موسوعة الفرق

المَبحَثُ الرَّابعُ: مِن عوامِلِ انتِشارِ مذهَبِ المُعتَزِلةِ: تقديمُ صورتِهم للنَّاسِ على أنَّهم أصحابُ الكِتابِ والسُّنَّةِ وأهلِ الحقِّ


فقد زعَموا أنَّ مذهَبَهم هو الحقُّ، وأنَّه مذهَبُ السَّلفِ الصَّالِحِ القائِمُ على الأدلَّةِ مِن الكتابِ والسُّنَّةِ، وأنَّه الذي يقتضيه العقلُ والأدلَّةُ خِلافًا للإلْفِ والعادةِ.
وذكَر القاضي عبدُ الجبَّارِ أنَّ الملِكَ خُوارَزْم شاه طلَب منه تقريرَ هذه الفِكرةِ في كتابٍ، فقال عبدُ الجبَّارِ: (... أدامُ اللهُ عِزَّه يُحِبُّ أن أملِيَ كتابًا في أنَّ مذهَبَ المُعتَزِلةِ هو الذي يقتضيه العقلُ والكتابُ والسُّنَّةُ، وهو الذي مرَّ عليه السَّلفُ والخَلَفُ؛ فإنَّ القولَ بالتَّشبيهِ والجَبرِ وسائِرِ المذاهِبِ الباطِلةِ هي حادِثةٌ حالًا فحالًا مِن قومٍ لا عِلمَ لهم، ثُمَّ كثُر ذلك بالتَّقليدِ واتِّباعِ العامَّةِ، فرأَيتُ التَّسرُّعَ إلى ذلك واجِبًا ليعلَمَ الأميرُ السَّيِّدُ الملِكُ العادِلُ -أطال اللهُ أيَّامَه وحرَس مكانَه- أنَّه فيما تمسَّك به مُوافِقٌ للرَّسولِ عليه السَّلامُ والأئمَّةِ، وأنَّ مَن خالَفه فهو مُخالِفٌ لهم، ولكي يأنَسَ بكثرةِ مُوافقيه مِن العُلماءِ) [72] ((فضل الاعتزال وطبقات المُعتزِلة)) (ص: 86). .

انظر أيضا: