقيدَتُنا أنَّنا نَتَبَرَّأُ مِنَ الأصنامِ الأربَعةِ: أبي بكرٍ، وعُمَرَ، وعُثمانَ، ومُعاويةَ، والنِّساءِ الأربَعِ: عائِشةَ، وحَفصةَ، وهندٍ، وأُمِّ الحَكمِ، ومِن جَميعِ أتباعِهم وأشياعِهم، وأنَّهم شَرُّ خَلقِ اللهِ على وَجهِ الأرضِ، وأنَّه لا يتِمُّ الإيمانُ باللهِ ورَسولِه والأئِمَّةِ إلَّا بَعدَ التَّبَرُّؤِ من أعدائِهم) [873] ((حق اليقين)) (ص: 519). .
وقال المَجلِسيُّ أيضًا: (عن أبي عَليٍّ الخُراسانيِّ عن مَولًى لعَليِّ بنِ الحُسَينِ قال: كُنتُ مَعَه في بَعضِ خَلَواتِه فقُلتُ: إنَّ عليك حَقًّا إلَّا تُخبرُني عن هَذَينِ الرَّجُلينِ أبي بكرٍ وعُمَرَ، فقال: كافِرانِ، كافِرٌ مَن أحَبَّهما) [874] ((بحار الأنوار)) (69/137). .
وقال أيضًا: (عن أبي حَمزةَ الثُّماليِّ أنَّه سُئِل عَليُّ بنُ الحُسَينِ عنهما، فقال: كافِرانِ، كافِرٌ مَن تَولَّاهما) [875] ((بحار الأنوار)) (69/138). .
وقال نِعمةُ اللهِ الجَزائِريُّ: (عُثمانُ كان في زَمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِمَّن أظهَر الإسلامَ وأبطنَ النِّفاقَ) [876] ((الأنوار النعمانية)) (1/81). .
وعَقدَ شُيوخُ الرَّافِضةِ في كُتُبِهم أبوابًا في استِحبابِ لَعنِ الصَّحابةِ عَقِبَ كُلِّ صَلاةٍ، ويصِفونَهم بأعداءِ الدِّينِ، ومِن ذلك:
ذَكرَ الحُرُّ العامِليُّ في كِتابه (وسائِلُ الشِّيعةِ) بابًا بعُنوانِ (استِحبابُ لعنِ أعداءِ الدِّينِ عَقيبَ الصَّلاةِ بأسمائِهم)، ثُمَّ ذَكرَ عنِ الحُسَينِ بنِ ثُويرٍ وأبي سَلمةَ السَّراجِ قالا: سَمِعْنا أبا عَبدِ اللهِ وهو يلعنُ دُبُرَ كُلِّ مَكتوبةٍ أربَعةً مِنَ الرِّجالِ، وأربعًا مِنَ النِّساءِ: فُلانٌ وفُلانٌ وفُلانٌ أي: أبا بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ رَضيَ اللهُ عنهم أجمَعينَ ويُسَمِّيهم، ومُعاويةُ وفُلانةُ وفُلانةُ أي: عائِشةَ وحَفصةَ رَضيَ اللهُ عنهما وهندٌ وأُمُّ الحَكَمِ أُختُ مُعاويةَ) [877] ((وسائل الشيعة)) (2/1037). .
وذَكرَ النُّوريُّ الطَّبَرسيُّ في كِتابِه (مُستَدرَك الوسائِل) بابًا بعُنوان (استِحبابُ لعنِ أعداءِ الدِّينِ عَقيبَ الصَّلاةِ بأسمائِهم) عن أبي عَبدِ اللهِ أنَّه قال: إنَّ من حَقِّنا على أوليائِنا وأشياعِنا ألَّا ينصَرِفَ الرَّجُلُ فيهم حتَّى يدعوَ بهذا الدُّعاءِ: (...، واتَّهَما نَبيَّك وبايناه وحَلَّا عَقدَه في وصيِّه، ونَبَذا عَهدَه في خَليفتِه مِن بَعدِه، وادَّعَيا مَقامَه، وغَيَّرا أحكامَه، وبَدَّلا سُنَّتَه، وقَلبا دينَه، وصَغَّرا قَدْرَ حُجَجِك، وبَدآ بظُلمِهم، وطَرَقا طَريقَ الغَدرِ عليهم، والخِلافِ عن أمرِهم، والقَتلِ لهم، وإرهاجِ الحُروبِ عليهم، ومَنعَا خَليفتَك من سَدِّ الثَّلمِ، وتَقويمِ العِوَجِ، وتَثقيفِ الأودِ، وإمضاءِ الأحكامِ، وإظهارِ دينِ الإسلامِ، وإقامةِ حُدودِ القُرآنِ، اللَّهمَّ العَنْهما وابنَتَيهما، وكُلَّ من مال مَيلَهم، وحَذا حَذوَهم، وسَلك طَريقَتَهم، وتَصدَّر ببدعَتِهم، لعنًا لا يخطُرُ على بالٍ، ويستَعيذُ منه أهلُ النَّارِ، العَنِ اللَّهمَّ مَن دانَ بقَولِهم، واتَّبَعَ أمرَهم، ودَعا إلى وِلايتِهم، وشَكَّ في كُفرِهم، مِنَ الأوَّلينَ والآخِرينَ) [878] ((مستدرك الوسائل)) (5/61). .
وذكَرَ المرعشيُّ دُعاءَ صَنَمَيِ قُرَيشٍ، ويُريدونَ به الدُّعاءَ على أبي بكرٍ وعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما، وهو دُعاءٌ طَويلٌ [879] ((إحقاق الحق)) (1/97). .

انظر أيضا: