موسوعة الفرق

الفَصلُ الأوَّلُ: الخَلَلُ في مفهومِ التَّوحيدِ عِندَ المُعتَزِلةِ


من أُصولِ المُعتَزِلةِ: (التوحيدُ) ويَقصِدون به: نفيَ صِفاتِ اللهِ تعالى وأفعالِه، أي: التَّعطيلَ، وهو عَكسُ التَّوحيدِ، وهذا من التَّلبيسِ وقَلبِ المفاهيمِ عِندَ أهلِ الأهواءِ.
والعجيبُ أنَّ جميعَ مُسَمَّياتِ أُصولِ المُعتَزِلةِ فيها تلبيسٌ، وتجِدُ حقيقتَها على عَكسِ مُرادِهم؛ ليُبعِدوا أنفُسَهم عن التُّهمةِ والشَّناعةِ، ولِيُوهِموا النَّاسَ أنَّهم على الحَقِّ، وهذه من خِصالِ أهلِ الأهواءِ والافتراقِ والبِدَعِ.
قال ابنُ تيميَّةَ: (‌من ‌العجَبِ ‌أنَّ "‌المُعتَزِلةَ" ‌يفتَخِرون بأنَّهم أهلُ "التَّوحيدِ" و"العَدلِ"، وهم في توحيدِهم نَفَوا الصِّفاتِ نَفيًا يستلزِمُ التَّعطيلَ والإشراكَ، وأمَّا العَدلُ الذي وصَف اللهُ به نفسَه فهو ألَّا يَظلِمَ مِثقالَ ذَرَّةٍ، وأنَّه: مَن يَعمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَه، ومن يعمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه، وهم يجعَلون جميعَ حَسَناتِ العبدِ وإيمانَه حابِطًا بذَنبٍ واحدٍ من الكبائِرِ! وهذا من الظُّلمِ الذي نزَّه اللهُ نفسَه عنه) [1595] ((مجموع الفتاوى)) (7/ 493). .

انظر أيضا: