الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2867 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 579 العام الميلادي : 1183
تفاصيل الحدث:

سارت عصابةٌ كبيرة من الفرنج من نواحي الدارم إلى نواحي مصر ليُغيروا وينهبوا، فسَمِعَ بهم المسلمون، فخرجوا إليهم على طريقِ صدر وأيلة، فانتزح الفرنجُ من بين أيديهم فنزلوا بماءٍ يقال له العسيلة، وسبقوا المُسلمين إليه، فأتاهم المسلمون وهم عِطاشٌ قد أشرَفوا على الهلاك، فرأوا الفرنجَ قد ملكوا الماء، فأنشأ اللهُ سبحانه وتعالى بلُطفِه سحابةً عظيمةً فمُطِروا منها حتى رَوُوا، وكان الزَّمانُ قَيظًا، والحَرُّ شديدًا في بَرٍّ مُهلِك، فلما رأوا ذلك قَوِيَت نفوسهم، ووَثَقوا بنصر الله لهم، وقاتَلوا الفرنج، فنصرهم الله عليهم فقتلوهم، ولم يسلَمْ منهم إلَّا الشريدُ الفريدُ، وغَنِمَ المسلمون ما معهم من سلاح ودوابَّ، وعادوا منصورين قاهرين بفضل الله.

العام الهجري : 260 العام الميلادي : 873
تفاصيل الحدث:

كان عبد الله السجزي ينازِعُ يعقوبَ بن الليث الصفَّار الرئاسةَ بسجستان، فقهره يعقوبُ، فهرب منه عبد الله إلى نيسابور، فلما سار يعقوبُ إلى نيسابور، هرب عبد الله إلى الحسن بن زيد العَلَوي بطبرستان، فسار يعقوبُ في أثَرِه، فلقيه الحسنُ بن زيد بقرية سارية، وكان يعقوبُ قد أرسل إلى الحسن يسألُه أن يبعثَ إليه عبد الله ويرجِعَ عنه، فإنَّه إنما جاء لذلك لا لحَربِه، فلم يُسلِّمْه الحسن، فحاربه يعقوبُ، فانهزم الحسَنُ، ومضى نحو السِّرِّ وأرض الديلم، ودخل يعقوب ساريةً، وآمل، وجبى أهلَها خراجَ سَنةٍ، ثم سار في طلَبِ الحسن، فسار إلى بعضِ جبال طبرستان، وتتابعت على يعقوبَ الأمطارُ نحوًا من أربعين يومًا، فلم يتخلَّصْ إلا بمشقَّة شديدة، وهلك عامَّةُ ما معه من الظهر، ثم أراد الدخولَ خلف الحسن، لكنَّه توقَّف على الطريق الذي يريدُ أن يَسلُكَه، وأمر أصحابَه بالوقوف، ثم تقدَّم وحده، وتأمَّل الطريق، ثم رجع إليهم فأمَرَهم بالانصراف، وقال لهم: إنَّه لم يكنْ طريقٌ غيرُ هذا وإلَّا لا طريق إليه، وكان نساءُ أهل تلك الناحية قُلْنَ للرجال: دعوه يدخُل؛ فإنَّه إن دخل كفيناكم أمْرَه، وعلينا أسْرَه لكم. فلمَّا خرج من طبرستان عرضَ رجالَه، ففقد منهم أربعون ألفًا، وذهب أكثَرُ ما كان معه من الخيل والإبل والبغال والأثقال، وكتب إلى الخليفة بما فعله مع الحسَنِ من الهزيمة.

العام الهجري : 574 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1179
تفاصيل الحدث:

اجتمع الفِرنجُ وساروا إلى بلدِ دِمشقَ مع ملكهم، فأغاروا على أعمالِها فنهبوها وأسَروا وقَتَلوا وسَبَوا، فأرسل صلاحُ الدين فرخشاه، ولد أخيه، في جمعٍ من العسكر إليهم، وأمره إذا قاربهم يرسِلُ إليه يخبره على جناحِ طائر ليسير إليه، وتقدَّمَ إليه أن يأمُرَ أهل البلاد بالانتزاحِ مِن بين يدي الفرنج، فسار فرخشاه في عسكره يطلُبُهم، فلم يشعُرْ إلا والفرنجُ قد خالطوه، فاضطرَّ إلى القتال، فاقتتلوا أشدَّ قتال رآه الناسُ، وألقى فرخشاه نفسَه عليهم، وغَشِيَ الحربَ ولم يكلها إلى سواه، فانهزم الفرنجُ ونُصر المسلمون عليهم، وقُتِلَ مِن مُقَدَّمي الفرنج جماعةٌ، منهم همفري، كان يُضرَبُ به المثل في الشجاعة والرأي في الحرب، وكان بلاءً صَبَّه الله على المسلمين، فأراح اللهُ المسلمين مِن شَرِّه، وقُتِلَ غيرُه من أضرابِه، ولم يبلُغْ عسكر فرخشاه ألف فارس، وكذلك أغار البرنسُ صاحب أنطاكية واللاذقية على جشير المسلمين- جشير أو دشير: هي الخيلُ والبقر التي تلازِمُ المرعى ولا ترجِعُ إلى الحظيرة بالليل- بشيزر وأخذه، وأغار صاحِبُ طرابلس على جمعٍ كثيرٍ مِن التركمان، فاحتجَفَ أموالهم- استخلصها وحازها- وكان صلاحُ الدين على بانياس، فسيَّرَ ولد أخيه تقي الدين عمر إلى حماة، وابن عمه ناصر الدين محمد بن شيركوه إلى مصر، وأمَرَهما بحفظ البلاد، وحياطة أطرافِها من العدُوِّ.

العام الهجري : 763 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1362
تفاصيل الحدث:

هو الخليفةُ المُعتَضِد بالله أبو الفتح، واسمُه أبو بكر بن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان بن الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن أبي علي بن الحسن بن الخليفة الراشد بن المسترشد، توفِّيَ يوم الثلاثاء عاشر جمادى الأولى ومدة خلافتِه عشرة أعوام، وعهد إلى ابنه محمد قبل وفاته بقليل، فاستدعي أبو عبد الله محمد ابن الخليفة المعتضد بالله أبي بكر، في يوم الخميس ثاني عشر جمادى الأولى إلى قلعة الجبل، وجلس مع السلطانِ بالقصر، وقد حضر الأمراءُ فأقيمَ في الخلافةِ بعد وفاة أبيه، ولقِّبَ بالمتوكل على الله، وخُلِعَ عليه، وفُوِّضَ له نظَرُ المشهَدِ النَّفيسي؛ ليستعينَ بما يُحمَلُ إليه من النُّذورِ على حالِه، وركِبَ إلى منزله، وهنَّأَه الناسُ بالخلافةِ.

العام الهجري : 11 العام الميلادي : 632
تفاصيل الحدث:

لَمَّا توجَّه خالِدُ مِن ذي القصَّةِ وفارقه الصِّدِّيقُ، واعَدَه أنَّه سيلقاه من ناحيةِ خيبَرَ بمَن معه من الأمراءِ، وأظهروا ذلك ليُرعِبوا الأعرابَ، وأمَرَه أن يذهَبَ أوَّلًا إلى طليحةَ الأسديِّ، ثمَّ يذهَبَ بعده إلى بني تميمٍ، وكان طليحةُ بنُ خُوَيلدٍ في قَومِه بني أسَدٍ، وفي غَطفانَ، وانضَمَّ إليهم بنو عبسٍ وذبيان، وبَعَث إلى بني جديلةَ والغوثِ وطَيِّئ يستدعيهم إليه، وجَعَل خالدُ بن الوليدِ يتأتَّى بطُلَيحةَ ويُرسِلُ إليه الرُّسُلَ ويحَذِّرُه سَفْكَ دماءِ أصحابِه، وطُلَيحةُ يأبى ذلك ووَلَج في طغيانِه، فعندها عزَمَ خالدٌ على حربِه، ووقَفَت أحياءٌ كثيرةٌ من الأعرابِ ينظُرونَ على من تكونُ الدَّائِرةُ، وجاء طُلَيحةُ فيمن معه من قَومِه ومن التَفَّ معهم وانضاف إليهم، وانهزم النَّاسُ عن طُلَيحةَ، فلمَّا جاءه المسلمون ركب على فرسٍ كان قد أعَدَّها له، وأركَبَ امرأتَه النوارَ على بعيرٍ له، ثم َّانهزم بها إلى الشَّامِ، وتفَرَّقَ جمعُه، وقد قَتَل اللهُ طائفةً ممَّن كان معه، وقد كان طُلَيحةُ الأسديُّ ارتَدَّ في حياةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام بمؤازرتِه عُيَينةُ بنُ حِصنٍ بعد أن ارتَدَّ عن الإسلامِ، وأسَرَ خالِدٌ عُيَينةَ بنَ حِصنٍ، وبعث به إلى المدينةِ مجموعةً يداه إلى عنُقِه، فدخل المدينةَ وهو كذلك، فجعل الوِلدانُ والغلمانُ يَطعَنونَه بأيديهم، ويقولون: أيْ عَدُوَّ اللهِ، ارتدَدْتَ عن الإسلامِ؟ فيقولُ: واللهِ ما كنتُ آمنتُ قطُّ! فلمَّا وقف بين يَدَيِ الصِّدِّيق ِاستتابه وحَقَن دَمَه، ثمَّ حَسُنَ إسلامُه بعد ذلك، وأمَّا طُلَيحةُ فإنَّه راجَعَ الإسلامَ بعد ذلك أيضًا، وذهب إلى مكَّةَ مُعتَمِرًا أيَّامَ الصِّدِّيقِ، واستحيا أن يواجِهَه مدَّةَ حياتِه، وقد رَجَع فشَهِدَ القِتالَ مع خالدٍ، وكَتَب الصِّدِّيقُ إلى خالدٍ: أنِ استَشِرْه في الحربِ ولا تُؤَمِّرْه.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:


هو السلطانُ أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن مخلوف بن زيدان، الملقَّب بالقائم بأمر الله، عميد الأسرة السعدية وسلطان المغرب. كان قد نشأ على عفافٍ وصلاحٍ وحجٍّ للبيت الحرام، وقيل: كان مجابَ الدعوةِ، من قرَّاءِ القرآن، ومن أهلِ العلمِ والدين، ولم يكن من بيت الرياسةِ، وكان له اطِّلاعٌ على تواريخ قُطره وعوائدِ جيله وأخلاقهم وطبائعهم، ورأى ما وصل إليه مُلكُ بني وطاس بالمغرب من الانحطاط والضعف، وتيقَّن أنَّه لا يصعب عليه تناولُه، فأعمل في ذلك فِكرَه وصار يحضُّ الناسَ على القيام بأمور دينهم والامتعاض لها، حتى ولي الأمرَ عندما بايعَتْه قبائل المغرب على حربِ البرتغال، وقدَّمت كلُّ قبيلة له عشرةَ رجال من أبنائها, فلما قضى الله ببيعته واجتماع الناس عليه، واطمأنت به في البلاد السوسية الدار وطاب له بها المقام والقرار؛ ندب الناس إلى بيعةِ أكبر ولديه، وهو الأمير أبو العباس أحمد المعروف بالأعرج، فبايعوه, ثم وفد على القائمِ بأمر الله أشياخُ حاحة والشياظمة لِما بلغهم من حسن سيرته ونصرة لوائه، فشَكَوا إليه أمر البرتغال ببلادهم, وشِدَّة شوكته واستطالته عليهم، وطلبوا منه أن ينتقل إليهم هو وولده ولي العهد، فأجابهم إلى ذلك ونهض معهم هو وابنه أبو العباس إلى الموضع المعروف بآفغال من بلاد حاحة، وترك ولده الأصغر أبا عبد الله محمد الشيخ بالسوس يرتِّب الأمور ويمهِّد المملكة ويباكر العدو بالقتال ويراوحه، واستمر الأمير أبو عبد الله القائم بمكانه من آفغال ببلاد حاحة مسموعَ الكلمة متبوعَ العقب إلى أن توفي بها وهو يجاهد النصارى الإسبان والبرتغال، ودفن بها ثم نقل إلى مراكش.

العام الهجري : 175 العام الميلادي : 791
تفاصيل الحدث:

لَمَّا فرغ هشامُ بن عبدالرحمن من أخوَيه سليمانَ وعبد الله, انتدب لمطروحِ بن سليمان بن يقظان، فسيَّرَ إليه جيشًا كثيفًا، وجعل عليه أبا عثمان عبيد الله بن عثمان، فسار إلى مطروح، وهو بسرقسطة، فحصَرَه بها فلم يظفَرْ به، فرجع أبو عثمانَ عنه، ونزل بحِصنِ طرسونة، بالقربِ من سرقسطة، وبثَّ سراياه على أهل سرقسطة يُغِيرونَ ويَمنَعون عنهم المِيرةَ، ثمَّ غدر بمطروحٍ بعضُ أصحابِه وقَتَلوه ودانُوا لهِشامٍ، فقَبِلَ منهم.

العام الهجري : 1260 العام الميلادي : 1844
تفاصيل الحدث:

لما استعمل الإمامُ فيصل عبدَ اللهِ بنَ سعد المداوي أميرًا على القطيف استلحق علي بن عبد الله بن غانم الرافضي رئيس القطيف السابق، فناوبه بأشياءَ ذُكِرَت له فضَرَبَه بالخَشَبِ حتى مات، فغضب الإمامُ فيصل وأرسل إليه غلامَه بلال بن سالم الحرق، فأشخصه إلى الإمام وجلس مكانَه في القطيف، فلما أتى المداوي إلى الإمام ذكَرَ له عُذْرَه في ضربه لابن غانم، فقبل منه ورَدَّه إلى القطيف أميرًا.

العام الهجري : 3 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 625
تفاصيل الحدث:

عن عُبيدِ اللهِ بنِ عَدِيِّ بنِ الخِيارِ أنَّه سألَ وَحْشِيًّا قاتلَ حَمزةَ، ألا تُخبِرُنا بِقتلِ حَمزةَ؟ قال: نعم، إنَّ حَمزةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بنَ عَدِيِّ بنِ الخِيارِ ببَدرٍ، فقال لي مولايَ جُبيرُ بنُ مُطْعِمٍ: إن قَتلتَ حَمزةَ بِعَمِّي فأنت حُرٌّ، قال: فلمَّا أن خرج النَّاسُ عامَ عَيْنَيْنِ، وعَيْنَيْنُ جبلٌ بِحِيالِ أُحُدٍ، بينه وبينه وادٍ، خرجتُ مع النَّاسِ إلى القِتالِ، فلمَّا أن اصْطَفُّوا للقِتالِ، خرج سِباعٌ فقال: هل مِن مُبارِزٍ؟ قال: فخرج إليه حَمزةُ بنُ عبدِ المُطَّلبِ، فقال: يا سِباعُ، يا ابنَ أُمِّ أَنْمارٍ مُقَطِّعَةِ البُظورِ، أَتُحادُّ الله ورسولَهُ صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثمَّ شَدَّ عليه، فكان كأَمسِ الذَّاهبِ، قال: وكَمَنْتُ لِحَمزةَ تحتَ صَخرةٍ، فلمَّا دَنا مِنِّي رَميتُهُ بِحَربَتي، فأضعُها في ثُنَّتِهِ حتَّى خَرجتْ مِن بين وَرِكَيْهِ، قال: فكان ذاك العهدُ به، فلمَّا رجع النَّاسُ رجعتُ معهم، فأَقمتُ بمكَّةَ حتَّى فَشا فيها الإسلامُ، ثمَّ خَرجتُ إلى الطَّائفِ، فأَرسلوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رسولًا، فقِيلَ لي: إنَّه لا يَهيجُ الرُّسُلَ. قال: فخَرجتُ معهم حتَّى قَدِمتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رآني قال: «آنت وَحْشِيٌّ؟». قلتُ: نعم. قال: «أنت قَتلتَ حَمزةَ؟». قلتُ: قد كان مِنَ الأمرِ ما بَلغكَ. قال: «فهل تَستَطيعُ أن تُغَيِّبَ وَجهَك عَنِّي» قال: فَخرجتُ فلمَّا قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فخرج مُسَيْلِمَةُ الكذَّابُ، قلتُ: لأَخرُجَنَّ إلى مُسَيْلِمَةَ، لَعَلِّي أقتُلُه فأُكافِئَ به حَمزةَ، قال: فخرجتُ مع النَّاسِ، فكان مِن أَمرهِ ما كان، قال: فإذا رجلٌ قائمٌ في ثَلْمَةِ جِدارٍ، كأنَّهُ جَمَلٌ أَوْرقُ ثائِرُ الرَّأسِ، قال: فَرمَيْتُه بِحَربَتي، فأَضعُها بين ثَدييهِ حتَّى خَرجتْ مِن بين كَتِفَيْهِ، قال: ووثبَ إليه رجلٌ مِنَ الأنصارِ فضَربهُ بالسَّيفِ على هامَتِهِ.

العام الهجري : 197 العام الميلادي : 812
تفاصيل الحدث:

ثار أبو عصامٍ ومَن وافقه على إبراهيمَ بن الأغلب، أميرِ إفريقيَّة، فحاربهم إبراهيمُ، فظَفِرَ بهم. واستعمل ابنُ الأغلب ابنَه عبدالله على طرابلس الغرب، فلما قدِمَ إليها ثار عليه الجُندُ، فحصروه في داره، ثم اصطَلَحوا على أن يخرُجَ عنهم، فخرج عنهم، فلم يُبعِد عن البلد حتى اجتمع إليه كثيرٌ من الناس، ووضَعَ العطاء، فأتاه البربرُ من كل ناحية، فاجتمع له عددٌ كثير، فزحف بهم إلى طرابلس، فخرج إليه الجُند، فاقتتلوا فانهزمَ جُند طرابلس، ودخل عبد الله المدينةَ، وأمَّنَ الناسَ وأقام بها؛ ثمَّ عزله أبوه، واستعمل بعده سُفيانَ بن المضاء، فثارت هوارة بطرابلُس، فخرج الجندُ إليهم، والتَقَوا واقتتلوا، فهُزِمَ الجند إلى المدينة، فتَبِعَهم هوارة، فخرج الجندُ هاربين إلى الأميرِ إبراهيم ابن الأغلب، ودخلوا المدينةَ فهَدَموا أسوارها. وبلغ ذلك إبراهيمَ ابن الأغلب، فسيَّرَ إليها ابنَه أبا العباس عبد الله في ثلاثة عشر ألف فارس، فاقتتل هو والبربر، فانهزم البربرُ، وقُتِل كثيرٌ منهم، ودخل طرابلس وبنى سورها. وبلغ خبَرُ هزيمة البربر إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، وجمع البربرَ وحَرَّضَهم، وأقبل بهم إلى طرابلس، وهم جمعٌ عظيم، غضبًا للبربر ونصرةً لهم، فنزلوا على طرابلس، وحصروها. فسدَّ أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بابَ زناتة، ولم يزل كذلك إلى أن توفِّي أبوه إبراهيم بن الأغلب، وعَهِدَ بالإمارة لولده عبد الله، فأخذ أخوه زيادةُ الله بن إبراهيم له العهودَ على الجند، وسيَّرَ الكتاب إلى أخيه عبد الله، يخبِرُه بموت أبيه، وبالإمارة له، فأخذ البربرُ الرسولَ والكتابَ، ودفعوه إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، فأمر بأن يناديَ عبد الله بن إبراهيم بموت أبيه، فصالَحَهم على أن يكونَ البلدُ والبحر لعبد الله، وما كان خارجًا عن ذلك يكونُ لعبد الوهاب، وسار عبدُ الله إلى القيروان، فلقيه الناس، وتسلَّمَ الأمرَ، وكانت أيَّامُه أيامَ سُكونٍ ودَعةٍ.

العام الهجري : 7 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 628
تفاصيل الحدث:

بعدَ رُجوعِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنَ الحُديبيةِ كتَب إلى المُلوكِ يَدعوهُم إلى الإسلامِ, ولمَّا أراد أن يُكاتِبَهُم قِيلَ له: إنَّهم لا يَقرءون كِتابًا إلَّا وعليه خاتمٌ، فاتَّخذَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم خاتمًا مِن فِضَّةٍ، نَقْشُهُ: محمَّدٌ رسولُ الله، وكان هذا النَّقْشُ ثلاثةَ أَسطُرٍ: محمَّدٌ سطرٌ، ورسولُ سطرٌ، والله سطرٌ. وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: « فَكأنِّي بِوَبِيصِ -أو بِبَصِيصِ- الخاتمِ في إصبعِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم -أو في كَفِّهِ-». واختار مِن أصحابِه رُسُلًا لهم مَعرفةٌ وخِبرةٌ، وأَرسلَهُم إلى المُلوكِ فبعَث دِحيةَ بنَ خَليفةَ الكَلبيَّ إلى قَيصرَ مَلِكِ الرُّومِ، فقَرأ الكِتابَ ولم يُسْلِمْ, وبعَث عبدَ الله بنَ حُذافةَ السَّهميَّ إلى كِسرى مَلِكِ الفُرْسِ، فلمَّا قُرِئَ الكِتابُ عليه مَزَّقَهُ، ولمَّا بلَغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَزَّقَ الله مُلْكَهُ). وقد كان كما قال, وبعَث عَمرَو بنَ أُميَّةَ الضَّمْريَّ إلى النَّجاشيِّ مَلِكِ الحَبشةِ، فلمَّا أَعطاهُ كِتابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَخَذهُ ووَضعَهُ على عَينِه، ونزَل عن سَريرهِ على الأرضِ، وبعَث حاطِبَ بنَ أبي بَلْتَعَةَ إلى المُقَوْقِسِ مَلِكِ الإسكندريَّةِ, فأخَذ كِتابَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فجَعلهُ في حُقِّ مِن عاجٍ، وختَم عليه، ثم كتَب إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كِتابًا, ولم يُسْلِمْ, وأَهداهُ جاريتين هُما مارِيَةُ، وشيرين وسِيرينُ، وبَغلةً تُسمَّى دُلْدُلَ. وبعَث عَمرَو بنَ العاصِ السَّهميَّ إلى جَيْفَرٍ وعياد عَبَّادٍ ابْنَي الجُلُنْديِّ الأَزديِّين مَلِكَي عُمانَ، فأجابا إلى الإسلامِ جميعًا، وصدَّقا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم, وبعَث سَليطَ بنَ عَمرٍو أَحَدَ بني عامرِ بنِ لُؤَيٍّ إلى هَوذةَ بنِ عليٍّ الحَنفيِّ مَلِكِ اليَمامةِ, فرَدَّ عليه رَدًّا دون رَدٍّ، وكتَب إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: (ما أحسنَ ما تدعو إليه وأَجملَهُ، والعربُ تَهابُ مَكاني، فاجعلْ لي بعضَ الأمرِ أَتَّبِعُكَ). وبعَث العَلاءَ بنَ الحَضرميِّ إلى المُنذِرِ بنِ ساوى العَبديِّ مَلكِ البَحريْنِ فلمَّا أَتاهُ كِتابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَسلمَ, وبعَث شُجاعَ بنَ وَهْبٍ الأَسَديَّ إلى الحارثِ بنِ أبي شِمْرٍ الغسَّانيِّ مَلِكِ تُخومِ الشَّامِ, فلمَّا بلَغهُ الكِتابُ رَمى به وقال: مَن يَنزِعُ مُلكي مِنِّي؟ أنا سائرٌ إليه, ولم يُسْلِمْ. واسْتأذنَ قَيصرَ في حربِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فثَنَّاهُ عن عزمِه، فأَجازَ الحارثُ شُجاعَ بنَ وَهْبٍ بالكِسْوَةِ والنَّفَقةِ، ورَدَّهُ بالحُسنى, وبعَث المُهاجرَ بنَ أبي أُميَّةَ المَخزوميَّ إلى الحارثِ بنِ عبدِ كُلالٍ الحِمْيَريِّ مَلِكِ اليَمنِ وقد أَسلمَ هو وأَخواهُ جميعًا.

العام الهجري : 219 العام الميلادي : 834
تفاصيل الحدث:

ظهر محمَّدُ بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، بالطالقان من خراسان، يدعو إلى الرضا من آل محمَّد، وكان ابتداءُ أمرِه أنَّه كان ملازمًا مسجدَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، حسَنَ السِّيرةِ، فأتاه إنسانٌ من خراسان كان مجاورًا، فلما رآه أعجَبَه طريقُه، فقال له: أنت أحَقُّ بالإمامةِ مِن كُلِّ أحَدٍ، وحَسَّنَ له ذلك وبايعه، وصار الخُراساني يأتيه بالنَّفَرِ بعد النفر مِن حُجَّاجِ خُراسان يبايعونه، فعل ذلك مُدَّةً. فلما رأى كثرةَ مَن بايعه من خراسانَ سارا جميعًا إلى الجوزجان، واختفى هناك، وجعل الخراساني يدعو النَّاسَ إليه، فعَظُم أصحابُه، وحمله الخراسانيُّ على إظهارِ أمْرِه، فأظهره بالطالقان، فاجتمع إليه بها ناسٌ كثير، وكانت بينه وبين قوَّادِ عبدِ الله بن طاهر وقَعاتٌ بناحيةِ الطالقان وجبالِها، فانهزم هو وأصحابه، وخرج هاربًا يريدُ بعضَ كور خراسان، وكان أهلُها كاتبوه، فلما صار بنسا، وبها والدُ بعضِ مَن معه، فلمَّا بَصُرَ به سأله عن الخبَرِ فأخبره، فمضى الأبُ إلى عامِلِ نسا فأخبَرَه بأمر محمد بن القاسم، فأعطاه العامِلُ عشرةَ آلاف درهم على دَلالَتِه، وجاء العامِلُ إلى محمد، فأخذه واستوثَقَ منه، وبعثه إلى عبدِ الله بن طاهر، فسيَّرَه إلى المعتصم، فحُبِسَ عند مسرور الخادمِ الكبير، وأجرى عليه الطَّعامَ، ووكَلَ به قومًا يحفَظونَه، فلمَّا كان ليلةُ الفطرِ اشتغلَ النَّاسُ بالعيد، فهرب من الحبسِ، دُلِّيَ إليه حبلٌ مِن كوَّة كانت في أعلى البيتِ، يدخل عليه منها الضوءُ، فلما أصبحوا أتَوْه بالطعام، فلم يَرَوه، فجعلوا لِمَن دلَّ عليه مائة ألفٍ، فلم يُعرَف له خبَرٌ.

العام الهجري : 237 العام الميلادي : 851
تفاصيل الحدث:

هو أبو عبدالله- وقيل: أبو جعفر- محمَّد بن موسى الخوارزمي، رياضيٌّ فلَكيٌّ جغرافيٌّ مؤرِّخٌ، من أهل خوارزم, وقيل ولد عام 164هـ بخوارزم, وكان يُنعَت بالأستاذِ، أقامه المأمونُ قَيِّمًا على خزانة كتُبِ بيتِ الحكمة، وعَهِدَ إليه بجَمعِ الكتب اليونانية وترجَمتِها، ترجم كتابَ بطليموس المجسطي، فصار أساسَ عِلمِ الفلك، ووضع جدولًا فلكِيًّا للمواقع الجغرافيَّة بحسب الابتعادِ التدريجيِّ عن خطِّ الزوال، يعتبَرُ أكبَرَ رياضيٍّ في عصره، أسس علمَ الجَبرِ، وله كتابُ الجبر والمقابلة، وكتب صورة الأرضِ وغيرها. وقد بيَّن الخَوارزميُّ في مُقدِّمة كتابه " الجبر والمقابلة" أن الخليفةَ المأمونَ هو الذي طلَبَ منه أن يُؤلِّفَ كتابَ الجَبرِ والمقابلة؛ كي يسهُلَ الانتفاعُ به في كلِّ ما يحتاجُ إليه الناس. وقد قال- رحمه الله- في مقدِّمة كتاب "الجبر والمقابلة": "وقد شجَّعني ما فضَّلَ اللهُ به الإمامَ المأمونَ، أميرَ المؤمنينَ، مع الخلافةِ التي حاز له إرثَها وأكرَمَه بلباسِها وحَلَّاه بزينتها, من الرغبةِ في الأدَبِ وتقريبِ أهلِه وإدنائِهم وبَسْطِ كَنَفِه لهم، ومعونته إيَّاهم على إيضاحِ ما كان مستهمًّا، وتسهيل ما كان وعرًا، على أن ألَّفْتُ من كتابِ الجبر والمقابلة كتابًا مُختصَرًا، حاصِرًا لِلَطيفِ الحسابِ وجَليلِه؛ لِمَا يَلزمُ النَّاسَ مِن الحاجة إليه في مواريثِهم ووصاياهم، وفي مُقاسماتِهم وأحكامِهم وتجاراتِهم، وفي جميعِ ما يتعاملون به بينهم من مساحةِ الأراضي وكَرْيِ الأنهار والهندسة، وغير ذلك من وجوهِه وفنونِه، مُقدِّمًا لحُسْن النيَّة فيه، راجيًا لأن يُنزِلَه أهلُ الأدبِ- بفَضلِ ما استُودِعوا من نِعَمِ الله تبارك وتعالى، وجليلِ آلائه، وجميلِ بلائِه عندهم- منزلتَه، وباللهِ توفيقي في هذا وغيرِه، عليه توكَّلْتُ وهو ربُّ العَرْشِ العظيم" وقيل: توفي عام 232هـ

العام الهجري : 136 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 754
تفاصيل الحدث:

عقد السَّفَّاح عبدُ الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس لأخيه أبي جعفرٍ عبدِ الله بن محمَّد بالخلافة مِن بعدِه، وجعله وليَّ عهد المسلمين، ومِن بعد أبي جعفرٍ ولد أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي، وجعل العهدَ في ثوبٍ وخَتَمه بخاتمه وخواتيمِ أهل بيته، ودفعه إلى عيسى بن موسى. فلما توفي السفَّاح كان أبو جعفر بمكَّة، فأخذ البيعةَ لأبي جعفرٍ عيسى بن موسى، وكتب إليه يُعلِمُه وفاة َالسفَّاح والبيعةَ له بعد أن دامت خلافةُ السفَّاح أربع سنين.

العام الهجري : 314 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 926
تفاصيل الحدث:

أفسد الأكرادُ والعرَبُ بأرض المَوصِل وطريقِ خُراسان، وكان عبدُ الله بن حَمدان يتولَّى الجميعَ وهو ببغداد، وابنُه ناصر الدولة بالموصِل، فكتب إليه أبوه يأمُرُه بجمع الرجال، والانحدارِ إلى تكريت، ففعل وسارَ إليها، فوصل إليها في رمضانَ، واجتمعَ بأبيه، وأحضر العَرَب، وطالبهم بما أحدثوا في عمَلِه بعد أن قتَلَ منهم، ونكَّلَ ببعضهم، فردُّوا على الناس شيئًا كثيرًا، ورحل بهم إلى شَهرزور، فوطئَ الأكراد الجلالية فقاتلهم، وانضاف إليهم غيرُهم، فاشتدَّت شَوكتُهم، ثمَّ إنَّهم انقادوا إليه لَمَّا رأوا قوَّته، وكفُّوا عن الفساد والشرِّ.