موسوعة الفرق

المَبحَثُ الثَّاني: أبرَزُ شَخصيَّاتِ الطَّائِفةِ الخَتْميَّةِ


1- الحَسَنُ بنُ مُحَمَّد عُثمان الميرغَنيُّ
وُلدَ في مَدينةِ (بارا) بغَربِ السُّودانِ عامَ 1816م، ثمَّ التَحَقَ بوالدِه في مَكَّةَ وتَلقَّى تَعليمَه بها. وبعَثَ به والِدُه إلى السُّودانِ لنَشرِ الطَّريقةِ الخَتميَّةِ. ولقيَ نَجاحًا كَبيرًا في دَعوتِه لا سيَّما في شَمالِ السُّودانِ وشَرقِه.
وأصبَحَ الحَسَنُ شَيخَ الطَّريقةِ في السُّودانِ، وأسَّسَ قَريةَ (الخَتميَّةِ) بالقُربِ من مَدينةِ (كَسلا) في شَرقِ السُّودانِ، كَمركزٍ للطَّائِفةِ، وأصبَحَ له مَكانةٌ كَبيرةٌ في تلك الأنحاءِ فاقَت مَكانةَ والدِه مُؤَسِّسِ الطَّريقةِ، وظَلَّ الحَسَنُ شَيخًا للطَّريقةِ حتَّى وفاتِه عامَ 1869م.
2- مُحَمَّد عُثمان تاج السِّرِّ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّد عُثمان الميرغَنيِّ
سُمِّيَ مُحَمَّد عُثمان تاج السِّرِّ (بالأقرَب)، وأصبَحَ شَيخَ الطَّريقةِ بَعدَ وفاةِ والدِه الحَسَنِ، وخِلالَ فترةِ تَولِّيه زَعامةَ الطَّائِفةِ ظَهَرَتِ الحَرَكةُ المَهديَّةُ في السُّودانِ، فعارَضَها مُحَمَّد عُثمان تاج السِّرِّ مُعارَضةً شَديدةً، وقادَ أتباعَه منَ الخَتميَّةِ لمُقاومَتِها وخاضوا عِدَّةَ مَعارِكَ ضِدَّ جُيوشِ المَهديَّةِ في شَرقِ السُّودانِ. وانتَهى الأمرُ بهَزيمَتِه وفِرارِه إلى مِصرَ؛ حَيثُ ظَلَّ بها حتَّى وفاتِه عامَ 1886م.
وقد (سارَ على دَربِه أبيه الحَسَنِ وأحيا طَريقَتَه ولكِنَّه لم يُعَمَّرْ طَويلًا؛ حَيثُ عاشَ تِسعًا وثَلاثينَ سَنةً، وتوفِّيَ بمِصرَ، وعلى قَبرِه مَشهَدٌ عَظيمٌ، ومقامٌ يُزارُ، ومَولِدٌ يُقامُ في كُلِّ عامٍ، ومَحفَلٌ عَظيمٌ، خَلَفَ من بَعدِه أبناءُ السَّيِّدِ علي والسَّيِّد أحمَد الميرغَني) [1226] ‌((موسوعة أهل الذكر بالسودان)) بإشراف طه الباقر (1/ 155). .
3- عليٌّ الميرغَنيُّ بنُ مُحَمَّد عُثمان تاج السِّرِّ
وُلِد بجَزيرة (مساوي) مَركَزِ مروي بشَمالِ السُّودانِ عامَ 1880م، وانتَقَل مَعَ والدِه إلى مَدينةِ كسلا، وحينَما اضطُرَّ والِدُه إلى الهجرةِ إلى مِصرَ إثر هَزيمَتِه على يَدِ جُيوشِ المَهديَّةِ، تَركه والِدُه مَعَ عَمِّه في مَدينةِ سَواكِنَ في شَرقِ السُّودانِ. ثمَّ لحِقَ بأبيه وبَقيَ في مِصرَ حتَّى مَجيءِ الغُزاةِ الإنجِليزِ للسُّودانِ.
وحينَما تَمَّ للإنجِليزِ الاستيلاءُ على السُّودانِ وهَزيمةُ المَهديَّةِ اعتَرَفوا به زَعيمًا لعُمومِ طائِفةِ الخَتميَّةِ في السُّودانِ. واستَفادوا منه في القَضاءِ على المَشاعِرِ الدِّينيَّةِ التي حَرَّكَتِ الثَّورةَ المَهديَّةَ من ناحيةٍ، وفي كَسبِ ولاءِ السُّودانيِّينَ من ناحيةٍ أخرى. وحينَما بَدَأتِ الحَرَكةُ المَهديَّةُ تَظهَرُ من جَديدٍ على يَدِ أحَدِ أبناءِ المَهديِّ، وبمُبارَكةِ الإنجِليزِ، شَعَر عليٌّ الميرغَنيُّ بخُطورةِ المَوقِفِ لا سيَّما وأنَّ الإنجِليزَ أرادوا ضَربَ الطَّائِفتَينِ (الخَتميَّةِ والأنصارِ) والاستِفادةَ منَ العَداءِ التَّقليديِّ بَينَهما والصِّراعِ بَينَ زَعيمَيهما. نَتيجةً لذلك تَحَوَّل ولاءُ زَعيمِ الخَتميَّةِ نَحوَ مِصرَ، وأصبَحَ راعيًا فيما بَعدُ للحَرَكةِ السِّياسيَّةِ التي كانت تَدعو إلى الوَحدةِ بَينَ مِصرَ والسُّودانِ، وظَلَّ يُحَرِّكُ الأحداثَ السِّياسيَّةَ من وراءِ سِتارٍ حتَّى وفاتِه عامَ 1968م.
4- مُحَمَّد عُثمان بنُ عليٍّ الميرغَنيِّ
وُلدَ عامَ 1936م، وتَولَّى زَعامةَ الطَّريقةِ بَعدَ وفاةِ والدِه عامَ 1968م، وهو الزَّعيمُ الحاليُّ للخَتْميَّةِ.
وخِلافًا لوالدِه الذي كان يُحَرِّكُ الأحداثَ السِّياسيَّةَ ويُشارِكُ فيها من وراءِ سِتارٍ، انخَرَطَ مُحَمَّد عُثمان في العَمَلِ السِّياسيِّ، مُستَنِدًا إلى ولاءِ أتباعِه، وأصبَحَ زَعيمًا للطَّائِفةِ وللحِزبِ الاتِّحاديِّ الدِّيمُقراطيِّ الذي تَزَعَّمَه، وقدِ استَغَلَّ ولاءَ أتباعِه لخِدمةِ الحِزبِ بَينَما الحِزبُ يَضُمُّ كَثيرًا منَ العلمانيِّينَ واليساريِّينَ، بل وحتَّى النَّصارى الذينَ تَولَّوا مَناصِبَ عُليا فيه، ومن ثَمَّ اتَّخَذَ الحِزبُ مَواقِفَ لا تَتَلاءَمُ مَعَ انتِماءِ الطَّائِفةِ الدِّينيِّ، كتَحالُفِه مَعَ الشُّيوعيِّينَ، وعَقدِ اتِّفاقيَّةٍ من طَرَفٍ واحِدٍ مَعَ المُتَمَرِّدينَ، وأخيرًا قيادَتُه للتَّجَمُّعِ الدِّيمُقراطيِّ الذي يَضُمُّ خَليطًا منَ العلمانيِّينَ واليساريِّينَ المُناهضينَ لشَرعِ اللهِ والمُوالينَ لحَرَكةِ التَّمَرُّدِ التي تُحارِبُ الإسلامَ!
وفي عامِ 2010م غادَرَ السُّودانَ مُتَوجِّهًا إلى لندَنَ، ثمَّ غادَرَ منها مُتَوجِّهًا إلى مِصرَ، ومَكَثَ بالقاهرةِ، ثمَّ عادَ إلى السُّودانِ 2022م، وكان في هذه الفترةِ يُديرُ شُؤونَ حِزبِه منَ القاهرةِ.

انظر أيضا: