موسوعة الفرق

المطلَبُ الثَّالثُ: أسماءٌ أُخرى للرَّافضةِ


من الأسماءِ القديمةِ للرَّافضةِ قَبلَ اتصالِهم بزيدِ بنِ عَليٍّ ورَفضِهم له:
1- الخَشَبيَّةُ.
2- الإماميَّةُ.
أوَّلًا: تسميتُهم بالخَشَبيَّةِ:
سَبَبُ التَّسميةِ على ما ذَكَره البَلاذُريُّ أنَّ المختارَ بنَ أبي عُبَيدٍ الثَّقفيَّ قال لآلِ جَعدةَ بنِ هُبَيرةَ -وأمُّ جَعدةَ هي أمُّ هانئٍ بنتُ أبي طالبٍ-: (ائتوني بكُرسيِّ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ، فقالوا: لا واللَّهِ ما له عندَنا كُرسيٌّ، قال: لا تكونوا حمقى، وائتوني به، فظَنَّ القومُ عِندَ ذلك أنَّهم لا يأتونَه بكُرسيٍّ فيقولونَ: هذا كرسيُّ عليٍّ إلَّا قَبِلَه منهم، فجاؤوه بكرسيٍّ، فقالوا: هذا هو، فخَرَجَت شبامٌ وشاكِرٌ ورؤوسُ أصحابِ المختارِ وقد عَصَبوه بخِرَقِ الحريرِ والدِّيباجِ، ... وكان أصحابُ المختارِ يعكُفون عليه ويقولون: هو بمنزلةِ تابوتِ موسى، فيه السَّكينةُ، ويستسقون به يستَنصِرون، ويقدِّمونه أمامَهم إذا أرادوا أمرًا! فقال الشَّاعِرُ:
أبلِغْ شَبامًا وأبا هانئٍ
أنِّي بكُرسيِّهم كافِرُ
وقال أعشى هَمدانَ:
شَهِدتُ عليكم أنَّكم خَشَبيَّةٌ
وأنِّي بكم يا شُرطةَ الكُفرِ عارِفُ
وأقسِمُ ما كرسيُّكم بسَكينةٍ
وإنْ ظَلَّ قد لُفَّت عليه لفائِفُ
وأنْ ليس كالتَّابوتِ فينا وإن سَعَت
شَبامٌ حوالَيه ونهدٌ وخارِفُ
وإنْ شاكِرٌ طافت به وتمسَّحت
بأعوادِه أو أدبَرَت لا يساعِفُ
وإنِّي امرؤٌ أحبَبتُ آلَ محمَّدٍ
وآثَرتُ وَحيًا ضمَّنَته الصَّحائِفُ
وكان له عمٌّ يُكنى أبا أُمامةَ، وكان من أصحابِ المختارِ، فكان يأتي مجلِسَ قومِه فيقولُ: أتانا اليومَ بوَحيٍ ما سَمِع النَّاسُ بمِثلِه!
وحَدَّثني عبَّاسُ بنُ هِشامٍ عن أبيه عن جَدِّه قال: قيل لابنِ عُمَرَ: إنَّ المختارَ يَعمِدُ إلى كُرسيِّ عليٍّ، فيَحمِلُه على بَغلٍ أشهَبَ ويُحَفُّ بالدِّيباجِ ويَطوفُ به أصحابُه، يستسقون به ويستنصِرون! فقال: فأين جَنادبةُ الأزدِ عنه لا يَعقِرُ به بعضُهم؟ قال: وهم جُندَبُ بنُ زُهَيرٍ، وجُندَبُ بنُ كَعبٍ مِن بني ظَبيانَ، وجُندَبُ بنُ عَبدِ اللَّهِ وهو جُندَبُ الخيرِ) [396] ((أنساب الأشراف)) (6/413، 414). ويُنظر: ((الأنساب)) للسمعاني (5/134)، ((تاج العروس)) للزبيدي (2/359). .
ثانيًا: تسميتُهم بالإماميَّة:
تَسَمَّوا بذلك لزعمِهم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نصَّ على إمامةِ عَليٍّ رَضيَ اللَّهُ عنه نصًّا ظاهِرًا ويقينًا صادِقًا، فلم يكتَفِ فيها بالوَصفِ بل صرَّح بالاسمِ لعَليٍّ ولأولادِه من بعدِه، واعتقادُهم الإمامةَ في اثني عَشَرَ إمامًا من الأئِمَّةِ المعروفين عندهم؛ أوَّلُهم عَليُّ بنُ أبي طالبٍ، ثمَّ الحَسَنُ والحُسَينُ، وآخِرُهم المهديُّ المنتَظَرُ عندَهم منذ أكثَرَ من ألفٍ ومائةِ سنةٍ! وهو -حسَبَ زعمِهم- محمَّدُ بنُ الحسَنِ بنِ عَليِّ بنِ محمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ موسى بنِ جَعفَرِ بنِ محمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ [397] يُنظر: ((التنبيه والإشراف)) للمسعودي (1/199)، ((الفصل)) لابن حزم (4/185)، ((فرق معاصرة)) لعواجي (1/345)، ((الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة)) (ص: 176). .

انظر أيضا: