موسوعة الفرق

المَبحَثُ الثَّاني: أبرَزُ رِجالاتِ البَريلَويَّةِ


ثَمَّةَ شَخصيَّاتٌ كانت قد تَلقَّتِ التَّعاليمَ البَريلَويَّةَ من أهلِها وبَرَزوا في ذلك واشتَهَروا، وثَمَّةَ شَخصيَّاتٌ أُخرى كانت مُناصِرةً لهذه الطَّريقةِ؛ منهم:
1- نعيمُ الدِّينِ المراد آبادي:
ولِدَ سَنةَ 1883م وكان معاصِرًا للبَريلَويِّ، ولم يَكُنْ بَينَهما أيَّةُ رابطةٍ سِوى مُخالَفةِ كُلِّ واحِدٍ منهما للموحِّدينَ أتباعِ الكِتابِ والسُّنَّةِ، وتَأييدِ الرُّسومِ والعاداتِ الهندوسيَّةِ التي دَخَلت على المُسلمينَ باسمِ الدِّينِ وراجَت فيه، ومُناصَرةِ البدَعِ، والتَّبَرُّكِ بالقُبورِ والتَّوسُّلِ بالصَّالحينَ، والنُّذورِ للأمواتِ، وإقامةِ الأعيادِ التي تُسَمَّى الأعراسَ، وغَيرِ ذلك منَ الأمورِ.
وقد أسَّسَ مَدرَسةً في مُراد آباد بالهندِ وسَمَّاها في البدايةِ (مَدرَسة أهلِ السُّنَّةِ) ثمَّ غَيَّرَ اسمَها وسَمَّاها (بالجامِعةِ النَّعيميَّةِ) ويَتَلقَّبُ تَلامِذةُ هذه المَدرَسةِ والمُتَخَرِّجونَ منها بالنَّعيميِّين.
وكان المُرادُ آبادي يُشاهدُ ويَرى شِدَّةَ البَريلَويِّ وقَسوتَه على الدُّعاةِ إلى التَّوحيدِ الخالصِ، والعامِلينَ بالكِتابِ والسُّنَّةِ، فكان يَعجَبُ به ويَفرَحُ، ويُظهِرُ سُرورَه ويُؤَيِّدُه ويُناصِرُه ويَكتُبُ ويُؤَلِّفُ في تَأييدِه وتَوثيقِه، كما كَتَبَ بَعضَ الكُتَيِّباتِ في نَفسِ المَسائِل التي أثارَ البَريلَويُّ البَحثَ حَولَها.
ومن أهَمِّ ما ألَّف: هَوامِشُ القُرآنِ الكَريمِ باللُّغةِ الأُرديَّةِ، وسَمَّاها (خَزائِن العِرفانِ) التي نُشِرَت فيما بَعدُ مَعَ تَرجَمةِ مَعاني القُرآنِ إلى اللُّغةِ الأُرديَّةِ للبَريلَويِّ، و(أطيَب البَيان) الكِتابُ الذي رَدَّ به على (تَقويةِ الإيمانِ) للشَّاه إسماعيلَ الدِّهْلَويِّ، و(الكَلمة العُليا) في إثباتِ عِلمِ الغَيبِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وغَيرُها منَ الكُتُبِ والرَّسائِلِ، وماتَ سَنةَ 1948م، وطائِفتُه تُلقِّبُه بصَدرِ الأفاضِلِ [1449] يُنظر: ((تذكرة علماء أهل السنة))، ((حياة صدر الأفاضل))، وحاشية ((الاستمداد)) لمصطفى رضا (ابن البريلوي). .
2- أمجد علي:
وُلِد في (كهوسي) بوِلايةِ (أعظم كره)، ودَرس في المُدَرِّسةِ الحَنَفيَّةِ بجونبور، وأيَّدَ دَعوةَ البَريلَويِّ ونَصرَها بكُلِّ قوَّةٍ، ومَكَثَ مُدَّةً في بَريلي عِند البَريلَويِّ، وألَّف عِدَّةَ مُؤَلَّفاتٍ في تَأييدِ مَسلَكِه ومَوقِفِه، وساعَده في تَكوينِ مَذهَبِه وطائِفتِه، ومن أهَمِّ ما صَنَّفه كِتابُ فِقهٍ باسمِ (بهار شريعت) الذي بَيَّن فيه المَسائِلَ والأحكامَ في ضَوءِ التَّعليماتِ البَريلَويَّةِ، وصارَ الكِتابُ فيما بَعدُ مَوسوعةَ فِقهٍ للبَريلَويَّةِ، وماتَ سَنةَ 1948م [1450] يُنظر: هامش ((الاستمداد للبريلوي)) (ص: 90 - 91). .
3- ديدار علي:
وُلِد في (نواب بور) بوِلاية (ألور) في الهندِ، ودَرس في المَدارِسِ الحَنَفيَّةِ العَديدةِ حتَّى استَقَرَّ في مَدينةِ هورَ، ويَقولُ كاتِبُ تَرجَمَتِه: إنَّه حَفِظَ مَدينةَ هورَ منَ الوهَّابيَّةِ والدِّيوبِنْديَّةِ ومن عَقائِدِهمُ المَسمومةِ، وتوُفِّيَ في سَنةِ 1935م.
ومن مُؤَلَّفاتِه (تَفسيرُ ميزانِ الأديانِ)، و(عَلاماتُ الوهَّابيَّةِ)، وبَعضُ الكُتَيِّباتِ الأخرى [1451] يُنظر: هامش ((الاستمداد للبريلوي)) (ص: 94). .
4- حِشمَت علي:
وُلِد بـ(الكهنو) في الهندِ ودَرسَ فيها ونَشَأ ورُبِّي هناكَ، ثمَّ انتَقَل إلى مَدرَسةِ البَريلَويِّ أحمَد رِضا (مَنظَر إسلام)، ودَرس على يَدَي أمجَد علي، واستَلمَ الشَّهادةَ منِ ابنِ البَريلَويِّ، ثمَّ بَدَأ يُرَوِّجُ تَعاليمَ البَريلَويَّةِ ويُناصِرُها، فلقَّبَه البَريلَويُّ بـ (غَيظِ المُنافِقينَ) وأعطاه سَنَدَ خِلافتِه، واشتَهَرَ بالرَّدِّ على الوهَّابيَّةِ والدِّيوبِنْديَّةِ، ثمَّ مَرِضَ بالسَّرَطانِ وماتَ من ذلك سَنةَ1380هـ [1452] يُنظر: ((تذكرة علماء أهل السنة)) لمحمود البريلوي (ص: 82- 83). .
5- مُفتي أحمد يار نعيمي البدايوني:
وُلِد في بدايون، ودَرس مُدَّةً في (المَدرَسةِ الإسلاميَّةِ) عِند الدِّيوبِنْديِّينَ، ثمَّ انتَقَل منها إلى مُراد آباد ودَرس عِندَ نَعيم الدِّين المُراد آبادي؛ ولذلك يُلقِّبُ نَفسَه بنَعيمي، ثمَّ عُيِّنَ مُدَرِّسًا في مَدرَسَتِه وبَعدَ ذلك انتَقَل إلى مُدُنٍ عَديدةٍ في الهندِ حتَّى استَقَرَّ في كجرات، وأسَّسَ مَدرَسةً باسمِ (الجامِعة الغوثيَّة النَّعيميَّة) واسمُ مَدرَسَتِه يَدُلُّ على عَقائِدِه ومُعتَقَداتِه، وكان من كِبارِ المُناصِرينَ للبَريلَويِّ والبَريلَويَّةِ، وكَتَب كُتُبًا عَديدةً لتَأييدِ هذه الطَّائِفةِ ونَشرِ أفكارِها وعَقائِدِها، ومن أهَمِّها: كِتابُه (جاءَ الحَقُّ) الذي حاول فيه مُناصَرةَ مَذهَبِه ومَسلكِه، وكَرَّسَ جُهدَه في الرَّدِّ على مَن يُسَمِّيهمُ الوهَّابيِّينَ، وله هَوامِشُ على تَرجَمةِ القُرآنِ للبَريلَويِّ سَمَّاها (نور العِرفانِ) أيَّدَ فيها مَسلَكَه ومَوقِفَه، وأوَّلَ كثيرًا منَ الآياتِ مُحَرِّفًا لها عن مَعانيها الأصليَّةِ ومَدلولاتِها الحَقيقيَّةِ، كَأستاذِه المُرادِ آبادي والبَريلَويِّ، وله أيضًا رِسالةُ (رحمة إله بوسيلة أولياء)، و(سَلطَنة مُصطَفى)، وغَيرُها منَ الكُتَيِّباتِ والرَّسائِل، وماتَ سَنةَ 1971م [1453] يُنظر: ((تذكرة أكابر أهل السنة)) للقادري (ص: 54- 58)، ((اليواقيت المهرية)) للغولوي (ص: 39). .

انظر أيضا: